سَرَقَ مِنْهُ الشيءَ يَسْرِقُ سَرَقاً مُحَرَّكَةً وككَتِفٍ وسَرَقَةً مُحَرَّكَةً وكفَرِحَةٍ وسَرْقاً بالفَتح ورُبَّما قالُوا : سَرَقَهُ مالاً كما في الصِّحاح
وتَقُولُ في بيعِ العَبْدِ : بَرئْتُ إليْكَ من الإِباقش والسَّرَقِ . واسْتَرَقَهُ وهذه عن ابنِ الأعرابيِّ وأَنشدَ :
" بِعْتُكَها زانِيَةً أَو تَسْتَرِقْ
" إِنَّ الخَبيثَ للخَبِيثِ يَتَّفِقْ وقال ابنُ عَرَفَة : السّارِقُ عندَ العَرَبِ : منْ جاءَ مُسْتَتِراً إلى حِزْرٍ فأَخَذَ مالاً لغَيْرِه فإن أخَذَهُ من ظاهِرٍ فهو مُخْتَلسٌ ومُسْتَلِبٌ ومُنْتَهِبٌ ومُحْتَرِسٌ فإِنْ مَنَع ما في يَدِيه فهو غاضِبٌ
والاسْمُ السَّرْقَةُ بالفتح وكفَرِحَةٍ وكَتِفٍ واقْتَصَر الجوْهَرِيُّ على الأَخِيرَتَيْنِ والأُولى نَقَلَها الصّاغنُّ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : سَرِقَ الشَّيْءُ كفَرِحَ : خَفِيَ هكذا يَقُولُ يُونُسِ وأَنْشَدَ :
وتَبِيتُ مُنْتَبِذَ القَذُورِ كأَنَّما ... سَرِقَتْ بُيُوتُك أَنْ تَزُورَ المَرْفَدَا القَذُورُ : التي لا تُبارِكُ الإِبِلَ والمَرْفَدُ : الذِي تُرْفَدُ فيه
والسَّرَقُ مُحَرَّكَةً شُقَقُ الحَرِير قال أَبو عُبَيْدٍ : الأَبيَضُ وأَنشدَ للعجاجِ :
" ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحَرورِ
" مِن رَقْرَقانِ آلِها المَسْجُورِ
" سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ أَو الحَريرُ عامَّةً قال أبو عُبَيْدٍ : أَصْلُها بالفارِسِيَّةِ سَرَهُ أَي : جَيِّدٌ فعَرَّبُوه كما عُرِّب بَرَقٌ للحَمَلِ ويَلْمَق للقَباءِ وهما بَرَهْ ويَلْمَهْ الواحِدَةُ بهاءٍ ومنه الحَدِيثُ : قال صلى الله عليه وسلم لعائشةَ رضِيَ اللهُ عنها : " رَأَيْتُكِ في المَنامِ مَرَّتَيْنِ أَرَى أَنَّكِ في سَرَقَةٍ من حَرِيرٍ أَتانِي بكِ المَلَكُ " أَي : في قِطْعَةٍ من جَيِّدِ الحَرِيرِ
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : سَرِقَت مَفاصِلهُ كفَرِحَ سَرَقاً مُحَرَّكَةً : ضَعُفَتْ وقالَ غيرُه : كانْسَرَقَت ومنه قَوْلُ الأعْشَى :
فهيَ تَتْلُو رَخْصَ الظلُوفِ ضَئيلاً ... فاتِرَ الطَّرْفِ في قُواه انْسِراقُ أَي : فُتُور وضَعْفٌ
والشيْءُ : خفِيَ هكذا في سائِرِ النُّسَخ وهو مُكَرَّر
وسَرَقَةُ محَرَّكَةً : أَقْصَى ماءً لضَبَّةَ بالعالِيَةِ كذا في التَّكمِلَة
وأبو عائِشَةَ : مَسْرُوقُ بن الأجْدَعَ بنِ مالك الهَمدانيُّ : تابِعي كَبِيرٌ والأجْدَعُ اسمُه عبدُ الرَّحْمنِ من أهْلِ الكُوفَةِ رأَى مَسْرُوقٌ أَبا بَكرٍ وعُمَرَ ورَوَى عن عبدِ اللهِ وعائِشَةَ وكانَ من عُبّادِ أَهْلِ الكُوفَةِ روى عَنْه أهْلُها ولاّه زِيادٌ عَلَى السِّلسِلَةِ وماتَ بِها سنة 163 رَوَى عنهُ الشعبِيُّ والنَّخَعِيُّ قاله ابن حِبّان
ومَسْرُوقُ بنُ المَرْزُبانِ : مُحَدث قالَ أَبو حاتِم : ليسَ بقَوِيّ
وفاتَه : مَسرُوقُ بنُ أوس اليَربُوعِيُّ : تابِعِي رَوَى عَن عَمرٍو وأَبي مُوسَى وعنه حُمَيْدُ بنُ هِلالِ
وسُرَّقٌ كرُكع : ع بسِنْجارَ بظاهِرِ مَدِينَتِها
وأيْضاً كُورَة بالأهوازِ ومَدينَتها دَوْرَقُ قال يَزِيدُ بنُ مفَرغ :
إِلَى الفَيِّفِ الأعْلَى إلى رامَهُرمُزٍ ... إِلى قُرَيات الشيخ من نَهْرِ سرَّقَا وقالَ أنس بنُ زُنَيْم يخاطِبُ الحارِثَ ابنَ بدْر الغُدانِي حِينَ وَلاهُ عُبَيد الله بنُ زِيادٍ سُرَّقَ :
ولا تَحقِرَنْ يا حارِ شَيئاً أَصبتَه ... فحَظُّكَ من مُلكِ العِراقَينِ سُرق وسُرقَ بنُ أسد الجُهنِي نَزِيلُ الإِسْكندَريةِ : صَحابِي رضِيَ الله عنه ويُقال فيه أيضاً : الأنصارِي له حَدِيث في التغْلِيسِ وقالَ ابن عَبْدِ البَر : يُقال : إِنَّه رَجُل من بَنِي الدِّيلِ سَكَنَ مصرَ وكانَ اسْمه الحبابَ فيما يَقُولُونَ فابتاعَ من بَدَوِي راحِلَتَيْنِ كانَ قدمَ بِهِما المَدِينةَ فأخَذَهُما ثم هَرَبَ وتَغَيَّبَ عنه قال : وبَعضُهم يقولُ في حديثِه هذا : إِنه لمّا ابْتاعَ من البَدَوِي راحِلَتيهِ أَتَى بِهما إِلى دار لها بابانِ ثُم أجْلَسه عَلَى بابِ دار ليَخْرُجَ إليه بثَمَنِهما فخَرَج من الباب الآخرِ وهَرَبَ بِهِما فأخبِرَ رَسُولُ اللُّهِ صَلى اللهُ عليه وسَلم بذلِك فقالَ : التَمِسُوه فلما أتِىَ به قالَ : أَنْتَ سُرق في حَدِيثٍ فيه طُولٌ وكانَ سرق يَقُولُ : لا أحِبُّ أنْ أدْعَى بغَيْرِ ما سَمّانِي به رسُولُ اللهِ صَلى اللُّه عليهِ وسَلَّمَ
وأبُو حامِدٍ أَحْمَدُ بن سرَّقٍ المروَزِيُّ : إخْبارِيٌ حَدَّثَ عن إِبراهِيمَ ابن الحُسَنِ وجَماعَة قال الحافِظُ ابن حجَر : وزعمَ أَبُو أَحْمَدَ العَسْكَرِيُّ " أنَّ الصّحابِيَّ بتَخْفِيفِ الرّاءِ وأَنَّ المحَدِّثِينَ يُشَدّدونَها "
والسوارِقِيةُ : ة بينَ الحَرَمَينِ الشرِيفَيْنِ من مُضَحَّياتِ حاجِّ العِراقِ بالحَدْرَةِ وضَبَطَهُ بعض بضَمِّ السِّينِ وقالَ : تُعْرَفُ بأبي بَكْر الصِّدَيق رضِي الله عنه
قلتُ : وهذا هو الصواب في الضبطِ كما سَمِعْتُ ذلك من أفْواهِ أَهْلِها وأنْكَرُوا الفَتْحَ ومنها : أبو بَكْر مُحَمَّدُ ابنُ عَتِيقِ بنِ بَحر بنِ أَحْمَدَ البٌكري السوارقِي شَرِيف فقِيه شاعِر سارَ إِلى خرَاسانَ وماتَ بطُوس سنة 538 سمعَ منه ابنٌ السَّمعانِيِّ شَيْئاً من شِعْرِه
والسرْقِينُ بالكسرِ وقد يفْتَحُ : مُعَرَّبُ سِرْكين مَعْرُوف ويُقال أَيضاً بالجِيم بَدَلَ القافِ
والسَّوارقُ : الجَوامِعُ جَمْعُ سارِقَةٍ قالَ أبُو الطًّمَحانِ :
ولم يَدْعُ داع مِثلَكُم لعَظِيمَةٍ ... إِذا أَزَمَت بالسّاعِدَينِ السوارِق والمُرادُ بالجَوامع : جَوامِعُ الحدِيدِ التِي تكونُ في القُيُودِ
وقِيلَ : السَّوارِقُ : الزوائِدُ في فَرَاش القُفْل وبه فُسَرَ قولُ الرّاعِي :
وأَزْهَر سَخي نَفْسَه عن تِلادِه ... حَنايا حَدِيدٍ مُقْفَلٍ وسَوارِقُه وسارُوقُ : ة وفي العُبابِ : بلَد بالروم سُميَ باسْم بانِيه سارُو فعرِّبَ بقَافٍ في آخِرِه
قلتُ : وفي المُعْجَم لياقوت : أَنّ سارُو اسمُ مَدِينَةِ همَذانَ ثم عُربَ فانظره . وسُراقَةُ كثمامَة : ابنُ كَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ عَبْدِ العُزَّي الأنصارِيُّ النجّارِيُّ المازني بدْرِي توفي في زَمَنِ مُعاوِيَةَ . و سُراقَةُ بنُ عَمْرِو بنِ عَطِيَّةَ النَّجّارِي المازِنِي بَدْرِي اسْتُشْهِدَ يومَ مُؤْتَةَ
وسُراقَةُ بنُ الحارِثِ بنِ عَدِيِّ ابنِ عَجْلانَ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ حنَيْنٍ
وسُراقَةُ بنُ مالِكِ بنِ جُعْشُم المُدْلِجِي الكِنانِي أبو سُفيان أسْلمَ بعدَ الطائِفِوسُراقَةُ بنُ أبي الحُبابِ كذا في النسَخ والصّوابُ ابنُ الحُبابِ واستُشْهِدَ يومَ حُنَيْنٍ قِيلَ : هو وابنُ الحارِثِ الَّذِي تَقَدم واحِد وقِيلَ : بل هُما اثْنانِ كما فَعَلَه المُصَنِّف
وسُراقَةُ بنُ عَمرو الّذِي صالَحَ أهْلَ أَرْمِينِيَةَ وماتَ هُناكَ في خِلافةِ عُمَرَ ولَقَبُه ذُو النًّون صوابُه : ذُو النورِ لأنَّهُ يُرَى على قَبْرِه نُور فلُقِّبَ بهِ : صحابِيونَ رضيَ اللهُ عنهم
وفاتَه في الصحابَةِ : سُراقَة بنُ عُمَيْرٍ : أَحَدُ البَكّائِينَ وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِرِ بنِ أذَاة ذَكَره ابنُ الكَلْبيِّ . وسُراقَةُ بنُ المُعْتَمِر بنِ أَنَسٍ ذَكَرَه إِبْراهِيمُ بنُ الأمِينِ الحافِظُ في ذَيْلِه على الاسْتِيعابِ وقالَ ابنُ الأثِيرِ : سُراقَةُ بنُ مالك القُرَشِي : مُحَدِّث عن مُحَمدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ يونانَ وعنه مُوسَى بنُ يَعْقُوبَ الزمعِي قُتِلَ سنة 131
وقَوْلُ الجوهريّ : سُراقَةُ بن جُعشُم وَهَم وإِنّما هُو جَدهُ قالَ شَيخُنا : لا وَهَمَ فيهِ لأنَّه نَسَبَهُ إِلى جده فقَد ذَكَرَ في المِيم أنه سُراقَةُ ابنُ مالِكِ بنِ جُعْشُم : صَحابِي فهو نَظِيرُ قولِ المُصَنفِ نَفْسِه : أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل ونَظِيرُ قَوْلِ العامَّةِ مُحَمدُ بن عَبْدِ المُطلِبِ ووالِدُهُما عَبْدُ اللهِ والشهرَةُ كافِيَةٌ
وسَمّوا سارِقاً : وسَرَّاقاً كشَدّادٍ ومَسرُوقاً وسُراقَةَ وأنْشَدَ سِيَبَوَيْهِ في الأخيرِ :
هذا سُراقَةُ للقُرآنِ يَدْرُسُه ... والمَرءُ عِنْدَ الرشا إِنْ يَلقَها ذِيبُ والتسرِيقُ : النِّسْبَةُ إلى السرِقَةِ ومنه قراءة أَبِي البَرهسَم وابنِ أبي عَبلَةَ : " إنَّ ابنَكَ سرِّقَ " بضَم السَينِ وكَسرِ الرّاءَ المُشَددَةِ
والمُستَرقُ : النّاقِصُ الضَّعِيفُ الخَلْقِ عن ابْنِ عَبّادٍ يُقال : هو مُستَرِقُ القَوْلِ أي : ضَعِيفٌ وهو مَجاز كما في الأساسِ
ومن المجازِ : المستَرِقُ : المُسْتَمِعُ مختَفِياً كما يَفعَلُ السّارِقُ
ومِنَ المجازِ : رَجُل مُسْتَرِقُ العُنُقِ أَي : قَصِيرُها مُقَبضُها كما في المُحِيطِ والأساس
ويُقال : هو يُسارِقُ النظَرَ إِليهِ أَي : يَطْلُبُ غَفْلَةً منه لينْظُرَ إِليهِ وكذلك اسْتِراقُ النظَرِ وتَسَرقه وهو مَجاز
وانْسرقَ : فَتَرَ وضعفَ وهذا قد تَقَدمَ قَرِيباً فهو تَكْرار وتَقَدمَ شاهِده من قَوْلِ الأعشَى يَصِفُ الظبيَ :
" فاتِرَ الطرْفِ في قُواهُ انْسِراقُ وانْسَرَق عَنْهُم : إذا خَنَسَ ليَذْهَبَ
ويُقال : تَسَرَّقَ : إِذا سَرَقَ شَيْئاً فشَيْئاً ومنه قَوْلُ رُؤْبَةَ :
" وهاجَنِي جَلابَةٌ تَسَرَّقَا
" شِعرِي ولا يَزْكُو له ما لَزَّقَا والإِسْتَبْرَق للغَلِيظِ من الدِّيباج مُعَرَّبُ اسْتَبرَه ذكره بعضٌ هُنا وقد ذكِره في ب رق وسَبَقَ ما يَتَعَلَّقُ به هناك
ومما يُسْتَدرك عليه : رجلٌ سارِق من قَوْم سَرَقَةٍ وسَرّاقٌ وسَرُوق من قَوْم سُرَّقٍ وسَرُوقَةٌ ولا جَمعَ له إِنّما هوً كصَرُورَة
وكَلْب سَرُوق لا غَيْرُ قالَ :
" ولا يَسرِق الكَلْبُ السرُوقُ نِعالَها وفي المثَل : " سُرِقَ السّارِقُ فانْتَحَرَ " نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ قالَ الصّاغانيُّ : أَي سُرِقَ منه فنَحَرَ نَفْسَه غَماً يُضْرَبُ لمَنْ ينْتَزَعُ منه ما لَيْسَ له فيُفْرِطُ جَزَعُه . والاسْتِراقُ : الخَتْلُ سِراً كالّذِي يَسْتَمع وهو مَجازٌ
والتَّسَرُّقُ : اخْتِلاسُ النَّظَرِ والسَّمْعِ قالَ القُطامي :
بَخِلَتْ عَلَيْكَ فما تَجُودُ بنائِلٍ ... إِلاّ اخْتِلاسَ حَدِيثِها المُتَسَرَّقِ والسُّراقَةُ بالضَّمِّ : اسم ما سُرِقَ كما قِيلَ : الخُلاصَة والنقايةُ : لما خُلِّصَ ونُقِّيَ وبِها سُمِّي سُراقَة . وعِنْدَه سُراقاتُ الشَعْرِ ومنه قولُ ابنِ مُقْبِل :
فأَمّا سُراقاتُ الهِجاءِ فإِنَّها ... كلامٌ تَهاداه اللِّئامُ تَهادِيَا وسَرَّقَه تَسْرِيقاً بمعْنَى سَرَقَه قالَهُ ابنُ بَرّيّ وأنْشَدَ للفَرَزْدَق :
لا تَحْسَبَن دراهِماً سَرَّقْتَها ... تَمْحُو مَخازِيَكَ الَّتِي بعُمانِ أي : سَرَقْتَهاومن المجازِ : سرُقَ صَوْتُه وهو مَسْرُوقُ الصوْتِ : إِذا بُحَّ صَوْتُه نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيًّ ومنه قولُ الأعْشَى :
فيهِنَّ مَخْرُوفُ النّواصِفِ مَس ... رُوقُ البُغام شادِنٌ أَكْحَل أَرادَ أَنَّ في بُغامِه غُنَّةً فكأنَّ صَوْتَه مَسْرُوق
ومَسْرُقانُ بضمِّ الرّاء : موضِعٌ قالَ يَزِيدُ بن مُفَرِّغ الحِمْيَرِي وجَمَع بينَه وبَيْنَ سُرَّقٍ - :
سَقَى هَزِمُ الأوْساطِ مُنْبجِسُ العُرَى ... مَنازِلَها مِنْ مَسْرُقانَ وسُرقا قالَ ابنُ بَرّيّ : ويُقال لسارِقِ الشِّعْرِ : سُرَاقَةُ ولسارِقِ النَّظَرِ إِلى الغِلْمانِ : شافِن ويُقال : سُرِقْتُ يا قَوْم أي : سُرِقَتْ غُرْفَتِي
واسْتَرَق الكاتِبُ بعضَ المُحاسباتِ . إذا لَمْ يُبْرِزْه وهو مَجاز وسَرَقْنا لَيلَةً من الشَّهْرِ : إِذا نَعِمُوا فِيها
وسرقتني عَينِي : غَلَبَتْنِي وهو مجازٌ . وقال ابن عَباد : السُّورَقُ بالضم داءٌ بالجَوارِح
ومحلة مسروق : قرية بمصر
الرَّقُّ بالفَتح ويُكْسَرْ روَاهُما الأثْرمُ عن أبِي عُبَيدةَ وهو : جِلْدٌ رَقِيق يكْتبُ فيهِ ومِنْهُ قولُه تَعالى : " في رَقٍ مَنْشورٍ " والفَتْحُ هى القِراءة السَّبْعِيَّةُ المُتَواتِرةُ . والرَّقُّ : ضِدُّ الغَلِيظِ والثَّخِين كالرَّقِيق وقد رَقَّ يَرِقُّ رِقَّةُ فهو رَقِيق . والرَّقُّ : الصَّحِيفَةُ البَيْضاءُ . وقالَ الفَرّاءُ : الرَّقُّ : الصَّحائِفُ الّتي تَخْرُجُ إلى بَنِي آدَمَ يومَ القِيامَةِ قال الأَزْهَرِي : وهذا يَدُلُّ عَلَى أن المَكتوبَ يُسَمَّى رَقاً أَيضاً . والرِّقُّ العَظِيم من السَّلاحفِ أَو دُوَيْبةٌ مائِيةٌ لها أَرْبَعُ قَوائِمَ وأَظفار وأسنانٌ في رَأس تُظْهِرُه وتُغَيبهُ وتُذْبَحُ قالهُ إِبْراهيمُ الحَرْبِيُّ ورَوى بسَنَدِه إِلى ابْنِ هُبَيْرَة قالَ : " كان فُقهاءُ المَدِينَةِ يَشْتَرُونَ الرَّقَّ ويأكلُونَه " وقال أبو عُبَيد : ج : رُقُوقٌ بالضَّمِّ . والرَّقُّ : وَرَقُ الشَّجَرِ أو : ما سَهُل على الماشِيَةِ من الأغْصانِ ويُرْوَى بَيْت جُبَيْهاءَ الأشْجَعيِّ :
" نَفي الجَدْبُ عَنْهُ رِقَّه فهْوَ كالِحُ وقالَ ابنُ دُرَيْدِ : الرُّقُّ بالضَّمِّ : الماءُ الرَّقِيقُ في البَحْرِ أَو الوادِي لا غُزْرَ له ويُفْتَحُ وهو عن غَيْرِ ابْنِ دُرَيْدٍ
والرَّقةُ : كُل أَرْضٍ إلى جَنْبِ وادٍ يَنْبَسِطُ الماءُ عَلَيْها أيّامَ المَدِّ ثُمّ يَنْضَبُ أَي : يَنْحَسِرُ وفي بعضِ النسَخ يَنْصَبُّ والأُولَى الصّوابُ وهي مَكْرُمَةٌ للنَّباتِ وقال أبو حاتِم : الرَّقةُ : الأَرْضُ التي نَضَبَ عَنها الماءُ : ج رِقاقٌ بالكَسْرِ
والرَّقَّةُ البَيْضاءُ مِنْه وهو : د عَلَى شَط الفراتِ بَينَها وبينَ حَزّانَ ثَلاثَة أيّام وهي واسِطةُ ديارِ رَبِيعَةَ قالَ عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرقيّاتَ :
أهْلاً وسَهْلاً بمَنْ أتاكَ مِنَ الرَّ ... قةِ يَسرِى إِلَيكَ في سُخُبهْ والرَّقَّةُ : بَلَدٌ آخرُ غربِيِّ بَغْدادَ يُعْرفُ برَقةِ واسِطَ . والرَّقَّةُ : ة كبيرَة أسْفَلَ منها بفَرْسَخٍ تُعْرَفُ بالرًّقَّةِ السَّوْداءَ
والرَّقَّةُ أَيضاً : د بقُوهِسْتانَ . والرَّقَّةُ : موضِعانِ آخرانِ من بَساتِينِ دارِ الخِلافَة ببَغْدادَ صُغْرَى وكُبْرَى . والرَّقتانِ : الرَّقَّةُ والرَّافِقَة قال شَيْخُنا : وقد مَر له في " رفق " أنّهما بَلْدَةٌ واحِدَةٌ وكلامُه هنا كالمُنافي لذلِك فتَأَمَّل . قلتُ : لا مُنافاةَ والصَّحِيحُ أنَّهما بَلْدَتانِ لا واحِدَةٌ كما صَرَّحَ به بن الأثِيرِ واليَعْقُوبِي وابنُ السَّمعانِي وتَقَدمَت الإِشارَةُ إليه
والرِّقةُ بالكَسْرِ : الرَّحْمَةُ ومِنْهُ الحَدِيث : " اغْتَنِمُوا الدُّعاءَ عندَ الرِّقَّةِ فإنَّها رَحْمَةٌ " يُقالُ : رَقَّ لَه قَلْبُه وفي حَدِيثِ الحَسَنِ البَصْرِيِّ : " مَن رَقَّ لوالِدَيْهِ ألْقَى اللهُ عليه مَحَبَّتَه " وقد رَقَقْتُ له أَرقُِّ أي : رَحمْتُه . والرِّقَّةُ : الاسْتِحْياءُ يُقّال : رَقَّ وَجْهُه : اسْتَحْيا وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ :
إِذا تَرَكَتْ شُرْبَ الرَّثِيَئةِ هاجَرٌ ... وهكّ الخَلايَا لم تَرقَّ عُيونُها أَي : لم تَسْتَحْيَ . والرقَّةُ أيضاً : الدِّقَّةُ ومنه حَدِيثُ عُثمانَ - رضِيَ اللهُ عنه - : " الّلهُم كَبِرَتْ سِنِّي ورَقَّ عَظْمي فاقْبِضني إِلَيْكَ غَيْرَ عاجِزٍ ولا مَلُومٍ ورِقةُ القَلْبِ مِنْ هذا . وقال المَناويُّ في التوْقِيفِ : الرِّقةُ كالدِّقَّةِ لكنَّ الدِّفةَ يُقالُ : اعْتِباراً لمُراعاةِ جَوانِبِ الشَّيْءَ والرِّقَّة : اعْتِّباراً بعُمْقِه فمَتَى كانَت الدِّقَّة في جِسم يُضادُّها الصَّفاقَةُ نحو : ثَوْبٌ رَقِيق وصّفِبقٌ ومتى كانت في نَفْسٍ يُضادُّها الجَفوةُ والقَسْوَةُ يقال : زَيْدٌ رَقِيقُ القَلْبِ وقاسيه . وقد رَقَّ الشّيءُ يَرِقُ رِقَّةً فهو رَقِيقٌ ورُقاقٌ كغُرابٍ وهي رَقِيقَةٌ ورُقاقَةٌ قال :
" من ناقَةٍ خَوّارَةِ رَقِيقَهْ
" تَرْمِيهِمُ ببَكَراتٍ رُوقَهْ ويُشَدَّدُ كرُمانٍ . ويُقال : مَشَى البَعِيرُ مَشياً رُقاقاً كغُرابٍ : إذا رَقّقَ المَشيَ أَي : مَشَى مَشْياً سهَلاً وهو مَجازٌ قال ذُو الرِّمةِ :
باقِ عَلَى الأَيْنِ يُعْطِي إِن رَفقْتَ بهِ ... مَعْجاً رُقاقاً وإن تخْرُقْ به يَخِدِ والرَّقاقُ كسَحابٍ : الصَّحْراءُ المُتَّسِعَة اللِّيِّنَةُ التُّرابِ . وقِيلَ : والأَرْضُ السّهْلَسةُ المُنبَسِطَة المُسْتَوِيَة اللَّيِّنَةُ الترابِ تحْتَهُ صَلابَةٌ وأنْشَد بنُ بَرِّيٍّ - لإِبْراهِيمَ بنِ عِمْرانَ الأَنصارِيِّ - :
رَقْاقُها ضَرِمٌ وجَريُها خَذِمُ ... ولَحْمُها زِيَمٌ والبَطْنُ مَقْبُوبُ يُرِيدُ أَنّها إِذا عَدَتْ أَضرم الرَّقاقُ وثارَ غُبارُه كما تَضْطرِمُ النّارُ فيَثُور عُثانُها . أَو هي : ما نَضَبَ عنها الماءُ وانْحَسَرَ ويُضَمًّ كالرَّقَّةِ بالفَتح كما تَقَدّم . أَو هي : اللَّيِّنَةُ المُتَّسِعَةُ قالَ لبِيدٌ - رضيَ اللهُ عنه - :
ورَقاقٍ عُصَبٍ ظِلْمانُه ... كحريقِِ الحَبشِييِّنَ الزُّجلْ وزادَ الأصمَعِيُّ : من غَيْر رَمْلٍ وأَنْشَدَ للراجِز :
" ذَارِى الرَّقاقِ واثِب الجَراثمِ أَي : يَذْرُو في الرَّقاق ويَثِبُ في الجَراثِيم من الرّمْلِ كالرُّقِّ بالكَسْرِ والضَّمِّ الكَسْرُ عن الأَصْمَعِي والرَّقّقُ مُحَركَةً ومن الأخِيرِ قَؤلُ رُؤْبَةَ :
" كأنًّها وَهْيَ تَهاوَى بالرَّقَقْ
" من ذَرْوها شِبْراقُ شَدّ ذِي عَمَقْولكِنَّهُم صَرَّحُوا أَنَّه مقصُورٌ من الرِّقاقِ وإِنَّما قَصَره لضرورَةِ الشِّعْرِ فلا يَكُونُ لُغَةً مستَقِلَّةً فتَأمَّلْ . ويَومٌ رَقاقٌ كسَحابٍ : حارٌّ نَقَلَه الفَرّاءُ . والرُّقاقُ كغُراب : الخُبُز الرَّقيقُ المُنْبَسِطُ قالَ ثَعْلَبٌ : يقالُ : عندِي غُلامٌ يَخْبِزُ الغَلِيظَ والرَّقيقَ وإن قُلْتَ : يخْبِزُ الجرْدَقَ قلتَ : والرُّقاقَ لأَنهما اسمانِ الواحِدَةُ رُقاقَةٌ ولا يُقالُ : رِقاقَة بالكَسرِ فإذا جُمِع قِيلَ : رِقاقٌ بالكسرِ والصحِيحُ أنَّ الرِّقاقَ بالكَسرِ جَمْعُ رَقِيقٍ ككَرِيمٍ وكِرامٍ . والمِرْقاقُ : ما يُرَقُّ به الخُبزُ يُقال : حَوَّرِ القُرْصَ بالمِرْقاقِ . والرُّقَّى مثال رُبَّى من الشاةِ : شَحْمَة من أَرَقِّ الشَّحْم لا يَأتي عليها أحَدٌ إِلاّ أَكَلَها وفي المَثَلِ " وَجَدْتَنِي الشَّحْمَةَ الرُّقَّى عَلَيْها المَأْتي " يَقُولُها الرَّجُلُ لصاحِبِه إِذا استَضعَفَه نَقَله الصّاغانِيُّ . والرَّقِيقُ : الممْلُوكُ بَيِّنُ الرِّقِّ بالكَسْرِ للواحِدِ والجَمْع فَعِيلٌ بمعنَى مَفْعُول وقد يُطْلَقُ عَلَى الجَماعةِ كالرَّقيقِ والخلِيطِ وقالَ اللَّيْثُ : الرِّقُّ : العُبُودَةُ والرَّقِيقُ : العَبْدُ ولا يُؤخذُ منه على بِناءَ الاسْم وقد رَقَّ فُلان أي : صارَ عَبْدَاً وقال أَبو العَبّاسِ : سُمِّيَ العَبِيدُ رَقِيقاً لأَنَّهُمِ يَرِقُّونَ لمالِكِهم ويَذِلُّونَ ويَخْضَعُون . وقد يُجمَعُ عَلَى رِقاقٍ هكذا في سائِر النُّسَخ والصَّوابُ عَلَى أَرِقّاءَ كما في العُبابِ واللِّسانِ ومنه الحَدِيثُ : " إِلاّ بَعْضَ مَنْ تَمْلِكُونَ من أَرِقائِكُمْ " أي : عَبِيدِكُم
وزادَ اللِّحْيانِي : أَمَةٌ رَقِيقٌ ورَقِيقَةٌ من إَماءٍ رَقائِقَ . وحَدَثُ الرِّقاقِ بالكسرِ : ع بالشّام . والرَّقِيقانِ : الحِضْنانِ قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ :
أَصابَ رَقِيقَهِ بمَهْوٍ كأنَّه ... شُعاعَةُ قَرْنِ الشَّمْسِ مُلْتَهِبُ النَّصْلِ والرَّقِيقّانِ : الأَخْدَعانِ . وقالَ الأَصْمَعِي : هما من المَنْخَرَيْنِ : ناحِيَتاهُما يَعْنِي نُخْرَتَيِ الأَنف وأنشد :
" سالَ وقد مَسَّ رَقِيقَ المَنْخَرِ وأَنْشَدَ أَيْضاً :
" ساطٍ إِذا ابْتَلَّ رَقِيقاهُ نَدَى وقالَ غَيْرُه : رَقِيقُ الأَنْفِ : مُسْتَرَقُّه حَيْثُ لانَ من جانِبِه . وقالَ أبو عَمرٍو : الرَّقيقانِ : ما بينَ الخاصِرَةِ والرُّفْغ
وأُمَيْمَةُ بنتُ رُقَيْقَةَ كجُهَيْنَةَ فِيهما : صَحابِية رضِيَ اللهُ عنها قال الحافِظُ : هي رُقيقَةُ بنتُ أَبي صَيْفيّ ابنِ هاشِم بنِ عَبْدِ مَناف وبنْتُها أُمَيْمَةُ لها صُحْبَةٌ رَوَتْ عنها بِنْتُها حَكِيمَةُ بنتُ رُقيقَةَ وقالَ ابنُ فَهْدٍ : رُقَيْقَةُ هذه أُمُّ مَخْرَمَةَ بنِ نَوْفَل قال أبو نُعَيْم : لا أُراها أَدْرَكَت الإسْلامَ وقالَ الصّاغانِيُّ : أمَيْمَةُ وَأمُّها رُقَيْقَةُ لَهُما صُحْبَة . قُلت : ورُقَيْقَةُ الثَّقَفِيَّةُ : لها صُحْبَةٌ وقد رَوَتْ عَنْها بِنْتُها حَدِيثاً في الوُحْدان لابْن أبِي عاصم فتَأمَّلْ ذلِكَ . ومَراقٌّ البَطْنِ : ما رَقَّ مِنْهُ ولانَ وفي الصحاح : أَسْفَلُه وما حَوْلَه مما اسْتَرَقَّ وفي التَّهْذِيب : ما سَفَلَ من البَطْنِ عِنْدَ الصِّفاقِ أسفَلَ من السُّرَّةِ وفي حَدِيثِ الغُسْلِ : " ثُمَّ غَسَل مَراقَّهُ بشِمالِه " أَرادَ ما سَفَلَ من بَطْنِه ورُفْغَنهِ ومَذاكِيرَهُ والمَواضِعَ الَّتِي تَرِقُّ جُلُودُها كَنَى عن جَمِيعِها بالمَراقِّ وهو جَمْعُ مَرَقٍّ قالَهُ الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْن أَو لا واحِدَ لَها كما قالَهُ الجَوهَريُّ
والرَّقَقُ : مُحَركَة : الضَّعْفُ في العِظام وهو مَجاز قالَ كَعْبُ بنُ زُهَيرٍ - رضِيَ اللهُ عنه - يَصِفُ ناقَتُه :
خَطّارَةٌ بعدَ غِبِّ الجَهْدِ ناجيَةٌ ... لا تَشْتكى للحَفا من خُفِّها رَقَقَاوفي مالِه رَقَقٌ أي : قِلَّةٌ رَواهُ أبو عُبَيْد هكذا وهو مَجازٌ ورَواهُ غيرُه بالفاءَ والقافِ وقد تَقَدَّمَ وذَكَرَهُ الفَراءُ بالنَّفي فقالَ : يُقالُ : ما في مالِه رقَقٌ أَي : قِلَّةٌ . وقالَ الأَصْمَعِي : الرَّقْراقَةُ : المَرْأةُ الّتِي كانَّ الماءَ يَجْرِي في وجْهِها وقالَ غَيْرُه : جارِيَةٌ رَقْراقَةُ البَشَرَةِ : بَرّاقَةُ البَياضِ . والرَّقْراقُ : سَيْفُ سَعدِ بنِ عُبادَةَ رضِيَ اللهُ تعالَى عَنْهُ وهو القائِلُ فيه :
فإِنْ يَكُنِ الرَّقْراقُ فَلَّلَ حَدَّهُ ... قِراعُ الأعادِي كابِرًا بَعْدَ كابِرِ
توَارثَهُ الآَباءُ من عَهْدِ جُرْهُمٍ ... وقَبْلَ بَنِي صِدِّ بنِ عادٍ وجائِرِ
فلسْتُ بمُبْتاعٍ يَدَ الدَّهْرِ مِثلَه ... أُعَرِّضُه أُخْرَى اللَّيالي الغَوابِرِ والرَّقْراقُ : ماءٌ فَوْقَ القادِسِيَّةِ . وأيْضاً : والِدُ ذَوّاد الغَطَفانِيِّ الشّاعِرِ هكذا في العُبابِ والصَّوابُ أَن والِدَه أَبُو الرَّقْراقِ كما في التَّبْصِير . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : الرُّقارِقُ بالضمِّ : الماءُ الرَّقِيقُ في البَحْرِ أو الوادِي لا غُزْرَ لَهُ
والرقارِقُ : الشَّرابُ الرَّقِيقُ وكذلِك الرقراقُ قالَ : والسَّيْفُ الرُّقارِقُ : الكَثِيرُ الماء وقالَ غَيْرُه : هو البَرّاقُ
قالَ : ورُقْرُقانُ السَّرابِ بالضَّمِّ : ما تَرَقْرَقَ منه أي : تَحَرَّكَ قالَ العَجّاجُ :
" ونَسَجَتْ لَوامِعُ الحُرُورِ
" برُقْرُقانِ آلِها المَسْجُورِ
" سَبائِباً كسَرَقِ الحَرِيرِ وأرَقهُ إِرْقاقاً : جَعَلَه رَقِيقاً وهو ضِدُّ غَلَّظَهُ تَغْلِيظاً كرَقَّقَة تَرْقِيقاً . وأرَقَّ المَمْلُوكَ : مَلَكَهُ ضِدّ أعْتَقَهُ فهُو مُرِقٌّ وهي مُرِقةٌ كاسْتَرَقَّهُ ويُقال : اسْتَرَقَ المَمْلُوكَ فرَقَّ : أدْخَلَهُ في الرِّقِّ . ومن المَجازِ : أَرَقَّ فُلان : إِذا ساءَت حالُه ومنه قولُهم : عَجِبْتُ من قلَّةِ مالِه ورقَّةِ حالِه . وأَرَقَّ العِنَبُ : تَمَّ نُضْجُه خاصٌّ بالأَبْيَضِ كما في العُباب . قلت : هكَذا خَصَّه أَبُو حَنِيفَةَ وقال : أَرَقَّ : إذا رَقَّ جِلْدُه وكَثُرَ ماؤُه . وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : فَرَسٌ مُرِقٌ أَي : رَقِيقُ الحافِرِ ونَصُّ أبِي عُبَيْدَةَ : خَفِيفُ الحافِرِ وبه رَقَقٌ . ورَقَّقَهُ جَعَلَه رَقِيقاً ضَدُّ غَلَّظَه وهذا قد ذُكِرَ قَرِيباً فهو تكْرارٌ . ويُقالُ : نَزَلَ رَجُلٌ يُقالُ له جابانُ بقَوْم لَيْلاً فأَضافوه وغَبَقُوه فلما فَرَغَ قالَ : إِذا صَبَحْتُمونِي كَيْفَ آخُذُ في طَرِيقِي وحاجَتِي ؟ " فقِيلَ لهُ : أعَن صَبُوح ترَقَقُ " و " عَنْ " مِنْ صِلَةِ مَعْنَى التَّرقيق وهو الكِنايَةُ لأَنَّ التَّرْقيقَ تَلْطِيفٌ وتَزْيْينٌ وإِذا كَنَيْتَ عن شَيْءٍ فهو أَلْطَفُ من التَّصْرِيح فكانَّه قالَ : أَي : تَكْنِى عن الصَّبُوح أَي : تُحْسِّنُ الكَلامَ وتُزَيَنُه كانِياً عن صَبُوح يُضْرَبُ لمَنْ كَنَى عَنْ شَيْءٍ وهو يُريدُ غيرَه كما أنَّ الضَّيْفَ أَرادَ بهذِه المَقالَةِ أنْ يُوجبَ الصًّبُوحَ عليهِم نَقَلَه الصّاغانِيُّ والزمخْشَرِيُ وهو مجازٌ ويُرْوى عن الشَّعبيِّ أَنَّه سُئلَ عن رَجُل قَبَّل أمَّ امْرَأَتِه فقالَ : أَعَنْ صَبُوحٍ تُرَقِّق . حَرُمَتْ عليه امْرَأتُه كأَنَّهُ أَرادَ أَنْ يَقُولُ : جامَعَ أمَّ امْرَأَتِه فقالَ : قَبَّلَ أُمَّ امْرَأتِه . واسْتَرَقَّ الماءُ : نَضَبَ إلاّ يَسِيرًا وهو مَجازٌ
ورَقْرَقَ الماءُ وغَيْرُه : إذا صَبَّهُ صَبّاً رَقِيقاً فَتَرقْرَقَ . ورَقْرَقَ الثَّرِيدَ بالسَّمْن : إذا فَعَلَهُ كذلِكَ أَي : أدَمَهُ بهِ وقِيلَ : كَثَّره . وتَرَقْرَقَ الماءُ : إذا تَحَّركَ وجاءَ وذَهَبَ ورَقْرَقَه هو قالَ ذُو الرمَّةِ :
طِراقُ الخَوافي واقِعٌ فَوْقَ رِيعَةٍ ... نَدَى لَيْلِهِ في رِيشِهِ يَتَرَقْرَقُ وقالَ رُؤبَةُ :
" ألْقَى به الآلُ غَدِيراً وَيْسَقَا
" ضَحْلاً إذا رَقْرَقْتَه تَرَقْرَقَا وتَرَقْرَقَ الدَّمْعُ : دارَ في الحِملاقِ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
أَدارًا بحُزْوَى هِجْتِ للعَيْنِ عَبْرَةً ... فماءُ الهَوَى يَرْفَضُّ أَو يَتَرَقْرَقُوتَرَقْرَقَ الشَّيْءُ : لَمَعَ قالَ :
بمُرْهَفة بِيضٍ إذا هِيَ جُردَتْ ... تَرَقْرَقَ فيهِنّ المنايا اللَّوامِعُ وتَرَقْرَقَتِ الشَّمْسُ : إذا رَأيْتَها صارَتْ كأنَّها تَدورُ ومنه الحَدِيثُ : " إِنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ تَرَقْرَقُ " . قالَ أَبو عُبَيْدٍ : يَعْني تَدُورُ ة تَجِىءُ وتَذْهَبُ وهي كِنايَةٌ عن ظُهورِ حَرَكَتِها عندَ طُلُوعِها فإِنّها تُرَى لها حَرَكَةٌ مُتَخَيَّلَةٌ بسَبِبِ قُرْبِها من الأُفُق وأبْخِرَتِه المَعْتَرِضَةِ بينَها وبينَ الأَبْصارِ بخِلافِ ما إِذا عَلَتْ وارْتَفَعَتْ . ويُقال : مالٌ مُتَرَقرِقٌ للسِّمَن أو مُتَرَقْرِقٌ للهُزالِ ومُتَرَقْرِقٌ لأَنَّ يَرْمِدَ أي : مُتَهَيِّىءٌ له تَراهُ قد دَنَا مِنْ ذلِكَ الرمدِ أَي : الهَلاكِ ومنه عامُ الرَّمادَةِ
قالَ الصّاغانِيُّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ علَى صِفَةٍ تَكُونُ مُخالِفَةً للجَفاءَ وعَلَى اضْطِرابِ شَيْءٍ مائِعٍ وقَدْ شَذَّ عن هذا التَّرْكِيب : الرَّقُّ : ذَكَرٌ السَّلاحَفِ . قُلْتُ : ويُمْكنُ أن يَكُونَ عَلَى التَّشبيه بالرَّقِّ الَّذِي يكْتَبُ كما هُو ظاهِرٌ فلا يَكُون شاذاً عن التَّركِيبِ فتَأَمَّلْ . ومما يُسْتَدرَكُ عليه : ناقَة رَقِيقَةٌ : ضَعُفَت أَنْقاؤها ورَقَّت واتَّسَع مَجْرَى مُخِّها جمعُه : رِقاقٌ ووَقائِقٌ عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ . والرِّقُّ بالكسرِ : الشَّيْءُ الروق . ومُسْتَرَقُّ الأنْفِ ومَرَقُّه : حَيْثُ لانَ في جانِبِه
ومَرَاقُّ الإبِلِ : أرْفاغُها . وعَيْشٌ رَقِيقُ الحَواشِي : ناعِمٌ وهو مُجازٌ . وفُلانٌ رَقِيقُ الدِّينِ والحالِ وهو مَجازٌ
والرَّقَقُ مُحَرَّكَةً : رِقَّة الطَّعام وفي ألحَدِيثِ : " اسْتَوْصُوا بالمِعْزَى فَإِنَّه مالٌ رَقِيقٌ " قالَ القُتَيْبِيُّ : يَعْنِي أَنه ليسَ له صَبْرُ الضَّأْنِ على الجَفاءَ وفَسادِ العَطَنِ وشِدَّةِ البَرْدِ . ورَجُلٌ رَقِيقٌ : أَي ضَعِيفُ هَيِّنٌ . وهُمْ أرَقُّ قُلُوباً أَي : أَلْيَنُ وأَقْبَلُ للمَوْعِظَةِ . وتَرَقَّقَتْهُ الجارِيَةُ : فتَنَتْهُ حَتى رَقَّ أي ضَعُفَ صَبْرُه قال ابْنُ هَرْمَةَ :
دَعَتْهُ عَنوَة فتَرَقَّقتهُ ... فرَقَّ ولا خلالَةَ للرَّقِيقِ وفُلانٌ رَقَّ عَدَدُه أَي سِنُوه التِي يَعُدُّها : ذَهَبَ أكثرُها وبَقِيَ أقَلُّها فكانَ ذلِكَ الأَقَل عنده رَقِيقاً نقله ابنُ الأَعْرابِيِّ وهو مَجازٌ . ورَقَّتْ عِظامُه : إِذا كَبِرَ وأَسَنَّ . والمُرَفقُ كمُعَظَّم : الرَّغِيفُ الواسِعُ الرَّقِيق . ورَقِّهُ فهو مَرْقُوقٌ : إِذا مَلَكَه حكاه الأَزْهَرِيُّ وصاحِبُ المِصباحِ عن ابْنِ السِّكِّيتِ ونقله الأَكْمَلُ في العِنايَةِ فلا عِبْرَةَ بإِنْكارِ بعضِهِم
ورَقْرَقَ الثَّوْبَ بالطِّيبِ : أَجْراهُ فيه قالَ الأعْشَى :
وتَبْرُدُ بَرْدَ رداءِ العَرُو ... سِ بالصَّيْفِ رَقْرقْتَ فيهِ العبِيرَا ورَقراقُ السَّحابِ : ما ذهَبَ منه وجاءَ . وكُل شَيْءٍ له بَصِيصٌ وتَلأْلؤٌ فهو رَقراقٌ . وسَرابٌ رُقْرُقان : ذُو بصيصٍ
وتَرَقْرَقَ : جَرَى جَرْباً سَهْلاً . وثَوْبٌ رُقارِقٌ بالضّمَ : رقِيقٌ . وتَرَقْرَقَتْ عينُه : دَمِعَت ورَقْرَاقُها هو . ورَقْراقُ الدَّمْعَ : ما تَرَقْرَقَ منه قال الشاعر :
فإِنْ لَمْ تُصاحِبها رَمَيْنا بأعْيُنٍ ... سَرِيع برَقْراقِ الدُّمُوع انْهِلالُها ورَقْرَقَ الخَمْرَ : مَزَجَها . وتَرْقِيقُ الكَلام : تَحْسِينُه وتَزْيينُه وفي الحدِيثِ : " فَتجِىء فِتْنَةٌ فيُرَقِّقُ بَعْضُها بَعْضاً " . أَي : تَشُوقُ بتَحْسِينِها وتَسْوِيلِها . وأرَقَّتْ بهم أَخلاقُهم : شّحَّتْ وهو مَجَازٌ . واستَرَقَّ اللَّيْلُ : مَضى أكثَرُه . وتَرَقَّقَ : مَشَى مَشْياً سَهْلاً . ورَقَّقَ بينَ القَوْم : أفْسَدَ . ولا تَدْرِي عَلامَ يَتراقُّ هَرَمُكَ أي علَى أَيِّ شَيءٍ يَتَناهَى رأْيُك ويَبْلغُ آخِرهوالرَّقَّةُ : قَرْيتانِ بمِصْرَ في الصَّعِيدِ الأَدْنَى وقد مَرَرْتُ بهِما . والرَّقِّيّاتُ : مَسائِلُ كانَ جَمَعَها مُحَمَّدُ ابنُ الحَسَنِ الشَّيْبانِي - رَحِمَهُ اللهُ تَعالى - حِينَ كانَ قاضِياً بالرَّقةِ . والرقَقُ : موضِعٌ مِنْ دِيارِ بَني عَمْرِو ابنِ كِلاب . ويَوْم رَقْراقٌ : حارٌ عن الفَرّاءَ . ورَقَّةُ باسِق : بالمُحَوَّلِ من أعْمالِ نَهْرِ عِيسَى . ورَقَّةُ : مأْسَدَةٌ