السَّيْرُ : الذَّهابُ نهاراُ وليلاً وأما السُّرَى فلان يكونُ إلا ليْلاً كالمَسيرِ يقال : سارَ القومُ يَسيرونَ سَيْراً ومسيراً إذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جِهة توجَّهُوا لها ويقال : بارك الله في مَسِيرك أي سَيْرك . قال الجوهريُّ : وهو شاذٌّ لأن القياسَ المصدرِ من فعلَ يفعلُ مفعلٌ بالفتح لا والتسيارِ بالفتح ويُذهبُ به إلى الكثرةِ وهو تفعالٌ من السيرِ قال :
فأَلْقَتْ عَصَا التَّيسْارِ منها وخَيَّمَتْ ... بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٌ مَحَافِرُهْ
والمَسِيِرَةِ بزيادة الهاءِ كالمَعِيشَةِ من العيْشِ ويرادُ به أيضاً : المَسَافَة التي يُسَارُ فيها من الأَرْضِ كالمَنْزِلَةِ والمَتْهَمَة وبه فُسِّرَ الحديث " نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْر " ٍ والسَّيْرُورِةَ الأخِيرَة عن اللِّحْيَانيّ . وسارَ الرّجلُ يَسِيرُ بنفْسهِ وسارَهُ غَيْرُهُ سَيْراً وسِيرَةً ومَسَاراً ومَسِيراً َيَتَعّدى ولا يَتَعَدَّى . وأَسَارَهُ قال ابنُ بُزُرْج : سِرْتُ الدَّابَّةَ إذا رَكِبْتَها وإذا أَرَدْتَ المَرْعَى قلت : أَسَرْتُهَا إِلى الكَلإ وهو أن يُرسِلُوا فيها الرُّعْيَانَ ويُقِيموا هم . وسَارَ بِهِ أي يتَعَدَّى بالهَمْز وبالبَاءِ . وسَيَّرَه تَسْييراً أي يتعَدى بالتضعيف . والاسْمُ من كُلّ ذلك السِّيرَةُ بالكَسْر . وطَرِيقٌ مَسُورٌ ورَجُلٌ مَسُورٌ بِهِ قال شيخنا : هذا غَلَطٌ ظَاهِرٌ في هذه المادة والصواب مَسِيرٌ ومَسِيرٌ به كما لا يَخْفَى عمّن له أَدْنَى مُسْكَة بالصَّرْف انتهى
قلت : وهذا الذي خَطَّأَه هو بعينِه قولُ ابنِ جِنِّي فإِنه حَكَى طَرِيقٌ مَسُورٌ فيه ورجل مَسُورٌ به قالوا : وقَيَاسُ هذا ونَحْوِه عند الخليل أن يكون مما يُحْذفُ فيه الياءُ والأَخْفَشُ يعتقدِ أن المحذوفَ من هذا ونَحْوِه إنما هو واو مَفْعُول لا عَيْنهُ وآنسَه بذلك قد هُوبَ بهِ وسُورَ به وكُولَ به ففي تَخْطِئَةِ شيخِنا للمصَنَّف على بادِرةِ الأَمْرِ تحاملٌ شديدٌ كما لا يَخْفَى وغايَةُ ما يقال فيه : إنه جاءَ على خلاف القياسِ عند الخَليلِ
والسَّيْرَةُ بالفَتْح : الضَّرْبُ من السَّيْرِ . وحكى : إِنّه لَحَسَنُ السِّيرَةِ . والسُّيَرَةُ كهُمَزَةٍ : الكَثِيرُ السَّيْرِ عن ابن جِنَّي . من المَجَاز : السِّيرَةُ بالكَسْر : السُّنَّةُ وقد سارَتْ وسِرْتُها قال خالِدُ بنُ زُهَيْر كذا عَزَاهُ الزَّمَخْشَرِيُّ وقالَ ابنُ بَرِّي : هو لخِالدِ ابنِ أُخْتِ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فلاَ تَغْضَبَنْ من سُنَّة أَنتَ سِرْتَهَا ... فأَوَّلُ راضٍ سُنَّةً مَنْ يَسِيرُهَا يقول : أَنْتَ جَعَلْتَها سائِرَةً في النّاس . وقال أبو عُبَيْد : سارَ الشَّيْءُ وسِرْتُه فَعمّ وأََنشد قول خالد . السِّيَرةُ : الطَّرِيقَةُ يقال : سارَ الوالِي في رَعِيَّتهِ سِيرَةً حَسَنَةً وأَحْسَن السِّيَرَ وهذا في سِيَرِ الأَوّلِينَ . السِّيرَةُ الهَيْئَةُ وبه فُسِّر قولهُ تعالى " سَنُعِيدُها سِيرَتَها الأُولَى " . السِّيرَةُ : المِيرَةُ . والسَّيْرَ بالفَتْح : الذِي يُقدُّ من الجِلْدِ طُولاً وهو الشِّراكُ ج سُيُورٌ بالضّم يقال : شَدَّة بالسَّيْرِ وبالسُّيُورِ والأَسْيَارِ والسُّيُورَةَ . وإليهِ أَي إلى لفظِ الجَمْعٍ نُسِبَ المُحَدِّثانِ : أَبو عَلِيٍّ الحُسَيْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِي بنِ إِبراهِيمَ النَّيْسابُورِيّ عن محمّدِ بن الحُسَيْنِ القَطّان وعنه الفَضْلُ بنُ العَبّاسِ الصّاغانِيّ . أَبو طاهِرٍ عبدُ المَلِكِ بن أَحمد عن عبد المَلكِ بن بِشْرَان شيخٍ لابنِ الزغوانيّ تُوُفِّي سنة 481 السُّيُورِيّانِ . قال شيخنا : وهذا على خِلاَفِ القِياسِ لأَن القِيَاسَ في النَّسَبِ أن يُرْجَعَ به إلى المفردِ كما عُرِفَ به في العربية . وقيل : إِنَّهما مَنْسُوبانِ إلى بَلَدٍ اسمه سُيُور وصحّحه أَقوام . وفاته : أبو القاسِمِ عبدُ الخَالِقِ بنِ عبْدِ الوارِثِ السُّيُورِيّ المَغْرِبِيّ المالِكيّ خاتمة شُيوخِ القَيْرَوَان توفيِّ سنةَ 460السَّيْورُ : د باليَمَنِ شَرْقيَّ الجَنَدِ منه الإِمَامُ الفَقِيهُ أَبُو زَكَرِياءَ يَحْيَى بنُ أبِي الخَيْرِ بنِ سالمِ بنِ أَسْعَد بنِ عبدِ اللهِ بن محمّد ابن مُوسَى بن الحُسَيْنِ بنِ أَسْعَد بنِ عَبْد اللهِ السَّيْرِيُّ العُمْرانِيّ من بني عمْرَانَ ابن رَبِيعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارَةَ بَطْن كبير باليَمنَ صاحِبُ كتابِ البَيَانِ والزَّوَائِدِ في الِفْقهِ وُلِدَ سنة 487 ، وَكان ولدُه طاهِرُ بنُ يحيى من كِبارِ الفُقَهَاءِ باليَمَنِ . وفي التَّبْصِير للحافظ بن حجر : والسِّيَرِيّ بالكسر وفتح الياءِ غَلَبَ على بَعْضِ الحُصُونِ باليَمنِ في زمن الأَشرف واستمرّ منازعاً له ولولده انتهى . قلت : ولعلّه تصحيف والصواب السَّيري بالفتح كما للمصنف . وهَبِيرُ سَيَّار ككَتّانٍ : رَمْلٌ نَجْدِيٌّ قيل : هو رَمْلُ زَرُود في طريقِ مَكَّةَ كانَت بهِ وقَعْةَ ابن أَبي سَعدْ الجَنَابِيّ القَرْمَطِيّ بالحاجِّ . يوم الأَحد لاثْنَتَيْ عَشْرَةََ ليلة بقيتْ من المُحَرِّم سنة 312 قَتَلَهم وسَبَاهُم وأخذ أموالَهم كذا في مُعْجَم يا قُوت وَسَيّارُ بنُ بَكْر كذا في النُّسَخِ بالموحدة والكاف وصوابه بلز باللام والزاي صَحَابِيّ وهو والدُ أبِي العُشْرَاءِ الدَّارِمِي روى عنه ابنه . وفي التابِعينَ والمُحَدِّثينَ جماعَةٌ اسمهم سَيَّار ومنهم : أبو المِنْهَالِ سَيّارُ بنُ سَلامَةَ الرِّياحِيّ البَصْرِيّ . وسَيّارُ بنُ عبد الرحمن الصَّدَفيّ . وسَيّارُ بنُ مَنْظُورِ بن سَيّارٍ الفَزارِيّ وسَيّارُ بنُ أبِي سَيارٍ العَنَزِيّ الوَاسطي . وسَيارٌ أَبو حَمْزَةَ الكُوفِيّ . وسَيّارٌ القُرَشِيّ الأُمَوِي مولَى معاوِيةَ ابنِ أَبي سُفْيَانَ . وسَيّارُ بنُ مَعْرُور التَّمِيميّ . وسَيَّارُ بنُ رَوْحٍ . حَدَّثُوا
السَّيّارِيُّونَ : جَمَاعَةُ منهم : عُمَرُ بنُ يَزِيدَ السَّيّارِيُّ حدّث عن عبدِ الوَارِثِ وعَبّادِ بنِ العَوامِ . ويُوسفُ بنُ مَنْصُورِ بنِ إبراهيمَ السَّيّارِيّ . وأحمدُ بنُ زِيَادٍ السَّيّارِيّ . والقَاسِمُ بنُ عبدِ الله بن مَهْدِيّ السَّيّارِيّ وغيرهم . والسَّيارَةُ : القافِلَةُ . والسَّيارَةُ : القَوْمُ يَسِيرُون أُنِّثَ على معنى الرُّفْقَةِ أو الجَمَاعَة فأما قِراءَةُ من قَرَأَ " تَلْتَقِطْهُ بعضُ السَّيّارَةٌ " فإنه أنثَ لأَنّ بعضَها سَيّارَةٌ
وأَبو سَيَّارَةَ : عُمَيْلَةُ بنُ خالدٍ العَدْوانِي كانَ له حِمارٌ أسْوَدُ أجازَ الناسَ عليه منَ المُزْدَلِفةِ إلى مِنى أَرْبَعِينَ سَنَةً قال الرّاجِز :
" خَلُّوا الطَّرِيقَ عن أبِي سَيَّارَةْ
" وعَنْ مَوَالِيهِ بنِي فَزَارَهْ
" حتى يُجيزَ سالمِاً حِمَارَهْ وكان يَقُولُ : أَشْرِقْ ثَبِير كيْما نُغِير . أي كَيْ نُسْرِعَ إِلى النَّحْرِ فقيلَ : أصَحُّ من عيدِ أَبِي سَيَّارَةَ " وضُرِبَ به المَثَلُ . والسِّيَرَاءُ كالعِنباءِ ويُسَكّن : نَوْعٌ من البُرُودِ وقيل : هو ثَوبٌ مُسيرٌ فيه خُطُوطٌ تُعملُ من القزّ كالسُّيُورِ . وقال الجَوْهَرِيّ : هو بُرْدٌ فيه خُطوطٌ صُفرٌ قال النابِغَة :
صَفْرَاءُ كالسَّيَرَاءِ أُكْمِلَ خَلْقُهَا ... كالغُصْنِِ في غُلَوَائهِ المُتَأوِّدِ أو يُخالِطهُ حَرِيرٌ وقيل : هي من ثيابِ اليمنِ قلت : وهو المشهورُ الآن بالمضف وفي الحديث " أهْدَي إليهِ أُكيْدرُ دُوَمَةَ حُلةً سِيَرَاءَ " قال ابنُ الأثيرِ : هو نَوعٌ من البُرُودِ يُخالِطه حَريرٌ كالسُّيورِ وهي فُعَلاءُ من السَّيْرِ القِدِّ قال هكذا رُوِىَ على هذه الِّصفة قال : قال بعضُ المتأَخِّرينَ : إنما هو على الإِضافةِ واحتجّ بأن سيبويه قال : لم يأتِ فِعَلاءُ صِفةً لكن اسماً وشرحَ السِّيَراءَ : الحرير الصافي ومعناه حلة حَريرٍ وفي الحديثِ " أَعْطَى عَلِيَّا بُرْداً سِيَرَاءَ وقالَ : اجْعَلْهُ خُمُراً " وفي حديثِ عُمَر " رَأَى حُلَّةً سِيَرَاءَ تُباعُ "
والسِّيَرَاءُ : الذَّهَبُ وقيل : هو الذَّهبُ الصافِي الخَالِصُ . قال الفَراءُ : السِّيَرَاءُ : نَبْتٌ ولم يَصِفْه الدِّينَوَرِيّ وقيل : هو يُشبهُ الخُلةَ كذا في الكتلمة . هي أيضاً القِرْفةُ اللاَّزِقَةُ بالنّواةِ . استعاره الشاعرُ للخِلبِ وهو حِجَابُ القَلْبِ فقال :" نَجَّى امْرأًَ من مَحَلِّ السَّوْءِ أنّ لهُفي القَلْبِ من سِيَرَاءِ القَلْبِ نِبْرَاساَ السِّيَراءُ : جَرِيدةَ من جَرَائِدِ النَّخْلَةِ . والسَّيِّرَانُ بالكسر الياءِ المُشَدَّدةِ : ع جاءَ ذِكره في الشِّعْر . وصُقْعٌ بالعِرَاقِ بين واسِطَ وفَمِ النيل وأهلُ السوادِ يُحِيلُون اسمَه . وسِيرَوَانُ بالكسر وفتح الراءِ : كُورَةُ ما سَبَذَانَ مُحَرَّكةً أو كورَةٌ بجَنْبِهَا وقال الصاغاني : بالجَبَل . سِيرَوَانُ : ة بمِصْرَ منها أبو علي أحمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ مُعاذٍ السَّيرَوَانِي سكنَ نسفَ ومات بها سنة 329 ، عن إسحاقَ بن إبراهيمَ الدَّبَرِي وعلي بن المُبَاركِ الصَّاغاني والذي ذكره ياقوت أن أبا عَلِي هذا من قريةٍ بِنَسَفَ ولم أجد سِيرَوَانَ في القُرَى المِصْريّة مع كثرةِ تَتَبُّعي في مظانِّها
سِيرَوَانُ : ع بفارِس . سِيرَوَانُ : ع قَرْبَ الرَّيِّ كذا في معجم ياقوت . وسارُ الشَّيْءِ : سائِرُةُ أي جَميعه وهما لُغتان قال أبو ذُؤَيْبٍ يَصفُ ظَبْيَة :
وسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا فَلَوْنُه ... كَلَوْنِ النَّئُورِ وهي أدْماءُ سارُها . أي سائِرُها قد ذُكرَ في سرا ومر هناك تفصيلُ القَولينِ من المَجاز : سيرَ الجُلَّ عن الفَرَسِ : نَزَعَه " وأَلْقاه عنه . سَيَّرَ المَثلَ : جَعَله سائِراً شائِعاً في الناس وكذلك الكلامَ وبقال : هذا مثلٌ سائرٌ وقد سَيِّرَ أَمْثَالاً سائِرَةً وهو مَجَاز . سَيَّرَ سَيرَةً بالكسر : جاءَ بأحدِيثِ الأَوائِلِ أَو حَدَّثَ بها . قال شيخنا : والسِّيرَةُ النَّبَوِيَّة وكُتُبُ السيرِ مأخوذةٌ من السَّيرةِ بمعنى الطَّرِيقَةِ وأُدْخِلَ فيها الغَزَواتُ وغير ذلك . إِلْحَاقاً أَو تأْوِيلاً . سَيَّرَت المَرْأَةُ خَِضابَها : خَطَّطَتْه أي جَعَلْته خُطُوطاً كالسُّيُورِ وأنشد الزَّمَخْشَرِي لابن مُقْبِلٍ :
وأَشْنَبَ تَجْلُوه بِعُودِ أَراكَةٍ ... ورَخْصاً علَتْه بالخِضَابِ مُسَيَّرَاَ والمُسَيَّر كمُعَظَّم : ثَوْبٌ فيه خُطُوطٌ تُعمَلُ من القزِّ كالسُّيُوِر . وقيل : بُرُودُ يُخالِطُهَا حَرِيرٌ ويقال : ثَوْبٌ مُسَيَّرٌ : وَشْيُه مثْلُ السُّيُورِ . مُسَيَّرٌ : اسم جماعةٍ منهم : أبُو الزَّعْرَاءِ يَحْيَى بنُ الوَلِيدِ بنِ المُسَيَّر الطائِي عن مُحِلّ بنِ خَلِيفَة وعنه ابنُ مَهْدَي وزيدُ بنُ الحُبابِ . مُسَيَّرُ القَرْعِ : حَلْوَاءُ معروف . من المَجاز : تَسَيِّرَ جِلْدُه إذا تَقَشَّرَ وصار شِبهَ السُّيُورِ . واسْتَارَ : امْتَارَ قال الراجز :
" أشْكُو إِلى اللهِ العَزيزِ الغَفَّارْ
" ثمَّ إِليْكَ اليومَ بُعدَ المُسْتَارْ ويقال : المُسْتَارُ في هذا البَيتِ مُفْتَعلٌ من السَّيْرِ . يقال : اسْتَارَ بسِيرَتهِ إذا اسْتَنَّ بسُنتِهِ وطَرِيقَتِه . وسَيَرٌ كجَبلَ هكذا ضبطه الصاغاني وغيره وضبطه ابنُ الأَثِير وغيره بفتح السين وتشديد الباءِ الموحَّدَةِ المكسورة : ع وهو كِثيبٌ بينَ بَدْرٍ والمدينةِ المُشرَّفةِ قَسَمَ فيهِ النبي صلى الله عليه وسلم غَنَائمَ بَدْرٍ وسبق في سبر أيضاً أنّ سَبِّرَ كَثيبٌ بين بَدْرٍ والمدينةِ كما ذكره الصاغاني هناك أيضاً فهما مَوضِعان أو أَحَدهُما تصحيفٌ عن الآخر فتأَمّلْ
ومما يستدرك عليه : تَسايرَ عن وَجْهِه الغَضَبُ : سارَ وزَالَ وهو مَجاز وقد جاءَ ذلك في حديثِ حُذَيْفَة . وسايَرَهُ مُسَايَرَةً : جارَاه وتَسَاَيَرَا . وبينهما مَسِيَرةُ يَوْمٍ . وسَيَّرَه من بَلَدِه : أَخْرَجَه وأخْلاه . وسايَرَهُ : سارَ معه . وفلانٌ لا تُسَايِرُهُ خُيَلاءُ إذا كان كَذاباً . وقولهم : سِرْ عَنْكَ أي تَغَافَلْ واحتَمِلْ وفيه إِضْمارٌ كأَنه قال سِرْ ودعْ عَنْكَ المِراءَ والشّكّ . وسَيَّرَ الثوب والسّهمَ : جعل فيه خُطُوطاً . وعُقابٌ مُسَيَّرةٌ : مُخطَّطَة . وثَعْلَبَةُ بنُ سَيار له ذِكْرهٌ وإِياه عنَى الشاعر قال ابن بَرِّي هو المُفَضَّل النُّكْرِيّ :
وسائِلَة بثَعْلَبَةَ بنِ سَيْرٍ ... وقد عَلِقَتْ بثَعْلَبَةَ العَلُوقُجعَلَه سَيْراً للضرورة نقله الجَوْهَرِيّ في علق وسيأتي . ومَنْزِلَهُ سيار : قَرْيَة بمصر من حَوْفِ رَمْسِيسَ . ومَسيرِ الكوم ومُنيَة مَسِير ومَحَلة مَسِير : قُرًى بالغربية من مصر . ومُسَيّر : قرية أُخرى بالأُشْمُونَيْنِ . والصاحبُ فَلَكُ الدّين بن المَسيري وزَير الأَشْرَفِ مشهورٌ . وعبد الرازق بن يعقوب المسيري رحلَ وأدركَ السَّلفِي . واستدرك صاحب الناموس هنا سَارَة قال : وتُشَدَّد راؤُه وانه اسم سُرِّيَّة إبراهيمَ الخليلِ أُمِّ إسماعيلَ عليهما السلام . قلت : وقد رده شيخنا من أوجه ثَلاَثة وكفانا المُؤْنَةَ في ذلك ولكنه لم يُنَبِّه أن الصوابَ استدراكه في مادة سوركما فعله الصاغاني وغيره . ويستدرك عليه أيضاً : سَيْسَر كحَيْدَرَ وهو جدُّ أبي الفَضْلِ أحمدَ بنِ إبراهيِم بن سَيْسَر البُوشَنْجِي حدّثَ ببغدادَ عن ابن عُيَيْنَةَ وأَنسِ ابنِ عِياض وعنه وَكِيعٌ القَاضِي
فصل الشين المعجمة مع الراءِ
السِّرُّ بالكسر : ما يُكْتَمُ في النَّفْسِ من الحَدِيث قال شيخُنَا : وما يَظْهَرُ لأنه من الأَضداد . قلت : يُقال : سَرَرْتُه : كَتَمْتُه وسَرَرْتُه : أعْلَنْتهُ وسيأْتي قريباً كالسَّرِيرِةَ . وقال الليث : السِّرُّ : ما أَسْرَرْتَ به والسَّرِيرَةُ : عَمَلُ السِّرِّ من خَيْرٍ أو شَرٍّ . ج : أَسْرَارٌ وسَرَائِرُ وفيه اللَّفّ والنَّشْرُ المُرَتَّب . من المجاز : السِّرُّ : الجِمَاعُ عن أَبي الهَيْثَمِ . السِّرُّ : الذَّكَرُ " وخصَّصَهُ الأَزْهَرِيُّ بذَكَرِ الرَّجُلِ ومِثلُه في كتاب الفَرْق لابنِ السّيد قال الأَفْوَهُ الأّوْدِيّ :
لمَّا رَأَتْ سِرِّى تَغَيَّرَ وانْثَنَى ... من دُونِ نَهْمَةِ شَبْرِها حِينَ انْثَنَى ورواية ابن السيد :
ما بَالُ عِرْسِى لا تَهَشُّ لعَهْدِنا ... لمَّا رَأَتْ سِرِّي تَغَيَّرَ وانْثَنَى وصَحَّحَهُ بعضُ من لا خِبْرَةَ له بالنُّقُولِ بالذِّكْرِ أي بكسر الذال وعَلَّلَهُ بأَنَّه من الأَسْرَار الإِلهِية وهو غلَطٌ مَحْضٌ . قاله شيخنا . من المَجَاز : السِّرُّ : النِّكَاحُ وواعَدَها سِراًّ أَي نِكَاحاً قال ابن السّيدِ : وهو كِنَايَةٌ عنه قال تعالى : " ولكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِراًّ " وقال الحُطَيْئَةُ :
ويَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهم عَلَيهِمْ ... ويأْكُلُ جارُهم أََنْفَ القِصَاعِ وقيل : إِنَّمَا سُمِّيَ به لأَنَّه يُكْتَمُ قال رُؤْبَة :
فعفَّ عن أَسْرَارِها بَعْدَ العَسَقْ ... ولم يُضِعْهَا بَيْنَ فِرْكٍ وعَشَق من الكِنَايَةِ أيضاً : السِّرُّ : الإِفْصاحُ بهِ والإِكْثَارُ منه وهو أن يَصِفَ أَحدُهم نَفْسَه للمرأَةِ في عِدَّتِها في النّكاح وبه فَسَّرَ الفرَّاءُ قوله تعالى " وَلكِنْ لا تُوَاعِدُوهُنَّ سِراً " وقال أبو الهَيْثم : السِّرُّ : الزِّنَا وبه فَسَّر الحَسنُ الآيَةَ المذكورةَ قال : وهو قَوْلُ أَبِي مِجْلَز . وقال مُجَاهِدٌ : هو أن يَخْطُبَها في العِدَّة . من المَجاز : السِّرُّ : فَرْجُ المَرْأَةِ . ويقال : الْتَقَى السِّرّانِ أي الفَرْجانِ . في الحديث : صُومُوا الشَّهْر وسِرَّهُ قيل : السِّرُّ : مُستَهَلُّ الشَّهْرِ وَأَوَّلهُ أَو آخرُه أو سِرُّه : وَسَطُه وجَوْفُه فكأَنَّه أَراد الأَيَّامَ البِيضَ . قال ابنُ الأَثير : قالَ الأَزْهَرِيّ : لا أَعْرِفُ السِّرَّ بهذا المعنى
السِّرُّ : الأَصْلُ . السِّرُّ : الأَرْضُ الكَرِيمَةُ الطَيِّبَةُ . يُقالُ : أَرْضٌ سِرٌّ وقيل : هي أَطْيَبُ مَوضِع فيهِ وجمعه سِرَرٌ كقِدْر وقِدَرٍ وأَسِرَّةٌ كقِنٍّ وأَقِنَّة والأَوّل نادرٌ قال طَرَفَةُ :
" تَرَبَّعَتِ القُفَّيْنِ في الشَّوْلِ تَرْتَعِيحدَائِقَ مَوْلِىِّ الأَسِرَّةِ أَغْيَدِ السِّرُّ : جَوْفُ كُلِّ شَيْىءٍ ولُبُّهُ ومنه سِرُّ الشَّهْرِ وسِرُّ الليلِ . من المجاز : السِّرُّ : مَحْضُ النَّسَبِ وخالِصُه وَأَفْضَلُهُ يقال : فلانٌ في سِرِّ قَوْمه أي في أَفْضَلِهِم وفي الصّحاح : في أَوْسَطِهِم . كالسَّرَارِ والسَّرَارَة بِفَتْحهما
وسرَارُ الحَسَبِ وسَرَارَتُه : أوْسَطُه . وفي حديِثِ ظَبْيَانَ : نَحْنُ قَوْمٌ مِن سَرارَةِ مَذْحِج . أي من خِيَارِهم . السِّرّ بالكسر : واحِدُ أَسْرَارِ الكَفِّ لخُطُوطِها من بَاطنِها كالسَّرَرِ ويُضَمَّان والسِّرَارِ ككِتَاب فهي خَمْسُ لغَات قال الأَعْشَى :
فانْظُرْ إلى كَفٍّ وأَسْرَارِهَا ... هل أَنْتَ إنْ أوْعَدْتَني ضَائِرِي وقد يُطْلَقُ السِّرُّ على خَطِّ الوَجْهِ والجَبْهَةِ وفي كُلِّ شئٍ وجمعه أَسِرَّةٌ قال عَنْتَرَةُ :
بزُجاجَةٍ صَفْراءَ ذاتِ أسِرَّة ... قُرِنَتْ بأَزْهَرَ في الشِّمالِ مُفَدَّمِ وجج أي جَمْعُ الجَمْعِ أَسَاريِرُ وفي حديث عائشةَ رضى الله عنها في صِفَتِه صلَّى الله عَلَيْه وسلم تَبْرُقُ أَسارِيرُ وَجْهِهِ . قال أبو عَمْرٍو : الأَسَارِيرُ هي الخُطُوط التي في الجَبْهَةِ من التَّكسُّرِ فيها واحدُها سِرَرٌ قال شَمِر : سمعتُ ابنَ الأَعْرابِي يَقُول في قوله : تَبْرُقُ أسَارِيرُ وَجْهِهِ قال : خُطُوطُ وَجْهِهِ سِرٌّ وأَسْرَارٌ وأسارِيرُ جمْعُ الجَمْعِالسِّرُّ . بالكسر : بَطْنُ الوَادي وأَطْيَبْه وأَفْضَلُ موضِع فيه وكذالك سَرَارَةُ الوادي وقال الأَصمعي : السِّر من الأرضِ مثلُ السَّرَارِة : أكرَمُها وقول الشاعر :
وأَغْفِ تَحْتَ الأَنْجُمِ العَوَاتِمِ ... واهْبِطْ بهَا مِنْكَ بِسِرٍّ كاتِمِ قال : السِّرُّ : أخْصَبُ الوادِي وكاتِمٌ أي كامِنٌ تَرَاه فيه قد كَتَمَ نَدَاه ولم يَيْبَسْ السَّرُّ : مَا طَابَ من الأَرْضِ وكَرُمَ . ولا يَخْفىَ أنه تَكْرَارٌ مع قولهِ آنفِاً : والسِّرُّ : الأَرضُ الكَرِيمةُ
قال الفراءُ : السِّرُّ : خالِصُ كُلِّ شيءٍ . بينُ السَّرَارةِ بالفتح " ولا فِعْلَ له والأَصلُ فيها سَرَارةُ الرَّوْضَةِ وهي خَيرُ مَنَابِتِها . السِّرّ : وادٍ بِِطَرِيقِ حاَجِّ البَصرة بين هَجَرَ وذاتِ العُشَرِ طُولُه ثَلاثَةُ أَيّامٍ أو أَكْثَر . السِّرُّ : مِخْلافٌ باليَمَن . السِّرُّ ع بِبلادِ تَمِيمٍ . قيل : السِّرُّ : وادٍ في بَطْنِ الحِلَّةِ والحِلَّةُ من الشُرَيْفِ بين الشُّرَيْفِ وأُضَاخ عَقَبَة وأُضَاخ بين ضَرِيَّةَ واليَمَامَةِ كالسَّرارِ والسَّرَارَةِ بفَتْحِهِما أي يُقالُ له : وادِي السِّرِّ ووَادي السَّرَارِ ووَادِي السَّرَارَةِ . السِّرّ أيضاً : ع بِنَجْدٍ لأَسدَ . والسُّرُّ بالضَّمّ : ة بالرَّيّ مِنْهَا زِيادُ بنُ عَليٍّ السُّري الرَّازِي خالُ وَلَدَ مُحَمَّد بنِ مُسْلمِ بنِ رواةَ ورَفيقهُ بمصر سمعَ من أَحْمَدَ بنِ صَالِح وغيرِه كذا في تَبْصِيرِ المُنْتَبِه للحَافظِ بن حَجَرٍ . قلْت : ثِقَةٌ صَدُوقٌ
السُّرُّ : ع بالحِجَازِ بدِيَارِ مُزَيَنْةَ نقله الصّاغانيّ . وسُراءُ مَمْدُودَةً مُشَدَّدة مَضْمُومَةً وتُفْتَحُ : ماءُ عنْدَ وَادِي سَلْمَى يقال لأَعْلاَه : ذُو الأَعْشَاشِ ولأَسْفَلهِ : وادِي الحَفَائِرِ
السَّرَّاءُ : بُرْقَةٌ عِنْدَ وادِي أرُلٍ بضمتين وهي مَدِينَةُ سَلْمَى جَبَلِ طيئٍ سُرَّاءُ : اسمٌ لسُرَّ مَنْ رَأى المَديِنةِ الآتِي ذِكرها . وسِرَارٌ ككِتاب : ع بالحِجَازِ في دِيَارِ بني عَبْدِ اللهِ بن غَطَفانَ . سِرارٌ : ماءٌ قُرْبَ اليَمَامةِ أو عَيْنٌ وفي بعض النُّسخ : مَوْضِعٌ ببلادِ تميمٍ والفَتْحُ أَثْبَتُ
والسَّرِيرُ كأَمِير : عَيْنٌ بديَارِ بَني تَميمٍ باليمَامَة لِبَنِي دَارِمٍ أو بَنِي كِنَانةَ وعَلى الثاني اقْتَصَرَ أهْلُ السِّيَرِ وصَرَّحَ به في الرَّوْضِ وقد جاءَ ذِكْره في شِعْرِ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ :
سَقَى سَلْمَى وأَيْنَ مَحَلُّ سَلْمَى ... إذا حَلَّتْ مُجَاوِرَةَ السَّرِيرِ السَّرِيرُ : اسمُ مَمْلَكَة بينَ بلادِ اللاَّنِ وبينَ بابِ الأبوابِ كبيرة مُتَّسِعَة لها سُلْطَانٌ بِرَأسِهِ ومِلَّةٌ ودِينٌ مُفْرَدٌ ذكرها غيرُ واحِدٍ من المُؤَرِّخِين
السَّرِيرُ أيضاً : وادٍ آخَرُ ويقال : إنَّ الذي لبني دَارِمٍ بِضَمِّ السِّين وكَسْرِ الرَّاءِ فتأَمّل
والأسَارِيرُ : مَحَاسِنُ الوَجْهِ والخَدانِ والوَجْنَتَانِ وهي شآبِيبُ الوَجْهِ أيضاً وسُبُحاتُ الوَجْهِ واحِدهُ سِرَرٌ كعِنَبٍ وجَمْعُه أسْرَارٌ كأَعْنَابٍ والأَسارِيرُ : جمع الجَمْعِ كما صَرح به في الصحاح وقد تقدَّمَت الإِشارَةُ إليه قريباً
وسَرَّهُ سُرُوراً وسُراً بالضَّمِّ فيهما وسُرَّى كبُشْرَى وتَسِرَّةً ومَسَرَّةً الرابعة عن السِّيرافِي أَفْرَحَهُ و قد سُر هو بالضَّمِّ فهو مَسْرُورٌ والاسْمُ السَّرُورُ بالفَتْحِ وهو غَرِيبٌ
قال شيخنا : ولا يُعْرَف ذلك في الأَسماءِ ولا في المَصَادِرِ ولم يَذْكُرْه سيبويه ولا غَيْرُه والمعروف المَشْهُور هو السُّرورُ بالضّمّقلتْ : وهذا الذي اسْتَغْرَبَه شيخُنَا فقَدْ نَقَلَه الصّاغانِيّ عن ابنِ الأعرابِي : أن السَّرُورَ بالفَتْح الاسمُ وبالضم المَصْدَر . وقال الجوهري : السُّرُورُ : خِلاَفُ الحُزْنِ . قال بعضُهُم : حَقيِقَةُ السُّرُورِ الِتذَاذٌ وانشِرَاحٌ يَحْصُل في القَلْبِ فقط من غير حُصُولِ أَثَرِه في الظّاهرِ . والحُبُورُ : ما يُرى أثَرُه في الظاهِرِ . سَرَّ الزَّنْدَ يَسُرُّهُ سَراً بالفَتْح : جَعَلَ في طَرِفهِ أو جَوفِه عُوداً إذا كانَ أَخْوَفَ لِيَقْدحَ بِه قال أبو حنيفة : ويُقَالُ : سُرَّ زَنْدَكَ أي احشُهُ لِيَرِىَ فإِنه أَسَرُّ أَي أَجْوَفُ ومنه : قَنَاهٌ سَرّاءُ : جَوْفَاءُ بَيَّنَهُ السَّرَرِ . سَرَّ الصَّبِيَّ يَسُرُّه سَراًّ : قَطَعَ سُرَّهُ وَهُوَ أي السُّرُّ بالضَّمّ : ما تَقْطَعُهُ القَابِلَةُ من سُرَّتِهِ يقال : عَرَفْتُ ذلكَ قَبْلَ أَنْ يُقْطَعَ سُرُّكَ ولا تَقُلْ : سُرَّتُك لأَنّ السُّرَّةَ لا تُقْطَع وإِنمَا هي المَوْضِعُ الذي قُطِع منه السُّرُّ كالسَّرَرِ بفتحتين والسِّرَرِ بكسر ففتح وكلاهما لُغة في السُّرِّ يقال : قُطع سَرَرُ الصَّبِي وسِرَرُه وج : أَسِرةٌ عن يَعقوب
وجَمْعُ السُّرَّةِ وهي الوَقْبَةُ التي في وَسَطِ البَطْنِ سُرَرٌ وسُرَّاتٌ . لا يُحَرَّكُون العَيْن لأَنَّها كانت مُدغمةً كذا في الصحاح . وسَرَّ الرَّجُلُ يَسَرُّ سَرَراً بفَتْحِهِمَا أي الماضي والمضارع : اشْتَكاهَا أي السُّرَّة . قال شيخنا : وهو مما لا نَظِيَر له ولم يَعُدُّوه فيما استَثْنَوْه من الأَشْبَاه ولا ذَكَرَه أَربابُ الأَفعالِ ولا أهْلُ التَّصْريِفِ فإِن ثَبَتَ مع ذلك فالصَّواب أَنَّه من تَدَاخُلِ اللُّغَتَيْنِ . قلتُ : ونقله صاحبُ اللسان والصّاغانيّ عن ابن الأَعرابي
وسُرُّ مَنْ رَأَى بضم السَّينِ والرَّاءِ أي سُرُورُ من رَأَى ويقال أيضاً : سَرَّ مَنْ رَأَى بفتحهِمِا وبفتحِ الأَولِ وضَمِّ الثانِي و يقال فيه أَيضاً سَامَرا مَقْصُوراً ومَدَّهُ البُحْتُرِي في الشِّعْرِ لِضَرُورةٍ أو كِلاهُمَا لَحْنٌ وَلِعَتْ به العامّة لِخِفتِهما على اللسَان ويُقَال أيضاً : ساءَ مَنْ رَأَى فهي خَمْسُ لُغاتٍ : د بأَرْضِ العِرَاقِ قُرْبَ بَغْدَادَ يقال : لمَّا شَرَعَ في بِنَائِهِ أَميرُ المؤمنين ثامنُ الخُلَفَاءِ المُعْتَصِمُ باللهِ أَبُو إسحاقَ مُحَمدُ بن هَارُونَ الرَّشيدِ ويقالُ له : المُثَمَّن لأَنَّ عُمرَه ثَمانيةٌ وأَربعون سنة وكان له ثَمانيةُ بنين وثَمَان بَناتٍ وثمانيةُ آلافِ غُلامٍ وثامن الخُلفاءِ وثامن شخْصٍ إلى العباس ثَقُلَ ذلكَ على عَسْكرِهِ فلما انتَقلَ بِهِم إِلَيْهَا هكذا في النسخ وصوابه إليه سُرَّ كُلٌّ مِنْهُمْ لِرُؤْيَتِها أي فَرِحُوا والصوابُ لِرؤيَتِه فَلزِمَها هذا الاسْمُ والصواب فَلَزِمَهُ . والنِّسْبَةُ إليه على القَولِ الأَول والثانِي سرَّ مَرِّى بضمّ السّين وفتحِها و على القَوْلِ الثالث سَامِرَىٌّ بفتح الميم وتكسر و يقال أيضاً : سُرِّىُّ إلى الجزءِ الأول منه
ومِنهُ الحَسَنُ بنُ علي بن زِيادٍ المُحَدِّثُ السُّرِّىُّ حدث عن إسماعِيلَ ابنِ أبِي أُوَيْسٍ وعنه أَبُو بَكْر الضُّبَعِي وزادَ الحافِظُ بنُ حجَرٍ في التَّبْصِيرِ : وأَبُو حَفْص عبدُ الجَبّارِ بنُ خالِد السُّرِّى كان بإِفْرِيقِيَة يَرْوِى عن سَحْنُون مات سنة 281
والسُّرَرُ كصُرَدٍ : ع قُرْبَ مَكَّةَ . السِّرَرُ كعِنَبٍ : مَا عَلى الكَمْأَةِ من القُشُورِ والطَّينِ كالسَّرِيرِ وجمعْه أَسْرَارٌ قال ابنُ شُمَيْل : الفَقْعُ أَرْدَأُ الكَمْءِ طَعْماً وأَسرَعُهَا ظُهُوراً وأَقْصَرُهَا في الأَرْضِ سرراً قال : وليس للكمأةِ عروقٌ ولكن لها أسرارٌ . والسررُ : دملوكةٌ من ترابٍ تنبتُ فيها . السررُ : ع قرب مكة على أربعة أميالٍ منها قال أبو ذؤيب :
بآيةِ ما وَقَفَتْ والرِّكا ... بُ بَيْنَ الحَجُونِ وبَيْنَ السِّرَرْقيل : كانَتْ بهِ شَجَرَةٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِياً كما جاءَ في الحديث عن ابنِ عُمَر " أن بِهَا سَرْحَةً سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِيا " ً أَي قُطِعَتْ سُرَرُهُمْ به أَي أَنَّهُم وُلِدُوا تحتَها فسُمَّيَ سِرَراً لذلك فهو يَصِفُ بَرَكَتَهَا وفي بعض الأَحاديث أَنّهَا بالمَأْزِمَيْنِ من مِنًى كانت فيه دَوْحَةٌ وهذا المَوْضَعُ يُسَمَّى وادِي السُّرَرِ بضمّ السين وفتحِ الرَّاءِ وقيل : هو بالتَّحْرِيكِ وقيل بالكَسْرِ كما ضَبَطَهُ المصنّف وبالتَّحْرِيكِ ضَبَطَهُ العلامةُ عبدُ القادرِ بن عُمَرَ البَغْدَاديّ اللُّغَوِيّ في شرْح شواهد الرَّضِيّ . وسَرَارَةُ الوَادِي بالفَتح : أَفْضَل مَوَاضِعِهِ وأَكرمُها وأَطيَبُها كسُرَّتهِ بالضمّ وسِرِّه بالكسر وقد تقدم فهو تكرار وسَرَارِه كسَحاب قال الأَصمعيّ : سَرَارُ الأَرضِ أوسَطُه وأَكرَمُه والسِّرّ في الأَرضِ مثل السَّرَارَةِ : أَكَرمُها وجمعُ السَّرَارِ أَسِرَّةٌ كقَذَالٍ وأَقْذِالَةٍ قال لَبِيد يرثِي قَوْماً :
فشَاعَهُمُ حَمْدٌ وزَانَتْ قُبُورَهُم ... أَسِرَّةُ رَيْحَانٍ بقَاعٍ مُنَوَّرِ وجمعُ السَّرَارَةِ سَرائِرُ . والسُّرَّةُ : وَسَطُ الوَادِي وجَمْعُه سُرُورٌ قال الأَعشى :
كَبَرْديَّةِ الغَيْلِ وَسْطَ الغَرِيف ... إذَا خَالَطَ الماءُ منها السُّرُورَا وقال غيره :
فإِنْ أَفْخَر بِمَجْدِ بني سُلَيْمٍ ... أَكُنْ مِنْهَا التَّخُومَةَ والسَّرَارَا والسُّرِّيَّةُ بالضَّمّ : الأَمَةُ التي بَوَّأْتَها بَيْتاً واتَّخَذْتَها للمِلْكِ والجِمَاعِ مَنْسُوبَةٌ إِلى السِّرِّ بالكسرِ للجِمَاع لأَنَّ الإِنْسَانَ كَثيراً ما يَسُرُّها ويَسْتُرُهَا عن حُرَّتهِ فُعْلِيَّةٌ منه من تَغْيِيرِ النَّسَبِ كما قالوا في الدَّهْر دُهْرِيّ وفي السَّهْلَةِ سُهْلَيَّ قيل : إِنَّما ضُمَّتِ السينُ للفَرْقِ بين الحُرَّةِ والأمَةِ تُوطَأُ فيًقَال للحُرَّة إذا نُكِحَتْ سِراً أَو كانَتْ فاجِرَةً : سِرِّيَّة وللمَمْلوكَة يَتَسَرَّاها صاحِبُها سُرِّيَّة مخَافَةَ اللَّبْسِ . وقال أبو الهَيْثَم : السِّرُّ : السُّرُورُ فسُمِّيتِ الجاريةُ سُرَّيّة لأَنّها مَوضعُ سُرورِ الرَّجُلِ قال : وهذا أحْسَنُ ما قيل فيها . وقيل : هي فُعُّولَةٌ من السَّرْوِ وقُلِبَتِ الواوُ الأخِيرَةُ ياءً طَلَبَ الخِفَّةِ ثم أُدغِمَت الواو فيها فصارت ياءً مثْلها ثم حُوِّلَت الضَّمَّةُ كسرة لمُجَاوَرَةِ الياءِ
وقد تَسَرَّرَ وتَسَرَّى على تحويل التضعيف وقال اللَّيْثُ : السُّرِّيَّةُ فُعِليَّةٌ من قولك : تَسَرَّرْتُ ومن قال تَسَرَّيْتُ فإِنَه غلط قال الأَزهريّ : هو الصَّوابُ والأَصلُ تَسَرَّرْتُ ولكن لما تَوالَت ثلاثُ راآتٍ أَبدَلُوا إِحداهُنّ ياءً كما قالوا : تَظَنَّيْتُ من الظَّنّ وقَصَّيْتُ أَظفَارِي والأَصل قَصَصْتُ . قال بعضُهُم : اسْتَسَرَّ الرَّجلُ جارِيَتَه بمعنَى تَسَرَّاها أَي اتَّخَذَها سُرِّيَّةً وفي حديث عائِشةَ وذكر لها المُتْعَة فقالت : " واللهِ ما نَجِدُ في كَلامِ اللهِ إِلا النِّكَاحَ والاسْتِسْرارَ " تُرِيدُ اتَّخَاذَ السَّرارِيّ وكان القِيَاسُ الاسْتِسْرَاءَ من تَسَرِّيْتُ لكنها رَدَّت الحَرْفَ إِلى الأَصْلِ وقيل أَصْلها الياءُ من الشَّيءٍ السَّرِيِّ النَّفِيسِ وفي الحديث " فاسْتَسَرَّنِي أي اتَّخَذَنِي سُرِّيَّة والقِيَاس أن يقولَ : تَسَرَّرَنِي أو تَسَرَّانِي فأَمَّا اسْتَسَرَّنِي فمعناه أَلْقَى إِلى سِرَّهُ قال ابنُ الأَثِيرِ : قال أبو موسَى : لا فَرْقَ بينَه وبين حديثِ عائشةَ في الجواز . كذا في اللسَان . وجمع السُّرِّيَّةِ السَّرَارِي بتخفيف الياءِ وتشْدِيدِهَا نقله النَّوَوِي عن ابن السِّكِّيتِ . والسَّرِيرُ كأَمِيرٍ : م أي معروف وهو ما يُجْلَسُ عليه ج : أَسِرَّةٌ وسُرُرٌ الأَخِر بضمَّتَيْن . وفي التنزيل العزيز " عَلَى سُررُ مُتَقَاِبليِنَ " وبعضُهُم يَسْتَثِقلُ اجتماع الضَّمَّتين مع التضعيف فيردّ الأَوّل منهما إلى الفتح لِخِفّته فيقول سُرَرٌ وكذلك ما أشبَهه من الجمع مثل ذَلِيلٍ وذُلُلٍ ونحوهمن المجاز : ضَرَبَ سَرائِرَ رَأْسِه . وضَرَبُوا أَسِرَةَ رُوؤُسِهِم جمع سَرِير وهو مُسْتَقَرُّ الرأْسِ في مُرَكَّب العُنُقِِ وأنشد :
ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عن سَرِيرهِ ... إزَالَةَ السُّنْبُلِ عن شَعِيرِهِ . قد يُعَبَّر بالسَّرِيرِ عن المُلْكِ وأنشَد :
وفَارَقَ منها عِيشةً غَيْدَقِيةً ... ولم يَخْشَ يَوْماً أَن يَزُولَ سَرِيرُها من المجاز : السَّرِيرُ : النِّعْمَةُ والعِزُّ وخَفْضُ العَيْشِ ودَعَتُه وما اطْمَأَنَّ واستَقَرَّ عليه
السَّرِيرُ : النَّعْشُ قبلَ أن يُحْمَلَ عليه المَيِّتُ فإِذا حُمِلَ عليهِ فهُو جِنَازَة . ونَقَل شيخُنَا عن بعض أَئمَةِ الاشتقاقِ : أَنَّ السَّرِير مأْخُوذٌ من السُّرُورِ لأَنه غالباً لأُولِى النِّعْمَةِ والمُلْكِ وأَربابِ السَّلْطَنَةِ وسَرِيرُ المَيت أُطْلقِ عليه لشَبَهِه صُورَةً والتفاؤُل كما قاله الراغب وغيره وأَشار إليه في التَّوْشِيحِ . السَّرِيرُ : ما على الكَمْأَةِ من الرَّمْلِ والطِّينِ والقُشُورِ والجمعُ أَسْرَارٌ وفي التَّكْمِلة : ما على الأَكَمَةِ ومثله في بعض النسخ
السَّرِيرُ : المُضْطَجَعُ أي الذي يُضْطَجَعُ عليه . السَّرِيرُ شَحْمَةُ البَرْدِىّ كالسِّرَارِ ككِتَاب وبه فُسِّر قولُ الأَعْشَى الآتي في إحْدَى رِوَايَتَيْه . سُرَيَرٌ كزُبَيرٍ : وادٍ بالحِجَازِ مَوْضِعٌ آخَرُ هو فُرْضَةُ سُفُنِ الحَبَشَةِ الوَارِدَةِ على المَدِينَةِ المُنَوَّرَة بِقُرْبِ الجَارِ وقد تقدم ذِكر الجَارِ
عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : السَّرَّةُ : الطَّاقَةُ من الرَّيْحَانِ . والمَسَرَّةُ : أَطْرَافُ الرَّياحِينِ كالسُّرورِ بالضَّم
قال اللَّيْثُ : السَّرُورُ من النَّبَات : أَنْصَافُ سُوِقه العُلا وحَقِيقتُه ما اسْتسَرَّ من البَرْدِيَّةِ فرَطُبَتْ ونَعُمَتْ وحَسُنَتْ قال الأَعشى :
كبَرْدِيَّةِ الغَيْلِ وَسْطَ الغَرِي ... فِ قَدْ خَالَطَ المَاءُ منها السُّرُوراَ ويروى السِّرَار وفَسّروهِ بِشَحْمَة البَرْدِىّ ويُرْوَى . إِذا ما أتَى الماءُ منها السَّرِيرَا
وأَرادَ به الأَصْلَ الذي اسْتَقَرَّت عليه . وسَرَّهُ يَسُرُّه حَيّاهُ بِها أي بالمَسَرَّةِ . المِسّرَّةُ بكسر المِيم : الآلَةُ التي يُسَارُّ فِيهَا كالطُّومارِ وغيرِه . والسَّرّاءُ خِلاَفُ الضَّرَاءِ وهو الرَّخَاءُ والنّعْمَةُ
والمَسَرَّةُ كالسَّارُوَاءِ قال شيخُنَا : يزاد على نَظَائِرِ عاشُورَاءَ كحَاضَورَاءَ السّابقِِ
السَّرّاءُ : نَاقَةٌ بِها السَّرَرُ مُحَرَّكة وهو وَجَعٌ يأْخُذُ البَعِيرَ في مُؤَخّرِ كِرْكِرَتِه مِنْ دَبَرَةَ أَو قَرْحٍ يكاد يَنْقَبُ إلى جَوْفِه ولا يَقْتُل والبَعِيرُ أسرُّ هكذا قاله أبو عمرٍر
وقال الأَزْهَرِي : وهكذا سماعي من العَرَبِ . سَرَّ البَعِيرُ يَسَرُّ سَرَراً عن ابن الأَعْرَابِي وقد شذّ اللَّيْثُ حيثُ فَسَّرَ السَّرَرَ بِوَجِع يأْخُذُ في السُّرَّةِ وغَلَّطَهُ الأَزْهَرِي وغيره
السَّرَاءُ : القَنَاةُ الجَوْفَاءُ بَيَّنَةُ السَّرَرِ محرَّكةً . السَّرّاءُ من الأَراضِي : الطَّيِّبَةُ الكريمةُ . والسَّرَارُ كسَحَاب : السَّيَابُ . وَزناً ومعنًى . والسَّرَارُ من الشَّهْرِ : آخرُ لَيْلَة منهُ يَسْتَسِرُّ الهِلاَلُ بنُورِ الشَّمْسِ كسِرَارِه بالكَسْر وسَرَرِه محرَّكةً وفي الحديث " أَنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلم سأَل رَجُلاً فقالَ : هلْ صُمْتَ من سِرَارِ هذا الشَّهْرِ شيئاً ؟ قَالَ : لا . قالَ : فإِذا أَفْطَرْتَ من رَمَضَانَ فصُمْ يَوْمَيْنِ " وفَسَّرَهُ الكِسائِيّ وغيره بما قَدَّمْناقال أبو عُبَيْدة : وربما اسْتَسَرَّ لَيْلَةً وربما اسْتَسَرَّ لَيْلَتَيْن إذا تَمَّ الشَّهْرُ . قال الأَزْهَرِيُّ : وسِرارُ الشَّهْرِ بالكسر لُغَةٌ ليْسَتْ بِجَيِّدَةٍ عند اللَّغَوييَن . وقال الفَراءُ السِّرار : آخِرُ ليلةٍ إذا كان الشَّهْرُ تِسْعاً وعشرِين وسِرَارُهُ ليلةُ ثمانٍ وعشرين . وإذا كان الشَّهْرُ ثلاثِين فَسِرارُهُ ليلةُ تِسع وعشرين . وقال ابن الأَثِيرِ : قال الخَطَّابِيّ كان بعضُ أهلِ العلمِ يَقُولُ في هذا الحديثِ : إن سؤاله : هل صامَ من سَرَارِ الشَّهر شَيْئاً ؟ سُؤَالُ زَجْرٍ وإِنْكَار لأَنَّهُ نَهَى أنْ يُسْتَقْبَلَ الشَّهْرُ بِصَوْم يومٍ أو يَوْمَيْنِ قال : ويُشْبهُ أن يكون هذا الرَّجُلُ قد أَوجَبَه على نَفْسهِ بنَذْرٍ فلذلك قال له : إذا أَفْطَرْتَ يعني من رمضان فصُمْ يومين فاسْتَحَبَّ له الوَفَاءَ بهما . وأسَرَّه : كَتَمَهَ
أَسَرَّهُُ : أَظْهَرُه ضِدٌ وبهما فُسِّر قَوله تَعَالى " وأَسَرُّوا النَّدَامَةَ " قيل : أظْهَرُوهَا وقال ثَعْلَب : معناه أسَرُوَّهَا من رُؤَسائِهِم قال ابنِ سَيدَه : الأَوَّلُ أَصَحُّ وأَنْشَدَ أَبو عُبَيْدة للفَرَزْدَقِ :
فلَمَّا رَأى الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَيْفَهُ ... أَسَرَّ الحَرُورِيُّ الذي كانَ أَضْمَرَا قال شَمِرٌ : لم أجِدْ هذا البيتَ للفَرَزْدَقِ وما قال غيرُ أبي عبيدة في قوله أََسَرُّوا النَّدَامَةَ أي أظْهَرُوها قال : ولم أسمعْ ذلك لغيره . قال الأزهريّ : وأهْلُ اللُّغَةِ أنكََروا قولَ أبي عُبَيَدَة أَشَد الإنْكَارِ وقيل : أَسَرَّوا النَّدَامَةَ يَعْنِي الرُّؤَساءَ من المشركين أسَرَّوا النَّدَامَةَ في سَفلَتِهم الذين أضَلُّوهُم وأَسَرُّوها : أَخْفَوْهَا وكذلك قال الزَّجَّاجُ وهو قول المُفَسَّرِين
أسَرَّ إليه حَدِيثاً : أَفْضَى به إليه في خُفْيَة قال اللُه تَعَالى " وإذْ أسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً " وقوله تعالى " تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْْ بالْمَوَدَّةِِ " أي تَطِلَّعُونَ على ما تُسِرُّون من مَوَدَّتِهمِ وقد فُسِّر بأَنَّ معناه تُظْهِرُون قال المصنف في البصَائِر : وهذا الصَحيِحٌ فإنَّ الإِسْرَارَ إلى الغَيْرِ يَقْتَضِي إِظْهار ذلك لمن يُفْضَي إليه بالسِّرّ وإِنْ كان يَقْتَضِي إِخْفَاءَهُ من غَيْرِه فإِذاً قَوْلُكَ : أَسَرَّ إلى فُلَّانٌ يَقْتَضِي من وَجْهٍ الإِظْهَارَ ومن وَجْهٍ الإِخْفَاءَ . وسُرَّةُ الحَوْضِ بالضَّمِّ : مُسْتَقَرُّ الماءِ في أقْصَاهُ وهو مَجَازٌ . والسُّرُرُ من النَّبَاتِ بضَمَّتَيْنِ : أطرافُ سُوقِه العُلا جَمْعُ سُرُورٍ . بالضَّمِّ عن اللِّيْثِ وقد تَقَدَّم . وأمْرَأةٌ سُرَّةٌ وسارَّةٌ : تَسُرُّكَ كلاهمُا عن اللَّحْيَانيّ
يُقَال : رَجُلٌ بَرُّ سَرٌّ إذا كان يَبَرُّ إِخْوَانَهُ ويَسُرُّهُمْ . وقَوْمُ بَرُّونَ سَرُّونَ أي يَبَرُّونَ ويَسُرُّونَ . والسُّرْسُورُ بالضم : الفطِنُ العَالِمُ الدَّخّالُ في الأُمُورِ بحُسْن حِيلَة . السُّرْسُورُ : نَصْلُ المِغْزَلِ . وعن أَبِي حَاتمٍ : السُّرْسُورُ : الحَبِيبُ والخَاصَّةُ من الصَّحابِ كالسُّرْسُورةِ يُقال : هُو سُرْسُورِي وسُرْسُورَتِي . يقال : هو سُرْسُورُمالٍ أي مُصلِحٌ لَهُ حافِظٌ . وقال أبو عَمْرو : فُلانٌ سُرْسورُ مالٍ وسُوبانُ مالٍ إذا كانَ حَسَنَ القِيامَ عَليْهِ عالِماً بِمَصْلَحَتهِ . وسُرْسُورُ بالضَّمِّ وتَقْييِده هُنا يُوهِمُ أَن ما قَبلَه بالفَتْح وليس كذلك بل كُلُّه بالضُّمّ : د بِقُهُسْتَان من بلاد التُّرْكِ والذي في التكملة ما نَصُّه : وسُرُورُ : مَدِينَةٌ بقُهُسْتَانَ . فما في النُّسَخِ عنَدنا غَلطٌوسَرَّرَهُ الماءُ تَسْرِيراً : بَلَغَ سُرَّتَه . وَسارَّهُ في أُذُنِه مُسَارَّةً وسِرَاراً : أَعْلَمَهُ بِسِرهِ والاسمُ السَّرَرُ . وتَسَارُّوا أَي تَنَاجَوْا . يُقال : اسْتَسَرُّوا أَي اسْتَتَرُوا يقال منه : اسْتَسَرَّ الهِلالُ في آخرِ الشَّهْرِ إذا خَفِي قال ابن سيده : لا يُلْفَظُ بهِ إِلاَّ مَزِيداً ونَظيره قولُهم : اسْتَحْجَرَ الطِّينُ ومنه أُخذِ سَرَرُ الشَّهْرِ . واسْتَسَرَّ الأَمْرُ : خَفِيَ ومنه قولهم : وَقَفْتُ على مُسْتَسَرِّهِ . والتَّسَرْسُر في الثَّوْبِ : التَّهَلْهُلُ فيه والتَّشَقُّقُ كالتَّسَررِ وفي التَّكْمِلَة : التَّسَرِّي
وسَرْسَر الشَّفْرَةََ : حَدَّدَهَا وفي بعض الأُصول : أَحَدَّها . والأَسَرُّ : الدَّخِيلُ قال لَبِيدٌ :
وجَدِّي فارِسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ ... رَئِيسٌ لا أسرُّ ولا سَنِيدُ ويُروَى : ألفُّ . ومَسَارُّ : حِصنٌ باليَمَنِ وتَخْفيفُ الراءِ لَحْنٌ وهو من أعمالِ حَرَّانَ لبَني أبي المَعَالِي بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي الفُتُوح بنِ عبدِ اللهِ بن سُليَمْانَ الحِمْيَرِي كذا حَقَّقَه المَلِكُ الأَشْرَفُ الغَسّانِي . وسَرَّ جاهِلاً : لَقَبٌ كَتأَبَّطَ شَراً ونحوه . يقال : وَلِدُ له ثَلاثَةٌ على سِرٍّ وعلى سِرَرٍ واحد بكَسْرِهِمَا وهو أنْ تُقْطَعَ سُرَوُرُهمْ أَشْبَاهاً لا تَخْلِطُهُمْ أُنْثَى ويُقال أيضاً : ولدتْ ثلاثاً في سِرَرٍ واحِدٍ أي بعضُهمُ في إِثرِ بَعْضٍ . ورَتْقهُ السِّرَّيْنِ مُثنى السِّرِّ ة على السَّاحِلِ أَي ساحِلِ بَحْرِ اليَمَنِ بَيْنَ حَلْيٍ وجُدَّةَ مِنْهَا يخرجُ من يَحُجُّ من اليَمَنِ في البَحْرِ بينها وبين مَكَّة أربعُ مَراحِلَ وقد ذَكَرهَا أبو ذُؤَيْب في شِعرِه وهي مَسْكَنُ الأَشْرَافِ اليوم من بني جَعْفَرٍ المُصَدَّقِ
وأبو سُرَيْرَةَ كأَبي هُرَيْرَةَ هِيْمَانُ مُحَدِّثٌ وهو شيخٌ لأبي عُمرَ الحَوْضِي . ومَنْصُورُ بن أبي سُرَيْرَةَ : شيخٌ لابن المُبَارَكِ يَرْوِى عن عَطَاءٍ . وسَرى كسَكْرَي : بِنْتُ نَبْهَانَ الغَنَويةُ صَحَابيَّةُ شَهِدَت حجَّة الوَدَاعِ وسمعت الخُطْبَةَ رواه أبو داوود قال الصَاغانيّ : وأصحابُ الحدَيثِ يقُولُون : اسْمُهَا سرى بالإِمالة والصّواب سَرّاءُ كضَرّاءَ
وسِرَّينٌ كسِجينٍ : ع بِمَكة منه أبو هارُون مُوسى بنُ مُحَمَّدِ ابنِ مُحَمَّدِ بن كَثِيرٍ شَيْخُ ابي القَاسِمِ الطَّبَرانِي روى عن عبدِ الملك بن إبراهيمَ الجُدَّيِّ ذكره الأَمِيرُ . وقال ابن الأثِير : بُلَيْدَةٌ عند جُدةَ بنواحي مَكَّةَ والصوابُ أنها هي رَتْقَةُ السِّرَّينِ الذي ذكره المُصنفُ قريباً وهو الذي نُسبَ إليه شيخُ الطَّبَرانيّ
ومما يُسْتَدَركُ عليه : رَجُلٌ سِرِّيٌّ بالكسرِ : يَضَعُ الأشياءَ سِراً من قَوْمٍ سِرِّيِّينَ . واسْتَسَرَّ : فَرِحَ
والأسِرَّةُ : أوْسَاطُ الرِّياضِ . وقال الفراءُ : لها عليها سَرَارَةُ الفَضْلِ وسَرَاوَتُه أي زِيَادَتُه وقال امرؤُ القَيْسِ في صِفَةِ امرَأةٍ :
فلَهَا مُقَلَّدُها ومُقْلَتُهَا ... ولَهَا عَلَيْهِ سَرَارَةُ الفَضْلِ وفلانٌ سِرُّ هذا الأَمْرِ بالكسر وإذا كان عالِماً بِهِ . وسِرَارٌ ككِتاب : وَادِي صنْعَاءِ اليَمَنش الَّذِي يَشْتَقُّها . وسَرَّهُ : طَعَنه في سُرتِهِ قال الشاعر
نَسُرُّهُم إنْ همُ أقْبلوا ... وإنْ أدْبروا فهمُ منْ نَسُبُُّ أي نطعنُه في سَبَّتهِ . وفي الحديث " وُلدَ مَعْذُوراً مَسْرورا " ً أي َمْقُطوعَ السَّرَّةِ . والأَسِرَّةُ : طَرَائِقُ النَّبَاتِ وهو مَجَاز عن أبي حَنيفَة . وفي المَثَلِ : كُلُ مُجْرٍ بالخَلاءِ مُسرٌّ " قال ابن سيده : هكذا حَكَاهُ أفَّارُ بنُ لَقِيطٍ إنما جاءَ على تَوَهُّم أَسَرَّوتَسَرَّر فلانٌ بِنْتَ فُلان إذا كانَ لَئيِماً وكانَتْ كَرِيمَةً فتَزَوجَها لكَثْرةِ مالهِ وقِلةِ مالِهَا . وفي حَديثِ السَّقْطِ " أَّنه يَجْتَرُّ والِدَيْه بسَرِرِه حتى يُدْخِلَهُمَ الجَنَّةَ " وفي حديث حذيفة : " لا تَنْزِلْ سُرَّةَ البَصْرَةِ أي وَسَطَها وجَوْفَهَا مأْخُوذٌ من سُرةِ الإِنْسَان فإِنَّها في وَسَطِه . وفي حديث طَاُووس : منْ كانَتْ لَهُ إِبِلٌ لم يؤَدِّ حقَّها أتَتْ يومَ القِيَامَةِ كَأَسَرِّ ما كانَتْ تَطَؤُهُ بأَخْفَافِهَا " أي كأَسْمنِ ما كانتْ من سُرِّ كل شيئٍ وهو لُبُّه ومُخُّه وقَيلِ : هُو من السُّرُورِ لأنّها إذا سَمِنَتْ سَرَّتِ النّاظرَ إِلَيْها
وفي حديث عُمر : " أَنَّهُ كانَ يُحَدِّثُه عليهِ السَّلامُ كأَخي السِّرَار " . أي كصَاحِبِ السِّرَارِ أو كمثْلِ المُسَارَرَةِ لخَفْضِ صَوْتِه . والسَّراءُ : البَطْحاءُ . وفي المثل : " ما يَوْمُ حَليمَةَ بِسِرٍّ قال يُضْربُ لكل أَمْرٍ مُتَعَالَم مَشْهُورٍ وهي حليمةُ بنت الحارث بن أبِي شَمِر الغَسَّانِي لأَنَّ أباها لما وَجَّه جَيْشاً إِلى المُنْذِرِ بنِ ماءٍ السماءِ أَخْرَجَتْ لَهُمْ طِيباً في مِرْكَنٍ فطَيَّبَتْهُم به فنُسِبَ اليَومُ إِليْهَا
والتَّسْرِيرُ : موضِعٌ في بلاد غاضِرَةَ حكاهُ أبو حَنِيفَة وأَنشد :
إذَا يَقُولُونَ ما أَشْفى أقُولُ لَهُمْ ... دُخانُ رِمْثٍ منَ التَّسْرِيرِ يَشْفِينِي
مِمَّا يَضُمُّ إِلى عُمْرَانَ حَاطِبُه ... من الجُنَيْبَةِ جَزْلاً غيرَ مَوْزُونِ الجُنيْبةِ : ثِنْيٌ من التَسْرِيرِ وأَعلَى التَسْرِيرِ لغاضِرَة وقيل التَّسْرِيرُ وادِي بَيْضَاءَ بِنَجْد . وأَعْطَيْتُكَ سِرَّهُ أي خَالِصَهُ وهو مَجَازٌ . ويُقال : هو في سَرَارَةٍ من عَيْشِه وهو مَجاز . قال الزمخشريّ : وإذا حُكَّ بَعْضُ جَسَدِه أو غَمَزَه فاسْتَلذّ قيل : هو يَسْتَارٌّ إِلى ذلكَ وإِني لأسْتَارّ إلى ما تَكْرَه : أسْتَلِذُّه وهو مَجاز . واسْتَسَرَّه : بالَغَ في إِخْفَائِهِ قال :
إنَّ العُرُوقَ إِذَا اسْتَسَرَّ بِها النّدَى ... أشِرَ النَّبَاتُ بها وطَابَ المَزْرَعُ وقَوْلُه تَعَالَى " يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ " فَسَّرُوه بالصَّوْمِ والصَّلاةِ والزَّكَاة والغُسْل من الجَنابَةِ . وأبو سَرَّار ككَتَّانٍ وأبو السَّرَارِ من كُنَاهُم . ويقال للرجُل : سِرْسِرْ إذا أَمَرْتَه بِمَعَالِي الأُمُورِ
" وقوله تعالى " وأَسُّروهُ بِضَاعَةً " أي خَمَّنُوا في أَنْفُسِهِم أَنْ يَحْصُلُوا من بَيْعِهِ بِضَاعَةً . وسِرَارُ بنُ مُجَشِّر قد تقدم في ج ش ر . ومُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ سُلَيْمَانَ ابنِ مُعَاوِية بنِ سِرَارِ بنِ طَرِيف القُرْطُبِيّ ككِتَابٍ رَوَي عنه ابنُ الأَحْمَرِ وغيرُه ذكره ابن بَشْكوال . ومما يستدرك عليه : سردر
سَوْرَةُ الخَمْرِ وغَيْرِها : حِدَّتُهَا كسُوَارِهَا بالضّمّ قال أبو ذُؤّيْبٍ :
تَرَى شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ كأَنَّهُم ... أَسَارَى إِذا ما مَارَ فِيهِمْ سُوَارُها . وفي حديثِ صِفَةِ الجَنَّة : " أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ " وهو دَبِيبُ الشّرابِ في الرَّأْسِ أي دَبَّ فيه الفَرَحُ دَبِيبَ الشَّرَابِ في الرَّأسِ . وقيل : سَوْرَة الخَمْرِ : حُمَيَّا دَبِيبِهَا في شارِبِها . وسَوْرَةُ الشَّرَابِ : وُثُوبهُ في الرَّأْسِ وكذلك سَوْرَة الحُمَةِ : وُثُوبُها . وحَدِيثِ عائِشَةَ رضي الله عنها : " أَنَّهَا ذَكَرَتْ زَيْنَبَ فقالت : كلّ خِلاَلِهَا مَحْمُودٌ ما خَلا سَوْرَةً من غَرْبٍ . أَي سَوْرَة من حِدَّةٍ
من المَجَازِ : السَّوْرَةُ مِنَ المَجْدِ : أَثَرهُ وعلامَتُه وقال النّابِغَةُ :
ولآلِ حَرّابٍ وقَدٍّ سَوْرَةٌ ... في المَجْدِ ليسَ غُرَابُها بِمُطارِ السَّوْرَةُ من البَرْدِ : شِدَّتُه وقد أَخذَتْه السَّوْرَةُ أَي شِدَّةُ البَرْدِ سَوْرَةُ السُّلْطَانِ : سَطْوَتُه واعِتدَاؤُه وبَطْشُه . السَّوْرَةُ : ع . سَوْرَةُ : جَدُّ الإِمَام أَبِي عِيسَى مُحَمَّدِ بنِ عِيسَى بنِ سَوْرَة بنِ مُوسَى بن الضَّحّاكِ السُلَمِي التِّرْمِذِيَّ البُوغِيِّ الضَّرِيرِ صاحب السُّنَنِ أحَد أَركانِ الإسلام توفِّي سنة 279 . بقرية بُوغَ من قُرىَ تِرْمِذَ روى عنه أبو العباس المَحْبُوبِي والهَيْثمُ بن كُلَيْب الشّاشِيّ وغيرهما . وسَوْرَةُ بنُ الحكمِ القَاضِي : مُحَدّث أخَذَ عنه عَبّاسٌ الدُّورِي . وسَوْرَةُ بنُ سَمُرَة بنِ جُنْدَب من وَلَدِه أَبو مَنْصُورٍ محمدُ بن مُحمَّدِ بنِ عبدِ اللِه بن إسماعِيل بنِ حَيان بنِ سَوْرَةَ الواعِظ من أَهل نَيْسَابُور قدمَ بغدادَ وحدَّثَ وتُوَفِّي سنة 384 . وسارَ الشَّرَابُ في رَأْسِه سَوْراً بالفَتْح وسُئُوراً كقُعودٍ عن الفرِّاءٍ وسُؤْراً على الأَصْلِ : دَارَ وارْتَفَعَ وهو مَجاز . سارَ الرَّجُلُ إِليكَ يَسُورُ سَوْراً وسُئُوراً : وَثَبَ وثارَ
والسَّوّارُ ككَتّانِ : الذِي تَسُورُ الخَمْرُ في رَأْسِهِ سَرِيعاً كأَنَّه هو الذي يَسُور قال الأَخْطَلُ :
وشَارِب مُرْبِح بالكَأسِ نَادَمَنِي ... لا بِالحَصُورِ ولا فِيها بسَوارِ . أي بمُعَرْبدٍ من سَار إذا وثبَ وَثَوبَ المُعَرْبِدِ يقال : هو سَوّارٌ أي وَثّابٌ مُعَرْبِدٌ . والسَّوْرَةُ : الوَثْبَةُ وقد سُرْتُ إليه : وَثَبْتُ . السَّوّارُ أَيضاً من الكَلامِ هكذا في سائر النُّسَخ الموجودة والذي في اللِّسانِ : والسَّوّارُ من الكِلابِ : الذِّي يَأْخُذُ بالرَّأْسِ
وساوَرَهُ : أَخَذَ بِرَأْسِهِ وتَنَاوَلَه . ساوَرَ فُلاناً : وَاثَبَهُ سِوَاراً بالكسر ومُسَاوَرَةً وفي حديثِ عُمَرَ رضي الله عنه : " فكِدْتُ أساوِرهُ في الصّلاةِ أي أُواثِبُه وأُقَاتِلُه . وفي قصيدة كَعْبِ بنِ زُهَيْرٍ :
إذا يُسَاوِرُ قِرْناً لا يَحِلُّ لَهُ ... أَن يَتْرُكَ القِرْنَ إِلا وَهْوَ مَجْدُولُ . والسُّورُ بالضَّم : حائِطُ المَدِينَةِ المُشْتَمِلُ عليها قال الله تَعالى " فضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُور " وهو مُذَكَّرٌ وقول جَرِير يهجُو ابنَ جُرْمُوز :
لما أَتَى خَبَرُ الزُبَيْرِ تَواضَعَتْ ... سُورُ المَدِينَةِ والجِبَالُ الخُشَّعُ . فإنه أَنثَّ السُّورَ لأنه بَعْضُ المَدِينةِ فكأَنّه قال : تَوَاضَعَت المَدِينَةُ . ج أَسْوَارٌ وسِيرَانٌ كنُورٍ وأَنْوارٍ وكُوزٍ وكِيزان . من المَجَاز : السُّورُ : كِرامُ الإبِلِ حكاهُ ابنُ دُرَيْدٍ قال ابنُ سِيدَه : وأَنْشَدُوا فيه رَجَزاً : لم أَسْمَعْه قال أصحابُنا : الواحدة سُورةٌ . وقيل : هي الصُّلْبَةُ الشَّدِيدةُ منها . وفي الأَساس : عنده سُورٌ من الإبِلِ أي فاضِلةٌ . من المَجاز السُّورَةُ بالضَّمّ : المَنْزِلَةُ وخَصّها ابن السيد في كتاب الفَرْق بالرَّفِيعَة وقال النّابِغَةُ :
ألَمْ تَرَ أَنَّ الله أَعطاكَ سُورَةً ... تَرَى كُلَّ مَلْكٍ دُونَها يَتَذَبْذَبُ وقال الجَوْهَرِيّ : أي شَرَفاً ورِفْعَة . السُّورَةُ مِنَ القُرْآنِ : م . أَي مَعْرُوفَةٌ لأَنَّهَا مَنْزِلَةٌ بعدَ مَنْزِلَةٍ مَقْطُوعَةٌ عن الأُخْرَى . وقال أبو الهَيْثَم : والسُورَةُ من القُرْآنِ عِنْدَنَا : قِطْعَةٌ من القرآن سَبَقَ وُحْدانُها جَمْهَا كما أَن الغُرْفَةَ سابِقَةٌ للغُرَفِ وأنزَلَ اللهُ عزّ وجَلّ القُرْآنَ على نَبِيِّه صلَّى الله عليه وسلّم شيئاً بعد شْيءٍ وجَعَلَه مُفَصَّلاً وبَيَّن كلَّ سورة بخاتِمَتِها وبادِئَتِها ومَيَّزَهَا من التي تَلِيهَا . قال الأَزْهَرِيّ : وكأَنّ أَبا الهَيْثَمِ جعل السورَةَ من سُوَرِ القرآن من أَسْأَرْتُ سُؤْراً أَي أَفضَلْتْ فَضْلاً إِلا أَنّها لما كَثُرَت في الكلام وفي القُرآن تُرِكَ فيها الهَمْز كما تُركَ في المَلَكِ . وفي المُحْكَمِ : سُمَّيَت السُّورَة من القُرآنِ سُورَة لأَنَّهَا دَرَجةٌ إِلى غيرها ومَن هَمَزها جعَلَها بمعنَى بَقِيَّةٍ من القرآن وقِطْعَة وأَكثرُ القراءِ على تَرْك الهمزة فيها
وقيل : السُّورَةُ من القُرآنِ : يَجُوزُ أَن تكونَ من سُؤْرَةِ المالِ نُرِك هَمْزُه لمّا كَثُرَ في الكلام . وقال المصنف . في البصائر : وقيل : سُمِّيَت سُورَةُ القرآنِ تَشْبِيهاً بسُورِ المَدِينَة لكونها مُحِيَطةً بآيات وأَحكامٍ إِحاطَةَ السُّورِ بالمدينة . السُّورة الشَّرَفُ والفَضْلُ والرِّفْعَةُ قيل : وبه سُمِّيت سُورة القرآن لإِجْلالِهِ ورِفْعَتِه وهو قول ابن الأَعرابي . السُّورة : ما طالَ من البِنَاءِ وحَسُنَ قيل : ومنه سُمِّيَت سُورَة القرآن . السُّورة العَلاَمَةُ عن ابن الأَعرابي
أَما أَبو عُبَيْدَة فإِنه زَعَم أنه مُشْتَقّ من سُورةِ البِناءِ وأَن السُّورَةَ عَرْقٌ مِنْ عُرُوقِ الحائِطِ وقد ردّ عليه أَبُو الهَيْثَمِ قولَه ونقله الأَزهرِيُّ برُمَّتِه في التَّهْذِيب . وفي الصّحاح : والسُّورُ جمعُ سُورَة مثل : بُسْرَةَ وبُسْر . ج سُورٌ بضم فسكون عن كُرَاع وسُوَرٌ بفتح الواو قال الرّاعي :
هُنَّ الحَرائِرُ لا رَبّاتُ أَخْمِرةٍ ... سُودُ المَحَاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ والسّوَارُ ككِتَابٍ وغُرَابٍ : القُلْبُ بضمّ فسكون كالأُسْوارِ بالضَّمِّ ونُقلِ عن بعضهم الكسر أيضاً كما حقَّقَه شيخُنَا والكلُّ مُعَرَّب : دستوار بالفَارسِية وقد استعمَلَتْه العربُ كما حقَّقه المصنّف في البصائر وهو ما تَسْتعمله المرأَةُ في يَدَيْهَا . ج أَسْوِرَةٌ وأَساوِرُ والأَخِيرَةُ جَمْعُ الجَمْعِ وأَسَاوِرَةٌ جمع أُسْوار الكَثِيرُ سُورٌ بضمّ فسكون حكاه الجماهير ونقله ابنُ السيد في الفْرق وقال : إنّه جمعُ سِوار خاصة أي ككِتَابٍ وكُتُب وسَكَّنُوه لِثقَلِ حركة الواو وأنشدَ قولَ ذِي الرُّمَّة :" هِجَاناً جَعَلْنَ السُّورَ والعَاجَ والبُرَيعلى مِثْلِ بَرْدِىِّ البِطَاحِ النّواعِمِ وُسؤُورٌ كقُعُودٍ هكذا في النُّسَخ وعَزَوْه لابن الجِنّي ووَجَّهَها سيبويهِ على الضّرورة . قال ابنُ بَرِّيّ : لم يذكر الجّوْهَرِيّ شاهداً على الأُسْوار لغة في السِّوار ونَسب هذا القول إلى أَبي عَمْرِو ابنِ العَلاءِ قال : ولم يَنْفَرِدْ أَبُو عَمْرو بهذا القول وشاهِدُه قولُ الأَحْوص :
غادَةٌ تَغْرِثُ الوِشَاحَ ولا يَغْ ... رَثُ مِنْهَا الخَلْخَالُ والإِسْوارُ وقال حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِي :
يَطُفْنَ بهِ رَأدَ الضُّحى ويَنُشْنَه ... بأَيْدٍ تَرَى الإِسْوَارَ فِيهِنّ أَعْجَمَا وقال العَرَنْدَسُ الكِلابِيّ :
بَلْ أَيُّهَا الرّاكِبُ المُفْنِي شَبِيبَتَه ... يَبْكِي على ذَاتِ الخَلْخَالٍ وإِسْوارِ وقال المَرّارُ بن سَعِيد الفَقْعَسِيّ :
كمَا لاحَ تِبْرٌ في يَدٍ لَمَعتْ بِهِ ... كَعَابٌ بَدَا إِسْوارُها وخَضِيبُها وفي التهذيب : قال الزَّجّاجُ : الأَسَاِورُ من فِضَّةٍ وقال أَيضاً : والقًلْبُ من الفِضّةِ يُسَمَّى سِوَاراً وإِن كانَ من الذَّهَبِ فهو أَيضاً يُسَمَّى سِوَاراً وكلاهُما : لِباسُ أهلِ الجَنَّةِ . والمُسَوَّرُ كمُعَظِّم : مَوْضِعُه كالمُخَدَّم لموضع الخَدَمَة . وأبو طاهِرٍ أَحمَدُ بنُ علي بنِ عُبيدِ الله بن سِوَارٍ كِكتَابٍ : مُْقرِئٌ صاحب المُسْتَنِيرِ وأَولاده : هِبَةُ اللهِ أبُو الفَوَارِسِ ومُحمَّدٌ أَبو الفُتُوحِ وحفيده أبو طَاهِر الحَسَنُ بنُ هِبَةِ الله وأَبو بَكْرٍ مُحَمّدُ بنُ الحَسنَ المذكور حَدَّثُوا كلُّهُم وهذا الأَخير منهم رُمِيَ بالكذب كذا قاله الحافظ . وعُبَيْدُ اللهِ بنُ هِشَامِ بنِ سُوَارِ . ككِتَاب : مُحَدّث وأخُوه عبدُ الواحِدِ شامِي أَخذ عن الأَوّل ابن ماكُولا سَمْعاً من أَبي مُحَمَّد بنِ أَبي نَصْر . من المَجاز : الأَسْوارُ بالضَّمِّ والكَسْرِ : قائِدُ الفُرْسِ بمنْزلة الأَمِيرِ في العَرَبِ وقيل : هو المَلِكُ الأَكبر مُعَرَّب منهم سَيْجٌ جدُّ وَهْبِ بنِ مَُنِّبه بنِ كاملِ بن سَيْج فهو أَبْنَاوِيّ أُسْوارِيّ يمانِيّ صَنْعَانِيّ ذَمَارِيّ . قيل : هو الجَيِّدُ الرَّمْي بالسَّهَامِ يقال : هو أُسْوارٌ من الأَساوِرَةِ للرّامي الحاذِقِ كما في الأَساس قال :
" وَوَتَّرَ الأَساوِرُ القِيَاسَا
" صُغْدِيَّةً تَنْتَزِعُ الأَنْفَاسَا قيل : هو الثَّابِتُ الجَيِّدُ الثَّبَاتِ على ظَهْرِ الفَرَسِ . أساوِرَةٌ وأَسَاوِرُ وقال أبو عُبَيْدٍ : أساوِرَةُ الفُرْسِ : فُرْسانُهم المُقاتِلُونَ والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ وكان أَصلُه أَساوِيرَ وكذا الزَّنادِقَةُ أَصلُه زَنَادِيقُ عن الأَخفش . وأَبُو عِيسَى الأُسْوَارِيّ : بالضَّمِّ : مُحَدِّثٌ تابِعِي نِسْبَةٌ إِلى الأَسَاوِرةِ من تَمِيم عن أَبي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ لا يُعْرَف اسمُه . وفي التَّبْصِيرِ للحافظ : وتُوجد هذه النِّسْبَةُ في القُدَماءِ فأَمّا المتأَخِّرونَ فإِلى أَسْوَار بالفَتْحِ : ة بإصْبهانَ ويقال : فيها أَسْوَارِي منها : مُحَيْسِنٌ هكذا في النُّسخ مُصَغّر مُحْسِن والذي في التبصير صاحب مَجْلِس الأَسْوَارِيّ وهو أَبو الحَسَن عليُّ بنُ محمدِ بنِ عليٍّ وزاد ابن الأَثير : هو ابنُ المَرْزُبَانِ أَصْبَهَانِيَ زاهد . أَبو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ أَحْمَدَ الأَسْوارِيّانِ الأَخِيرُ من شُيوخِ ابنِ مَرْدَوَيْه . يقال : قَعَدَ على المِسْوَرِ كمِنْبَر : هو مُتَّكَأٌ مِنْ أَدَمٍ جمعه مَسَاوِرُ وهي المَسَانِدُ قال أَبُو العَبّاس : إِنَّمَا سُمِّيَت المِسْورَة مِسْوَرَةً لعُلُوها وارتِفَاعِها من قولِ العربِ : سارَ إذا ارَتَفَعَ وأَنشد :
" سُرْتُ إِليهِ في أَعَالِي السُّورِأراد : ارْتَفَعْتُ إِليه . المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَةَ بن نَوْفَل الزُّهْرِي وأُمه عاتِكة أُخت عبد الرحمن بن عَوْف . المِسْوَرُ أَبو عبْدِ اللهِ غيرَ مَنْسُوبٍ صحابِيّان روى ابنُ مُحَيْرِيزٍ عن عبدِ اللهِ بنِ مِسْوَرٍ عن أَبِيهِ والحديثُ مُنْكَر . المُسَوَّرُ كمُعَظَّمٍ : ابنُ عَبْدِ المَلِكِ اليَرْبُوعِيّ مُحَدّثٌ حَدّثَ عنه مَعْنٌ القَزَّاز قال الحافظُ بنُ حَجَر : واختلَفَت نُسَخُ البُخَارِي في هذا في المُسَوَّر بن مَرْزُوقٍ هل هُما بالتّخْفِيف أو التَّشْدِيد . المُسَوَّرُ بن يَزِيدَ الأَسَدِي المالِكِي الكاهِلِي : صَحابِيّ وحديثُه في كتابِ مُسْنَد ابنِ أَبي عاصِمٍ وفي المُسْنَد . مَسْوَر كمَسْكَنٍ : حِصْانِ مَنِيعَانِ باليَمَنِ أَحدُهما لِبَنِي المُنْتَابِ بالضمّ وبهم يُعْرَفُ ثانيهما لِبَنِي أَبي الفُتُوحِ وبهم يُعْرَف أيضاً وهما من حُصُونِ صَنْعَاءَ . والسُّورُ بالضمّ : الضِّيافَةُ وهي كلمة فارِسِية وقد شَرّفَها النبَّيّ صَلَّى اللُه عَلَيْه وسَلَّم . قلت : وهو إِشَارَةٌ إلى الحديثِ المروي عن جابرِ بن عبدِ اللهِ الأنصاري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه : قُومُوا فَقْد صَنَعَ جابِرٌ سُوراً قال أبو العَبَّاس : وإِنّمَا يُرادُ من هذا أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللُه عليه وسَلَّم تَكَلم بالفَارِسِيَّة صَنَعَ سُوارً أَي طَعَاماً دعا الناس إليه . السُّورُ : لقَبُ مُحَمَّدِ بنِ خَالدٍ الضَّبِّيّ التابِعِيّ صاحِبِ أَنسِ بنِ مالِكٍ رضي الله عنه . قلت : والصَّوابُ أن لقبَه سُؤْرُ الأَسَدِ كما حَقَّقهُ الحافِظُ . قلت : وفي وَفَياتِ الصَّفَدِي : كان صَرَعَه الأَسَد ثم نَجَا وعاش بعد ذلك قيل : إِنَّه كانَ مُنكرَ الحَديثِ تُوُفِّي سنة 150
وكَعَبُ بن سُورٍ : قاضِي البَصْرةِ لعُمَرَ رضي الله عنه في زمنِ الصَّحابة . وفاته : وَهْبُ بنُ كَعْبِ بن عبْدِ الله بن سُورٍ الأزْديّ عن سلْمانَ الفارِسيّ . وأبو سُويرةَ كهُريرة : جبلةُ بن سُحيْمٍ أحدُ التابعين وشيْخُ سُفْيانَ بن سعيدٍ الثَّوري وأعاده في ش ر ر أيضاً وهو وهمٌ . والسَّوّارٌ ككَّتانٍ : الأسَدُ لوُثُوبه كالمُساور ذكرهما الصّغانّي في التَّكْملة
واسمُ جَمَاعةٍ منهم سّوَّارُ بن الحُسيْنِ الكاتبُ المصْريّ كتب عنه ابن السَّمْعاني . وأحمدُ بن محمدِ بن السَّوّارِ الفزاريّ . أبو جعْفر القرْطبيّ . ضَبَطه ابن عبد الملك . وسَوارُ بن يُوسفَ المراري ذكره ابن الدَّباغ محَدِّثون . وسُرْتُ الحائطَ سَوْراً بالفتح وتسَوَّرْتُه : علوْتُه . وتسَوَّرْتُه أيضاً : تسلَّقْتُه وهو هُجُومُ مثلِ اللَّصّ عن ابن الأعرابيّ . وتسوَّرَ عليه كسوَّرَه إذا عَلاهُ وارتفع إليه وأخذه ومنه حديث شيبة : فلمْ يبْقَ إلا أنْ أسَوِّرهوفي حديث كعْبِ بن مالك مشيْتُ حتى تسوَّرْتُ حائط أبي قتادة وفي التنزيل العزيز " إذْ تسَّوروُا المِحْرابَ " عن ابنِ الأعرابيّ : يقالُ للرجُل : سُرْسُرْ وهو أمْرٌ بمَعَالي الأمور كأنه يأمُرُه بالعُلُو والإرتفاع من سُرتُ الحائطَ إذا علًوْته . وسُوريةُ مَضْموُمةً مُخَفَّفة : اسمٌ للشامِ في القديم وفي التَّكْملةِ في حديثِ كعبٍ " إن الله بارك للمُجاهدينَ في صلِّيانِ أرضِ الرومٍ كما باركَ لهم في شَعيرِ سُوريةَ " أي يقوم نجيلُهم مقامَ الشَّعيرِ في التَّقْويةِ والكلِمَة رُومية . أو هو : ع قربَ خُناصِرة من أرض حِمْص . وسُورين كبورين : نهرٌ بالرَّيّ وأهلُها يتطيَّرونَ منه لأنَّ السَّيْفَ الذي قُتلَ به الإمامُ يحيى ابن الإمام أبي الحُسيْن زيْدٍ الشهيدِ ابن الإمام عليّ زيْنِ العابدين ابن الإمام الشهيدِ أبي عبد الله الحُسَيْن بن عليِّ بن أبي طالب رضى الله عنهم غُسِلَ فيه وكان الذي احتزَّ رأْسَه سَلْم بنُ أحْوزَ بأمرِ نَصْر بن سيارٍ الليْثيّ عاملِ الوليدِ بن يزيد وكان ذلك سنة 125 وعُمره إذ ذاك ثماني عشْرةَ وأمّه ريْطةُ بنْتُ أبي هاشمٍ عبد اللهِ بن محمد بن الحنفيةِ وأمّها رَبْطةُ بنتُ الحارثِ بن نوْفلِ ابن الحارثِ بن عبدِ المُطَّلبِ بن هاشمٍ ولا عقبَ له . وسُورى كطوبَى : ع بالعراقِ من أرْض بابل بالقربِ من الحِلَّةِ وهو منْ بلدِ السُّرْيانيين ومنه إبراهيمُ بن نصْرٍ السُّوراني ويقال : السُّورياني بياءٍ تحتية قبل الألف وهكذا نسبه السَّمْعانيّ حكى عن سُفْيانَ الثوري
والحُسَيْنُ بن عليٍّ السُّوراني حدَّثَ عن سعيدِ بن البناءِ قاله الحافظ . وسُورى أيضاً : ع من أعمالِ بغدادَ بالجزيرة وقد يُمدّ أي هذا الأخير . والأساورةُ : قومٌ من العجمِ من بني تميم نزلُوا بالبصْرةِ قديماً كالأحامرةِ بالكوفة منهم أبو عيسى الإسْواري المتقدّم ذكْره . وذو الإسْوار بالكسر : ملكٌ باليمنِ كان مُسَوَّراً أي مُسوداً مملَّكاً فأغارَ عليهم ثمَّ انتهى بجّمْعه إلى كّهْفٍ فتبعهُ بنو معدّ ابن عدْنان فجعلَ مُنبِّهُ يُدخِّنُ عليهم حتى هلّكوا فسُمِّى مُنبهٌ دُخاناً . ومما يستدرك عليه : سُوَّارى كحُوّارى : الارْتفاعُ أنشد ثعلب :
أحِبُّه حُباً له سُوَّارى ... كما تُحِبُّ فرْخها الحُبارى وفسره بالارْتفاعِ وقال : المعْنى أنها فيها رُعُونةٌ فمتى أحَبَّتْ ولدها أفْرطَتْ في الرُّعُونة . ويقال : فلانٌ ذو سَوْرةٍ في الحربِ أي ذُو نظرٍ سديد . والسَّوَّارُ : الذي يُواثبُ نديمه إذا شرب . وتساورْتُ لها أي رفعْتُ لها شخْصي . وسورةُ كُلِّ شيءٍ : حدُّه عن ابن الأعرابيّ . وفي الحديث " لا يّضُرُّ المَرْأة أنْ لا تنْقُضَ شعْرَها إذا أصاب الماءُ سُور رأسِها أي أعْلاه وفي رواية " سُورةَ الرأسِ " وقال الخطّابي : ويروي شَوْرَ رأسها " وأنكره الهّرّويّ وقال بعضُ المُتأخِّرين : والمعروفُ في الروايةِ شُئونَ رأسِها " وهي اصولُ الشعر . ومُساورٌ ومْسوارٌ وسور وسارة أسماءٌ ومَلكٌ مُسَورٌ ومُسَوَّد : مُملَّكُ وهو مجازٌ قاله الزَّمخشريّ . وأنشد المُصنّفُ في البصائر لبعضهم :
وإني من قيْسٍ همُ الذُّرَا ... إذا ركبتْ فُرسانُها في السَّنوَّرٍ
جُيُوشُ أميرِ المؤمنينَ التي بها ... يقومُ رأسَ المْرزبانِ المُسورِ وأسْورُ بنُ عبد الرحمن من ثقاتِ أتباعِ التابعين ذكره ابن حبان . وسُوارٌ كغُراب ابن أحمدَ بن محمد بن عبد الله بن مُطرّف بن سُوار من ذُريَّةِ سُوار بن سعيدٍ الداخل كان عالماً مات سنة 444 . وعبد الرحمن بن سُوار أبو المُطرِّف قاضي الجماعة بقرْطبةَ روى عن حاتم ابن محمد وغيره مات في ذي القعدة سنة 464 ذكرهما ابن بشْكوال في الصِّلة وضبطهُماوأبو سعيد عبد اللهِ بن محمد بن أسعد بن سُوار النيسابُوريّ الزراد الفقيةُ المصنف . وأبو حفصٍ عُمرُ بن الحُسين بن سُوريْن الدَّيرعاقوليّ روى عنه ابن جميع . وأبو بكرٍ أحمد بن عيسى بن خالدٍ السُوريّ روى عنه الدّراقُطْنيّ . وفخرُ الدينِ أبو عبد اللهِ محمد بن مسْعودِ بن سلْمان بن سُويْر كزُبيرٍ الزواويّ المالكيّ أقضى القُضاةِ بدمشق توفي سنة 757 بها ذكره الوليّ العراقيّ . وسُورَين بفتح الراء : محلةٌ في طرفِ الكرْخِ . وسورِين بكسر الراء : قريةٌ على نصْفِ فرسخ من نيسَابور ويقال سُوريان . وسَوْرة بالفتح : موضع . وسعيد بن عبد الحميد السَّوَّاريّ بالتشديد سمع من أصحاب الأصَمِّ