المَحَارَةُ : دابَّة بالصَّدَفَيْن . وباطنُ الأُذُن . والصَّدفة وهذه عن الأَصمعيّ قال الأَزهَريّ : ذكر الأصمعيُّ وغيرُه هذا الحرفَ في حور فدلَّ ذلك على أنَّه مَفْعَلَة من حَارَ يَحورُ وأَنَّ الميمَ ليست بأَصليَّة قال : وخالفَهم الليث فوضعَ المَحارَة في باب محر قال : ولا نعرف محر في شيءٍ من كلام العرب . قلتُ : وأَمحَرَة بالفتح : مدينةٌ بالحبَش
الحَرْتُ : الدَّلْكُ الشَّدِيدُ حَرَتَ الشَّيْءَ يَحْرُتُهُ حَرْتاً . الحَرْتُ : القَطْعُ المُسْتَدِيرُ كالفَلْكَة ونَحْوِها . قال الأَزهريّ : لا أَعرف ما قال اللَّيْثُ في الحَرْت : إِنّه قَطْعُ الشَّيْءِ مُستدِيراً قال : وأَظُنُّه تصحيفاً والصَّوابُ خَرَتَ الشّيْءَ يَخْرُتُهُ بالخاءِ ؛ لأَنّ الخُرْتَةَ هي الثَّقْب المستديرُ كما سيأْتي . الحَرْتُ : صَوْتُ قَضْمِ الدَّابَّةِ العَلَفَ ونَحْوَهُ نقله الصّاغانيّ . والمَحْرُوتُ : أَصْلُ الأَنْجُذَانِ وهو نباتٌ كما يأْتي في نجذ واحدتُه مَحْرُوتَةٌ وقَلّما يكونُ مفعولٌ اسماً إِنما بابُه أَن يكون صِفَةً كالمضروب والمشؤوم أَو مصدرا كالمعقول والميْسور . وعن ابن شُمَيْل : المَحْرُوت : شَجَرَةٌ بيضاءُ تُجْعَلُ في المِلْح لا تُخَالِطُ شَيْئاً إِلاّ غَلَبَ رِيحُهَا عليه وتَنْبُت في البادية وهو ذَكِيَّةُ الرِّيح جِدًّا والواحدة مَحروتةٌ . والحُرْتَةُ بالضَّمِّ عن أَبي عَمْرٍو : أَخْذُ لَذْعَةِ الخَرْدَلِ إِذا أَخَذَ بالأَنْفِ والثّابِتُ في رِوايته بالخاءِ . في الصِّحاحِ : رجلٌ حُرَتَةٌ كهُمَزَةِ وهو الأَكُولُ . عن ابن الأَعرابيّ : حَرِتَ الرَّجُلُ كسَمِعَ : إِذا ساءَ خُلُقُه . الحَرَاتُ كسَحَاب : صَوْتُ الْتِهابِ النّارِ نقله الصّاغانيُّ . وحَوْرِيتُ : ع ولا نَظِيرَ لَهَا سوى صَوْلِيت ذكرهما أَبو حَيّان في شرح التَّسْهيل وابنُ عُصْفُور في المُمْتَع ولم يفسّراهما واتّفقا على أَنّ وَزْنَهما فَعْلِيت وبحث ابْنُ عُصفور أَنّ أَصلهما الكسرُ فخُفِّف وردُّه أَبو حيّان بأَنّه لم يُسْمَع كسرُهما حتّى يُدَّعَى التّخفيف : واقتصر في الإِرشاد على ذكر صَوْليت قاله شيخنا وصريحُ كلامهما أَنّ التّاءَ زائدة ؛ لأَنّهما وزَنَاهُما بفَعْلِيت وكلام المصنِّف مصرّح بأَنّ التّاءَ من أُصول الكلمة فافْهَمْ
الحَرتَكُ كجَعْفَرٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسان وقالَ ابنُ عبّادٍ : الصَّغِيرُ الجِسمِ ونَصُّ المُحِيطِ : الحَرتَكُ بمنزلة الحَتَك وهما الصِّغارُ من الناس كذا قالَ من النّاسِ والجَمْعُ : الحَراتِكُ وقالَ في تَركِيب ح ت ك : الحَتَكُ : فِراخُ النَّعام فتأَمل . قلتُ : وأَبو الحَسَن محمَّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ نَيّار الحِرتَكِي بالكسرِ : إِمامُ جامعِ البَصْرةِ ذكره ابنُ الجَزَرِيِّ في طَبقاتِ القُرّاءِ وضَبَطه
الحَرًُّ : ضِدُّ البَرْدِ كالحُرُور بالضمِّ والحَرَارَةِ بالفتح والحِرَّةِ بالكسر ج حُرُورٌ بالضمّ وأَحارِرُ على غير قياس مِن وَجْهَيْنِ : أحدُهما بِناؤُه والآخَرُ تَضْعِيفُه قال ابن دُرَيْدٍ : لا أعرفُ ما صِحَّتُه وكذا نَقَلَه الفِهْرِيُّ في شَرْح الفَصِيح عن المُوعب والعالم والمُخَصّص وهم نَقَلُوا عن أَبي زَيْدٍ أنه قال : وزَعَمَ قومٌ مِن أهل اللغَةِ أن الحَرَّ يُجْمَعُ على أِحارِرَ ولا أعرفُ صِحَّتَه . قال شيخُنَا : وقال صاحبُ الواعِي : ويجمع أحارّ أي بالإدغام . قلتُ : وكأنَّه فِرارٌ مِن مخالفةِ القِيَاس . وقد يكونُ الحَرَارَةُ الاسمَ وجَمْعُها حينئذٍ حَرَاراتٌ . قال الشاعر :
بِدَمْعٍ ذِي حَرَارَاتٍ ... على الخَدَّيْنِ ذِي هَيْدَبْ . وقد تكونُ الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ حَرَارَةِ الذي هو المَصْدَرُ إلاّ أنَّ الأولَ أقربُ
تقول : حَرَّ النَّهارُ وهو يَحَرُّ حَرّاً وقد حَرِرْتَ يا يَوْمُ كمَلِلْتَ أي مِن حَدِّ عَلِمَ عن اللِّحْيَانيِّ وفَرَرْتَ أي مِن حَدِّ ضَرَبَ ومَرَرْتَ أي مِن حَدِّ نَصَرَ تَحَرُّ وتَحِرُّ وتَحُرُّ حَرّاً وحَرَّةً وحَرَارَةً وحُرُوراً أي اشتدَّ حَرُّكَ
الحَرُّ : زَجْرٌ للبَعِير كذا في النُّسَخ والصَّوَابُ للعَيْر كما هو نَصُّ التَّكْمِلَة . يُقَال له : الحَرُّ كما يُقَال للضَّأْنِ : الحَيْهِ . أَنشدَ ابن الأَعْرَابيّ :
شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ ... قد تَرَكَتْ حَيْهِ وقالت حَرِّ
ثمّ أَمالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ ... عَمداً على جانِبِها الأَيْسَرِّ . الحَرُّ : جمْعُ الحَرَّةِ . قال شيخُنَا : وهو اسمُ جنْسِ جَمْعِيٌّ لا جمعٌ اصْطِلاحيُّ . والحَرَّةُ : اسمٌ لأَرضٍ ذاتِ حجارةٍ نَخِرَةٍ سُودٍ كأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار وقيل : الحَرَّةُ مِن الأَرضِينَ : الصُّلْبَةُ والغَلِيظَةُ التي أَلْبسَتْها حِجارَةٌ سُودٌ نَخِرَةٌ كأَنَّهَا مُطِرَتْ كالحِرَارِ بالكسر جمْع تَكْسِيرٍ وهو مَقِيسٌ والحَرّاتِ جمْع مُؤَنَّث سالم والحَرِّينَ جمع مذكَّر على لَفْظِه والأَحَرِّينَ على تَوَهُّمِ أَن له مفرداً على أحَرَّةٍ وهو شاذٌّ . قال سِيبَوَيْه : وزَعَم يُونسُ أَنهم يقولون : حَرَّةٌ وحَرُّونَ جَمَعُوه بالواو والنُّون يُشَبِّهُون بقولهم : أَرْضٌ وأَرْضُون لأَنها مؤنثةٌ مثلها قال : وزَعَمَ يُونُسُ أيضاً أنهم يقولون : حَرَّةٌ وإحَرُّونَ يَعْنِي الحِرَارَ كأَنه جمْعُ إِحَرَّةٍ ولكن لا يُتَكَلَّمُ بها . أَنشدَ ثعلبٌ لزيد بنِ عَتاهِيَةَ التَّمِيميِّ وكان زيدٌ المذكورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّين قد انهزمَ ولَحِقَ بالكُوفة وكان عليٌّ رضيَ اللهُ عنه قد أَعْطَى أصحابَه يومَ الجَمَلِ خَمْسِمائَة دِرهمٍ خمْسَمائة دِرْهم من بيتِ مالِ البَصْرَةِ فلما قَدِمَ زيدٌ عَلى أهله قالتْ له ابنتُه : أَين خَمْسُ المائةِ فقال :
" إنّ أباكِ فَرَّ يومَ صفِّينْ
" لمَّا رَأَى عَكّا والأَشْعَرِيِّينْ
" وقَيْسَ عَيْلانَ الهَوَازِنِيِّينْ
" وابنَ نُمَيْرٍ في سَرَاةِ الكِنْدينْ
" وذَا الكَلاَعِ سَيِّدَ اليَمَانِينْ
" وحابِساً يَسْتَنُّ في الطّائِيِّينْ
" قال لِنَفْسِ السُّوءِ هل تَفِرِّينْ
" لا خَمْسَ إلاّ جَنْدَلُ الإِحَرِّينْ
" والخَمْسُ قد يُجْشِمْنَكِ الأَمَرِّينْ
" جَمْزاً إلى الكُوفَةِ مِن قِنَّسْرِينْ
قال ابن الأَثير : ورَوَاه بعضُهم : لا خِمْس بكسر الخاءِ مِن وُرُود الإِبل والفتحُ أَشْبَهُ بالحديث ومعناه ليس لك اليومَ إلا الحِجَارةُ والخَيْبَةُ . وفيه أَقوالٌ غير ما ذكْرنا . وقال ثعلبٌ : إنّما هو الأَحَرِّين قال : جاءَ به على أَحَرَّ كأَنه أَرادَ هذا الموضعَ الأَحَرَّ أي الذي هو أَحَرُّ مِن غيره فصَيَّرَه كالأَكرَمِين والأَرْحَمِين . ونَقَلَ شيخُنا عن سِفْر السَّعَادَة وَسَفِير الإفادة للعَلَم السَّخَاويِّ ما نَصُّه : إِحَرُّون جمعُ حَرَّةٍ زادوا الهَمْزَ إيذاناً باستحقاقِه التَّكْسِيرَ وأنه ليس له جمْع السَّلامةِ كما غَيَّروه بالحَرَكة في : بَنُونَ وقِلُونَ وإنما جُمعَ حَرَّة هذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه مِن الوَهن بالتَّضْعِيف ثم لم يُتِمُّوا له كمالَ السَّلامة فزادُوا الهمزةَ وكذلك لمّا جَمعوا أَرضاً فقالوا : أَرَضُونَ غَيَّرُوا بالحركَةَ فكانَتْ زيادَةُ الهمزَة في إحَرِّين كزيادتها في تَغَيُّرِ بناءِ الواحدِ في الجمع حيث قالوا : أَكْلُبٌ . وقد جَمَعُوهَا جمعَ التكسير الذي تستحقُّه فقالوا : حِرارٌ . وقال بعضهم : حَرُّون فمل يزد الهمزة انتهى
وقال ابن الأعرابيّ : الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ : الصُّلْبَة الشديدةُ . وقال غيرُه : الحَرَّةُ هي التي أعْلاها سُودٌ وأسفلُها بِيضٌ . وقال أَبو عَمْرو : تكونُ الحَرَّةُ مستديرة فإذا كان منها شيءٌ مستطيلاً ليس بواسع فذلك الكُرَاعُ
يقال : بَعِيرٌ حَرِّيٌّ إذا كان يَرْعَى فيها أي الحَرَّةِ . الحُرُّ بالضمّ : خِلافُ العَبْدِ . الحُرُّ : خِيَارُ كلِّ شيْءٍ وأَعْتَقُه . وحُرُّ الفاكِهَةِ خِيَارُهَا . والحُرُّ : كلُّ شيءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ وغيره
مِن ذلك الحُرُّ بمعنى الفَرَس العَتِيق الأَصِيل يقال : فَرَسٌ حُرٌّ . مِن المَجاز : الحُرَّ مِن الطِّين والرَّمْل : الطَّيِّبُ كالحُرَّةِ . وحُرُّ كلِّ أرضٍ : وَسَطُهَا وأَطْيَبُها . وقال طَرَفَةُ :
وتَبْسِمُ عن أَلْمَى كأَنَّ مُنَوِّراً ... تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِ . ومن المجَاز : طِينٌ حُرٌّ : لا رَمْلَ فيه . ورمَلْةٌ حُرَّةٌ : لا طِينَ فيها وفي الأَساس : طَيِّبَةُ النَّبَاتِ . وحُرُّ الدّارِ : وَسَطُهَا . وخَيْرُهَا وقال طرفةُ أيضاً :
تُعَيِّرُني طَوْفى البِلادَ ورحْلَتِي ... ألاَ رُبَّ يَومٍ لي سِوَى حُرِّ دارِكِ . يقال : رجلٌ حُرٌّ بَيِّنُ الحَرُوريَّة بالفتح ويُضَمُّ كالخُصُوصِيَّة والُّلصُوصِيَّةِ والفتحُ في الثلاثة أفصحُ من الضَّمِّ وإن كان القياسُ الضمَّ قالَه شيخُنَا . والحُرُورَةِ بالضّمّ والحَرَارَةِ والحَرَارِ بفتحهما ومنهم مَن رَوَى الكسرَ في الثاني أيضاً وهو ليس بصوابٍ والحُرِّيَّةِ بالضمّ . وقال شَمِرٌ : سمعتُ من شيخ باهِلَةَ :
فلو أَنْكِ في يَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِي ... فِراقَكِ لم أَبْخَلْ وأَنتِ صَدِيقُ
فما رُدَّ تَزْوِيج عليه شَهادةٌ ... ولا رُدَّ مِن بَعْدِ الحَرَارِ عَتِيقُ . وقال ثعلبٌ : قال أعرابيٌّ : ليس لها أعْراقٌ في حَرَارٍ ولكنْ أعراقُها في الإماءِ
ج أَحْرَارٌ وهو مَقِيسٌ كقُفْل وأَقْفَالٍ وغُمْرٍ وأَغْمَارٍ وحِرَارٌ بالكسر حكاه ابن جِنِّي وهو الصَّوابُ وحَكَى بعضٌ فيه الفتحَ وهو غَلَطٌ كما غَلِطَ بعضٌ فَحَكَى في المصدر الكسْرَ وزَعَمَ أنه مِن الأَلفاظ التي جاءَتْ تارةً مَصدراً وتارةً جمعاً كقُعُودٍ ونحوه وليس كما زَعَمَ فَتَأَمَّلْ قاله شيخُنَا . الحُرُّ : فَرْخُ الحَمَامةِ وقيل : الذَّكَرُ منها . الحُرُّ : وَلَدُ الظَّبْيَةِ في بيت طَرَفَةَ :
بينَ أَكْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَى ... مَخْرَفٌ يَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ حُرّ . الحُرُّ : وَلَدُ الحَيّةِ اللطِيفةِ وقيل : هو حَيَّةٌ دقيقةٌ مثْلُ الجانِّ أَبيض قال الطِّرمّاح :
مُنْطَوٍ في جَوفِ نامُوسِه ... كانْطِوَاءِ الحُرِّ بين السِّلاَمْ . وزَعَمُوا أَنه الأَبيضُ مِن الحَيّات وعمَّ بعضُهُم به الحَيَّةَ . مِن المَجَاز : الحُرُّ : الفِعْل الحَسَنُ يقال : ما هذا منْكَ بحُرٍّ أي بحَسَنٍ ولا جَمِيلٍ . قال طَرَفَة :لاَ يَكنْ حُبُّكِ داءً داخِلاً ... ليسَ هذا منْكِ ماوِيَّ بحُرّ . أي بفِعْلِ حَسَنٍ قال الأزهريّ : وأمّا قولُ امرئِ القَيْسِ :
لعَمْرُكَ ما قَلْبِي إلى أَهْلِه بحُرّ ... ولا مُقْصِرٍ يوماً فيأْتِينِي بقُرّ . إلى أَهلِه أَي صاحبِه بحُرّ : بكَرِيمٍ لأَنه لا يَصبِرُ ولا يَكُفُّ عن هوَاه والمعنَى أن قلبَه يَنْبُو عن أهله ويَصْبو إلى غير أهله فليس هو بكريمٍ في فِعْله
مِن المجاز : الحُرُّ : رُطَبُ الأَزاذِ كسَحابٍ وهو السِّبِسْتانُ وهو بالفارسيّة آزاد رخت وأَصْلُه أزاد درخت ومعناه الشجرةُ المَعْتُوقَةُ فحَذَفُوا إحدى الدّالَيْنِ ثم لمّا عَرَّبُوا أَعْجَمُوا الذّالَ
الحُرُّ : الصَّقْرُ وبه فَسَّر ابنُ الأعْرَابيِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِكْرِه وأَنْكَرَ أن يكونَ الحُرُّ فيه بمعنَى الحَيَّةِ . قال الأَزهريُّ : وسأَلْت عنه أعرابيّاً فصيحاً فقال مثْلَ قَولِ ابن الأَعرابيِّ
قيل : الحُرُّ هو البازِي وهو قريبٌ من الصَّقْر قصيرُ الذَّنَبِ عظيمُ المَنْكَبَيْنِ والرَأْسِ وقيل : إنه يَضْرِبُ إلى الخُضْرَة وهو يَصِيدُ . مِن المَجَاز : لَطَمَ حُرَّ وَجْهِه الحُرُّ من الوَجْهِ : ما بَدَا مِن الوَجْنَة أَو ما أَقْبَلَ عليكَ منه . قال الشاعر :
جَلاَ الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفَرَتْ ... وكانتْ عليها هَبْوَةٌ وتَجَلُّحُ . وقيل : حُرُّ الوَجْه : مَسايِلُ أَربعةِ مَدامِعِ العَيْنَيْن مِن مَقدمِها ومُؤَخَّرهما
مِن المَجَاز : الحُرُّ مِن الرَّمْل : وَسَطُه وخَيْرُه وكذا حُرُّ الأَرضِ وقد تقدَّم في أَول التَّرجَمَة فهو تَكرارٌ كما لا يخفَى
الحُرُّ بنُ يُوسُفَ الثَّقَفِيُّ من بَنِي ثَقِيفٍ وإليه يُنْسَبُ نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ لأَنه حَفَرَه نقلَه الصَّغانيّ ولم يَذكره ياقوتٌ في ذِكْر الأَنْهَار مع استيفائِه . الحُرُّ بنُ قَيْسِ بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِي بنُ أَخي عُيَيْنَةَ وكان مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ . والحُرُّ بنُ مالكِ بنِ عامرٍ شَهِدَ أُحُداً قالَه الطَّبَرِيّ وقال غيرُه : جَزْءُ بنُ مالك صَحَابِيّانِ وفي بعض النسخ : صَحابِيُّون بصيغة الجمْعِ وهو وَهَمٌ . الحُرُّ : وادٍ بَنْجدٍ وهما الحُرّانِ قاله البَكرِيّ . الحُرٌّ : وادٍ : آخَرُ بالجَزِيرَةِ وهما الحُرّانِ أيضاً قاله البكريُّ . الحُرُّ مِن الفَرَسِ : سَوادٌ في ظاهِرِ أُذَنَيْه قال الشاعر :
" بَيِّنُ الحُرِّ ذو مِرَاحٍ سَبُوقُ . وهما حُرّانِ . وجُمَيْلُ حُرٍّ بضم وقد يُكْسَرُ : طائِرٌ : نقلَهما الصّغانيّ والذي في التَّهْذِيب عن شَمِرٍ : يُقال لهذا الطائرِ الذي يُقَال له بالعراق : باذنْجَان لأَصْغَرِ ما يكون : جُمَيلُ حُرٍّ
قال أبو عَدنان : ساقُ حُرٍّ : ذَكرُ القَمَارِيِّ قال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ :
وما هَاجَ هذا الشَّوْقَ إلا حَمامةٌ ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَةً وتَرَنُّمَا . وقيل : السّاقُ : الحَمَامُ وحُرٌّ : فَرْخُها ويقال : ساقُ حُرٍّ : صَوتُ القَمَارِيّ . ورواه أَبو عَدْنَانَ : ساق حَرٍّ بفتح الحاءِ لأَنه إذا هَدَرَ كأنه يقول : ساق حَرّ ساق حَرّ . وبناه صَخْرُ الغَيِّ فجَعَلَ الاسْمَيْنِ اسماً واحداً فقال :
تُنادِي ساقَ حُرَّ وظَلْتُ أَبْكِي ... تَلِيداً ما أُبينُ لها كلاماً . وعَلَّلَه ابن سِيدَه فقال : لأَن الأَصواتَ مَبْنِيَّةٌ إذ بَنَوْا مِن الأسماءِ ما ضارَعَهَا . وقال الأصمعيّ : ظنّ أن ساقَ حُرّ ولَدُهَا وإِنما هو صَوْتُها . قال ابن جِنِّي : يَشْهَدُ عندي بصِحَّة قولِ الأصمعيِّ أنه لم يُعْرِب لو أَعْرَبَ لصَرَفَ ساقَ حرّ فقال : ساقَ حُرٍّ إن كان مضافاً أو ساقَ حُرّاً إن كان مُركَّباً فيَصْرِفُه لأنه نكرةٌ فتَرْكُه إعرابَه يَدلُّ على أنه حَكَى الصوتَ بعَيْنِه وهو صيَاحُه : ساق حُرّ ساق حُرّ وأمّا قولُ حُمَيْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فلا يدلُّ إِعرابُه على أَنه ليس بصوتٍ ولكنّ الصوتَ قد يُضافُ أَوّله إلى آخره وكذلك قولُهم : خازِبارِ وذلك أنه في اللَّفْظِ أشْبَهَ بابَ دارٍ قال : والرِّوايَةُ الصحيحةُ في شعر حُمَيْد :
" دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمَامٍ تَرَنَّمَاوقال أبو عَدْنَانَ : يَعْنُونَ بساقِ حُرّ لَحْنَ الحمامةِ . قلتُ : وَنَقَلَ هذا الكلاَم كلَّه شيخُنَا عن شارِح المَقَاماتِ عبد الكريمِ بنِ الحُسَيْن بنِ جَعْفَرٍ البَعْلَبَكِيِّ في شَرْحِه عليها ونَظَر فيه مِن وُجُوهٍ ظانّاً أنه كلامُه وليس كذلك بل هو مأْخوذٌ من كتاب المُحْكَمِ لابن سِيدَه وكذا نَظرَ فيما تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّي فلْيُنْظَرْ في الشَّرْح قال : ومِن أَظرَف ما قيلَ في ساق حرّ قولُ مالكِ بنِ المُرَحِّلِ كما أَنْشَدَه الشريفُ الغِرْناطِيُّ رَحِمَه اللهُ في شَرْح مَقْصُورةِ حازِمٍ المشهورةِ وسمعتُه مِن شَيْخَيْنا الإمامَيْنِ : أبي عبدِ اللهِ محمّدِ بن المسناويِّ وأبي عبدِ الله بنِ الشَّاذِلِيِّ رضيَ اللهُ عنهما مِراراً :
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فيه وعَهْدٍ ... لم أُجاوِزْه والرَّكَائِبُ تَسْرِي
أَسْأَلُ الدّارَ وهْي قَفْرٌ خَلاءٌ ... عن حَبيبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ
حيثُ لا مُسْعِدٌ على الوَجْدِ إلاّ ... عَيْنُ حُرٍّ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ . أي عينُ شَخْصٍ حُرٍّ تُساعِدُه على البُكاءِ أو هذا النوعُ مِن القَمَارِيِّ يَنوحُ معه
الحُرَّانِ : الحُرُّ وأَخُوه أُبَيٌّ وهما أخَوانِ وإذا كان أخَوانِ أو صاحِبانِ وكان أحدهما أشْهرَ من الآخَرِ سُمِّيَا جميعاً باسم الأشْهَرِ قال المُنَتَخِّل اليَشْكُرِيُّ :
أَلاَ مَنْ مُبْلِغُ الحُرِّيْنِ عَنِّي ... مُغَلْغَلَةً وخصَّ بها أُبَيَّا
فإِن لم تَثْأَرَا لي مِنْ عِكَبٍّ ... فلا أَرْوَيْتُمَا أَبَداً صَدَيَّا
يُطَوِفُ بي عِكَبُّ في مَعَدٍّ ... ويَطْعَنُ بالصُّمُلَّةِ في قَفَيَّا . قالوا : وسَببُ هذا الشِّعرِ أنّ المُتَجَرِّدَةَ امرأَةَ النُّعْمَانِ كانت تَهْوَى المُتَنَخّلَ هذا وكان يَأْتِيها إذا رَكِبَ النُّعْمانُ فلا عَبَتْه يوماً بقَيْدٍ فجَعَلَتْه في رِجْلَه ورِجْلِهَا فدَخَلَ عليهما النُّعْمَانُ وهما على تلك الحالِ فَأَخَذَ المُتَنَخِّل وَدَفَعَه إلى عِكَبٍّ اللَّخمِيِّ صاحبِ سِجْنِه فَتَسَلَّمَه فجَعَلَ يَطْعَنُ في قَفَاه بالصُّمُلَّةِ وهي حَرْبَةٌ كانتْ في يَدِه
الحِرُّ بالكسر وتشديدِ الرّاءِ : فَرْجُ المرأَةِ لغةٌ في المُخَفَّفةِ عن أبي الهَيْثم قال : لأن العربَ استثقلتْ حاءً قبلَهَا حرْفٌ ساكنٌ فحَذَفُوهَا وشَدَّدُوا الرّاءَ وهو في حديث أَشْرَاطِ السّاعَةِ : " يُسْتَحَلُّ الحِرُ والحَرِيرُ " . قال ابن الأثِير : هكذا ذَكَرَ أبو موسَى في حرف الحاءِ والراءِ وقال : الحِرُ بتخفيف الرّاءِ : الفَرْجُ وأصلُه حِرْحٌ بكسرِ الحاءِ وسكونِ الرّاءِ ومنهم مَن يُشَدِّدُ الرّاءَ وليس بجَيّدٍ فعلى التَّخْفِيف يكونُ في ح رح لا في ح ر ر قال : والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طُرُقِه : يَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ والحَرِيرَ بالخاءِ والزّاي وهو ضَرْبٌ مِن ثياب الإِبْرَيْسَمِ معروفٌ وكذا جاءَ في كتابِ البُخَارِيِّ وأَبي داوُودَ ولعلَّه حديثٌ آخَرُ جاءَ كما ذَكَرَه أبو موسى وهو حافِظٌ عارِفٌ بما رَوَى وَشَرَح فلا يُتَّهَمُ . وذُكِرَ في ح ر ح لأنه يُصغَّرُ على حُرَيْحٍ ويجمع على أَحْراحٍ والتصغيرُ وجمْع التكسيرِ يَرُدّانِ الكلمةَ إلى أُصُولها . وتقدَّم الكلام هناك فراجِعْه . والحَرَّةُ بالفتح : البَثْرَةُ الصَّغِيرَةُ عن أبي عَمْروٍ
عن ابن الأَعرابيّ : الحَرَّة : العَذَابُ المُوجِعُ والظُّلْمَة الكثيرة نقلَهما الصغانيُّ . حِرارُ العَرَبِ كثيرةٌ فمنها : الحَرَّة : مَوْضِعُ وَقْعَةِ حُنَيْنٍٍ . الحَرَّة : ع بتَبُوكَ . والحَرَّة : ع بنَقْدَةَ . والحَرَّةُ : موضعٌ بين المدينة والعَقيقِ . وهو غيرُ حَرَّةِ وَاقِمٍ . والحَرَّةُ : موضعٌ قِبْلِيَّ المدينةَ . والحَرَّةُ : موضعٌ ببلادِ عَبْسٍ وتُسَمَّى حَرَّةَ النّارِ . وآخَرُ ببلادِ فَزَارَة . والحَرَّةُ ببلادِ بَنِي القَيْنِ . والحَرَّةُ بالدَّهْناءِالحَرَّةُ بعالِيَةِ الحِجَازِ . والحَرَّة قُرْبَ فَيْدٍ . والحَرَّةُ بجبالِ طَيِّئٍ والحَرَّةُ بأَرْضِ بارِقٍ والحَرَّةُ بنَجْدٍ قُرْبَ ضَرِيَّةِ . والحَرَّةُ : ع لبَنِي مُرَّةَ وهي حَرَّةُ لَيْلَى . والحَرَّةُ : مَوضعٌ قُرْبَ خَيْبَرَ لبني سُلَيْمٍ وهي حَرَّةُ النّارِ وهو غيرُ حَرَّةُ بَنِيِ عَبْسٍ وتُسَمَّى أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ كانتْ لِبَنِي سُلَيْم وعندَهَا جَبَلُ صَبّارٍ . وقيل : حَرَّةُ النار لغَطَفَانَ ومنها : شِهَابُ بنُ جَمْرَةَ بن ضِرَامِ بنِ مالِكٍ الجُهَنِيُّ الذي وَفَدَ على عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه فقال له : ما اسْمُكَ ؟ فقال : شِهابٌ . إلى آخِرِ ما ذُكِرَ وقد تقدَّم في ج م ر عن ابن الكَلْبِيِّ
الحَرَّةُ : أَرضٌ بظاهرِ المَدِينةِ المشرَّفةِ على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ تحتَ واقِمٍ ولذا تُعْرَفُ بحَرَّةِ واقِم بها حِجَارَةٌ سُودٌ كبيرةٌ وبهَا كانتْ وَقْعَةُ الحَرَّةِ من أَشهرِ الوقائعِ في الإسلام في ذي الحجَّةِ سنةَ ثلاثٍ وستِّين من الهِجْرَة أَيّامَ يَزِيدَ بنِ مُعَاوِيَةَ عليه مِن الله ما يَسْتَحِقُّ ورضيَ اللهُ عن أبِيه وذلك حين أَنْهَبَ المدينةَ عَسْكَرَه من أهلِ الشّام الذين نَدَبَهم لقتالِ أهلِ المدينةِ من الصَّحَابَة والتّابِعِين وأمَّرَ عليهم مُسلمَ بنَ عُقْبَةَ المُرِّيَّ أَخْزاه اللهُ تعالَى وعَقِيبُها هَلَكَ يَزِيدُ وقد أَوْرَدَ تَفْصِيلَها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ في تاريخ المدينة
الحَرَّةُ بالبُرَيْكِ في طريقِ اليَمَنِ وهو المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ . وحَرَّةُ غَلاّسٍ ككَتّانٍ قال الشاعر :
لَدُنْ غُدْوَةً حتى استَغَاثَ شَرِيدُهمْ ... بحَرَّةِ غَلاّسٍ وشِلْوٍ مُمَزَّقِ . حَرَّةُ لُبْنٍ بضم اللام فسكون الموحدة في ديار عَمْرِو بنِ كلابٍ . حَرَّةُ لَفْلَفٍ كَجعفَرٍ بالحِجَازِ
حَرَّةُ شُورانَ كعُثْمَانَ وقيل بالفَتْح إِحْدَى حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمةِ . حَرَّةُ الحِمَارَةِ . حَرَّةُ جَفْلٍ بفتحٍ فسكونٍ . حَرَّةُ مِيطانَ كمِيزَابٍ . حَرَّةُ مَعْشَرٍ لهَوازِنَ . حَرَّةُ لَيْلَى لِبَنِي مُرَّةَ . حَرَّةُ عَبَّادٍ
حَرَّةُ الرَّجْلاءِ هكذا بالإضافةِ كأَخَواتِها . وفي اللِّسَان : حَرَّةُ راجِلٍ وفي النّوادر لابن الأعرابيِّ : الحَرَّةُ الرَّجْلاءُ هي الصُّلْبَةُ الشَّدِيدَةُ وقد تَقَدَّم . حَرَّةُ قَمْأَةَ بفتحٍ فسكونٍ فهمزةٍ . كلُّ ذلك مَواضِعُ بالمدينةِ المشرَّفةِ على ساكِنها أفضلَ الصلاةِ والسلامِ استوفاها السَّيِّدُ السَّمْهُودِيُّ في تارِيخِه
الحُرَّةُ بالضم : الكَرِيمَةُ من النِّسَاءِ قال الأَعْشَى :
حُرَّةٌ طَفْلَةٌ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ ... سُخَاماً تَكُفُّه بخِلاَلِ . الحُرَّةُ : ضِدُّ الأَمَةِ . ج حَرَائِرُ شاذٌ . ومنه حديثُ عُمَرَ : " قال للنِّساءِ الّلاتِي كُنَّ يَخْرُجْنَ إلى المَسْجِدِ : لأَرُدَّنَّكُنَّ حَرَائِرَ " أي لأُلْزِمَنَّكُنَّ البيوتَ فلا تَخْرُجُنَ إلى المسجدِ لأَن الحِجَابَ إنّما ضُرِبَ على الحَرَائِرِ دُونَ الإِماءِ . قال شيخُنَا نَقْلاً عن المِصباح : جَمْعُ الحُرَّةِ حَرَائرُ على غير قياسٍ ومثلُه شَجَرةٌ مُرَّةٌ وشَجَرٌ مَرائِرٌ . قال السُّهَيْليُّ : ولا نَظِيرَ لهما لأَن بابَ فُعْلَةٍ يُجْمَعُ على فُعَلٍ مثل غُرْفَةٍ وغُرَفٍ وإنما جُمِعَت حُرَّة على حَرائِرَ لأَنها بمعنى كَرِيمَةٍ وَعَقِيلَةٍ فجُمِعَت كجَمْعِها . الحُرَّةُ من الذِّفْرَى : مَجَالُ القُرْطِ منها وهو مَجازٌ وأَنشدَ :
" في خُشَشَاوَىْ حُرَّةِ التَّحْرِيرِ . يَعْنِي حُرَّةَ الذِّفْرَى وقيل : حُرَّةُ الذِّفْرَى صِفَةٌ أي أنها حَسَنَةُ الذِّفْرَى أَسيلَتُهَا يكونُ ذلك للمرأَةِ والنّاقةِ
وقيل الحُرَّتانِ الأُذُنانِ قال كَعْبُ بنُ زُهَيْرٍ :
قَنْوَاءُ في حُرَّتَيْهَا للبَصِيرِ بها ... عِتْقٌ مُبِينٌ وفي الخَدَّيْنِ تَسْهيلُكأَنَّه نَسَبَهما إلى الحُرِّيَّةِ وكَرَمِ الأَصْلِ . من المَجاز : الحُرَّةُ من السّحاب : الكثيرةُ المَطَرِ . وفي الصّحاح : الحُرَّةُ : الكَرِيمَةُ يقال : ناقَةٌ حُرَّةٌ . وسَحَابَةٌ حُرَّةٌ أي كثيرةُ المَطَرِ قال عنترةُ :
جادَتْ علَيها كلُّ بِكْرٍ حُرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كُلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِِ . أراد كلَّ سَحابةٍ غزيرة المَطَرِ كريمةٍ . وأبُو حُرَّةَ الرَّقاشيُّ م أي معروفٌ اسمُه حَنِيفَةُ مشهورٌ بكُنْيَتِه وقيل : اسمُه حَكِيمٌ ثِقَةٌ رَوَى له أبو داوود وأخوه سعيدُ بنُ عبد الرَّحمنِ الرَّقاشيُّ من أهل البَصْرَة مِن أتباع التّابِعِين . وأبو حُرَّةَ واصِلُ بنُ عبد الرَّحمنِ البَصْرِيُّ رَوَى له مُسْلِمٌ
من المَجاز : يُقال : باتَتْ فُلانةُ بلَيْلَةِ حُرَّةٍ بالإضافة إذا لم تُفْتَضّ لَيلَة زفافِها ولم يَقْدِرْ بَعْلُهَا على افْتِضاضِها . وفي الأساس : لم تُمَكِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها . وفي الَّلسَان : فإن اقْتَضَّها زوجُها في الليلة التي زُفَّتْ إليه فهي بِلَيْلَةٍ شَيْبَاءَ . وهي أوَّلُ ليلةٍ من الشَّهْر أيضاً كما أن آخِرَ ليلةٍ منه يقال لها : شَيْبَاءُ على التَّشْبِيه . ويقال : لَيْلَةٌ حُرَّةٌ فيهما وكذلك ليلةٌ شَيْبَاءُ وَصْفاً
عن ابن الأعرابيِّ : حَرَّ يَحَرُّ كَظَلَّ يَظَلُّ حَرَاراً بالفتح : عَتَقَ والاسمُ الحُرِّيَّةُ . وقال الكِسَائيُّ : جَررْتَ تَحَرُّ من الحُرِّيَّةِ لا غير . قلتُ : أي بكَسْر العَيْنِ في الماضي وفَتْحِها في المُضَارِع كما صَرَّح به غيرُ واحد وقد يُستَعمل في حُرِّيَّةِ الأصل أيضاً وقد أَغْفَلَه المصنِّفُ
حَرَّ الرجُلُ يَحَرُّ حَرَّةً بالفتح : عَطِشَ وهو أيضاً من باب تَعِبَ فهو حَّرانُ ويقال : حَرّانُ يَرّانُ جَرّانُ كما يقال : حارٌّ يارٌّ جارٌّ إتْبَاعاً نَقَلَه الكِسَائيُّ . ورجلٌ حَرّانُ : عَطْشَانُ مِن قوم حِرَارٍ وحَرَارَى وحُرَارَى الأَخِيرَتان عن اللِّحْيَانيِّ . وهي حَرَّى مِن نِسْوَةٍ حِرَارٍ وحَرَارَى : عَطْشَى وفي الحديث : " في كلِّ كَبِدٍ حَرَّى أَجْرٌ " الحَرَّى : فَعْلَى مِن الحَرِّ وهي تأْنِيثُ حَرّانَ وهما للمُبَالَغَةِ يُريدُ أنها لِشِدَّةِ حَرِّهَا قد عَطِشَتْ ويَبِسَتْ مِن العَطَش . قال ابن الأثِير : والمعنى أنّ في سَقْيِ كلِّ كَبِد حَرَّى أِجْراً . وفي آخَرَ : " في كلٍّ كَبِد حَرَّى رَطْبَة أَجْرٌ " وفي آخَرَ : " في كلِّ كَبِدٍ حارَّةٍ أَجْرٌ " ومعنى رَطْبَةٍ أن الكَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ وكذا إذا أُلْقِيَت على النّارِ . وقيل : كَنَى بالرُّطُوبة عن الحَياة فإنّ المَيِّت يابسُ الكَبِدِ . وقيل : وَصَفَهَا بما يَؤُولُ أَمْرُهَا إليه
حَرَّ الماءَ يَحَرُّه حراً : أسْخَنَه . والذي في الَّلسَان : وحَرِّ يَحِرُّ إذا سَخُنَ ماء أو غيره وقال اللِّحْيَانِيّ : حَررْتَ يا رجلُ تَحَرُّ حَرَّةً وحَرارةً قال ابن سِيدَه : أراه يَعنِي الحَرَّ لا الحُرِّيَّةَ
مِن دُعائهم : رُمُاه اللُه بالحِرَّة تَحْتَ القِرَّةِ يُرِيدُ العَطَشَ مع البَرْدَ وأَوْرَدَه ابنُ سِيدَه مُنَكَّراً فقال : ومِن كلامهم : حِرَّةٌ تَحتَ قِرَّةٍ أي عَطَشٌ في يومٍ باردٍ قال اللِّحْيَانيّ : هو دُعاءٌ معناه رَمَاه اللهُ بالعَطَشِ والبَرْدِ . وقال ابن دُرَيْد : الحِرَّةُ : حَرَارة العَطَشِ والْتِهَابُه . قال ومِن دُعائهم : رَمَاه اللهُ بالحِرّةِ والقِرَّةِ أي بالعَطَشِ والبَرْد . كُسِرَ للازْدِوَاجِ وهو شائعٌ
قلْتُ : ويُضْرَبُ هذا المَثَلُ أيضاً في الذي يُظْهِرُ خِلافَ ما يُضْمِرُ . صَرَّحَ به شُرَّاحُ الفَصِيح
وحَرَارَةُ كسَحَابَة لَقَبُ أبي العَبّاسِ أَحمدَ بنِ عليٍّ المحدِّث الرَّحّالِ ومحمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عليٍّ المحدِّث الرَّحّالِ ومحمّدُ بنُ أحمدَ بنِ حَرَارَةَ البَرْذَعِيُّ حدَّثَ عن حُسَيْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِيِّ
والحَرّانُ ككَتّان لَقَبُ أحمدَ بنِ محمّدٍ الجوهَرِيِّ المَصِيصِيِّ الشاعرِحَرّانُ بلا لامٍ : د كبيرٌ قال أبو القاسمِ الزَّجّاجِيُّ : سُمِّيَ بهاران أبي لُوطٍ وأَخي إبراهِيم عليهما السّلامُ وقد وَقَعَ الخِلاَفُ فيه فقال الرُّشَاطِيُّ : هو بدِيار بَكْرٍ والسَّمْعَانِيُّ بديارِ رَبِيعَةَ وقيل بدِيارِ مُضَرَ وقال ابن الأثير : بجَزِيرَةِ ابنِ عُمَرَ ويقال له : حَرّانُ العَوَامِيد وبه وُلِدَ سَيِدُنا إبراهيمُ الخليلُ عليه الصّلاةُ والسّلامُ فيما نُقِلَ . قال الجوهَرِيُّ : هذا إذا كان فَعْلاناً فهو من هذا الباب وإن كان فَعّالاً فهو من باب النُّون
منه : الإمامُ الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أَبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ وعَمُّه الإمامُ أَبو عَرُوبَةَ الحُسَيْن بن أبي مَعْشَرٍ الحَرّانِيُّ فهو الحافظُ مؤلّف تاريخ حَرّانَ وسمّاه تاريخ الجزيرتَيْن بنُونَيْنِ على غير قياس كما قالوا : أمنانيّ في النِّسبة إلى مانِي والقِياس مانَوِيّ
حَرّانُ : قَرْيَتَانِ بالبَحْرَيْنِ لعبدِ القَيْس كُبْرضى وصُغْرَى . حَرّانُ : ة بحَلَبَ . أُخْرَى بغُوطَةِ دِمَشْقَ
حَرّانُ : رَمْلَةٌ بالبادِيَةِ كلُّ ذلك عن الصغانيِّ
الحُرانُ بالضمّ : سِكَّةٌ معروفَةٌ بأَصْفَهَانَ منها : أَبو المُطَهَّرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ يعقوبَ بنِ أَحمدَ المُقْرِئُ ابنُ بِنْتِ أبي طاهِرٍ الثَّقَفِيِّ رَوَى عَنْه السَّمْعانِيُّ وقال : مات سنة 535 . ونَهْشَلُ بنُ حَرِّيٍّ كبَرِّيٍّ : شاعرٌ . ونَصْرُ بنُ سَيّارِ بنِ رافِعٍ بنِ حَرِّيٍّ اللَّيْثِيُّ مِن أَتباع التّابِعِين وهو أَمِيرُ خُراسَانَ . ومالكُ بنُ حَرِّيٍِّ تابِعِيٌّ قُتِلَ مع عليٍّ بصِفِّينَ . والحَرِيرُ : مَن تَداخَلَتْه حَرارةُ الغَيْظِ أو غيرِه كالمَحْرُورِ . وامرأةٌ حَرِيرَةٌ : حَزينة مُحْرَقَةُ الكَبِدِ . قال الفَرَزْدَقُ يَصفُ نساءً سُبِينَ فضُرِبَتْ عليهنّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ وهي القِداحُ :
خَرجْنَ حَرِيرَاتٍ وأَبْدَيْنَ مِجْلَداً ... ودارتْ عليهنَّ المُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ . قال الأزهريّ : حِرِيرَات أي مَحْرُورات يَجِدْنَ حَرارةً في صدورهنّ وحَرِيرَةٌ في معنى مَحْرُورة وإنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا كانت في معنَى حَزِينَةٍ كما أُدخِلَتْ في حَمِيدَة لأَنها في معنَى رَشِيدَة . الحَرِيرُ : فَحُلٌ مِن فُحُول الخَيْلِ وهو أيضاً اسمُ فَرَس مَيْمُونِ بنِ موسَى المَرْئِيِّ وهو جَدُّ الكامِلِ والكامِلُ لِمَيْمُونٍ أَيضاً . قال رُؤْبَةُ :
عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِيرِ عِتْقَا ... فيه إذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا . الحَرِيرُ : جَدُّ هذا الفَرَس وضَرْبُه نَسْلُه والمَرْئِيُّ نِسْبة إلى امرئِ القَيْسِ . قال الشَّرِيفُ النَّسّابَةُ : ويُنْسَبُ إلى امرئِ القَيْسِ بن حُجْر بنِ الحارثِ بن عَمْرو بن حُجْر آكل المُرَار بنِ عمرو بنِ مُعَاوِيَةَ مَرْقَسِيّ مسموعٌ عن العرب في كِنْدَةَ لا غيرُ وكلُّ ما عداه بعد ذلك في العرب من امرئِ القَيْسِ فالنِّسْبَةُ إليه مَرْئِيٌّ على وَزْنِ مَرْعِيٍّ . وأُمُّ الحَرِيرِ : مَولاةُ طَلْحَةَ بنِ مالكٍ رَوَتْ عن سيِّدها وله صُحْبَةٌ . الحَرِيرَةُ بهاءٍ : الحِسَاءُ مِن الدَّقيق والدَّسَمِ وقيل : دَقِيقٌ يُطْبَخُ بلَبَنٍ أو دَسَمٍ . وقال شَمِر : الحَرِيرَةُ من الدَّقِيق والخَزِيرَةُ مِن النُّخال . وقال ابن الأعرابيّ : هي العَصِيدَةُ ثم النَّخِيرَة ثم الحَرِيرَة ثم الحَسْوُ . وحَرّ كفَرّ : طَبَخَه وفي حديثُ عُمر : " ذُرى وأَنا أَحُرُّ لكِ " يقول : ذُرِّى الدَّقِيقَ لأَتَّخِذَ لكِ منه حَرِيرَةً . الحَرِيرَة : واحدةُ الحَرِيرِ الثيَابِ وهي مِن إِبْرَيْسَمٍ
والحَرُورُ كصَبُورٍ : الريحُ الحارَّةُ باللَّيلِ وقد تكونُ بالنَّهَار والسَّمُومُ : الرِّيحُ الحَارَّةُ بالنَّهَار وقد تكونُ باللَّيْل قالَه أَبو عُبيْدة . قال العجّاجُ :
ونَسَجَت لَوافِحُ الحَرُورِ ... سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ . وأنشدَ ابنُ سِيده لجرِير :
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ كأَنَّمَا ... لَدَى فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّيح صائِمِ . مُسْتَنُّ الحَرُورِ : مُشْتدُّ حَرِّها شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عند تَحَرُّكِه لهُبُوب الرِّيحِ بِسَيبِ الفَرِسالحَرُورُ : حَرُّ الشَّمْسِ . وقيل : الحَرُورُ : اسْتِيقاد الحَرّ ولَفْحُه وهو يكونُ بالنَّهَار واللّيلِ والسَّمُوم لا يكونُ إلا بالنَّهَار . في الكتاب العزيز : " ولا الظِّلُّ ولا الحَرُورُ " قال الزَّجّاج : معناه لا يَسْتوِي أصحابُ الحَقّ الذين هم ظلٍّ من الحَقِّ ولا أصحابُ الباطِلِ الذين هم في الحَرُورِ أي الحَرّ الدّائِم لَيلاً ونَهاراً . وقال ثعلب : الظِّلُّ هنا الجَنَّةُ والحَرُورُ النّارُ . قال ابن سِيدَه : والذي عندي أَنّ الظل هو الظِّلُّ بعَيْنِه والحَرُورَ الحَرُّ بعَيْنِه وجمعُ الحَرُورِ حَرَائِر قال مُضَرِّس :
بلَمَّاعِةٍ قد صادَفَ الصَّيْفُ ماءَها ... وفاضَتْ عليها شَمْسُه وحَرائِرُهْ . وحُرَيْر كزُبَيْرٍ أبو الحُصَيْنِ شيخُ إِسحاقَ بنِ إبراهيمَ المَوْصَلِيِّ النَّدِيمِ المشهورَ . وقَيْسُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حُرَيْرِ بنِ عَبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّاريُّ المازِنِيُّ أبو بَشِيرٍ : صَحَابِيٌّ قُتِلَ باليَمَامَةَ وَرَوَى عنه ضَمْرةُ بنُ سَعيدٍ
وفَاتَه : عَمْرُو بنُ الحُرَيْرِ الأَسَدِيّ أخْبَارِيّ . والحُرِّيَّةُ بالضمّ : الأرضُ الرَّمْلِيَّةُ الَّليِّنَةُ الطَّيِّبَةُ الصالِحَةُ للنَّباتِ وهو مَجَازٌ . وفي الأساس : أَرْضٌ حُرَّةٌ : لا سَبَخَةَ فيها
من المَجاز : الحُرِّيَّةُ من العَربِ : أشرافُهُم يقال : ما في حُرِّيَّةِ العَرَبِ والعجَمِ مِثلُه وقال ذو الرُّمَّةِ :
فصارَ حَياً وطَبَّقَ بعد خَوْفٍ ... على حُرِّيَّةِ العَرَبِ الهُزَالَى . أي على أشْرَافِهم . ويقال : هو من حُرِّيَّةِ قَومِه أي مِن خالِصِهم . والحُرُّ مِن كلِّ شيْءٍ : أَعْتَقُه
والحُرَيْرَةُ كهُرَيْرَةَ : ع قُرْبَ نَخْلَةَ بَيْنَ الأَبْوَاءِ والجُحْفَةِ . وحُرَيْرٌ بالضمّ : د قُرْبَ آمِدِ كذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : حُرِّينُ بالنُّون كذا في التَّكْمِلَة . وحَرُوراءُ كجَلُولاءَ بالمَدِّ وقد تُقْصَرُ : ة بالكُوفَةِ على مِيلَيْن منها نَزَلَ بها جماعَةٌ خَالَفُوا عليّاً رضيَ اللهُ عنه مِن الخَوَارِجِ . ويقال : هو حَرُورِيٌّ بَيِّنُ الحَرُورِيَّةِ يَنْتَسِبُون إلى هذه القريَةِ وهم نَجْدَةُ الخارِجِيُّ وأَصحابُه ومَن يعتقدُ اعتقادَهم يقال له : الحَرُورِيُّ وقد وَرَدَ أن عائشةَ رضيَ اللهُ عنها قالتْ لبعضِ من كانتْ تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَيْضِ من الثَّوْبِ : أَحْرُورِيَّةٌ أَنتِ ؟ تَعْنِيهم كانوا يُبَالغُون في العِبَاداتِ والمشهورُ بهذه النِّسبة عِمْرانُ بنُ حطّانَ السَّدُوسيُّ الحَرُوريُّ . ومن سَجَعَات الأساس : ليس من الحُرُورِيَّةِ أن يكونَ من الحَرُورِيَّةِ
مِن المَجَاز : تَحْرِيرُ الكِتَابِ وغيره : تَقْويِمُه وتَخْلِيصُه بإِقامَةِ حُرُوفِه وتَحْسِينه بإصلاحِ سَقطِه . وتَحْرِيرُ الحِسَابِ : إثباتُه مُسْتَوِياً لا غَلث فيه ولا سَقط ولا مَحْو
التَّحْرِير للرَّقَبَةِ : إِعتاقُهَا . والمُحَرَّرُ الذي جُعِلَ من العَبِيدِ حُراً فَأُعْتِقَ
يقال : حَرَّ العَبْدُ يَحَرُّ حَرَارةً بالفتح أي صار حُراً . وفي حديث أبي الدَّرْدَاء : " شِرارُكم الذين لا يُعْتَقُ مُحَرَّرُهُم " أي أنهم إذا أعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه فإذا أرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه . ومُحَرَّرُ بنُ عامرٍ الخَزْرَجيُّ النَّجّاريُّ كمُعَظَّمٍ : صَحابِيٌّ بَدْرِيٌّ تُوُفِّيَ صَبِيحَةَ أُحُدٍ ولم يُعْقِبْمُحَرَّرُ بنُ قَتَادَةَ كان يُوصِي بَنِيه بالإسلام ويَنْهَي بَنِي حَنِيفَةَ عن الرِّدَّةِ وله في ذلك شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِيُّ في الصَّحَابَة . مُحَرَّرُ بنُ أَبي هُرَيْرَةَ : تابِعيٌّ يَرْوِي عن أَبِيه وعنه الشَّعْبِيّ وأهلُ الكُوفَةِ . ذَكَرَه ابنُ حِبّانَ في الثِّقات . ومُحَرَّرُ دارِمٍ : ضَرْبٌ مِن الحَيّاتِ نَقَلَه الصَّغانِيُّ . من المَجاز : اسْتَحَرَّ القَتْلُ في بني فلانٍ : إذا اشتَد وكَثُرََ كحَرَّ ومنه حديثُ عليٍّ رضيَ الله عنه : " حَمِسَ الوَغَى واسْتَحَرَّ الموتُ " . يقال : هو أَحَرُّ حُسْناً منه وقد جاءَ ذلك في الحديث : " ما رأيتُ أَشْبَه برسولِ الله صلَّى اللهُ عليه وسلّم من الحَسَن إلاّ أن النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم كان أَحَرَّ حُسْناً منه " أي أَرَقَّ منه رِقَّةَ حُسْنٍ . والحارُّ من العَمَلِ : شاقُّه وشديدُهُ وقد جاءَ في الحديث عن عليٍّ : " أنه قال لفاطمةَ رضيَ الله عنهما : لو أَتَيْتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسَأَلْتِه خادِماً تَقيكِ حارَّ ما أنتِ فيه من العَمَلِ " . وفي أُخرى : " حَرَّ ما أنتِ فيه " يَعْنِي التَّعَبَ والمَشَقَّةَ من خِدْمَةِ البيتِ لأن الحَرَارَةَ مَقْرُونةٌ بهما كما أن البَرْدَ مقرونٌ بالرّاحَةِ والسُّكُوِن . والحارُّ : الشاقُّ المُتْعِبُ ومنه الحديثُ الآخَرُ عن الحَسَنِ بنِ عليٍّ : " قال لأَبيه لمّا أَمَرَه بجَلْدِ الوَليدِ بنِ عُقْبَةَ : وَلِّ حارَّها مَن تَوَلَّى قارَّها أي وَلِّ الجَلْدَ مَن يَلْزَمُ الوَلِيدَ أَمرُه ويَعْيِنه شَأْنُه
الحارُّ : شَعرُ المَنْخرَيْنِ لما فيه مِن الشِّدَّةِ والحَرَارَة نقلَه الصغانيُّ : وأَحَرَّ النّهارُ : صارَ حَارّاً لغةٌ في حَرَّ يَوْمُنَا سَمِعَه الكِسَائيُّ وحَكاهما ابنُ القَطّاعِ في الأَفْعَال والأَبْنِيَةِ والزَّجّاجُ في : فَعَلت وأَفْعَلت قال شيخُنا : ومثلُ هذا عند حُذّاقِ المُصَنِّفين مِن سُوءِ الجَمْعِ فإنّ الأَوْلَى التَّعَرُّضُ لهذا عند قوله : حَرَرْتَ يا يَومُ بالوجُوهِ الثلاثةِ وهو ظاهرٌ . أَحَرَّ الرجلُ : صارتْ إبلُه حِراراً أي عِطَاشاً . ورجلٌ مُحِرٌّ : عَطِشَتْ إِبلُهُ . وحَرْحَارٌ بالفتح : ع ببلادِ جُهَيْنَةَ بالحِجَاز
ومحمّدُ بنُ خالدٍ الرّازيُّ الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيٍّ محدِّث وقال السَّمْعَانِيُّ : هو أحمدُ بنُ خالدٍ حدَّث عن محمّدِ بنِ حُمَيْدٍ وموسَى بنِ نصرٍ الرّازيَّيْنِ ومحمّدِ بنِ يَحْيَى ومحمّدِ بنِ يَزِيدَ السُّلَمِيِّ النَيسابورِيَّيْنَ رَوَى عنه الحُسَيْنُ بنُ عليٍّ المعروفُ بحُسَيْنك وعليُّ بنُ القاسم بن شاذانَ قال ابن ماكُولا : لا أدْرِي : أَحمد بن خالد الرازيّ الحَرورِيّ إلى أيِّ شيْءٍ نُسِبَ . قلْت : وهكذا ذَكَرَه الحافظُ في التَّبْصِير أيضاً بالفّتْح ولم يذكر أحدٌ منهم أنَّه الحَرَوَّرِيُّ كعَمَلَّسِيٍّ ففي كلام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ
وممّا يُستدرَك عليه : الحَرَرُ محرَّكةً أَنْ يَيْبَسَ كَبِدُ الإنسانِ مِن عَطَشٍ وحُزْنٍ . والحَرُّ : حُرْقَةُ القَلبِ مِن الوَجَع والغَيْظِ والمَشَقَّةِ . وأَحَرَّها اللهُ . والعربُ تقول في دُعائها على الإنسان : ما لَه أَحَرَّ اللهُ صَدْرَه أي أَعْطَشَه وقيل : معناه أَعْطَشَ اللهُ هامتَه
ويقال : إنِّي أَجِدُ لهذا الطَّعَامِ حَرْوَةَ في فَمِي أي حَرارةً ولَذْعاً والحَرَارَةُ : حُرْقَةٌ في الفَمِ من طَعْمِ الشَّيْءِ وفي القَلْب من التَّوَجُّع مِن ذلك قولُهم : وَجَدَ حَرارَةَ السَّيْفِ والضَّرْبِ والمَوْتِ والفِرَاقَ وغيرِ ذلك نَقَلَه ابن دُرُسْتَوَيْهَ وهو من الكِنَايَاتِ والأَعْرَفُ الحَرْوَةُ وسيأْتي في المعتلّ . وقال ابن شُمَيْلٍ : الفُلْفُلُ له حَرارةٌ وحَرَاوَةٌ بالراءِ والواووالحَرَّةُ : حَرَارةٌ في الحَلْق فإِن زادتْ فهي الحَرْوَةُ ثم الثَّحْثَحَةُ ثم الجَأْزُ ثم الشَّرَقُ ثم الفُؤُقُ ثم الحَرَضُ ثمَّ العَسْفُ وهو عند خُرُوجِ الرُّوحِ . واسْتَحْرَرْتُ فُلانةَ فحَرَّتْ لِي أي طَلَبْتُ منها حَرِيرَةً فعَمِلَتْها . وفي حديث أَبي بَكْرٍ : " أَفمنكم عَوْفٌ الذي يُقال فيه : لا حُرَّ بوادِي عَوْف ؟ قال : لا " . هو عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّيْبَانِيُّ كان يقال له ذلك لِشَرَفِه وعِزِّه وأَنّ من حَلَّ بوادِيه مِن النّاس كان له كالعَبِيدِ والخَوَلِ
والمُحَرَّرُ كمُعَظَّمٍ : المَوْلَى ومنه حديثُ ابنِ عُمَرَ أَنه قال لمُعَاوِيَةَ رضيَ الله عنهم : " حاجَتي عَطَاءُ المُحَرَّرِين " أي المَوالِي أَي لأَنهم قومٌ لا دِيوانَ لهم تَأَلُّفاً لهم على الإسلام . وتَحْريرُ الوَلَدِ أن يُفْرِدَه لطاعة الله عَزَّ وجَلَّ وخِدْمَةِ المَسْجِدِ . وقولُه تعالَى حكايةً عن السَّيِّدة مَرْيَمَ ابْنَةِ عِمْرَانَ : " إِنّي نَذَرْتُ لكَ ما في بَطْنِي مُحَرَّراً " قال الزَّجّاج : أي خادِماً يَخْدُمُ في مُتَعَبَّداتِكَ والمُحَرَّرُ : النَّذِيرُ . والمُحَرَّرُ : النَّذِيرَةُ . وحَرَّرَه : جَعَلَه نَذِيرَةً في خِدْمَةِ الكَنِيسَةِ ما عاشَ لا يَسَعُهُ تَرْكُها في دِينه
ومن المَجاز : أَحرارُ البُقُول : ما أُكلَ غَيرَ مَطْبُوخٍ واحِدُها حُرٌّ وقيل : هو ما خَشُنَ منها وهي ثلاثةٌ : النَّفَلُ والحُرْثُبُ والقَفْعاءُ . وقال أبو الهَيْثَم : أَحرارُ البُقُولِ : ما رَقَّ منها ورَطُبَ وذُكُرُوها : ما غَلُظَ منها وخَشُنَ . وقيل : الحُرُّ : نَباتٌ مِن نَجِيلِ السِّباخِ . والحُرَّةُ : البابُونَجُ
والحُرَّةُ : الوَجْنَةُ . والحُرَّتانِ : الأُذُنانِ ومنه قولُهم : حَفِظَ الله كَرِيمَتَيْكَ وحُرَّتَيْكَ وهو مَجازٌ . وحَرَّ الأَرْضَ يَحَرُّهَا حَرّاً : سَوّاها . والمِحَرُّ : شَبَحَةٌ فيها أَسْنانٌ وفي طَرْفِها نَقْرَانِ يكونُ فيهما حَبْلاَنِ وفي أَعْلَى الشَّبَحَةِ نَقْرَانِ فيهما عُودٌ مَعْطُوفٌ وفي وَسَطِها عُودٌ يُقْبَضُ عليه . ثم يُوثَقُ بالثَّوْرَيْنِ فتُغْرَزُ الأَسْنَانُ في الأَرْضِ حتى تَحمِلَ ما أُثِير من التُّراب إلى أن يأْتيا به إلى المكانِ المُنْخَفِض . والحُرّانِ بالضمِّ : نَجْمَانِ عن يَمِينِ النّاظِرِ إلى الفَرْقَدَينِ إذا انْتَصَبَ الفَرْقدانِ اعْتَرَضَا فإذا اعْتَرَضَ الفَرْقَدان انْتَصَبَا
قال الأَزهريُّ : ورأَيتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَةً وَعَثَةً ويقال لها : رَمْلَةُ حَرُورَاءَ وهي غَيرُ القَرْيَةِ التي نُسِبَ إليها الحَرُورِيُّون فإنها بظاهِرِ الكُوفَةِ . والحُرّانُ : مَوضعٌ قال الشاعر :
فساقانُ فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا ... فجَنْبَا حِمىً فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ . وحُرَّيَاتُ : موضعٌ قال مُلَيْحٌ :
فراقَبْتُه حتى تَيَامَنَ واحْتَوَتْ ... مَطَافِيلَ منه حُرَّيَاتُ فَأَغْرُبُ . وحُرَارُ كغُرَابٍ : هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ بين الضِّبابِ وعَمرو بن كلابٍ وسَلُول . وحُرَّى كرُبَّى : موضعٌ في بادِيَة كَلْبٍ . وأَبو محمّد القاسمُ بنُ عليٍّ الحَرِيرِيُّ صاحبُ المَقَاماتِ أَحَدُ أَجْدادِه منسوبٌ إلى نَسْج الحَرِيرِ وهو مِنْ مُشَانَةَ : قريةٍ بالبَصرةِ وغَلِط شيخُنَا فَنَسَبَه إلى الحَرِيرَة : مِن قُرَى البَصْرَةِ . وأَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللهِ الغَنَوِيُّ الحَريرِيُّ محدِّثٌ . وقاضِي القُضَاةِ شمسُ الدينِ محمّدُ بنُ عُمَرَ الحَرِيرِيُّ مِن عُلَمَائِنا رَوَى الحَدِيثَ . وأبو حَرِيرٍ له صُحْبَةٌ رَوَى عنه أبو لَيْلَى الأَنْصَارِيَُ . والحَرّانِيَّةُ : قريةٌ بجِيزَةِ مصرَ . وأَبو عُمَرَ أَحمدُ ينُ محمّدِ بنِ الحَرّارِ الإِشبِيلِيُّ كشَدَّادٍ : شيخٌ لابن عبدِ البَرِّ . والمَغَارِبَةُ يُسَمُّون الحَرِيرِيَّ الحَرّارَ قالَه الحافِظُ