مَضَرَ اللبَنُ أو النبيذُ يَمْضر مَضْراً ويُحَرَّك ومُضوراً بالضّمّ كنَصَرَ وفَرِحَ وكَرُمَ : حَمُضَ وابيَضَّ وصار اللَّبَنُ ماضِراً وهو الذي يَحذي اللسانَ قبل أَن يَروبَ فهُوَ مَضيرٌ ومضِرٌ وهذه عن ابن الأَعرابيّ . قال ابن سِيدَه : وأُراه على النَّسَب لأَنَّ فِعلَه إنّما هو مَضَرَ بفتح الضاد لا كسرها قال : وقلَّما يجيءُ اسمُ الفاعل من هذا على فَعِلٍ . ولَبَنٌ ماضِرٌ : حامِضٌ . والمَضيرَة : مُرَيقَة تُطبَخُ باللَّبَن وأَشياءَ وقيل : هي طبيخٌ يُتَّخَذ من اللبن المَضيرِ ورُبَّما خُلِطَ بالحليب وقال أبو منصور : والمَضيرةُ عندَ العرب : أَنْ تَطبخَ اللحمَ باللبن البَحْتِ الصَّريح الذي قد حذى اللسانَ حتى يَنضَج اللحمُ وتَخثُر المَضيرَة وربَّما خلطوا الحَليبَ بالحَقين وهو حينئذ أَطيبُ ما يكون . ومُضارةُ اللبن بالضّمّ وفي التكملة : مُضارُ اللَّبَنِ : ما سال منه إذا حَمُض وصَفا . ومُضَرُ بنُ نِزارِ بن مَعَدّ بن عدنانَ كَزُفَر : أَبو قبيلة مشهورة وهو مُضَرُ الحَمراءِ وقد تقدّم في ح م ر . قال ابن سِيدَه : سُمِّيَ به لِوَلَعِه بشُرْبِ اللَّبَنِ الماضِرِ . أَو لبياض لونه من مَضيرة الطَّبيخ . وذكر الوجهين القُتَيْبِيّ وزاد : والعَرَب تُسَمِّي الأَبيضَ أَحمَرَ فلذلك قيل : مُضَرُ الحَمرَاءِ وقيل غير ذلك . وقد تقدّم البحث عن ذلك في محلِّه . وتَمَضَّرَ فلانٌ : تَغَضَّبَ هكذا في النَّسخ بالغين والضّاد المُعْجَمَتَين وصوابُه تعَصَّبَ لهم بالمُهملَتين ومَضَّرْتُهُ تَمْضيراً فَتَمَضَّرَ أي نسبتُه إليهم فتَنَسَّب وفي اللسان أي صيَّرته كذلك بأن نسبتُه إليها . وقال الزمخشريّ : أي صيَّرته منهم بالنَّسب مثل قيَّسْتُه فَتَقَيَّسَ . وتُماضِرُ بالضّمِّ : امْرأَةٌ مشتقٌّ من هذه الأَشياءِ قال ابن دريد : أحسبه من اللَّبَن المَاضِر قلتُ : وهي تُماضِرُ بنتُ عَمرو بن الشَّريد والخَنساءُ لقبُها وفيها يقول دُرَيدُ بن الصُّمَّة الجُشَمِيّ :
حَيُّوا تُماضِرَ واربَعُوا صَحبي ... وقِفوا فإنَّ وقوفَكُمْ حَسْبي
و يقال ذَهَبَ دَمُه خِضْراً مِضْراً بالكسر وكَكَتِف أي هَدَراً . وقال الزمخشريّ : أي هنيئاً مريئاً للقاتل . ومِضْراً إتباع وحكى الكِسائيّ بِضْراً بالباء ويقال خُذْهُ خِضْراً مِضْراً وككَتِفٍ فيهما أي غَضّاً طَرِيّاً ذكر اللغة الثانية الصَّاغانِيّ . ومَضِرَةُ بكسر الضّاد أي مع فتح الميم : د بجِبال قيس هكذا بالقاف في سائر النُّسخ والصَّواب بجبال تيس بالتاء الفوقِيَّة كذا هو مصَحّح بخط الصَّاغانِيّ مُجَوَّداً وكشطَ القافَ وجعل عليه تاءً ممدودةً وكتب عليه : صح . وفي حديث حُذَيفةَ وذكرَ خروجَ عائشةَ فقال : تقاتلُ معها مُضَرُ مَضَّرَها اللهُ في النَّار أي جعلها في النار فاشتقَّ لذلك لفظاً من اسمها . وقال الزّمخشريّ : مَضَّرها . جَمَعَها كما يقال جنَّد الجُنودَ . وقيل : مَضَّرَها تَمْضيراً : أَهلكَها من قولهم : ذهبَ دمُه خِضْراً مِضْراً أي هَدَراً قال الجَوْهَرِيّ نُرَى أَصلَه من مُضُورِ اللبَن وهو قَرْصُهُ اللسانَ وحَذْيُه له وإنَّما شُدِّدَ للكَثرة والمبالغة . ومما يستدرك عليه : التمَضُّرُ : التَّشَبُّه بالمَضَرِيَّة . والعَرَب تقول : مَضَّرَ اللهُ لك الثناء أي طَيَّبَه لك . قاله أبو سعيد . وهو مَجاز . والمُضَارة من الكلإِ كاللُّعاعة وهي في الماء نِصفُ الشُّرْب أو أقلّ . وتَمَضَّرَ المالُ : سَمِنَ . وهو مَجاز
ضارَهُ الأَمْرُ يَضُورُه ويَضِيرُه ضَوْراً وضَيْراً أَي ضَرَّهُ . وزَعَمَ الكِسائيّ أَنه سَمِعَ بعضَ أَهلِ العاليةِ يقول : ما يَنْفَعُنِي ذلك ولا يَضُورُنِي . والضَّيْرُ والضُّرُّ وَاحدٌ ويقال : لاضَيْرَ ولا ضَوْرَ . والتَّضَوُّرُ : التَّلَوِّي والصِّياحُ من وَجَعِ الضَّرْبِ أَو الجُوعِ وهو يتَلَعْلَعُ من الجُوعِ أَي يَتَضَوَّرُ . التَّضَوُّر : صِياحُ الذِئْبِ وزالكَلْبِ والأَسَدِ والثَّعْلَبِ عنْد الجُوعِ . وقال اللّيْثُ : التَّضَوُّرُ : صِيَاحٌ وتَلَوٍّ عند الضَّرْبِ من الوَجَعِ قال : والثَّعْلَبُ يتَضَوَّرُ يَتَضَوَّرُ في صِيَاحِه . وقال ابنُ الأنباريّ : تَركتُه يتَضَوَّرُ أَي يُظهِرُ الضُّرَّ الذي به ويَضْطَرِب وفي الحديث " دَخَلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم على امرأة يقالُ لها أُمُّ العَلاَءِ وهي تَضَوَّرُ من شِدَّةِ الحُمَّى أَي تَتَلَوَّي وتَصِيحُ وتَتَقَلَّبُ ظَهْراً لبَطْنٍ . وقال أَبو العَباسّ : التَّضَوُّر : التَّضَعُّف من قَولهم : رجُلٌ ضُورَةٌ وامرأَةٌ ضُورَةٌ . والضُّورَةُ بالضَّمّ : الرّجُلُ الصّغِيرُ الشأْنِ الحَقِيرُ قيل : هو الذَّلِيلُ الفَقِيرُ الذي لا يَدْفَع عن نَفْسه . قال أَبو منصور : أَقرَأَنِيه الإياديّ عن شَمِرٍ بالراءِ وأَقرأَنِيه المُنْذِرِيّ عن أبي الهَيْثَمِ : الضُّؤْزَةُ بالزاي مهموزةً وقال : كذلك ضَبطَتُه عنه قال أَبو منصور : وكلاهما صحيحٌ . وقال ابنُ الأَعرابيّ : الضُّورَةُ : الضّعِيفُ من الرّجال قال الفراءُ : سَمعْت أَعرابِيا من بني عامرٍ يقول لآخَرَ : أَحسبْتَني ضُورَةً لا أَراد عن نَفْسي . ومما يستدرك عليه : لا تُضارُونَ في رؤْيَتهِ أي لا يَضِيِرُ بعَُكُم بعضاً . والضاروُرَةُ : الضَّيْرُ وعن ابن الأعرابي : هذا رَجُلٌ ما يَضِيرُك عليه بَحْثاً مثْله للشّعْرِ أَي ما يَزِيدُك على قولهِ الشَّعْر . ومن المَجَاز : ضَارةَ حقَّه وضَامَهُ مَنَعه ونَقَصه
فصل الطاءِ المهملة مع الراءِ