" رَتَجَ البَابَ " رَتْجاً " : أَغْلَقَه كَأَرْتَجَه " : أَوْثَقَ إِغلاَقَه وباب مُرْتَجٌ . وأَبَى الأَصمعيُّ إِلاَّ أَرْتَجَه وفي الحديث " إِنّ أَبوابَ السَّماءِ تُفْتَحُ ولا تُرْتَجُ " أَي لا تُغْلَقُ وفيه أَمرَنَا رَسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلّم بإِرْتاجِ البابِ " أَي إِغلاقِه . رَتَجَ " الصَّبِيُّ رَتَجَاناً " محرّكةً إِذا " دَرَجَ " في المَشْىِ . من المجاز : رَتِجَ في مَنْطِقهِ رَتَجاً " كفَرِحَ " مأْخوذٌ من الرِّتَاجِ وهو البَابُ . وصَعِدَ المِنْبَرَ فَرَتِجَ عليه " : اسْتَغْلَقَ عليه الكَلاَمُ كأُرْتِجَ عليه " عَلَى ما لَمْ يُسَمَّ فاعِلُه يقال أُرْتِجَ على القارِئِ إِذا لمْ يَقْدِرْ على القراءَةِ كأَنَّه أُطْبِقَ عليه كما يُرْتَجُ البَابُ . مثله " ارْتُتِجَ " عليه " واسْتُرْتِجَ " كلاهما على بِناءِ المفعولِ ولا تَقُلْ ارْتُجَّ عليه بالتشديد وفي حديث ابن عُمَر " أَنه صَلَّى بهم المَغْرِبَ فقال : ولاَ الضَّالِّينَ ثم أُرْتِجَ عليه " أَي اسْتُغْلِقَتْ عليه القِراءَةُ . وفي التهذيب : أُرْتِجَ عليه وارْتُجَّ وعن أَبي عَمْرٍو : تَرَجَ إِذا اسْتَتَرَ وَرِتجَ إِذا أَغْلَقَ كَلاماً أَو غَيْرَه . وعن الفَرّاءِ : رَتِجَ الرَّجُلُ " وبَعِل " وَرجِىَ وغَزِلَ كلّ هذا إِذا أَرادَ الكلامَ فأُرْتِجَ عليه . ويقال : أُرْتِجَ عَلى فُلانٍ إِذا أَرادَ قَوْلاً أو شِعْراً فلم يَصِلْ إِلى تَمَامِه . من المحاز : " أَرْتَجَتِ النَّاقَةُ " فهي مُرْتِجٌ إِذَا قَبِلَتْ ماءَ الفَحْل " فأَغْلَقَتْ رَحِمَهَا على " ذلك " الماءِ " أَنشد سِيبوبهِ :
يَحْدُو ثَمَانِيَ مُولَعاً بِلِقَاحِهَا ... حَتَّى هَمَمْنَ بِزَيْغَةِ الإِرْتَاجِ وفي التهذيب : يقال للحامِل مُرْتِجٌ لأَنها إِذا عَقَدَتْ على ماءِ الفَحْلِ انْسَدَّ فَمُ الرَّحِمِ فلم يَدْخُلْه فكأَنّهَا أَغلَقَتْه على مائِه . من المجاز أَرْتَجَت " الدَّجَاجةُ " إِذا " امْتَلأَ بَطْنُها بَيْضاً " وعبارة اللسان : إِذا امْتَلأَ ظَهْرُهَا بَطْناً وأَمْكَنَتِ البَيْضَةَ كذلك . في التهذيب : قال شَمِرٌ : " من رَكِبَ البَحْرَ إِذا أَرْتَجَ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّةُ " وقال : هكذا قَيَّدَه بخَطِّه قال : ويقال أَرْتَجَ " البَحْرُ " إِذا " هَاجَ و " قال الغِتْرِيفىّ : أَرْتَجَ البَحْرُ إِذا " كَثُرَ مَاؤُه فغَمَرَ " هكذا في نسختنا بالغين والميم والراءِ ونصُّ التهذيب : فعَمَّ " كُلَّ شَىْءٍ " . قال أَخوه : " السَّنَةُ " تُرْتِجُ إِذا " أَطْبَقَتْ بِالجَدْبِ " ولم يَجد الرَّجلُ مَخْرَجاً وكذلك إِرْتاجُ البَحْرِ لا يَجِدُ صَاحبُه منه مَخْرَجاً . أَرْتَجَ " الثَّلْجُ : دَامَ وأَطْبَقَ " وإِرتاجُ البابِ منه . قال " والخِصْبُ " إِذَا " عَمَّ الأَرْضَ " فلم يُغَادِرْ منها شَيْئاً فقد أَرْتَجَ . أَرْتَجتِ " الأَتَانُ " إِذا " حَمَلَتْ وهي مُرْتِجٌ ونُوقٌ مَرَاتِجُ ومَرَاتِيجُ قال ذو الرُّمّة :
كَأَنَّا نَشْدُّ المَيْسَ فوْق مَراتِجٍ ... مِنَ الحُقْبِ أسْفَى حَزْنُهَا وسُهُولُها " والرَّتَجُ مُحَرَّكَةً : البابُ العظِيمُ كالرِّتاجِ ككِتَابٍ وقيل : " هو البَابُ المُغْلَقُ " وقد أَرْتَجَ البَابَ إِذا أَغْلَقَه إِغلاقاً وَثيقاً وأَنشد :
أَلَمْ تَرَنِى عَاهَدْتُ رَبِّى وأَنَّنِي ... لَبَيْنَ رِتَاجٍ مُقْفَلٍ ومَقَامِ وقال العَجَّاج :
" أَوْ تَجْعَل البَيْتَ رِتَاجاً مُرْتَجَا ومنه رِتَاجُ الكَعْبَةِ قال الشاعر :
إِذا أَحْلَفُونِي فِي عُلَيَّةَ أُجْنِحَتْ ... يَمِينِى إِلى شَطرِ الرِّتَاجِ المُضَبَّبِ وقيل : الرِّتَاجُ : البَابُ المُغْلَقُ " وعَلَيْهِ بَابٌ صَغيرٌ " من المجاز : الرِّتَاجُ : " اسمُ مَكَّةَ " زِيدَتْ شَرَفاً . وفي الحديث " جَعَلَ مَالَهُ في رِتَاجِ الكَعْبَةِ " أَي فيها فَكَنَى عنها بالبابِ لأَن مِنه يُدْخَلُ إِليها وفي الأَساس : جَعَلَه هَدْياً إِلَيها . وجمعُ الرِّتاجِ رُتُجٌ ككِتَابٍ وكُتُبٍ وفي حديث مُجَاهِدٍ عن بنى إِسرائيلَ " كَانَت الجَرَادُ تَأْكُل مَسامِيرَ رُتُجِهِمْ " أَي أَبوابِهِم وكذلك يُجمَع على الرَّتَائج قال جَنْدَلُ ابنُ المُثَنَّى :
" فَرَّجَ عَنْهَا حَلَقَ الرَّتَائِجِ وفي اللِّسان : إِنّما شَبَّهَ ما تعَلَّقَ مِن الرَّحِمِ على الوَلَدِ بالرِّتَاجِ الذي هو البَابُ . وجعلَ شيخُنا جمْعه أَرْتَاج ولم يأْتِ له شاهدٌ ولا سَنَدٌ مع شُذوذِه وفي حديث قُسٍّ " وأَرْضٌ ذَات رِتَاجٍ " . وعن ابنِ الأَعرابِيّ : يقال لأَنْفِ البابِ : الرِّتَاجُ ولِدَرَوَنْدِهِ : النِّجَافُ ولِمِتْرَاسِه : القُنَاحُ . والمِرْتَاجُ : المِغْلاَقُ . يقال : زَلُّوا عَن المَنَاهج فَوَقُعوا في المَرَاتج " المَرَاتِجُ : الطُّرُقُ الضَّيِّقَةُ " هكذا استُعْمِل ولم يَذكروا له مُفْرَداً . " والرَّتَائِجُ : الصُّخُورُ جَمْعُ رِتَاجَةٍ بالكسر على القياس خِلافاً للمبرّد في الكامل فإِنه قال : لا يُجْمَع فِعَالَة على فَعَائِل قاله شيخُنَا ويُنظر . وفي اللسان : الرِّتَاجَةُ : كُلُّ شِعْبٍ ضَيِّقٍ كأَنَّه أُغْلِق مِن ضِيقِه قال أَبو زُبَيْدٍ الطائيّ :
كأَنَّهُمْ صَادَفُوا دُونِى به لَحِماً ... ضَافَ الرِّتَاجَةَ فِي رَحُلٍ تَبَاذِيرِ" وأَرْضٌ مُرْتَجَةٌ كمُكْرَمَةٍ " وفي نسخة أُخرى " مُرْتِجَة كمُحْسِنة " إِذا كانَت " كَثِيرَة النَّبَاتِ " . وذكره ابن سيده في رجج فقال وأَرْضٌ مُرْتَجَّةٌ : كَثيرةُ النَّبَاتِ أَي من ارْتَجَّتِ الأَرْضُ بالنَّبَاتِ إِذا أَطْلَعَتْه ولذا لم يَذكُره الجوهريُّ وابنُ منظور . " والرُّوَيْتِجُ " بالتصغير " : ع " من المجاز : يقال : " مالٌ رِتْجٌ وغِلْقٌ بالكسر " فيهما " خِلاَفُ طِلْقٍ " بالكسر أَيضاً فسَّرَه في الأَساس فقال : أَي لا سَبِيلَ إِليه . من المجاز : " سِكَّةٌ رِتْجٌ " بالكسر أَيضاً أَي " لاَ مَنْفَذَ لَهَا " يقال : " نَاقَةٌ رِتَاجُ الصَّلاَ " ككِتَاب إِذا كانت " وَثِيقَة وَثِيجَة " قال ذو الرُّمّة :
" رِتَاجُ الصَّلاَ مَكْنُوزَةُ الحَاذ يَسْتَوِىعلى مِثْلِ خَلْقَاءِ الصَّفاةِ شَلِيلُها ومما يستدرك عليه : راتِجٌ ككاتبٍ جاءَ ذِكْرُه في الحديث وهو أَطُمٌ مِن آطامِ المَدِينةِ كَثِيرُ الذِّكْرِ في المَغَازِي . ومن المجاز : في كلامِه رَتَجٌ أَي تَعْتَعَةٌ