المَغْرَة بالفتح ويُحَرَّك : طينٌ أَحمرُ يُصبَغ به . والمُمَغَّرُ كمُعَظَّمٍ : الثَّوب المصبوغ بها وبُسْرٌ مُمَغِّرٌ كمُحَدِّث : لَوْنُه كلَونِها . والأَمْغَرُ جَمَلٌ على لونِها . والمَغَرُ مُحَرَّكَةً والمُغْرَة بالضّمّ : لونٌ إلى الحُمْرَة . وفَرَسٌ أَمْغَرُ من ذلك . وقيل : الأَمغَر : الذي ليس بناصع الحُمرَةِ وليست إلى الصُّفرة . وحُمْرَتُه كلونِ المَغْرَة ولَونُ عُرْفِه وناصيَتِه وأُذُنَيْه كلون الصُّهْبَة ليس فيها من البياض شيءٌ . أَو المُغْرَة : شُقْرَةٌ بكُدْرَةٍ . والأشقر الأَقهَب دون الأَشقر في الحُمْرَة وفوق الأَفْضَح . ويقال : إنَّه لأَمْغَرُ أَمْكَرُ أي أَحمرُ . والمَكْرُ : المَغْرَةُ . وقال الجَوْهَرِيّ : الأَمغر من الخيل نحوٌ من الأَشقر وهو الذي شُقرتُه تعلوها مُغْرَةٌ أي كُدْرَةٌ . والأَمْغَرُ : الأَحمرُ الشَّعرِ والجِلدِ على لون المَغْرَة . والأَمْغَر : الذي في وجهه حُمْرَةٌ في بياضٍ صافٍ وبه فُسِّر الحديث " أنَّ أَعرابيّاً قدِمَ على النبي صلّى الله عليه وسلّم فرآه مع أصحابه فقال : أَيُّكم ابنُ عبد المطَّلب ؟ فقالوا : هو الأَمْغَرُ المُرْتَفِقُ " أرادوا بالأَمغَر الأبيض الوجه وكذلك الأَحمر هو الأَبيضُ . وقال ابن الأَثير : معناه هو الأَحمرُ المتَّكئُ على مِرْفَقِه . وقيل : أراد بالأَمغَرِ الأَبيضَ لأَنَّهم يُسَمُّونَ الأَبيضَ أَحمرَ . ولَبَنٌ مَغيرٌ كأَمير : أَحمرُ يخالطُه دَمٌ . وأَمْغَرَتْ الشّاةُ والناقةُ وأَنْغَرَت بالنون : احمرَّ لبنُها وهي مُمْغِرٌ . وقال اللّحياني : هو أن يكون في لبنها شُكْلَةٌ من دَمٍ أي حُمرةٌ واختلاطٌ . وقيل : أَمْغَرَتْ إذا حُلِبَتْ فخرجَ مع لبنِها دَمٌ من داءٍ بها فإن كانت معتادَتَها فمِمْغارٌ . ونخْلَةٌ مِمْغارٌ : حَمراءُ التَّمْرِ . ومَغَرَ في البلاد مَغْراً كمَنَعَ إذا ذهَبَ ومَغَرَ به بَعيرُه يَمْغَرُ : أَسرَع ورأَيتُه يَمْغَرُ به بعيرُه . والمَغْرَةُ بالفتح : المَطْرَةُ الصالحة . يقال : مَغَرَتْ في الأَرض مَغْرَةٌ من مَطَرٍ أو الخفيفة عن ابن الأعرابيّ أو الضَّعيفةُ وهي في معنى الخفيفة . ومَغْرَةُ : ع بالشام لبني كلبٍ . وأَوْسُ بن مَغراءَ السَّعْدِيُّ : من شُعراءِ مُضَر الحَمراءِ . والمَغراءُ : تأنيث الأَمغر . قلتُ : ونِسبتُه إلى بني سعد بنِ زيدِ مناةَ بنِ تميمٍ من وَلَد جعفر بن قُرَيْعِ بنِ عوفِ بن سعدٍ قاله ابن الكلبيّ في الأَنساب . ومَغرانُ كسَحْبانَ : اسمُ رجُل . وماغِرَةُ : ع والذي في التكملة ماغِرٌ كصاحِبٍ . وأَمْغَرْتُه بالسَّهم : أَمْرَقْتُه به نقله الصَّاغانِيّ . وقولُ عبد الملكِ بنِ مروانَ لجَريرٍ : مَغِّرْنا يا جَرير كذا في التكملة . وفي اللسان : مَغِّرْ لنا يا جَرير أي أَنْشِدنا كلمةَ ابنِ مَغراءَ كذا في التكملة . وفي اللسان : أَنشدْ لنا قولَ ابنِ مَغراءَ . ومما يستدركُ عليه : في حديث يأجوجَ ومأجوجَ : فخَرَّتْ عليهم مُتَمَغِّرَةً دَماً أي النِّبالُ مُحْمَرَّةً بالدَّمِ . ومَغْرَةُ الصّيف بالفتح وبَغْرَته : شدَّةُ حَرِّه . والمَمْغرة بالفتح : الأَرض التي تخرج منها المَغرَةُ . والأمغرُ : موضعٌ في بلاد بني سَعْد به رَكِيَّةٌ تُنسَبُ إليه . وبحِذائها رَكِيَّةٌ أُخرى يقال لها الحِمارَةُ وهما شَروبٌ قاله الأَزْهَرِيّ . وقال الصَّاغانِيّ : والمَغْرُ : أن يُمْغَرَ المِحْوَرُ المُحْمَى على القَرْحَةِ طُولاً . ويقال : غَمَرَ بمِكْواته ومَغَرَ بها . وشَرْبْتُ شيئاً فتَمَغَّرْتُ عليه أي وجدتُ في بطني توصيباً . والأُمَيْغِرُ في حديث المُلاعنةِ : تَصغيرُ الأَمْغَرِ . ومُغارٌ كغراب : جبلٌ بالحجاز في ديار سُلَيْم . وأَمْغارُ بالفتح : لقبُ أبي البُدَلاءِ القُطْبِ أبي عبد الله محمد بن أبي جعفرٍ إسحاقَ بنِ إسماعيل بنِ محمّدِ بن أَبي بكرٍ الحَسَنيِّ الإدريسيِّ الصِّنْهاجِيِّ رئيسِ الطَّريقةِ الصِّنهاجِيَّة . والبُدَلاءُ أَولادُهُ السَّبعة : أبو سعيد عبد الخالق وأبو يعقوب يوسُف وأبو محمد عبد السَّلام العابد وأبو الحسن عبد الحيِّ وأَبو محمّد عبد النُّور وأَبو محمّد عبد الله وأبو عُمر ميمون . قال في أُنْسِ الفقير : وهذا البيت أكبرُ بيتٍ في المَغربِ في الصَّلاح لأَنَّهم يتوارثونَه كما يتوارثونَ المالَ . نقله شيخُ مشايخ مشايخِنا سيِّديمحمَّدُ بنُ عبد الرَّحمنِ الفاسيُّ . َدُ بنُ عبد الرَّحمنِ الفاسيُّ
الغِيرَة بالكَسْر : المِيرَة كالغِيَار ككِتَاب مِنْ غارَهُم يَغِيرُهُم وغارَ لَهُم أَي مارَهُم ونَفَعَهُم . وذَهَب فلانٌ يَغِيرُ أَهلَه غَيْراً أَي مارَهُم . ومنه قولُ بعضِ الأَغْفَال :
ما زِلْتُ في مَنْكَظَة وسَيْر ... لصِبْيَة أَغِيرُهُمْ بِغَيْرِي وغَيْرُ : بمَعْنَى سِوَى والجَمْع أَغْيَارٌ وهي كَلِمَة يُوصَفُ بهَا ويُسْتَثْنَى . قال الفَرّاءُ : وتَكُونُ بمَعْنَى لا فَتنْصِبُها على الحالِ كقَوْلِه تَعَالَى : فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ولاَ عَادٍ : أَي فمَن اضْطُرَّ جائِعاً لا باغِياً وكقوله تَعَالَى : غَيْرَ ناظِرِينَ إِنَاه . وقولُه تَعَالَى : غَيْرَ مُحِلِّى الصَّيْدِ . وقال أَيضاً : بَعْضُ بَني أَسَدٍ وقُضَاعَةَ يَنْصِبُون غَيْراً إِذا كانَ بمَعْنَى إِلاّ تَمَّ الكَلامُ قَبْلَهَا أَوْ لَمْ يَتِمَّ يقولُونَ : ما جاءَنِي غَيْرَك وما جاءَنِي أَحَدٌ غَيْرَك . وفي اللسان : قال الزجّاج : من نَصَبَ غَيْراً فهو على وَجْهَيْنِ : أَحدهما الحالُ والآخرُ الاسْتِثْنَاءُ . قال الأَزهريّ : ويكونُ غَيْرُ بمعْنَى لَيْسَ كما تقولُ العَرَبُ : كلامُ الله غَيْرُ مَخْلُوقٍ ولَيْسَ بمَخْلُوق وهو اسمٌ مُلازِمٌ للإِضافَة في المَعْنَى ويُقْطَعُ عنها لَفْظاً إِن فُهمَ مَعناه وتَقَدَّمتْ عليها لَيْسَ قِيلَ : وقولُهم : لا غيرُ لَحْنٌ وصَوَّبَه ابنُ هشَام وهو غَيْرُ جَيِّد لأَنّه مَسْمُوعٌ في قَوْل الشاعِر ما نَصُّه :
" جَوَاباً به تَنْجُو اعْتَمِدْ فَوَرَبِّنَالَعَنْ عَمَلٍ أَسْلَفْتَ لا غَيْرُ تُسْأَلُ
وقد احْتَجَّ به إِمَامُ النُّحاةِ فِي عَصْرِه ابنُ مالك وهو شَيْخُ المُصَنّف في بابِ القَسَم من شَرْح التَّسْهِيلِ وكَأَنَّ قولَهم : لَحْنٌ مأْخوذٌ من قَوْلِ السِّيرافيّ ما نَصُّه : الحَذْف إِنّمَا يُسْتَعْمَل إِذا كانتْ إِلاّ وغَيْرُ بعدَ لَيْسَ ولو كَانَ مَكانَ لَيْسَ غَيْرُهَا من أَلْفَاظ الجَحْد لم يَجُزِ الحَذْفُ ولا يُتَجاوَزُ بذلك مَوْرِدُ السَّمَاع . انتهى كَلامهُ أَي السِّيرَافِيّ . وقد سُمِع ذلك قَوْلِ الشاعرِ المتقدّم ذِكْرُه فلا يكونُ لَحناً وهذا هو الصَّوابُ الذي نَقَلُوه في كُتُبِ العَرَبِيَّة وحَقَّقُوه . ويُقَالُ : قَبَضْتُ عَشَرَةً لَيْسَ غَيْرهَا بالرَّفْع وبالنَّصْبِ ؛ ولَيْسَ غَيْرَ بالفتْح على حَذْفِ المُضَاف وإِضْمارِ الاسْمِ ولَيْسَ غَيْرُ بالضَّمّ ويحتمل كَوْنُه ضَمَّةَ بِنَاءٍ وإِعْرَاب ؛ ولَيْسَ غَيْرٌ بالرَّفْعِ ؛ ولَيْسَ غَيْراً بالنَّصْب ولا تَتَعَرَّفُ غَيْرُ بالإضَافَةِ لشِدَّة إِبْهَامِهَا . ونَقَلَ النَّوَويُّ في تَهْذيب الأَسْمَاءِ واللُّغَاتِ عن ابْنِ أَبِي الحُسَيْنِ في شامِلِه : مَنَعَ قوم دُخُولَ الأَلف والّلام على غَيْر وكُلٍّ وبَعْضٍ لأَنَّهَا لا تَتَعَرَّف بالإِضافَة فلا تَتَعَرّف بالّلام . قال وعِنْدِي لا مَانعَ من ذلك لأَنَّ الّلامَ ليست فيها للتَّعْريف ولكنّها الَّلامُ المُعَاقَبةُ للإِضافة نحو قَوْله تعَالى : فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأْوَى . أَي مأْواه على أَنّ غَيْراً قد تتعرَّفُ بالإِضافة في بَعْضِ المَوَاضِع . وقد يُحْمَل الغَيْرُ على الضِدّ والكُلُّ على الجُمْلَة والبَعْضُ على الجُزْءِ فيصحّ دُخُولُ الّلام عَلَيْهَا بهذا المَعْنَى . انتهى . قال البَدْرُ القَرَافِيّ : لكِنْ في هذا خُرُوجٌ عن مَحَلّ النِّزَاع كما لا يَخْفَى . وإِذَا وَقَعَتْ بين ضِدَّيْن ك غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيْهم ضَعُف إِبْهَامُها أَو زال قال الأَزْهَريّ : خُفِضت غَيْر هُنَا لأَنَّهَا نَعْتٌ للّذِين جازَ أَنْ تكونَ نَعْتاً لِمَعْرِفَة لأَنَّ الَّذِينَ غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَه وإِنْ كانَ فيه الأَلف والّلام . وقال أَبو العَبّاسِ : جعل الفَرّاءُ الأَلِفَ والّلامَ فِيهَا بمَنْزلَة النَّكِرَة ويجوزُ أَنْ يكونَ غَيْر نَعْتاً للأَسماءِ التي في قوله : أَنْعَمْتَ عَلَيْهمْ . وهي غَيْرُ مَصْمُودٍ صَمْدَها . قال : وهذا قولُ بعضهم والفَرّاءُ يَأْبَى أَنْ يَكُونَ غَيْر نَعْتاً إِلاَّ للَّذين لأَنَّهَا بمَنْزِلَة النَّكْرَة . وقال الأَخْفَشُ : غَيْر بَدَلٌ . قال ثَعْلَب : وليس بمُمْتَنِع ما قَال ومَعْنَاهُ التَّكْرِيرُ كأَنّه أَرادَ صراطَ غَيْرِ المَغْضُوبِ عليهم . وإِذا كانَتْ للاسْتثْنَاءِ أُعْرِبَتْ إِعرابَ الاسْمِ التالي الواقِع بَعْدَ إِلاّ في ذلك الكَلام وذلك أَنَّ أَصْلَ غَيْرٍ صِفَةٌ والاسْتثْنَاءَ عارضٌ فَتَنْصِب في : جاءَ القَوْمُ غَيْرَ زَيْد . وتُجيزُ النَّصْبَ والرَّفْعَ في : ما جاءَ أَحدٌ غَيْر زَيْد . وإِذا أُضيفَتْ لمَبْنِىٍّ جازَ بِناؤُهَا على الفَتْح كقوله أَي الشاعر :
" لَمْ يَمْنَع الشُّرْبَ منْهَا غَيْرَ أَنْ نَطَقَتْحَمَامَةٌ في غُصُونٍ ذاتِ أَوْ قَالِوقد أَشْبَعَ ابنُ هِشام القَوْلَ في غَيْر بما لا مَزيدَ عليه . واسْتَدْرَك البَدْرُ الدَّمامِينيّ في شَرْحه ما يَنْبَغِي النَّظَرُ لَهُ والوُقُوفُ بالتَّأَمُّلِ لَدَيْه . وتَغَيَّرَ الشيْءُ عن حاله : تَحَوَّلَ . وغَيَّرَهُ : جَعَلَه غَيْرَ ما كَانَ . وغَيَّرَهُ حَوَّلَهُ وبَدَّلَهُ وفي التنزيل العزيز : ذلكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْم حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهمْ قال ثعلب : معناه حَتَّى يُبدِّلُوا ما أَمَرَهُم الله . والاسْمُ من التَّغْيير الغَيْرُ عن اللَّحْيَانيّ وأَنشد : إِذْ أَنَا مَغْلُوبٌ قَلِيلُ الغَيْرِ . قال : ولا يُقَالُ : إِلاّ غَيَّرْت . وذَهَب اللّحْيَانيّ إِلى أَنّ الغَيْرَ لَيْسَ بمَصْدَر إِذ لَيْسَ له فِعْلٌ ثُلاثِيٌّ غَيْرُ مَزِيدٍ . وغَيْرُ الدَّهْرِ كعِنَب : أَحْدَاثُه وأَحْوَالُه المُغَيَّرَةُ ووَرد في حديث الاسْتِسْقَاء : ومَنْ يَكْفُرِ اللهَ يَلْقَ الغِيَرْ . وقال ابنُ الأَنْبَاريّ في قولهم : لا أَراني اللُه بكَ غِيّرَاً الغِيَرُ مِن تغيُّرِ الحال وهو اسمٌ بمَنْزِلَةِ القِطَع والعِنَب وما أَشْبَهَهُمَا . قال : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعاً واحدتُه غِيَرَةٌ . وأَرْضٌ مَغِيرَةٌ بالفَتْح ومَغْيُورَةٌ أَي مَسْقيَّةٌ أَو مَمْطُورَة . وغارَه يَغِيرُه غَيْراً : وَدَاهُ وقال أَبو عُبَيْد : غارَني الرَّجُلُ يَغُورُني ويَغيرُنِي إِذا وَدَاكَ من الدِّيَة . وغارَهُ من أَخِيه يَغِيرُه ويَغُورُه غَيْراً : أَعْطَاهُ الدِّيَةَ والاسمُ منه الغِيرَةُ بالكَسْر وج الغَيْرُ كعِنَب وقيل : الغِيَرُ اسمٌ واحِدٌ مُذكَّر والجَمْع أَغْيَارٌ مثلُ ضِلَع وأَضْلاع . وقال أَبو عَمْرو : الغِيَرُ جَمْعُ غِيَرَةٍ وهي الدِّيَة قال بعضُ بَنِي عُذَرَةَ :
لنَجْدَعَنَّ بأَيْدِينا أُنُوفَكَمُ ... بَنِي أُمَيْمة إِنْ لم تَقْبَلُوا الغِيَرَا وغَيَّرَه إِذا أَعْطَاهُ الدِّيَةَ . وأَصْلُها من المُغَايَرَةِ وهي المُبَادَلَة لأَنَّهَا بَدَلٌ من القَتْلِ . قال أَبو عُبَيْدَةَ : وإِنّمَا سَمَّي الدِّيَةَ غِيَراً فيما أُرَى لأَنّه كان يَجِبُ القَوَدُ فغُيِّرَ القَوَدُ به فسُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً وأَصلُه من التَّغْيِير . وقال أَبو بَكْرٍ : سُمِّيَت الدِّيَةُ غِيَراً لأَنَّهَا غُيِّرَت عن القَوَد إِلى غَيْرِه ؛ رَواه ابنُ السِّكّيت في الواو والياءِ . وقال ابن سِيدَه : غارَ الرَّجُلُ على امرأَتِه وكذا غارَتْ هِيَ عَلَيْه تَغَارُ بعلامَة المذكّر الغائب ومؤنّثه غَيْرَةً بالفَتْح وغَيْراً بِغَيْرِ هاءٍ وغَاراً وغِيَاراً ككِتَابٍ قال الأَعْشَى :
لاحَهُ الصَّيْفُ والغِيَارُ وإِشْفا ... قٌ عَلَى سَقْبَةٍ كقَوْسِ الضّالِ وتقدّم الاسْتِشْهَادُ على الغارِ في المادّة التي تقدَّمتْ فهو غَيْرانُ بالفَتْح من قوم غَيَارَي كسَكَارَى وغُيَارَى بالضَّمّ أَيضاً كما قاله الجوهَرِيّ . قال البَدْرُ القَرَافِيُّ : ولم يَجِئْ شَئٌ من الجَمْعِ بالضَّمِّ مع الفَتْحِ غَيْرهُ وغَيْر سُكَارَى وعُجَالَى . وحَكَى المُصَنِّف الكَسْرَ في كسَالَى أَيضاً وغَيُورٌ كصَبُور من قَوْمٍ غُيُرٍ بضمّتَيْن صَحَّتِ الياءُ لخِفّتها عليهم وأَّنهم لا يَسْتَثْقِلُون الضَّمَّة عليها اسْتِثْقَالَهم لها على الواو . ومَنْ قال : رُسْلٌ قال : غُيْرٌ والغَيُورُ فَعُولٌ من الغَيْرَة وهي الحَمِيَّةُ والأَنَفَةُ ويقال : رَجُلٌ مِغْيَارٌ أَي شَدِيدُ الغَيْرَةِ مِنْ قَوْمٍ مَغايِيرَ قال النابِغَة :
شُمْسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةِ حُرَّةٍ ... يُخْلِقْنَ ظَنَّ الفاحِشِ المِغْيَارِوهي غيْرَى كسَكْرَى من قَوْم غَيَارَى وغَيُورٌ من غُيُرٍ ولو قال : وهي غَيْرَى وغَيُورٌ والجَمْع كالجَمْع كان أَخْصَرَ . ويُقَال : رَجُلٌ غَيُورٌ وامرأَةٌ غَيُورٌ بلا هاءٍ لأَنّ فَعُولاً يشترِكُ فيه الذكرُ والأُنْثَى . وغَارَهُمُ اللهُ تَعَالَى بمَطَر يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : سَقَاهُمْ وأَصابَهم بخِصْب . وغارَهُمْ بخَيْرٍ يَغِيرُهم غَيْراً وغِيَاراً : أَعْطَاهُمْ وكذا بالرِّزْق . وغارَ فُلاناً يَغِيرُه غَيْراً : نَفَعَه فاغْتَارَ هو : انْتَفَع . قال عبدُ مَنَافِ بنُ ربْعٍ الهُذَلِيّ :
ماذَا يَغِيرُ ابْنَتَيْ رِبْعٍ عَوِيلُهما ... لا تَرْقُدان ولا بُؤسَى لمَنْ رَقَدَا يقولُ : لا يُغْنِى بُكاؤُهما على أَبيهِمَا مِنْ طَلَب ثأَرِه شيئاً . وغَارَ الرَّجُلُ أَهْلَه : تَزوَّج عليها فغَارَتْ هِيَ ؛ حكاه أَبو عُبضيْدٍ عن الأَصمعيّ وقد تَقَدّم في غ و ر أَيضاً لأَنّ المادَة واوِيّةٌ ويائِيّة . وغايضرَهُ بِسلْعَةٍ مُغَايَرَةً : عارَضَه بالبَيْعِ وبَادَلَه . وغارَهُ غَيْراً : مارَهُ . واغْتَارَ : امْتَارَ وخَرَجَ يَغْتَارُ لأَهْلهِ أَي يَمْتَارُ ؛ نقله الصاغانيّ عن الفَرّاءِ . ومن المَجَازِ : بَناتُ غَيْرٍ : الكَذُِب هكذا في التَّكْمِلَة . وفي الأَساس : جاءَ ببَناتِ غَيْرٍ أَي بأَكاذيبَ أَنشد ابنُ الأَعرابيّ :
إِذا ما جِئْتَ جاءَ بَنَاتُ غَيْرٍ ... وإِنْ وَلَّيْتَ أَسْرَعْن الذّهَابَا والغِيَارُ بالكسْرِ : البِدَالُ مصدرُ غايَر السِّلْعَةَ قال الأَعْشَى :
فلا تَحْسَبُنِّي لَكُمْ كافِراً ... ولا تَحْسَبُنِّي أُرِيدُ الغِيَارَا والغِيَارُ أَيضاً : عَلاَمَةُ أَهلِ الذِّمَّةِ كالزُّنّارِ للمَجُوسِ ونَحْوِه وقيل : هو عَلاَمَةُ اليهُود . وغَيْرَةُ بالفَتْحِ : فَرَسُ الحارِث ابنِ يَزيدَ الهَمْذانيِّ ؛ نقَلَه الصاغانيّ . وغِيَرَةُ كعِنبَة : اسمٌ وهو أَبو قَبِيلَة . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : المُغَيِّر : الَّذي يُغَيِّرُ على بَعيرِه أَداتَه لِيُخَفِّف عَنْهُ ويُرِيحَهُ . قال الأَعشى :
واسْتُحِثَّ المُغَيِّرُونَ من القَوْ ... مِ وكانَ النِّطَافُ ما في العَزَالِي وقال ابنُ الأَعرابيّ : يُقَال : غَيَّرَ فلانٌ عن بَعِيرِه إِذا حَطَّ عنه رَحْلَهُ وأَصْلَح منْ شَأْنه . ويقال : تَرَكَ القَوْمُ يُغَيِّرون أَي يُصْلحُون الرِّحَالَ . قال الشاعر :
جِدِّى فما أَنْتِ بأَرْضِ تَغْيِيرْ ... واعْتَرِفِي لدَلَجٍ وتَهْجِيرْ وتَغَايَرَت الأَشْيَاءُ : اخْتَلَفَتْ . وتَغْيِيرُ الشَّيْبِ : نَتْفُه . وفلانٌ لا يَتَغَيَّر على أَهْلِه أَي لا يَغَارُ . وتقولُ العَرَبُ : أَغْيَرُ من الحُمَّى : أَي أَنّهَا تُلازِمُ المَحْمُومَ مُلازَمَةَ الغَيُورِ لبَعْلِها . ورَجُلٌ غَيّارٌ وامرأَةٌ غَيّارَةٌ : كثيرةُ الغَيْرَةِ والأَنَفَة . وغِيرَةُ بنُ سَعْدِ بنِ لَيْثِ بنِ بَكْر جَدُّ بَني البُكَيْرِ البَدْرِيِّين . وغِيرَةُ أَيضاً : جَدٌّ لواثِلَةَ بنِ الأَسْقعِ . وفي ثَقِيفٍ غِيَرَةُ بنُ عَوْفِ بن ثَقِيف
فصل الفاء مع الراء
الغَوْرُ بالفَتْح : القَعْرُ من كلِّ شيْءٍ وعُمْقُه وبُعدُه . ورَجُلٌ بَعيدُ الغَوْرِ : أَي قَعِيرُ الرَّأْيِ جَيِّدُه . وفي الحديث أَنّه سَمع ناساً يَذْكُرُون في القَدَر فقال : إِنَّكُمْ قد أَخَذْتُم في شِعْبَيْن بَعِيدَيِ الغَوْرِ أَي يَبْعُدُ أَنْ تُدْرِكُوا حَقيقةَ عِلْمِه كالمَاءِ الغائرِ الَّذِي لا يُقْدَر عليه . ومنه حَدِيثُ : ومَنْ أَبْعَدُ غَوْراً في الباطِلِ مِنّي ؟ كالغَوْرَي كسَكْرَى ومنه حَدِيثُ طَهْفَةَ بنِ أَبي زُهَيْر النَّهْدِيّ رضي الله عنه : أَتَيْنَاكَ يا رَسُولَ اللهِ مِنْ غَوْرَى تِهامَةَ بأَكْوارِ المَيْسِ تَرْتَمِي بنا العيِسُ . وغَوْرُ تِهَامَةَ : ما بَيْنَ ذاتِ عِرْق - مَنْزلٍ لحاجِّ العِرَاق وهو الحَدُّ بين نَجْد وتِهَامَةً - إِلى البَحْرِ وقيل : الغَوْرُ : تِهَامَةُ وما يَلِي اليَمَنَ . وقالَ الأَصمعيُّ : ما بَيْنَ ذاتِ عِرْقٍ إِلى البَحْرِ غَوْرُ تِهَامَةَ . وقال الباهِلِيُّ : كُلُّ ما انْحَدَر مَسِيلُه مُغَرِّباً عن تِهَامَةَ فهو غَوْر . والغَوْرُ : ع مُنْخَفِضٌ بين القُدْسِ وحَوْرَانَ مَسيرَةَ ثَلاثَةِ أَيّام في عَرْضِ فَرْسَخَيْن وفيه الكَثيبُ الأَحْمَرُ الذي دُفنَ في سَفْحِه سيّدنا مُوسَى الكَلِيمُ عليه وعلى نَبِيّنا أَفْضَلُ الصَّلاة والتَّسْلِيم وقد تَشَرَّفْتُ بِزيارَته . والغَوْر : ع بدِيارِ بني سُلَيم . والغَوْرُ : أَيضاً ماءٌ لِبَنِي العَدَوِيّة . والغَوْرُ : إِتْيَانُ الغَوْرِ كالغُؤُورِ كقُعُودٍ والإِغَارَةِ والتَّغْويرِ والتَّغَوُرِ يُقَال : غارَ القَوْمُ غَوْراً وغُؤُوراً وأَغارُوا وغَوَّرُوا وتَغَوَّرُوا : أَتَوا الغَوْرَ قال جَرِيرٌ :
يا أُمَّ حَزْرَةَ ما رَأَيْنا مِثْلَكُمْ ... في المُنْجِدِينَ ولا بِغَوْرِ الغَائرِ وقال الأَعْشَى :
نَبِيٌّ يَرَى ما لا تَرَوْنَ وذِكْرُهُ ... أَغارَ لَعَمْرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا
وقِيلَ : غارُوا وأَغارُوا : أَخَذُوا نَحْوَ الغَوْرِ . قال الفَرّاءُ : أَغارَ : لُغَةٌ في غَارَ . واحتجَّ بِبَيْتِ الأَعْشَى . قال صاحبُ اللِّسَان : وقد رُوِىَ بَيْتُ الأَعْشَى مَخْرُومَ النِّصف : غارَ لَعْمرِي في البِلادِ وأَنْجَدَا . وقال الجَوْهَرِيُّ : غَارَ يَغُورُ غَوْراً أَيْ أَتَى الغَوْرَ فهوغائرٌ قال : ولا يُقَالُ : أَغارَ . وقد اخْتُلفَ في مَعْنَى قولِه : أَغارَ لَعَمْري في البِلاد وأَنْجَدَا . فقال الأصمعيّ : أَغارَ بمعْنَى أَسْرَعَ وأَنْجَدَ أَي ارْتَفَعَ ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ولا نَجْداً . قال : ولَيْس عنده في إِتْيَان الغَوْر إِلاّ غارَ . وزَعَمَ الفَرّاءُ أَنَّهَا لُغَةٌ واحتجّ بهذا البَيْت . انتهى . قُلْتُ : وقال ابنُ القَطَّاع في التهذيب : ورَوَى الأَصمعيّ : أَغَارَ لَعَمْرِي في البلاد وأَنْجَدَا . وقال لو ثَبَتَت الرِّوَايَةُ الأُولَى لكان أَغار ها هنا بمعنى أَسْرَع وأَنْجَدَ ارتفع ولم يُرِدْ أَتَى الغَوْرَ ونَجْداً . وليس يَجُوز عند في إِتْيَان الغَوْر إِلاّ غارَ . انتهى . قُلْتُ : وناسٌ يقولون : أَغارَ وأَنْجَدَ فإِذَا أَفْرَدُوا قالوا : غارَ كما قالُوا هَنَأَني الطَّعَامُ ومَرَأَنِي فإِذا أَفْرَدُوا قالُوا : أَمْرَأَني . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : تقول : ما أَدْرِي : أَغارَ فلانٌ أَم مارَ . أَغَارَ : أَتَى الغَوْر . ومارَ : أَتَى نَجْداً . وقال ابنُ الأَثير : يقال : غارَ : إِذا أَتى الغَوْر وأَغارَ أَيضاً وهي لغةٌ قليلة . والتَّغْوِيرُ : إِتْيَانُ الغَوْرِ . يُقَالُ : غَوَّرْنا وغُرْنَا بمعنىً . والغَوْرُ أَيضاً : الدُّخُول في الشَّيْءِ كالغُؤُور كقُعُود والغِيَار ككِتَاب الأَخِيرَةُ عن سيبَوَيْه . ويُقَال : إِنَّك غُرْتَ في غَيءرِ مَغَارٍ أَي دَخَلْتَ في غيرِ مَدْخَل . والغَوْرُ أَيضاً : ذَهابُ الماءِ في الأَرض كالتَّغْوير يقال : غارَ الماءُ غَوْراً وغُؤوراً وغَوَّرَ : ذَهَبَ في الأَرْض وسَفَلَ فيها . وقال ابنُ القَطَّاع : غاضَ . واقْتَصَرَ على المَصْدَر الأَوّل . وقال اللَّحْيَانِيُّ : غارَ الماءُ وغَوَّرَ : ذَهَبَ في العُيُون . والغَوْرُ : الماءُ الغائرُ وَصْفٌ بالمصدر . وفي التَّنْزيل العزيز قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً . سَمّاه بالمَصْدَر كما يُقَال : ماءٌ سَكْبٌ وأُذُنٌ حَشْرٌ ودِرْهَمٌ ضَرْبٌ . والغَوْرُ المُطْمَئِنّ من الأَرْض ومثل الكَهف في الجَبَل كالسَّرَبِ كالمَغَارَة والمَغَارِ ويُضَمّان والغَارِ وفي التنزيل العزيز لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأَ أَو مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً . وغَارَتِ الشمسُ تَغُورُ غِيَاراً بالكَسر وغُؤوراً بالضَّمّ وغَوَّرَتْ : غابَتْ وكذلك القَمَرُ والنُّجُومُ قال أَبو ذُؤَيْب :
هَلِ الدَّهْرُ إِلاّ لَيْلَةٌ ونَهَارُهَا ... وإِلاَّ طُلُوعُ الشَّمْسِ ثُمَّ غِيَارُهَا أَو الغارُ : كالبَيْتِ في الجَبَل قاله اللَّحْيَانيّ أَو المُنْخَفِضُ فيه قاله ثَعْلَب أَو كُلُّ مُطْمَئِنٍّ من الأَرْض غارٌ قال الشاعِر :
تَؤُمُّ سِنَاناً وكَمْ دُونَهُ ... من الأَرْضِ مُحْدَوْدِباً غَارُهَا أَو هو الجُحْرُ الذي يَأْوِي إِلَيْه الوَحْشيُّ ج أَي الجَمْعُ من كلِّ ذلك القَلِيلُ أَغْوَارٌ عن ابنِ جِنِّى والكثيرُ غيرَانٌ . وتصغير الغارِ غُوَيْرٌ . والغارُ : ما خَلْفَ الفَرَاشَةِ من أَعْلَى الفَمِ أَو الأُخْدُودُ الذي بَيْنَ اللَّحْيَيْنِ أَو هو داخِلُ الفمِ وقيل : غارُ الفَمِ : نِطْعاهُ في الحَنْكَيْن . والغارُ : الجَمَاعَةُ من الناسِ . وقال ابنُ سِيدَه : الجَمْعُ الكَثِيرُ من النّاس . والغارُ : وَرَقُ الكَرْمِ وبه فَسَرَّ بَعضُهُم قَوْلَ الأَخْطَل :
آلَتْ إِلى النِّصْفِ من كَلْفَاءَ أَثْأَفَها ... عِلْجٌ ولَثَّمهَا بالجَفْنِ والغَارِ والغَارُ : ضَرْبٌ من الشَّجَر . وقيل : شَجَرٌ عِظَامٌ له وَرَقٌ طِوَالٌ أَطْوَلُ من وَرَق الخِلافِ وحَمْلٌ أَصْغَرُ من الُبْنُدق أضسْوَدُ القِشْرِ له لُبٌّ يَقَع في الدَّواءِ ووَرَقُه طَيِّبُ الرِّيح يقع في العِطْرِ يُقَال لِثَمَرِه الدَّهْمَشْت واحِدَتُه غَارَةٌ ومنه دُهْن الغَارِ قال عَدِيُّ بن زَيْد :رُبَّ نارٍ بِتُّ أَرْمُقُها ... تَقْضَمُ الهِنْدِيَّ والغَارَا والغَارُ : الغُبَارُ عن كُرَاع . والغَارُ : بنُ جَبَلَةَ المُحَدِّث هكذا ضَبَطَه البُخَاريّ وقال حَدِيثُه مُنْكَرٌ في طَلاقِ المُكْرَهِ . أَو هو بالزّايِ المعجمة وهو قولُ غَيْرِ البخاريّ قلتُ : رَوَى عنه يَحْيَى الوُحَاظِيُّ وجماعَةٌ وضَبَطَهُ الذَّهَبِيّ في الديوان فقال : غازِي بنُ جَبَلَةَ بزاي وياءٍ وفيه : وقال البُخَارِيّ : الغارُ براءٍ . والغَارُ : مِكْيَالٌ لأَهْلِ نَسَفَ وهو مائَةُ قَفيزٍ نقله الصاغانيّ . والغارُ : الجَيْشُ الكثير يقال : الْتَقَى الغَارَانِ أَي الجَيْشَانِ . ومنه قولُ الأَحْنَفِ في انْصِراف الزُّبَيْرِ عن وقَعْةِ الجَمَلَ : وما أَصْنَعُ به أَنْ كان جَمَعَ بَيْنَ غَارَيْنِ من الناسِ ثمّ تَرَكَهُمْ وذَهَبَ . والغَارُ : لُغَةٌ في الغِيرَة بِالكسر يقال : فلانٌ شَديدُ الغارِ على أَهْله أَي الغَيْرَة . وقال ابنُ القَطَّاع : غَارَ الرَّجُلُ على أَهله يَغَارُ غَيْرَةً وغاراً . وقال أَبو ذُؤَيْب يُشَبِّه غَلَيَانَ القِدْرِ بصَخَبِ الضَّرائر :
لَهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشِيلِ كأَنَّهَا ... ضَرَائِرُ حِرْمِىٍّ تَفاحَشَ غارُهَا والغَارَانِ : الفَمُ والفَرْجُ وقِيل : هُمَا البَطْنُ والفَرْجُ ومنه قِيلَ : المَرْءُ يَسْعَى لِغَارَيْهِ وهو مَجازٌ . قال الشَّاعرُ :
" أَلَمْ تَرَ أَنَّ الدَّهْرَ يَوْمٌ ولَيْلَةٌوأَنَّ الفَتَى يَسْعَى لِغَارَيْهِ دائِبَا قال الصاغانيّ : هكذا وَقَعَ في المُجْمَلِ والإِصلاحِ وتَبِعَهُم الجوهَريُّ والرِّوايَة عانِيا والقافية يائيه والشّعْرُ لزُهَيْرِ بنِ جَنابٍ الكَلْبِيّ . وقالَ ابنُ سِيدَه : الغَارَانِ : العَظْمَان اللَّذَانِ فِيهما العَيْنَانِ . وأَغَارَ الرَّجُلُ : عَجَّلَ في المَشْيِ وأَسْرَعَ ؛ قالَهُ الأَصْمَعِيّ وبه فسّر بَيت الأَعْشَى السابق . وأَغارَ : شَدَّ الفَتْلَ ومنه : حَبْلٌ مُغَارٌ : مُحْكَمُ الفَتْلِ وشديدُ الغَارَةِ أَي شَدِيدُ الفَتْلِ . وأَغَارَ : ذَهَبَ في الأَرْضِ والاسمُ الغَارَة . وأَغارَ على القَوْم غارَةً وإِغارَةً . دَفَعَ عليهم الخَيْلَ وقِيل : الإِغَارَةُ المَصْدَرُ والغَارَةُ الاسْمُ من الإِغَارَةِ على العَدُوّ . قال ابنُ سيدَه : وهو الصَّحِيح . وأَغارَ على العَدُوِّ يُغِيرُ إِغارَةً ومُغَاراً كاسْتَغارَ . وأَغارَ الفَرَسُ إِغَارَةً وغَارَةً : اشْتَدَّ عَدْوُهُ وأَسْرَعَ في الغَارَةِ وغَيْرِهَا وفَرَسٌ مُغَارٌ : يُسْرِعُ العَدْوَ . وغَارَتُه : شِدَّةُ عَدْوِه . ومنه قولُه تعالَى : فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحاً . قلتُ : ويُمْكِن أَن يُفَسَّرَ به قَوْلُ الطِّرِمّاح السابقُ : أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُغَارُ . وأَغارَ فُلانٌ بِبَنِي فُلانٍ : جاءَهُمْ ليَنْصُرُوهُ ويُغِيثُوهُ وقد يُعَدَّى بإِلَى فيُقَال : جاءَهُم ليَنْصُرَهُمْ أَو لِيَنْصُروه قال ابنُ القَطّاع . ويُقَالُ : أَغارَ إِغَارَةَ الثَّعْلَبِ إِذا أَسْرَع ودَفَعَ في عَدْوِه . ومنه قَوْلُهُم في حَدِيثِ الحَجّ : أَشْرِقْ ثَبِيرُ كَيْمَا نُغِير أَي نَنْفِر ونُسْرِع إِلى النَّحْرِ ونَدْفَع للحِجَارَة . وقال يَعْقُوبُ : الإِغَارَةُ هنا : الدَّفْع أَي نَدْفَعُ للنَّفْرِ . وقيل : أَرادَ : نُغِيرُ على لُحُومِ الأَضاحي من الإِغارَة : النَّهْب . وقيلَ : نَدْخُلُ في الغَوْرِ وهو المُنْخَفِض من الأَرض على لُغَةِ من قال : أَغَارَ إِذا أَتَى الغَوْرَ . ورجلٌ مِغْوارٌ بَيِّن الغِوَارِ بكَسْرِهمَا : مُقَاتِلٌ كَثِيرُ الغارَاتِ وكذلك المُغَاوِرِ . وغَارَهُم الله تعالى يَغُورُهُم ويَغِيرُهُم غِياراً : مَارَهم وبخَيْرٍ : أَصَابَهُم بخصْب ومَطَرٍ وسَقَاهُم وبرِزْق : أَتاهُم . وغَارَهُمْ أَيضاً : نَفَعَهُم قاله ابنُ القَطَّاع . والاسْمُ الغِيرَة بالكَسْرِ يائيّة وواويّة وسُيذْكر في الياءِ أَيضاً وهو مَجازٌ . وغارَ النَّهَارُ : اشْتَدَّ حَرُّه . ومنه : الغائرَةُ قال ذُو الرُّمِّة :
نَزَلْنا وقد غارَ النَّهَارُ وأَوْقَدَتْ ... عَلَيْنا حَصَى المَعْزاءِ شَمْسٌ تَنَالُهَا ومن المَجَاز : اسْتَغْوَرَ الله تعالَى أَي سَأَلَهُ الغِيرَةَ بالكَسْر أَنشد ثعلب :فلا تَعْجَلاَ واسْتَغْوِرَا الله إِنّه ... إِذَا الله سَنَّى عَقْدَ شَيْءٍ تَيَسَّرَا ثم فَسَّره فقال : اسْتَغْوِرَا من الغِيرَة وهي المِيرَة . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّ معناه اسْأَلُوه الخِصْبَ . وقد غارَ لَهُمْ غياراً : مارَهُم ونَفَعُهم وكذا غارَهُم غِيَاراً . ويقال : ذَهَبَ فلانٌ يَغِيرُ أضهْلَه أَي يَمِيرُهُم ومن ذلك قولُهم : اللّهُمَّ غرْنَا بكَسْرِ الغَيْنِ وضَمّها من يَغُور ويَغِيرُ بَغِيث . وكذا بخَيْر ومَطَرٍ : أَغِثْنا بِه وأَعْطنا إِيّاه واسْقِنا به وسُيذْكَر في الياءِ أَيضاً . والغَائرَةُ : القَائلَةُ . والغائِرَةُ : نِصْفُ النَّهَار من قولهم : غارَ النَّهارُ إِذا اشْتَدَّ حَرُّه . والتَّغْويرُ : القَيْلُولَةُ . وغَوَّرَ تَغْوِيراً : دَخَلَ فيه أَي نِصْف النَّهَارِ . ويُقال أَيضاً : غَوَّرَ تَغْوِيراً إِذا نَزَلَ فِيه للقائِلَة . ومن سَجَعَات الأَساس : غَوَّرُوا ساعَةً ثُمّ ثَوَّرُوا . قال جَرِيرٌ :
أَنَخْنَ لتَغْوِير وقدْ وَقَدَ الحَصَى ... وذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوقَ الجَمَاجمِ وغَار نَجْمُك غِيَاراً وتَغَوَّرَ . قال لَبِيد :
سَرَيْتُ بِهم حَتَّى تَغَوَّرَ نَجمُهمْ ... وقالَ النَّعُوسُ نَوَّرَ الصُّبْحُ فاذْهَبِ وقال امْرُؤ القَيْسِ يَصف الكلابَ والثَّور
وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغَضَا وتَرَكْنَه ... كقَرْمِ الهجَانِ الفادِرِ المُتَشَمِّسِ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : المُغَوِّر : النازلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهَةً ثمّ يَرْحَلُ . ويُقَال أَيضاً : غَوَّر تَغْويراً إِذا نامَ فيه أَي نِصْف النّهَار كغارَ ومنه حديثُ السائب لمّا وَرَد على عُمَرَ رَضِيَ الله عنه بَفَتْح نَهاوَنْدَ قال : وَيْحَك : ما وَرَاءَك : فواللهِ ما بتُّ هذه اللَّيْلَةَ إِلاَّ تَغْويراً يُريدُ النَّوْمَةَ القَلِيلَةَ التي تكون عند القائِلَةِ . ومَنْ رَواه تَغْوِيراً جَعَلَه من الغِرَار وهو النَّوْمُ القَلِيلُ . ويُقَال أَيضاً : غَوَّر تَغْوِيراً : سارَ فيه قال ابنُ شُمَيْل : التَّغْويرُ : أَنْ يَسِيرَ الراكِبُ إِلى الزَّوَال ثمَّ يَنْزل . وقال اللَّيْثُ : التَّغْوِيرُ : يكُونُ نُزُولاً لِلْقَائِلَةِ ويكونُ سَيْراً في ذلك الوَقْتِ والحُجّةُ للنُّزُولِ قَولُ الرّاعِي :
ونَحْنُ إِلى دثفُوفِ مُغَوِّراتٍ ... تَقِيسُ عَلَى الحَصَى نُطَفاً بَقِينَا وقال ذُو الرُّمَّة في التَّغْوير فجَعَلَه سَيْراً :
" بَرَاهُنَّ تَغْوِيرِي إِذا الآلُ أَرْفَلَتْبه الشَّمْسُ أُزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ ورَواهُ أَبو عَمْرو : أَرْقَلَت أَي حَرَّكَتْ . وفَرَسٌ مُغَارٌ : شَديدُ المَفَاصِلِ . واسْتَغَارَ الشَّحْمُ فِيه أَي في الفَرَسِ : اسْتَطارَ وسَمِنَ ؛ وفي كَلام المصنّف نَظَرٌ إِذْ لم يَذْكُر آنِفاً الفرسَ حتّى يَرْجِعَ إِليه الضَّمِير كما تَراه وأَحْسَنُ منه قَوْلُ الجوهريّ : اسْتَغارَ أَي سَمِنَ ودَخَلَ فيه الشَّحْمُ وهو تفسيرٌ لقَوْلِ الرّاعِي :
رَعَتْه أَشْهُراً وخَلاَ عَلَيْهَا ... فطارَ النِّيُّ فيه واسْتَغارَاويُرْوَى : فسارَ النِّيُّ فيها أَي ارْتَفَعَ . واسْتَغارَ أَي هَبَطَ . وهذا كما يُقَال : تَصَوَّبَ الحُسْنُ عَلَيْهَا وارْتَقَى . قال الأَزهريّ : معنى اسْتَغارَ في بَيْت الراعِي هذا أَي اشْتَدَّ وصَلُبَ يعني شَحْمَ الناقَةِ ولَحْمَها إِذا اكْتَنَز كما يَسْتَغِيرُ الحَبْلُ إِذا أُغِيرَ أَي اشْتَدَّ فَتْلُه . وقال بعضُهم : اسْتَغارَ شَحْمُ البَعيرِ إِذا دَخَلَ جَوْفَه . قال : والقَوْلُ الأَوّلُ . واسْتَغارَت الجَرْحَةُ والقَرْحَةُ : تَوَرَّمَتْ . ومُغِيرَةُ بضَمٍّ وتُكْسَرُ المِيمُ في لغَةِ بعضِهِم وليس إِتْبَاعاً لحَرْف الحَلْق كشِعِير وبِعِير كما قِيلَ : اسمٌ . ومنهم مُغِيرَةُ بنُ عَمْرِو بنِ الأَخْنَسِ هكذا في سائر النُّسَخ والمَعْرُوفُ عند المُحَدِّثِينَ أَنَّهُ مُغِيرَةُ بنُ الأَخْنَس بن شَرِيق الثَّقَفِيّ من بَنِي غِيَرَةَ بنِ عَوْفِ بنِ ثُقَيْفٍ حَليف بَنِي زُهْرَة قُتِلَ يَوْمَ الدّار ؛ كذا في أَنْسَاب ابنِ الكَلْبيّ . ومثْلُه معجَم ابن فَهْد والتَّجْريد للذَّهَبِيّ . وفي بَعْضِ النُّسخ : وابن الأَخْنَسِ وهذا يَصِحّ لو أَنَّ هناكَ في الصَّحَابَة مَن اسْمُه مُغِيرَةُ بنُ عَمْرو فَلْيُتَأَمَّل . ومُغيرَةُ بنُ الحارثِ بنِ عبدِ المُطَّلِب مشهورٌ بكُنْيَتِهِ سَمّاه جماعةٌ منهم الزُّبَيْرُ بنُ بَكّار وابنُ الكَلْبِيّ وقد وَهِمَ ابنُ عبدِ البَرِّفي الاسْتِيعابِ هُنَا فجَعَلَه أَخَا أَبِي سُفْيَانَ فتَنَبَّهْ . وفي الصَّحَابَةِ رَجُلٌ آخَر اسْمُه المُغِيرَةُ بنُ الحارِثِ الحَضْرَمِيُّ . ومُغِيرة بنُ سَلْمانَ الخُزاعِيُّ رَوَى عنه حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ وحَدِيثُه في سُنَنِ النَّسَائيّ مُرْسَلٌ . ومُغِيرَةُ بنُ شُعْبَةَ بن أَبي عامر بن مَسْعُودِ بنِ مُعتِّب الثَّقَفِيُّ من بَني مُعَتِّبِ بنِ عَوْف وهو مَشْهُور . ومُغِيرَةُ بنُ نَوْفَل بنِ الحارث ابنِ عبدِ المُطَّلِب له روايَةٌ . ومُغِيرَةُ بنُ أَبي ذِئْبٍ هِشَام ابنِ شُعْبَةَ القُرَشيّ العامِرِيّ وُلِدَ عامَ الفَتْح ورَوَى عن عُمَرَ وهو جَدُّ الفَقِيه محمّدِ بنِ عبدِ الرّحْمن بنِ المُغِيرَةِ بن أَبي ذِئْب المَدَنِيُّ : صَحَابيُّونَ رَضِيَ الله عنهم . وفاتَهُ من الصَّحَابَةِ مُغِيرَةُ بنُ رُوَيْبَة رَوَى عنه أَبو إِسْحَاقَ خَرَّج له ابنُ قانِع ؛ ومُغيرَةُ بنُ شِهَاب المَخْزُومِيّ قيل : إِنّه وُلدَ سنة اثْنَتَيْنِ من الهِجْرَة . وفي المُحَدِّثِين خَلْقٌ كثيرٌ اسْمُهُم المُغِيرَة . والغَوْرَةُ : الشَّمْسُ عن ابن الأَعرابيّ . ومنه قولُ امرأَةٍ من العَرَبِ لِبِنْت لها : هِيَ تَشْفِينِي من الصَّوْرة وتَسْتُرُني من الغَوْرَة . وقد تَقَدَّم أَيضاً في الصاد . والغَوْرَةُ : الغائرَة وهي القائِلَةُ نقله الصاغانيّ . والغَوْرَةُ : ع بناحِيَةِ السَّمَاوةِ . وغُوْرَةُ بالضَّمّ : ة عندَ بابِ هَرَاةَ وهو غُورَجِيٌّ على غَيْرِ قِيَاس قاله الصاغانيّ . وإِليها نُسِبَ الإِمامُ أَبو بَكْر أَحمدُ بنُ عبدِ الصَّمَد روى عن عبدِ الجَبّارِ بن مُحَمّد بن أَحْمَدَ الجَرّاحِيّ الغُورَجِيّ رَاويَةُ سُنَنِ التَّرْمِذِيّ حَدّثَ عنه أَبو الفَتْحِ عبدُ المَلِك بن أَبِي سَهْل الكَرْوخِيّ وتُوُفِّيَ سنة 481 . والغُورُ بلاهاءٍ : ناحيَةٌ مُتَّسِعة بالعَجَم وإِليها نُسِبَ السُّلْطَانُ شِهَابُ الدِّين الغُورِيّ وآلُ بَيْتِه مُلُوكُ الهِنْدِ ورُؤُساؤُهَا . وقال ابنُ الأَثِيرِ : هي بلادٌ في الجِبَال بخُرَاسانَ قَريبةٌ من هَرَاةَ . ومنها أَبو القَاسِمِ فارسُ ابنُ محمّدِ بنِ مَحْمُود الغُورِيّ حَدَّثَ عن الباغَنْديّ . والغُورُ أَيضاً : مِكْيَالٌ لأَهلِ خُوَارَزْمَ وهو اثْنا عَشَرَ سُخّاً والسُخُّ : أَربعةٌ وعِشْرُونَ مَنّاً ؛ كذا نقله الصاغانيّ . وتَغاوَرُوا : أَغارَ بَعْضُهُم على بَعْض وكذا غاوَرُوا مُغاوَرَةً . والغُويْرُ : كزُبَيْر : ماءٌ م معروفٌ لِبَنِي كَلْب بن وَبْرَةَ بناحِيَةِ السَّمَاوَةِ ومنه قولُ الزَّبّاءِ تَكَلّمَتْ به لَمّا وَجَّهَتْ قَصِيراً اللَّخْمِيّ بالعِيرِ إِلى العِرَاق ليَحْمِلَ لها من بَزِّه وكان قَصِيرٌ يَطْلُبُها بثَأْرِ جَذِيمَةَ الأَبْرَشِ فحَمَّلَ الأَجْمَالَ صَنَادِيقَ فيهَا الرِّجَالُ والسَّلاُح ثمّتَنكَّبَ قَصِيرٌ بالأَجْمَال هكذا بالجِيم جَمْع جَمَل كسَبَب وأَسْبَاب الطَريقَ المَنْهَجَ وعَدَلَ عن الجادَّة المَأْلُوفَةِ وأَخَذَ على الغُوَير هذا الماءِ الذي لِبَنِي كَلْب فأَحسَّتْ بالشَّرِّ وقالتْ : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . جَمْع بَأْسٍ أَي عَسَاه أَنْ يَأْتيَ بالبَأْسِ والشّرّ ومَعْنَى عَسَى هنا مذكورٌ في مَوْضِعه . قال أَبو عُبَيْد : هكذا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْبِيّ . وقال ثعلب : أُتِىَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ فقال : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . أَي عَسَى الرِّيبَةُ من قَبْلِكَ . وقال ابنُ الأَثِيرُ : هذا مَثَلٌ قَدِيم يقال عند التُّهَمَة ومعناه رُبَّما جاءَ الشَّرُّ من مَعْدِنِ الخَيْر وأَرادَ عُمَرُ بالمَثَل لَعَلَّكَ زَنَيْتَ بأُمِّه وادَّعَيْتَهُ لَقِيطاً فَشَهِدَ له جَمَاعَةٌ بالسَّتْرِ فَتَرَكَه . زادَ الأَزهريّ : فقال عُمَرُ حينئذٍ : هُوَ حُرٌّ ووَلاؤُه لَكَ . وقال أَبو عُبَيْد : كأَنَّه أَرادَ : عَسَى الغُوَيْرُ أَنْ يُحْدِثَ أَبْؤُساً وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس . قال الكُمَيْتُ : َّبَ قَصِيرٌ بالأَجْمَال هكذا بالجِيم جَمْع جَمَل كسَبَب وأَسْبَاب الطَريقَ المَنْهَجَ وعَدَلَ عن الجادَّة المَأْلُوفَةِ وأَخَذَ على الغُوَير هذا الماءِ الذي لِبَنِي كَلْب فأَحسَّتْ بالشَّرِّ وقالتْ : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . جَمْع بَأْسٍ أَي عَسَاه أَنْ يَأْتيَ بالبَأْسِ والشّرّ ومَعْنَى عَسَى هنا مذكورٌ في مَوْضِعه . قال أَبو عُبَيْد : هكذا أَخْبَرَنِي ابنُ الكَلْبِيّ . وقال ثعلب : أُتِىَ عُمَرُ بمَنْبُوذٍ فقال : عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسَا . أَي عَسَى الرِّيبَةُ من قَبْلِكَ . وقال ابنُ الأَثِيرُ : هذا مَثَلٌ قَدِيم يقال عند التُّهَمَة ومعناه رُبَّما جاءَ الشَّرُّ من مَعْدِنِ الخَيْر وأَرادَ عُمَرُ بالمَثَل لَعَلَّكَ زَنَيْتَ بأُمِّه وادَّعَيْتَهُ لَقِيطاً فَشَهِدَ له جَمَاعَةٌ بالسَّتْرِ فَتَرَكَه . زادَ الأَزهريّ : فقال عُمَرُ حينئذٍ : هُوَ حُرٌّ ووَلاؤُه لَكَ . وقال أَبو عُبَيْد : كأَنَّه أَرادَ : عَسَى الغُوَيْرُ أَنْ يُحْدِثَ أَبْؤُساً وأَنْ يَأْتيَ بأْبؤُس . قال الكُمَيْتُ :
قالُوا أَساءَ بنو كُرْز فقُلْتُ لهم ... عَسَى الغُوَيْرُ بإِبْاسٍ وإِغْوارِ أَو هُوَ أَي الغُوَيْرُ في المَثَل تَصْغِيرُ غارٍ لأَنّ أُناساً كانُوا في غارٍ فانْهَارَ عَلَيْهم أَو أَتاهُمْ فيه عَدُوٌّ فقَتَلُوهُم فيه فصارَ مَثَلاً لكلِّ ما يُخافُ أَنْ يَأْتِيَ منه شَرٌّ ثمّ صُغِّر الغارُ فقِيلَ غُوَيْرٌ . وهذا قول الأَصْمَعيّ . وغَارَهُمْ يَغُورُهُمْ ويَغِيرُهُم : نَفْعَهُم . واغْتَارَ : امْتَارَ وانْتَفَعَ . واسْتَغَارَ : هَبَطَ أَو أَرادَ هُبُوطَ أَرضٍ غَوْرٍ وهذا الأَخِير نقله الصَّاغانيُّ وهو المُسْتَغِير . والغَوَارَةُ كسَحَابة : ة بجَنْبِ الظَّهْرَانِ نقله الصاغانيّ . وغُورِينُ بالضَّمّ : أَرضٌ نقله الصاغانيّ . وغُورِيَانُ بالضمّ أَيضاً : ة بمَرْوَ نقله الصاغانيّ . وذُو غَاوَرَ كهَاجَر : رجلٌ من بَنِي أَلْهانِ بن مالكٍ أَخي هَمْدانَ ابنِ مالِك . والتَّغْوِيرُ : الهَزيمَةُ والطَّرْدُ وقد غَوَّرَ تَغْويراً . والغَارَة : السُّرَّةُ . نقله الصاغانيّ كأَنّهَا لِغُؤُورِهَا . والغِوَر كعِنَبٍ : الدِّيَةُ لغةٌ في الغِيَرِ باليَاءِ يُقَال : غارَ الرّجُلَ يَغُورُه ويَغِيرُه إِذا أَعْطَاه الغِيَرَة والغِوَرَة وهي الدِّيَةُ ؛ رواه ابنُ السِّكّيت في الوَاو والياءِ وسيُذْكَر في الياءِ أَيضاً . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : أَغارَ صِيتُه إِذا بَلَغَ الغَوْرَ . وبه فَسَّرَ بَعْضٌ بَيْتَ الأَعْشَى السابِقَ . والتَّغْوِيرُ : إِتْيَانُ الغَوْرِ . يُقَال : غَوَّرْنا وغُرْنا بمَعْنىً . وقال الأَصمعيّ : غارَ الرَّجُلُ يَغُورُ إِذا سارَ في بلاد الغَوءرِ وهكذا قال الكسَائيّ . وغارَ الشَّيْءَ : طَلَبَهُ . يُقَال : غُرْتَ في غَيْرِ مَغارٍ أَي طَلَبْتَ في غير مَطْلَب . وأَغارَ عَيْنَه وغارَتْ عَيْنُه تَغُورُ غَوْراً وغُؤُوراً وغَوَّرَتْ : دَخَلَتْ في الرَّأْس . وغارَتْ تَغَارُ لُغَةٌ فيه . وقال ابنُ أَحْمَر :وسائِلَةٍ بظَهْرِ الغَيْبِ عَنّي ... أَغارَتْ عَيْنُه أَمْ لَمْ تَغَارَا ؟ والغَوِيرُ كأَمِيرٍ : اسمٌ من أَغارَ غارَةَ الثّعْلَب . قال ساعِدَةُ بن جُؤَيَّة :
بساقٍ إِذَا أُولَى العَدِىِّ تَبَدَّدُوا ... يُخْفِّض رَيْعَانَ السُّعَاةِ غَوِيرُهَا والغَارَةُ : الخَيْلُ المُغِيرَة قال الكُمَيْت بنُ مَعْرُوف :
ونَحْنُ صَبَحْنَا آلَ نَجْرانَ غَارَةً ... تَمِيمَ بنَ مُرٍّ والرِّماحَ النَّوادسَا يقولُ : سَقَيْنَاهُم خَيْلاً مُغِيرَةً . وغَاوَرُوهُم مُغاوَرَةً : أَغارُوا بعضُهم على بَعْض . ومنه حَدِيثُ قَيْس بنِ عاصم : كنتُ أُغَاوِرُهم في الجاهِلِيَّة . والمَغَاوِرُ كمَسَاجِدَ في قَوْل عَمْرو ابن مُرَّةَ : وبَيْض تَلاَلاَ في أَكُفِّ المَغَاوِرِ . يحتَمِل أَنْ يكونَ جَمْعَ مُغَاوِر بالضمّ أَو جَمْعَ مِغْوار بالكَسْر بحَذْف الأَلِف أَو حَذْف الياءِ من المَغَاوِير . والمِغْوَارُ : المُبَالِغُ في الغارَة . والمُغَارُ بالضّمّ : مَوْضِع الغَارَة كالمُقَام موضع الإِقَامَة . ومنه حَدِيثُ سَهْل : فلَمّا بَلَغْنا المُغَارَ اسْتَحْثَثْتُ فَرَسِي وهي الإِغَارَةُ نَفْسُهَا أَيضاً قاله ابنُ الأَثير . وقومٌ مَغَاوِيرُ . وخَيْلٌ مِغيرَةٌ بضَمّ المِيمِ وَكَسْرِها . وفَرَسٌ مِغْوَارٌ : سَريع . وقال اللّحْيَانيّ : شَدِيدُ العَدْوِ والجمْع مَغاوِيرُ قال طُفَيْلٌ :
عَناجِيحُ من آلِ الوَجيهِ ولاحِقٍ ... مَغَاوِيرُ فِيهَا للأَرِيبِ مُعَقَّبُ وقال اللَّيْثُ : فَرَسٌ مُغَارٌ بالضّمّ : شَدِيدُ المَفَاصِل . قال الأَزهريّ : معناهُ شِدَّةُ الأَسْرِ كأَنَّه فُتِلَ فَتْلاً . قلتُ : وهو مَجَازٌ . وبه فَسَّرَ أَبو سَعِيدٍ الضَّرِيرُ بَيْتَ الطِّرِمّاح السابِق : أَحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُغَارُ . كذا نَقَلَه شَيْخُنَا من أَحَاسِن الكَلام ومَحَاسِن الكِرَام لابْنِ النُّعْمَان بَشيرِ بنِ أَبي بَكْر الجَعْفَرِيِّ التِّبْرِيزيّ . والغَارَةُ : النَّهْبُ وأَصْلُهَا الخيْلُ المُغِيرَة . وقال امْرُؤ القَيْس : وغَارَةُ سِرْحَانٍ وتَقْرِيبُ تُتْفُلِ . وغَارَتُه : شِدَّة عَدْوِهُ . وقال ابنُ بُرُزْج : غَوَّر النَّهَارُ إِذا زالَت الشَّمْسُ وهو مجاز . والإِغارَةُ : شِدَّة الفَتْلِ . وحَبْلٌ مُغَارٌ : مُحْكَمُ الفَتْل . وشديدُ الغَارَةِ أَي شَدِيدُ الفَتْلِ . فالإِغَارَةُ مصدرٌ حقيقيّ والغَارَةُ اسمٌ يَقُومُ مَقامَ المَصْدَر . واسْتَغَارَ : اشْتَدَّ وصَلُبَ واكْتَنَزَ . والمُغِيرِيَّة : صِنْفٌ من الخَوارِج السَّبَئِيَّةَ نُسِبُوا إِلى مُغِيرَةَ بنِ سَعِيد مَوْلَى بَجِيلَة . زاد الحافظ : المَقْتُول على الزَّنْدَقَة . قلتُ : وقال الذَّهَبيّ في الدّيوان : حَكَى عنه الأَعْمَشُ أَنَّ عَلِيّاً كان قادراً عَلَى إِحْيَاءِ المَوْتَى ؛ أَحْرَقُوه بالنَّار . وأَغَارَ فُلانٌ أَهْلَه أَي تَزَوَّج عَلَيْهَا ؛ حكاه أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصمعيّ . والغَارُ : مَوْضعٌ بالشَّأْم . وغَارُ حِرَاءٍ وغارُ ثَوْر : مَشْهُورانِ . وغَارَ في الأُمُور : أَدَقَّ النَّظَرَ كأَغَارَ ذكرَهُ ابنُ القَطّاع وهو مَجازٌ . ومنه عَرَفْتُ غَوْرَ هذه المَسْأَلةِ . وفُلانٌ بَعِيدُ الغَوْر : مُتَعَمِّقُ النَّظَرِ . وهو بَحْرٌ لا يُدْرَك غَوْرُه . والمُغيرِيُّون : بَطْنٌ من مَخْزُوم وهُمْ بَنُو المُغيرَةِ بنِ عَبْد الله بنِ عُمَرَ بن مَخْزُوم . قال عُمَرُ بنُ أَبي رَبِيعَةَ منْهُم يَعْني نَفْسَه :
قِفِى فانْظُري يَا أَسْمَ هَلْ تَعْرفينَهُ ... أَهذا المُغِيريُّ الَّذِي كان يُذْكَرُ ويقال : بُنِيَ هذا البَيْتُ على غائِرَةِ الشَّمْسِ إذا ضُرِبَ مُسْتَقْبِلاً لمَطْلَعِهَا وهو مَجَازٌ . وفارِسُ بنُ مُحَمّدِ بن مَحْمُودِ بن عيسَى الغُوريّ بالضَّمِّ : حَدَّثَ عن البَاغَنْدِيّ . ووَلَدهُ أَبو الفَرج محمّدُ بنُ فارِسِ بن الغُوريّ حَدَّثَ . وأَبو بَكْرٍ محمّدُ بنُ مُوسَى الغُورِيّ ذكره المالِينيّ . وحُسَامُ الدِّين الغُورِيُّ قاضِي الحَنَفِيَّة بمصر ذُكِرَ أَنه نُسِبَ إِلى جَبَل بالتُّرْك . والغَوْرُ بالفَتْح : نَاحِيَةٌ واسِعَة وقَصَبَتُهَا بَيْسَانُ . وذاتُ الغَار : وَادٍ بالحِجازِ فَوْق قَوْرَانَ