الرِّفْدُ بالكسر : العَطاءُ والصِّلَةُ ومنه الحديث : من اقْتراب السَّاعَةِ أَن يكون الفَيء رِفْداً أي صِلَةً وعَطيَّةً يُريدُ أَن الخَرَاجَ والفَيءَ الذي يَحْصُل وهو لجمَأعَة المسلمينَ أَهْل الفَيْءِ يصير صِلاَتٍ وعَطَايا ويُخَصُّ به قَوْمٌ دُونَ قَوْم على قَدْر الهَوَى لا بالاستحقاق ولا يوُضَعُ مَوَاضعَه . والرَّفْد بالفتح العُسُّ وهو القَدَحُ الضَّخْمُ يُرْوِي الثّلاثةَ والأَربعةَ والعِدَّةَ وهو أَكبَرُ من الغُمَر والرَّفْد أَكبرُ منه وعَمّ بعضهم به القَدَحَ أي قَدْرٍ كان ويُكسر . والرَّفْد بالفتح مَصدرُ رَفَدَه يَرْفِدُهُ رَفْداً من حَدّ ضَرَب : أَعْطَاهُ . والإِرْفَادُ : الإِعَأنَةُ والإِعْطاءُ وقد رَفَده وَأَرْفَدَه : أَعانَهُ والاسم منهما الرِّفْد . والإِرفاد : أَن تَجْعَلَ للدَّابَة رِفَادَةً قاله الزّجَاج كالرَّفْد بالفتح قاله أبو زيد رَفَدْتُ على البعير أَرْفِد عليه رِفْداً إذا جَعَلْت له رِفادَةً وهي دِعَامَة السَّرْجِ والرَّحْل وغيرهما . وقال الأَزهَريّ : هي مثْل جَدْيَة السَّرْج وقال الليْث : رَفَدْت فلاناً مَرْفَداً ومن هذا أَخذتْ رِفادَة السَّرْج مِن تحته حتى يَرتفع . والرِّفادة أَيضاً : خِرْقةٌ يُرْفَدُ بها الجُرْحُ وغيرْه . والرِّفادَة : شْيءٌ كانت تَترَافدُ به قُرَيْشٌ في الجَأهليّة فتُخْرج فيما بينهَا كُلُّ إِنسان مالاً بقَدر طاقَته وتَشترِي به للحَاجِّ طَعاماً وزَبيباً وللنَّبيذ فلا يَزالون يُطْعِمون النَّاس حتى تَنقضِيَ أَيّامُ مَوْسِم الحَجِّ . وكانت الرِّفادةُ والسِّقايةُ لبني هاشمٍ والسِّدانةُ واللِّوَاءُ لبني عبد الدَّار وكان أَوّل قائم بالرِّفادة هاشم بن عبد مَناف وسُمِّيَ هاشماً لهَشْمه الثَريدَ
ومن المجاز : نهرٌ له رَافدانِ : نَهْرَانِ يَمُدّانه والرّافدانِ : دِجْلة والفُراتُ لذلك قال الفرزدق يُعاتب يَزيدَ بن عبد المَلك في تقديم أَبي المُثَنَّ عُمَر بن هُبَيْرَة الفزاريّ على العراق ويَهْجُوه :
بَعَثْتَ إِلى العِرَاق ورافِدَيْه ... فَزَارِيّاً أَحذَّ يَدِ القَمِيصِِ أَراد أَنه خَفيفٌ نَسَبه إلى الخِيانة . والارْتفادُ : الكَسْبُ وارتفدَ المالَ : اكتسَبَه قال الطِّرمَّاح :
عَجَباً ما عَجِبتُ مِن واهِبِ الما ... لِ يُبَاهِي به ويَرْتفِدُهْ
ويُضِيُع الذِي قَدَ أوجَبَهُ اللهُ ... عَليْهِ فليسَ يَعْتمِدُهْ وفي الأساس : ارتَفدْت منه : أَصَبْت من رِفْده . والاسْتِرْفاد : الاسْتعَأنة يقال اسْتَرْفدْته فأَرفدَنِي . والتَّرَافُدُ : التَّعاوُن والمُرَافَدة : المُعَاوَنة . ومن المجاز : رَفَّدُوا فلاناً ورَفَّلُوه التَّرْفِيد والتَّرْفيل : التَّسْويدُ والتَّعْظيم ورُفِّد فلانٌ : سُوِّدَ وعُظِّم ورَفَّدُوه : مَلَّكُوه أَمرَهم . والتَّرفِيد : شِبْهُ الهَرْوَلَةِ وفي بعض الأُمَّهات : شِبْهُ الهَمْلَجةِ وقال أُمَيَّة بن أَبي عائذٍ الهُذَلِيّ :
وإِنْ غُضُّ من غَرْبهَأ رَفَّدَتْ ... وَشِيجاً وأَلْوَتْ بجَلْسٍ طُوَالِ أَراد بالجَلْسِ أَصْلَ ذَنَبها والمِرْفَدُ كَمِنْبَرٍ : العُظَّامَةُ تَتعظَّم بها المَرأَةُ الرّسحاءُ . ومَلأَ رِفْدَه ومِرْفَدَه تقدم ذكره الرِفْدِ هو المِرْفَد : القَدَحُ الضَّخْمُ الذي يُقْرَى فيه الضَّيفُ ولو قال : عند ذكر الرَّفْد : كمِرْفَدٍ كمِنْبَرٍ لسَلِمَ من التّكْرَار . والمَرافِيدُ : الشَّاءُ لا يَنْقَطِعُ لَبَنُها صيفاً ولا شِتاءً . والرَّفُود كصَبورٍ : ناقةٌ تَمْلأُ الرِّفْدَ بالكسر والفتح أَي القَدَحَ بحَلْبةٍ واحدةٍ وقيل : هي الدائمةُ على مِحْلَبِها عن ابن الأَعرابِيّ . وقال مَرَّةً : هي التي تُتابِع الحَلَبَ والجمْع رُفُدٌ وفي حديثِ حَفْرِ زَمْزَمَ :
أَلَمْ نَسْقِ الحَجِيجَ ونَنْ ... حَرِ المِذْلاَقَةَ الرُّفُداَ وفي الحديث : أَنه قال لِلْحَبَشَة : دُونَكُم يا بني أَرْفدَةَ بَنُو أَرْفَدَةَ كأَزْفَلَةَ مقتضاه أَن يكون بفتح الفاءِ وهو مَرْجُوح والكسر هو الأَكثر كما في النهاية وشرح الكِرْماني على البخاريّ : جِنْسٌ من الحَبَشَةِ كما في توشيح الجلال أَو لَقَبٌ لهم أَواسم أَبيهم الأَكبر يُعْرَفون به
والرَّفْدَة بفتح فسكون : مَاءَةٌ بالسّوارِقِيَّة في سَبَخَةٍ . ورُفَيْدَةُ مُصغراً : أَبو حَيٍّ من العرب ويقال لهم الرُّفَيْدَاتُ كما يقال لآل هُبَيْرَةَ : الهُبَيْرَات . وسَمَّوْا رافِداً ورُفَيْداً ومُرْفِداً كَزُبَيْر ومُظْهرٍ . ومن المَجَأز : هُرِيقَ رِفْدُهُ إذا ماتَ أَو قُتِل كما يقال : صَفِرَتْ وطابُه وكُفِئَتْ جَفْنَتُه . والرَّوافِدُ : خَشَبُ السَّقْفِ وأَنشد الأَحمر :
رَوَافِدُهُ أَكرَمُ الرَّافِداتِ ... بَخٍ لكَ بَخٍّ لِبَحْرٍ خِضَمّ ومما يستدرك عليه : الرَّافِدُ هو الذي يَلِي المَلِكَ ويَقُوم مَقَامَه إذا غَابَ أَورَدَه ابنُ بَرّيّ في حَواشِيه وأَنشد قول دُكَيْن :
" خيرُ امرئٍ جاءَ من مَعَدِّهِ
" مِنْ قَبْلِهِ أَورافداً مِن بَعْدِهِ والرَّافِدةُ : فاعِلة من الرَّفْد وهو الإِعانة يقال : رَفَدْته : أَعَنْتُه . ولا أَقومُ إِلاّ رِفْداً أَي إِلا أن أُعانَ على القِيام . وفي حديث وَفْد مَذْحِجٍ : حَيٌّ حُشَّدٌ رُفَّدٌ جمع حاشِدٍ وَرافِدٍ والرَّفْد : النَّصِيب . وقال الزَّجَّاج : كلُّ شيءِ جعلتَه عَوْناً لشيءٍ أَو استَمْدَدْتَ به شيئاً فقد رَفَدْتَه يقال عَمَدْتُ الحائِطَ وأَسْنَدْته ورَفَدْتُه بمعنىً واحدٍ وهو مَجَاز . وفُلانٌ نِعْمَ الرافِدُ إذا حَلَّ به الوافِدُ . والرَّافِدة : العُصْبَة من الناس . والتَّرْفيد : العَجِيزة اسمٌ كالتَّمْتينِ والتَّنْبِيتِ عن ابن الأَعرابيّ وأَنشد :
" تَقُولُ خَوْدٌ سَلِسٌ عُقُودُها
" ذَاتُ وِشَاحٍ حَسَنٌ تَرْفِيدُهَا
" متَى تَرَانَا قائمٌ عَمُودُهَاأَي نُقيم فلا نَظْعَن وإذا قامُوا قَامَتْ عُمُدُ أَخبيتَهِم فكأن هذه الخَوْدَ مَلَّت الرِّحْلَةَ لِنَعْمَتِهَأ فسأَلْت متى تكون الإِقامَة والخَفْضُ . وفُلانٌ يَمُدُّ البَرِيَّةَ رافِداه : يداه وهو مجاز . وهو رِفَأدَةُ صِدْقٍ ليٍ ورَفِيدَةُ صِدْقٍ : عَوْنٌ . ومَدَّ فُلانٌ بأَرْفادي : نَصَرَنِي وأَعانَنِي . وكل ذلك مَجاز
عَرفْتَ من هندَ أَطلالاً بذي التُّودِ ... قَفْراً وجَاراتِهَا البِيض الرَّخَاوِيدِ قال الأَزهريّ : وأَمّا التَّوادِي فواحدتها تَوْدِيَةٌ وهي الخَشَبات الّتي تُشَدُّ على أَخلاف النّاقةِ إِذا صُرَّت لئلاّ يَرضَعَها الفَصيلُ قال : ولم أَسمع لها بفعْلٍ وليسَت التاءُ بأَصليّة في هذا ولا في التُّؤدة بمعنى التَّأَنِّي في الأَمر . قلت : والتَّاوُدُ بضمّ الواو : مَوضعٌ في المغرب أَو جَبلٌ فلينظرْ . ومما يستدرك عليه : تمرد
ففي التهذيب في الرُّباعيّ عن ابن الأَعرابيّ : يقال لبُرْجِ الحَمام التِّمرادُ وجمْعه التَّماريد وقيل : التمارِيد : مَحاضِينُ الحَمام في بُرْجِ الحَمامِ وهي بُيوتٌ صِغارٌ يُبنَى بعضُها فوق بعضٍ
مَرَدَ على الأَمْر كنَصَرَ وكَرُم يَمْرُد مُرُداً ومُرُودَةً . بضمّهما ومَرادَةً بالفتح . فهو مارِدٌ ومَرِيدٌ وتَمَرَّدَ فهو مُتَمَرِّدٌ : أَقْدَمَ وفي اللسان : أَقْبَلَ وعَتَا عُتُوًّا وقال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : مَرَدَ الإِنسانُ والسلطَانُ أَي كنصر مَرَادَةً : عَتَا وعَصَى ومَرُدَ أَيضاً كذلك وفي الأَساس : المارِد : هو العاتِي وهو مَارِدٌ مِن المُرَّادِ وتَمَرَّدَ وشَيْطَانٌ مَرِيدٌ ومِرِّيدٌ ونقَل شَيْخُنا عن بعضِ أَئِمّة اللُّغَةِ مَرُدَ كخَبُثَ وَزْناً ومَعْنًى أَو هُوَ أَي المُرُودُ تَأْوِيلُه : أَن يَبْلُغَ الغَايَةَ التي يَخْرُجُ بها مِن جُمْلَةِ مَا عَلَيْهِ ذلك الصِّنْفُ مُرَّادٌ كما في الأَساس ومَرَدَةٌ مُحَرَّكةً جمع مارِدٍ ومُرَدَاءُ جمع مَرِيدٍ كحُنْفَاءَ وشَيْطَانٌ مَرِيد ومارِدٌ واحِدٌ وهو الخَبِيثُ المُتَمَرِّدُ الشِّرِّير وفي حديث رمضان وتُصَفَّدُ فيه مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ . ومَرَد على الشَّرِّ وتَمَرَّدَ : عَتَا وطَغَا قال أَبو تُراب : سمعْت الخُصَيْبِيَّ يقول : مَرَدَه وهَرَدَه إِذا قَطَعَه وهَرَطه : مَزَّقَ عِرْضَهُ كَهَرَدَه . مَرَدَ على الشيْءِ مُرُوداً : مَرضنَ واستَمَرَّ ومَرَدَ على الكلامِ أَي مَرَن عليه لا يَعْبَأُ به وأَصلُ معنَى التَّمرُّدِ التَّمَرُّنُ أَي الاعْتِيَادُ كما نقلَه بعضهم قال الله تعالى " وَمِنْ أَهْل المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ قال الفَرَّاءُ : يُريد : مَرَنُوا عليه وجُرِّبوا كقولك : تَمَرَّدُوا . وقال ابنُ الأَعرابيّ : المَرْدُ : التَّطَاوُلُ بالكِبْرِ والمَعَاصِي ومنه قوله تعالى " مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ أَي تَطَاوَلُوا . وفي المُفْرَدات للرَّاغِب : هو مِن قَوْلِهم : شَجَرَةٌ مَرْدَاءُ أَي لا وَرَقَ عليها أَي أَنَّهُم خَلَوْا عن الخَيْرِ . مَرَدَ الصَّبيُّ الثَّدْيَ أَي ثَدْيَ أُمِّه مَرْداً : مَرَسَه وفي الأَفعال لابن القطّاع : مَصَّه . مَرَدَ الخُبْرَ والتَّمْرَ في الماءِ يَمْرُدُه مَرْداً أَي مَاثَه حتى يَلِينَ . وفي المحكم : أَنْقَعَهُ وهو المَرِيدُ وقال الأَصْمَعِيُّ : مَرَذَ فُلانٌ الخُبْرَ في الماءِ أَيضاً بالذال المعجمة ومَرَثَه إِذا لَيَّنَه وفَتَّنَه
عن ابن الأَعرابيّ : المَرَدُ : نَقَاءُ الخَدَّيْنِ مِن الشَّعر ونَقَاءُ الغُصْنِ مِن الوَرَقِ والأَمْرَدُ : الشابُّ الذي طَرَّ شَارِبُه ولمْ يَنْبُتْ وفي بعض الأُمهات : ولم تَبْدُ لِحْيَتُه بَعْدُ وقد مَرِدَ كفَرِحَ مَرَداً ومُرُودَةً . وتَمَرَّدَ : بَقِيَ زَماناً ثم الْتَحَى بعد ذلك وخَرَجَ وَجْهُه وفي حديث مُعَاوِيَة تَمَرَّدْتُ عِشْرِينَ سَنَةً وجَمَعْتُ عِشرِينَ ونَتَفْتُ عِشرِين وخَضَبْتُ عِشْرِين وأَنا ابنُ ثَمَانينَ أَي مَكَثْتُ أَمْرَدَ عشرينَ سَنَةً ثم صِرْتُ مَجْتَمِعَ اللِّحْيَةِ عشرِينَ سنَةً . من المَجاز : المَرْدَاءُ : الرَّمْلَةُ المُتَسَطِّحَةُ لا تُنْبِتُ . والمَرْدَاءُ بِعَيْنِهَا رَمْلَةٌ بِهَجَرَ لا تُنْبِتُ شيئاً قال أَبو النَّجْمِ :
" هلاَّ سَأَلْتُمْ يَوْمَ مَرْدَاءِ هَجَرْ
" وزَمَنَ الفِتْنَةِ مَنْ سَاسَ البَشَرْ
" مُحَمَّداً عَنَّا وعَنْكُمْ وعُمَرْ وقال ابنُ السِّكّيت : المَرَادِي : رِمَالٌ بِهَجَرَ مَعروفَةٌ واحدتها مَرْدَاءُ قال ابنُ سِيدَه : وأَرَاهَا سُمِّيت بِذلك لِقِلَّة نَبضاتِها قال الراعِي :
فَلَيْتَكَ حَالَ الدَّهْرُ دُونَكَ كُلُّه ... ومَنْ بِالمَرَادِي مِنْ فَصِيحٍ وأَعْجَمَاوقال الأَصعيّ : أَرْضٌ مَرْدَاءُ وجَمْعُها مَرادٍ وهي رِمَالٌ مُنْبَطِحَة لا يُنْبَتُ فيها ومنها قيل للغلامِ أَمْرَدُ وقال الأَزهريُّ مثلَ قولِ ابن السِّكِّيت . من المَجاز : المَرْدَاءُ : المَرْأَةُ لا اسْتَ لَهَا هكذا بالهمزة والسين المهملة والتاءِ المثنّاة الفوقيّة في نُسختنا ويُؤَيّده أَيضاً قولُ الزمخشريِّ في الأَساس : وامرأَةٌ مَرْدَاءُ : لم يُخلَق لها اسْتٌ . وهو تصحيف والذي في اللسان والتكملة : وامرأةٌ مَرْدَاءُ : لا إِسْبَ لهَا . بالبَاءِ الموحّدة . ثم قال : وهي شِعْرَتُها . وفي الحديث : " أَهْلُ الجَنَّةِ جُرْدٌ مُرْدٌ " . من المجاز : المَرْدَاءُ : الشِّجَرَةُ لا وَرَقَ عَلَيْهَا وغُصْنٌ أَمْرَدُ كذلك وقال أَبو حنيفة : شجَرةٌ مَرْدَاءُ : ذَهَبَ وَرَقُها أَجْمَعُ وغُلامٌ أَمردُ بَيِّنث المَرَدِ بالتحريك ولا يقال : جارِيَةٌ مَرْدَاءُ ويقال : شَجَرَة مَرْدَاءُ ولا يُقال غُصْنٌ أَمْرَدُ وقال الكسائيُّ : شَجَرةٌ مَرداءُ وغُصنٌ أَمْرَدُ : لا وَرَقَ عليهما . قلت : وإِنكارُ غُصن أَمْرَد رُوِي عن ابنِ الأَعرابيّ
مَرْدَاءُ : بِنَابُلُسَ ويُقْصَرُ كما هو المشهور على الأَلْسِنة خرج منها الفُقَهَاءُ والمُحَدِّثون منهم العَلاَّمة قاضي القُضَاءِ جَمَالُ الدينِ يوسفُ بن محمّد بن عبد الله المَرْدَاوِيُّ الحَنْبَلِيُّ مُؤَلِّف الأَحكام وأَبو عبد الله مُوسى بن محمّد بن أَبي بكْر ابن سالمِ بن سَلْمَان المَرْدَاوِيّ الفقيهُ الحنبليُّ مِن شيوخِ التَّقِيِّ السُّبْكّيِ تُوفّيّ بِمَرْدَا سنة 719 ، وكذلك أَبو بكر كان من المحدِّثين . ومُرَيْدَاءُ مُصَغَّرَّا ممدوداً : بالبَحْرَينِ . والتَّمْرِيدُ في البِنَاءِ : التَّمْلِيسُ والتَّسْوِيَةُ التَّطِيينُ . وبِنَاءٌ مُمَرَّدٌ كمُعَظَّمٍ : مُطَوَّلٌ وقال أَبُو عُبَيْدٍ : المُمَرّضد : بِنَاءٌ طَوِيلٌ . قال أَبو منصور : ومنه قوله تعالى " صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ " وقيل : المُمَرَّد : المُمَلَّس ومنه الأَمْرَد لِلِينِ خَدَّيْهِ كذا في زوائد الأَمَالِي اللقالي . والمارِدُ : المُرْتَفِعُ من الأَبْنِيَةِ . المارِد : العَاتِي وفي حديثِ العِرْبَاضِ وكانَ صَاحِبُ خَيْبَرَ رَجُلاً مارِداً مُنْكَراً أَي عاتِياً شِديداً . وأَصله من مَرَدَةِ الجِنِّ والشياطينِ مارِدٌ : قُوَيْرَةٌ مُشْرِفَةٌ مِن أَطْرَافِ خَيَاشِيمِ الجَبَلِ المَعْرُوفِ بالعَارِض باليَمَامَةِ وفي المَرَاصد : مارِدٌ : مَوْضِعٌ باليمامة
مَارِدٌ : حِصْنٌ بِتَيْمَاءَ كِلاهما بالشَّام كذا في المحكم وفي التهذيبِ : وهما حِصْنَانِ في بِلادِ العَربِ قال المُفَضَّلُ : قَصَدَتْهُما الزَّبَّاءُ فعَجَزَتء عن قِتَالِهِما فقالَتْ : تَمَرَّدَ مَارِدٌ وعَزَّ الأَبْلَقُ وذَهَبَ مَثَلاً لِكُلِّ غَزِيزٍ مُمْتَنِعٍ وهو مَجَازٌ وأَورده المَيْدَانيُّ في مُجمَعِ الأَمثالِ وقال : مارِدٌ : حِصْنُ دُومَةِ الجَنْدَلِ والأَبْلَقُ : حِصْنُ دُومَةِ الجَنْدَلِ والأَبْلَقُ : حِصْنٌ للسَّمَوْأَلِ بن عَادِيَا قيل : وُصِف بالأَبْلَق لأَنه بُنِيَ مِن حِجارةٍ مُخْتَلِفَة بأَرْضِ تَيْمَاءَ وهما حِصْنانِ عَظِيمانِ قَصَدَتْهُمَا الزَّبَّاءُ مَلِكَةُ العَرَبِ فلم تَقْدِر عليهما فقالَتْ ذلك فصارَ مَثَلاً لكُلِّ ما يَعِزُّ ويمْتَنِعُ على طالِبه وقد أَعادَه المُصَنّف مرَّةً أُخرَى في بلق . والتِّمْرَادُ بالكسر : بَيْتٌ صَغِيرٌ يُجْعَل في بَيْتِ الحَمَامِ بالتخفيف لِمَبْيَضِهِ فإِذا نَسَقَه بَعْضاً فَوْقَ بَعْضٍ فهو التَّمَارِيدُ وقد مَرَّدَه صاحِبُه تَمْرِيداً وتَمَراداً بفتح التاءِ والتِّمْرَاد بالكسر الاسم . والمَرْدُ بفتح فسكونٍ : الغَضُّ مِن ثَمَرِ الأَراكِ أَو نَضِيجُه وقيل : هَنَوَاتٌ منه حُمْرٌ ضَخْمَةٌ أَنشد أَبو حنيفةَ :
كِنَانِيَّةٌ أَوْتَادُ أَطْنَابِ بَيْتِها ... أَراكٌ إِذا صَافَتْ بِه المَرْدُ شَقَّحَاوالواحِدة مَرْدَةٌ . وفي التهذيب : البَرِيرُ : ثَمَرُ الأَراكِ فالغَضُّ منه المَرْدُ النَّضِيجُ الكَبَاثُ . المَرْدُ : السَّوْقُ الشديدُ والمَرْدُ : دَفْعُ المَلاَّحِ السفينةَ بالمُرْدِيِّ بالضمِّ اسم لِخَشَبَةٍ أُعِدَّت للدَّفْعِ والفِعْل يَمْرُد وفي الأَفْعَال وهي المِجْدَافُ قال رؤبة :
إذَا أَصْمَأَكَّ أَخْدَعَاهُ ابْتَدَّا ... صَلِيفَ مُرْدِيٍّ ومُصْلَخِدَّا ومُرَادٌ كغُرضابٍ : أَبو قَبِيلَةٍ من اليمن وهو مُرَاد بن مالِكِ بن زيدَ ابن كَهْلاَن بن سَبَإٍ وكان اسْمُه يَحَابِرِ فَسُمِّيَ مُرَاداً لأَنّه تَمَرَّدَ وقال ابنُ دُرَيْد : يَحَابِر جمْ يَحْبُورَة وسُمِّيَ مُرَاداً لأَنّه أَوَّل مَن مَرَدَ باليَمَن . وفي المصباح مُرَاد قَبِيلةٌ مِن مَذْحِج . قلت ومَذْحِج هو مالك بن زَيْد المُتَقدّم ذِكْرُه في التهذيب وقيل إِن نَسبهم في الأَصل من نِزار . المَرادُ كسَحَابٍ وكَتَّانٍ العُنُقُ وعلى الأَوّل اقتصرَ الجَوْهَرِيّ مَرارِيدُ . ومارَدُونَ : قَلْعَةٌ أَي معروفة على قُنَّةِ جَبَلِ الجَزِيرة مُشْرِفَة على بلادٍ كثيرةٍ وفضاءٍ واسِعٍ تَحْتَهَا رَبَضٌ عَظِيم فيه أَسواقٌ ومَدارِسُ ورُبُطٌ ودُورُهم كالدَّرَجِ وكلُّ دَرْبٍ يُشْرِف على ما تَحْتَه من الدُّورِ والماءُ عندهم قليلٌ وأَكثرُ شُرْبِهم من الصهاريج التي يُعِدُّونها في بُيوتهم كذافي المراصد . تقول في النَّصْبِ والخَفْضِ مَارِدِينَ أَي إِنه مُلْحَق بجمع المُذِكّر السالم في الإِعراب كصِفِّينَ وفِلَسْطِينَ ونَحوِهما . قال شيخنا : ومنهم من يُلْزِمُها اليَاءَ كَحِينٍ ومنهم من يُلْزِمها الواوَ وفتحَ النون . والمَرِيدُ كأَمير : التَّمْرُ يُنْقَعُ في اللَّبَنِ حتى يَلِينَ وقد مَرِدَ كفَرِحَ : دَامَ على أَكْلِه وقال الأَصمعيُّ : ويقال لكُلِّ شْيءٍ دُلِكَ حتّى اسْتَرْخَى : مَرِيدٌ والتمْرُ يُلْقَى في اللَّبَن حَتَّى يَلِينَ ثم يُمْرَدُ باليَدِ : مَريدٌ . المَرِيدٌ أَيضاً : الماءُ بِاللَّبَنِ وبه فُسِّرَ قولُ النابِغَة الجَعْدِيّ :
" فَلَمَّا أَبَي أَنْ يَنْزِعَ القَوْدُ لَحْمَهنَزَعْتُ المَدِيدَ والمَرِيدَ لِيَضْمُرَا المِرِّيد كسِكِّيتٍ : الشديدُ المَرَادَةِ أَي العُتُوَّ مثل الخِمِّيرِ والسَّكِّير . مُرَيْدٌ كزُبَيْرٍ : بالمدينةِ شرَّفها اللهُ تعالى وهي أَطَمَةٌ لِبَنِي خَطْمَةَ وقد جاءَ ذِكْرُه في الحديث . ومُرَيْدق الدَّلاَّلُ أَبو حاتم روى عن أَيُّوبَ السٍّخْتِيَانيّ وعنه ابنُه حاتِم بن مُرَيْد . وعَبْدُ الأَوَّلِ بنُ مُرَيْدٍ من بني أَنْفِ النَّاقَةِ روَى عنه محمّد بن الحسن بن دُرَيد . وَرَبِيعَةُ بنْتُ مُرَيْدٍ روَى عنها المُنْتَجِعُ بن الصَّلْت وأَحْمَدُ بن مُرادٍ الجُهْنِيّ مُحَدِّثُونَ . وَمَارِدَةُ : كُورَةٌ واسِعَة بالمَغْرِب من أَعمالِ قُرْطُبة وهي مَدِينة رائعةق كثيرةُ الرُّخَامِ عَالِيَة البِنْيَانِ بَينها وبين قُرْطُبَة سِتَّةُ أَيّام . في الحديث ذكر ثَنِيَّة مَرْدَانَ بفتح فسكون وهي بينَ تَبُوكَ والمَدِينةِ وبها مَسْجِدٌ للنبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ . ومما يستدرك عليه : المَرُود كصَبُورٍ والمارِدُ : الذي يَجِيءُ ويَذْهَب نَشاطاً قال أَبو زُبَيْد :
مُسْنِفَاتٌ كَأَنَّهُنَّ قَنَا الهِنْ ... د وَنَسَّى الوَجِيفُ شَغْبَ المَرُودِومَرِدَ كفرِحَ : تَطَاوَل في المَعَاصِي لُغَة في مَرَدَ كنَصر عن الصاغانيّ . ومُرَاد : حِصْن قريبٌ من قُرْطُبة وعبدُ الله بن بكر بن مَرْدَان شَيْخٌ لغُنْجَار ومَرْدَان لَقَبُ مُقَاتِل بن رَوْحٍ المَرْوَزِيّ والد محمدٍ شيخِ البخاريّ وأَبو محمّدٍ عبدُ الله بن محمّد بن مَكِّيٍّ المعروفُ بابنِ مارِدَةَ المَارِدِيُّ نُسب إِلى جَدِّه مات ببغداد سنة 444 . وَمَرَدْت الشيءَ ومَرَّدْته : لَيَّنْتُه وصَقَلْتُه . والمَرْدُ : الثَّرْدُ . ومَرَدَ الشيءَ في الماءِ : عَرَكَه . ومَرَدَ الغُصْنَ : أَلْقَى عنه لِحَاءَه كمَرَّدَه . ومَرِدَت الأَرضُ مَرَداً لم تُنْبِتْ إِلاَّ نَبْذاً . ومَرِدَ الفَرَسُ لم يَنْبُتْ على ثُنَّتِه شَعْرٌ . كذا في الأَفعال . والمِرَادُ ككِتَابٍ : ثَنِيَّةٌ في جَبْلٍ تُشْرِف على الحُدَيْبِيَة كما في الرَّوْض . وعَشائرُ بن محمّد بن ميمون بن مَرَّاد التميميُّ ككَتَّانٍ أَبو المعالي الحِمْصِيّ من شيوخ السَمْعَانيّ . ومُرَيْد قَبيلة من بَلِيٍّ وهم حُلفاءُ بني أُمَيَّةَ بن زيد ويقال لهم الجَعَادِرَة منهم امرأَةٌ مُسْلِمَةٌ لها شِعْرٌ في السِّيرة . ومَرُودَةُ مُخَفَّفاً جَدُّ أَبي الفضل محمّد بن عثمان بن إٍسحاق بن شُعَيْبِ ابن الفضل بن عاصم النَّسَفِيّ المَرْودِيّ اَثْنَى عليه المُسْتَغفِرِيُّ ورَوَى عنه . وقالت امرأَةٌ لِزَوْجِهَا : يا شيخُ فقال لها : مِنْ أَيْنَ لي لك أُمَيْرِدٌ فصارَ مَثَلاً . ومن المجاز : جَبَلٌ مُتَمَرِّد . وجِبَالٌ مُتَمَرِّدَاتٌ . وميردةُ : من قُرَى أصْفَهَان نزَلَهَا أَبو الحسن محمّد بن أَحمد بن محمّد بن الحسين الأَصفهانيّ سمع أَبا الشيخِ وغيره
نُمْرُودُ بالضمّ وإِهمال الدالِ وإِعجامها وفي المزهر بالوَجهينِ وصَرَّح العِصَامُ وغيرُه بأَنَّه بالمُعْجَمة قال شيخُنَا : ويُؤَيّده ما أَنشده الخفاجِيُّ في المجلس الثامن مِن الطِّرَازِ لابنِ رَشِيقٍ من قَوْلِه :
" يَارَبِّ لاَ أَقْوَى عَلَى دَفْعِ الأَذَىوَبِكَ اسْتَعَنْتُ عَلَى الزَّمَانِ المُؤذِي
مَالِي بَعَثْتَ إِلَيَّ أَلْفَ بَعُوضَةٍ ... وَبَعَثْتَ وَاحِدَةً عَلَى نُمْرُوذِ قال : وهو الموافِق للضَّابطِ الذي نَظَمَه الفَارَابيُّ فَرْقاً بين الدَّالِ والذالِ في لُغَةِ الفُرْس حيث قال :
احْفَظِ الفَرْقَ بَيْنَ دَالٍ وذَالٍ ... فَهْوَ رُكْنٌ في الفارِسِيَّةِ مُعْظَمْ