القَتْل معروف
قَتَلَه يَقْتُله قَتْلاً وتَقْتالاً وقَتَل به سواء عند ثعلب قال ابن سيده لا
أَعرفها عن غيره وهي نادرة غريبة قال وأَظنه رآه في بيت فحسِب ذلك لغة قال وإِنما
هو عندي على زيادة الباء كقوله سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَر وإِنما
هو
القَتْل معروف
قَتَلَه يَقْتُله قَتْلاً وتَقْتالاً وقَتَل به سواء عند ثعلب قال ابن سيده لا
أَعرفها عن غيره وهي نادرة غريبة قال وأَظنه رآه في بيت فحسِب ذلك لغة قال وإِنما
هو عندي على زيادة الباء كقوله سُودُ المَحاجِرِ لا يَقْرَأْنَ بالسُّوَر وإِنما
هو يقرأْن السُّوَر وكذلك قَتَّله وقَتَل به غيرَه أَي قتله مكانه قال قَتَلتُ
بعبد الله خيرَ لِداتِه ذُؤاباً فلم أَفخَرْ بذاك وأَجْزَعا التهذيب قَتَله إِذا
أَماته بضرْب أَو حجَر أَو سُمّ أَو علَّة والمنية قاتلة وقول الفرزدق وبلغه موت
زياد وكان زياد هذا قد نفاه وآذاه ونذر قتله فلما بلغ موته الفرزدق شَمِت به فقال
كيف تراني قالِباً مِجَنِّي أَقْلِب أَمري ظَهْره لِلْبَطْنِ ؟ قد قَتَلَ اللهُ
زياداً عَنِّي عَدَّى قَتَل بعنْ لأَنَّ فيه معنى صَرَفَ فكأَنه قال قد صَرَف الله
زياداً وقوله قالِباً مِجَنِّي أَي أَفعل ما شئت لا أَتَرَوَّع ولا أَتَوقَّع وحكى
قطرب في الأَمر إِقْتُل بكسر الهمزة على الشذوذ جاء به على الأَصل حكى ذلك ابن جني
عنه والنحويون ينكرون هذا كراهية ضمة بعد كسرة لا يحجُز بينهما إِلا حرف ضعيف غير
حصين ورجل قَتِيل مَقْتول والجمع قُتَلاء حكاه سيبويه وقَتْلى وقَتالى قال منظور
بن مَرْثَد فظلَّ لَحْماً تَرِبَ الأَوْصالِ وَسْطَ القَتلى كالهَشِيم البالي ولا
يجمع قَتِيل جمعَ السلامة لأَن مؤنثه لا تدخله الهاء وقَتَله قِتْلة سَوء بالكسر
ورجل قَتِيل مَقْتول وامرأَة قَتِيل مَقْتولة فإِذا قلت قَتيلة بَني فلان قلت
بالهاء وقيل إِن لم تذكر المرأَة قلت هذه قَتِيلة بني فلان وكذلك مررت بقَتِيلة
لأَنك تسلك طريق الاسم وقال اللحياني قال الكسائي يجوز في هذا طرْح الهاء وفي
الأَوّل إِدخال الهاء يعني أَن تقول هذه امرأَة قَتِيلة ونِسْوة قَتْلى وأَقْتَل
الرجلَ عرَّضه للقَتْل وأَصْبَره عليه وقال مالك بن نُوَيْرة لامرأَته يوم قَتَله
خالد بن الوليد أَقْتَلْتِني أَي عرَّضْتِني بحُسْن وجهك للقَتْل بوجوب الدفاع عنك
والمُحاماة عليك وكانت جميلة فقَتَله خالد وتزوَّجها بعد مَقْتَله فأَنكر ذلك عبد
الله بن عمر ومثله أَبَعْتُ الثَّوْب إِذا عَرَّضْته للبيع وفي الحديث أَشدُّ
الناس عذاباً يوم القيامة من قتَل نبيّاً أَو قَتَله نبيٌّ أَراد من قَتَله وهو
كافر كقَتْله أُبيَّ بن خَلَف يوم بدْر لا كمَن قَتَله تطهيراً له في الحَدِّ
كماعِزٍ وفي الحديث لا يُقْتَل قُرَشيٌّ بعد اليوم صبْراً قال ابن الأَثير إِن
كانت اللام مرفوعة على الخَبر فهو محمول على ما أَباح من قَتْل القُرَشيّين
الأَربعة يوم الفَتْح وهم ابن خَطَل ومَنْ معه أَي أَنهم لا يعودون كفَّاراً
يُغْزوْن ويُقْتَلون على الكفر كما قُتِل هؤلاء وهو كقوله الآخر لا تُغْزَى مكة
بعد اليوم أَي لا تعودُ دار كفر تُغْزى عليه وإِن كانت اللام مجزومة فيكون نهياً
عن قَتْلهم في غير حَدٍّ ولا قِصاص وفي حديث سَمُرة مَنْ قَتَل عَبْده قَتَلْناه
ومن جَدَعَ عبده جَدَعْناه قال ابن الأَثير ذكر في رواية الحسن أَنه نَسِيَ هذا
الحديث فكان يقول لا يُقْتَل حرٌّ بعبد قال ويحتمل أَن يكون الحسن لم يَنْسَ
الحديث ولكنه كان يتأَوَّله على غير معنى الإِيجاب ويراه نوعاً من الزَّجْر
ليَرْتَدِعوا ولا يُقْدِموا عليه كما قال في شارب الخمر إِنْ عاد في الرابعة أَو
الخامسة فاقتُلوه ثم جيء به فيها فلم يَقْتله قال وتأَوَّله بعضهم أَنه جاء في
عَبْد كان يملِكه مرَّة ثم زال مِلْكه عنه فصار كُفؤاً له بالحُرِّية قال ولم يقل
بهذا الحديث أَحد إِلاَّ في رواية شاذة عن سفيان والمرويُّ عنه خلافه قال وقد ذهب
جماعة إِلى القِصاص بين الحرِّ وعبد الغير وأَجمعوا على أَن القِصاص بينهم في
الأَطراف ساقط فلما سقَط الجَدْع بالإِجماع سقط القِصاص لأَنهما ثَبَتا معاً فلما
نُسِخا نُسِخا معاً فيكون حديث سَمُرة منسوخاً وكذلك حديث الخمر في الرابعة
والخامسة قال وقد يرد الأَمر بالوَعيد رَدْعاً وزَجْراً وتحذيراً ولا يُراد به
وقوع الفعل وكذلك حديث جابر في السارق أَنه قُطِع في الأُولى والثانية والثالثة
إِلى أَن جيء به في الخامسة فقال اقتُلوه قال جابر فقَتَلْناه وفي إِسناده مَقال
قال ولم يذهب أَحد من العلماء إِلى قَتْل السارق وإِن تكررت منه السَّرقة ومن
أَمثالهم مَقْتَلُ الرجل بين فَكَّيْه أَي سبب قَتْله بين لَحْيَيْه وهو لِسانه
وقوله في حديث زيد بن ثابت أَرسَل إِليَّ أَبو بكر مَقْتَلع أَهل اليمامة
المَقْتَل مَفْعَل من القَتْل قال وهو ظرف زمان ههنا أَي عند قَتْلهم في الوَقْعة
التي كانت باليمامة مع أَهل الرِّدَّة في زمن أَبي بكر رضي الله عنه وتَقاتَل
القوم واقتَتَلوا وتقَتَّلوا وقَتَّلوا وقِتَّلوا قال سيبويه وقد أَدغم بعض العرب
فأَسكن لمَّا كان الحرفان في كلمة واحدة ولم يكونا مُنفَصِلين وذلك قولهم
يَقِتِّلون وقد قِتَّلوا وكسروا القاف لأَنهما ساكنان التقيا فشبِّهت بقولهم رُدِّ
يا فَتى قال وقد قال آخرون قَتَّلوا أَلقَوْا حركة المتحرك على الساكن قال وجاز في
قاف اقتَتَلوا الوَجْهان ولم يكن بمنزلة عَصَّ وقِرَّ يلزمه شيء واحد لأَنه لا
يجوز في الكلام
( * قوله « لأنه لا يجوز في الكلام إلخ » هكذا في الأصل ) فيه الإِظهار والإِخْفاء
والإِدغام فكما جاز فيه هذا في الكلام وتصرَّف دَخَله شيئَان يَعْرضان في التقاء
الساكنين وتحذف أَلف الوَصْل حيث حرِّكت القاف كما حذفت الأَلف التي في رُدَّ حيث
حركت الراء والأَلف التي في قلَّ لأَنهم حرفان في كلمة واحدة لحقها الإِدغام فحذفت
الأَلف كما حذفت في رُبَّ لأَنه قد أُدْغِم كما أُدْغم قال وتصديق ذلك قراءة الحسن
إِلا مَنْ خَطَّف الخَطْفة قال ومن قال يَقَتِّل قال مُقَتِّل ومن قال يَقِتِّل
قال مُقِتِّل وأَهل مكة يقولون مُقُتِّل يُتْبِعون الضمة الضمة قال سيبويه وحدثني
الخليل وهرون أَنَّ ناساً يقولون مُرُدِّفين يريدون مُرْتَدِفين أَتبَعُوا الضمةَ
الضمة وقول منظور بن مرثد الأَسدي تَعَرَّضَتْ لي بمكان حِلِّ تَعَرُّضَ المُهْرةِ
في الطِّوَلِّ تَعَرُّضاً لم تَأْلُ عن قَتْلَلِّي أَراد عن قَتْلي فلما أَدخل
عليه لازماً مشدَّدة كما أَدخل نوناً مشدَّدة في قول دَهْلَب بن قريع جارية ليسَتْ
من الوَخْشَنِّ أُحِبُّ منكِ مَوْضِع القُرْطنِّ وصار الإِعراب فيه فتَحَ اللامَ
الأُولى كما تفتح في قولك مررت بتَمْرٍ وبتَمْرَةٍ وبرجُلٍ وبرَجُلَين قال ابن بري
والمشهور في رجز منظور لم تَأْلُ عن قَتْلاً لي على الحِكاية أَي عن قولها قَتْلاً
له أَي اقتُلوه ثم يُدغم التنوين في اللام فيصير في السَّمْع على ما رواه الجوهري
قال وليس الأَمر على ما تأَوَّله وقاتَله مُقاتَلة وقِتالاً قال سيبويه وَفَّروا
الحروف كما وَفَّروها في أَفْعَلْت إِفْعالاً قال والتَّقْتال القَتْل وهو بناء موضوع
للتَّكثير كأَنك قلت في فَعَلْت فَعَّلْت وليس هو مصدر فَعَّلْت ولكن لما أَردت
التَّكْثير بَنَيْت المصدر على هذا كما بنيت فَعَّلْت على فَعَلْت وقتَّلوا
تقْتيلاً شدِّد للكثرة والمُقاتَلة القتال وقد قاتَله قِتالاً وقِيتالاً وهو من
كلام العرب وكذلك المُقاتَل قال كعب بن مالك أُقاتِل حتى لا أَرى لي مُقاتَلاً
وأَنجو إِذا عُمَّ الجَبانُ من الكَرْب وقال زيد الخيل أُقاتِل حتى لا أَرى لي
مُقاتَلاً وأَنجُو إِذا لم يَنْجُ إِلا المُكَيّس والمُقاتِلة الذين يَلُون
القِتال بكسر التاء وفي الصحاح القوم الذين يَصْلحون للقتال وقوله تعالى قاتَلهم
الله أَنَّى يؤفَكُون أَي لَعَنَهم أَنَّى يُصْرَفون وليس هذا بمعنى القِتال الذي
هو من المُقاتلة والمحاربة بين اثنين وقال الفراء في قوله تعالى قُتِل الإِنسان ما
أَكْفَره معناه لُعِن الإِنسان وقاتَله الله لعَنه الله وقال أَبو عبيدة معنى قاتَلَ
الله فلاناً قَتَله ويقال قاتَل الله فلاناً أَي عاداه وفي الحديث قاتَل الله
اليهود أَي قَتَلَهُم الله وقيل لعَنهم الله وقيل عاداهم قال ابن الأَثير وقد تكرر
في الحديث ولا يخرج عن أَحد هذه المعاني قال وقد يرد بمعنى التعجب من الشيء كقولهم
تَرِبَتْ يداه قال وقد ترد ولا يراد بها وُقوعُ الأَمر وفي حديث عمر رضي الله عنه
قاتَل الله سَمُرة وسَبِيلُ فاعَلَ أَن يكون بين اثنين في الغالب وقد يرد من
الواحد كسافرْت وطارَقْت النعْل وفي حديث المارّ بين يدي المُصَلِّي قاتِلْه فإِنه
شيطان أَي دافِعْه عن قِبْلَتِك وليس كل قِتال بمعنى القَتْل وفي حديث السَّقِيفة
قَتَلَ الله سعداً فإِنه صاحب فتنة وشرٍّ أَي دفع الله شرَّه كأَنه إِشارة إِلى ما
كان منه في حديث الإِفْك والله أَعلم وفي رواية أَن عمر قال يوم السَّقِيفة
اقْتُلوا سعداً قَتَله الله أَي اجعلوه كمن قُتِل واحْسِبُوه في عِدادمَنْ مات
وهلك ولا تَعْتَدُّوا بمَشْهَده ولا تُعَرِّجوا على قوله وفي حديث عمر أَيضاً مَنْ
دَعا إِلى إِمارة فسِه أَو غيره من المسلمين فاقتلوه أَي اجعلوه كمن قُتِلَ ومات
بأَن لا تَقْبَلوا له قولاً ولا تُقِيموا له دعوة وكذلك الحديث الآخر إِذا بُويِع
لخَلِيفتين فاقتلوا الأَخير منهما أَي أَبْطِلوا دعوته واجعلوه كمَنْ قد مات وفي
الحديث على المُقْتَتِلِين أَن يَنْحَجِزوا الأَوْلى فالأَوْلى وإِن كانت امرأَة
قال ابن الأَثير قال الخطابي معناه أَن يَكُفُّوا عن القَتْل مثل أَن يُقْتَل رجل
له وَرَثة فأَيهم عفا سقط القَوَدُ والأَوْلى هو الأَقرب والأَدنى من ورثة القتيل
ومعنى المُقْتَتِلِين أَن يطلُب أَولياء القَتِيل القَوَد فيمتنع القَتَلة فينشأ
بينهم القِتال من أَجله فهو جمع مُقْتَتِل اسم فاعل من اقْتَتَل ويحتمل أَن تكون
الرواية بنصب التاءين على المفعول يقال اقْتُتِل فهو مُقْتَتَل غير أَن هذا إِنما
يكثر استعماله فيمن قَتَله الحُبُّ قال ابن الأَثير وهذا حديث مشكل اختلف فيه
أَقوال العلماء فقيل إِنه في المُقْتَتِلِين من أَهل القِبْلة على التأْويل فإِن
البَصائر ربما أَدْرَكت بعضَهم فاحتاج إِلى الانصراف من مَقامه المذموم إِلى
المحمود فإِذا لم يجد طريقاً يمرُّ فيه إِليه بقي في مكانه الأَول فعسى أَن
يُقْتَل فيه فأُمِرُوا بما في هذا الحديث وقيل إِنه يدخل فيه أَيضاً المُقْتَتِلون
من المسلمين في قِتالهم أَهل الحرب إِذ قد يجوز أَن يَطْرأَ عليهم مَنْ معه العذر
الذي أُبِيح لهم الانصراف عن قِتاله إِلى فِئة المسلمين التي يَتَقَوَّون بها على
عدوِّهم أَو يصيروا إِلى قوم من المسلمين يَقْوَون بهم على قِتال عدوِّهم
فيقاتِلونهم معهم ويقال قُتِل الرجل فإِن كان قَتَله العِشْق أَو الجِنُّ قيل
اقْتُتِل ابن سيده اقْتُتِل فلان قتله عشق النساء أَو قَتَله الجِنُّ وكذلك
اقْتَتَلَتْه النساء لا يقال في هذين إِلا اقْتُتِل أَبو زيد اقْتُتِل جُنَّ
واقْتَتَله الجِنُّ خُبِل واقْتُتِل الرجل إِذا عَشِق عِشْقاً مُبَرِّحاً قال ذو
الرمة إِذا ما امْرُؤٌ حاوَلْن أَن يَقْتَتِلْنه بِلا إِحْنةٍ بين النُّفوس ولا
ذَحْل هذا قول أَبي عبيد وقد قالوا قَتَله الجِنّ وزعموا أَن هذا البيت قَتَلْنا
سَيِّد الخَزْرَ ج سعدَ بْنَ عُباده إِنما هو للجنّ والقِتْلة الحالة من ذلك كله
وفي الحديث أَعَفُّ الناس قِتْلَةً أَهلُ الإِيمان القِتْلة بالكسر الحالة من
القَتْل وبفتحها المرَّة منه وقد تكرر في الحديث ويفهَم المراد بهما من سياق اللفظ
ومَقاتِل الإِنسان المواضع التي إِذا أُصيبت منه قَتَلَتْه واحدها مَقْتَل وحكى
ابن الأَعرابي عن أَبي المجيب لا والذي أَتَّقِيه إِلا بمَقْتَلِه
( * قوله « والذي أتقيه إلا بمقتله » هكذا في الأصل ) أَي كل موضع مني مَقْتَل
بأَيِّ شيءٍ شاء أَن ينزِل قَتْلي أَنزله وأَضاف المَقْتَل إِلى الله لأَن
الإِنسان كله مِلْك لله عز وجل فمَقاتِله ملك له وقالوا في المَثل قَتَلَتْ أَرْضٌ
جاهلَها وقَتَّلَ أَرضاً عالِمُها قال أَبو عبيدة من أَمثالهم في المعرفة وحمدِهم
إِياها قولُهم قَتَّل أَرضاً عالمُها وقَتَلت أَرضٌ جاهلها قال قولهم قتَّل ذلك من
قولهم فلان مُقَتَّل مُضَرَّس وقالوا قَتَله عِلْماً على المَثل أَيضاً وقَتَلْت
الشيء خُبْراً قال تعالى وما قَتَلوه يَقِيناً بل رفعه الله إِليه أَي لم يُحيطوا
به عِلْماً وقال الفراء الهاء ههنا للعلم كما تقول قَتَلْتُه علماً وقَتَلْتَه
يقيناً للرأْي والحديث وأَما الهاء في قوله وما قَتَلوه وما صَلَبوه فهو ههنا
لعيسى عليه الصلاة والسلام وقال الزجاج المعنى ما قَتَلوا علْمَهم يقيناً كما تقول
أَنا أَقْتُل الشيء علماً تأْويله أَي أَعْلم علماً تامًّا ابن السكيت يقال هو
قاتِل الشَّتَوات أَي يُطعِم فيها ويُدْفِيءُ الناس والعرب تقول للرجل الذي قد
جرَّب الأُمور هو مُعاوِد السَّقْي سقى صَيِّباً وقَتَل غَليلَه سقاه فزال غَليلُه
بالرِّيِّ مثل بما تقدم عن ابن الأَعرابي والقِتْل بالكسر العدوُّ قال واغْتِرابي
عن عامِر بن لُؤَيٍّ في بلادٍ كثيرة الأَقْتال الأَقتال الأَعداء واحدهم قِتْل وهم
الأَقْران قال ابن بري البيت لابن قيس الرُّقَيّات ولُؤَي بالهمز تصغير اللأْيِ
وهو الثور الوحشيُّ والقَتالُ والكَتَالُ الكِدْنة والغِلْظ فإِذا قيل ناقة
نَقِيَّة القَتال فإِنما يريد أَنها وإِن هُزِلت فإِن عملَها باقٍ قال ابن مقبل
ذعرْت بِجَوْس نَهْبَلَةٍ قِذَافٍ من العِيدِيِّ باقِية القَتَال والقِتْل القِرْن
في قِتال وغيره وهما قِتْلان أَي مِثْلان وحَِتْنان وقِتْل الرجل نظيرة وابنُ عمه
وإِنه لقِتْل شرٍّ أَي عالم به والجمع من ذلك كله أَقْتال ورجل مُقَتَّل مجرِّب
للأُمور أَبو عمرو المجرِّبُ والمُجَرَّس والمُقَتَّل كله الذي جرَّب الأُمور
وعرفها وقَتَل الخمر قَتْلاً مزجها فأَزال بذلك حِدَّتها قال الأَخطل فقلتُ
اقْتُلوها عنكُم بمِزاجِها وحُبَّ بها مَقْتولة حين تُقْتَل وقال حسان إِنَّ التي
عاطَيْتَني فَرَدَدْتُها قُتِلَتْ قُتِلْتَ فهاتِها لم تُقْتَل قوله قُتِلْتَ دعاء
عليه أَي قَتَلك الله لِمَ مزجتها وقول دكين أُسْقَى بَراوُوقِ الشَّباب الخاضِلِ
أُسْقَى من المَقْتولَةِ القَواتِلِ أَي من الخُمور المَقْتولة بالمَزْج القَواتِل
بحدَّتها وإِسكارها وتَقَتَّل الرجل للمرأَة خضَع ورجل مُقَتَّل أَي مُذَلَّل
قَتَله العشق وقلْب مُقَتَّل قُتِل عشقاً وقيل مذلَّل بالحب وقال أَبو الهيثم في
قوله بسَهْمَيْكِ في أَعْشارِ قَلْب مُقَتَّل
( * هذا البيت لامرئ القيس من معلقته وصدره وما ذَرَفَت عيناك إلا لتضربي )
قال المُقَتَّل العَوْد المُضَرَّس بذلك الفعل كالناقة المُقَتَّلة المُذَلَّلة
لعمل من الأَعمال وقد رِيضت وذُلِّلَتْ وعُوِّدت قال ومن ذلك قيل للخمر مَقْتولة
إِذا مُزِجت بالماء حتى ذهبت شدَّتها فصار رِياضة لها والمُقَتَّل المَكْدود
بالعمل المُذَلَّلُ وجمل مُقَتَّل ذَلول قال زهير كأَنَّ عَيْنيَّ في غَرْبَيْ
مُقَتَّلَةٍ من النواضِحِ تَسْقي جَنَّةً سُحُقَا واسْتَقْتَل أَي اسْتَمات
التهذيب المُقَتَّل من الدواب الذي ذَلَّ ومَرَن على العمل وناقة مُقَتَّلة مذللة
وتَقَتَّلَت المرأَةُ للرجل تزينت وتَقَتَّلت مشت مِشْية حسنة تقلَّبت فيها
وتثنَّت وتكسَّرت يوصف به العشق وقال تَقَتّلْتِ لي حتى إِذا ما قَتَلْتِني
تنسَّكْتِ ما هذا بفِعْل النَّواسِكِ قال أَبو عبيد يقال للمرأَة هي تَقَتَّل في
مِشْيتها قال الأَزهري معناه تَدَلُّلها واخْتيالها واسْتَقْتَل في الأَمر جدَّ
فيه وتقتَّل لحاجته تهيَّأ وجدَّ والقَتَال النَّفْس وقيل بقيَّتها قال ذو الرمة
أَلم تَعْلَمِي يا مَيُّ أَني وبيننا مَهاوٍ يَدَعْنَ الجَلْسَ نَحْلاً قَتَالُها
أُحَدِّثُ عنكِ النَّفْسَ حتى كأَنني أُناجِيكِ من قُرْبٍ فيَنْصاحُ بالُها ؟
ونَحْلاً جمع ناحِل تقول منه قَتْله كما تقول صَدرَه ورأَسَه وفَأَدَه والقَتَال
الجسمُ واللحمُ وقيل القَتال بقيَّة الجسم وقال في موضع آخر العُجُوس مَشْيُ
العَجَاساء وهي الناقة السمينة تتأَخَّر عن النُّوق لثِقَل قَتالها وقَتالُها
شحمُها ولحمُها ودابة ذات قَتال مستوية الخَلْق وَثِيقة وبقي منه قَتَال إِذا بقي
منه بعد الهُزال غِلَظ أَلواح وامرأَة قَتُول أَي قاتلة وقال مدرك بن حصين قَتُول
بعَيْنَيْها رَمَتْكَ وإِنما سِهامُ الغَواني القاتِلاتُ عُيونُها والقَتُول
وقَتْلَة اسمان وإِياها عنى الأَعشى بقوله شاقَتْك مَنْ قَتْلَة أَطْلالُها
بالشَّطِّ فالوُِتْر إِلى حاجِرِ والقَتَّال الكِلابي من شُعَرائهم
معنى
في قاموس معاجم
القَوْل الكلام
على الترتيب وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان تامّاً كان أَو ناقصاً تقول
قال يقول قولاً والفاعل قائل والمفعول مَقُول قال سيبويه واعلم أَن قلت في كلام
العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً يعني بالكلام الجُمَل
ك
القَوْل الكلام
على الترتيب وهو عند المحقِّق كل لفظ قال به اللسان تامّاً كان أَو ناقصاً تقول
قال يقول قولاً والفاعل قائل والمفعول مَقُول قال سيبويه واعلم أَن قلت في كلام
العرب إِنما وقعت على أَن تحكي بها ما كان كلاماً لا قَوْلاً يعني بالكلام الجُمَل
كقولك زيد منطلق وقام زيد ويعني بالقَوْل الأَلفاظ المفردة التي يبنى الكلام منها
كزيد من قولك زيد منطلق وعمرو من قولك قام عمرو فأَما تَجوُّزهم في تسميتهم
الاعتقادات والآراء قَوْلاً فلأَن الاعتقاد يخفَى فلا يعرف إِلاَّ بالقول أَو بما
يقوم مقام القَوْل من شاهد الحال فلما كانت لا تظهر إِلا بالقَوْل سميت قولاً إِذ
كانت سبباً له وكان القَوْل دليلاً عليها كما يسمَّى الشيء باسم غيره إِذا كان
ملابساً له وكان القول دليلاً عليه فإِن قيل فكيف عبَّروا عن الاعتقادات والآراء
بالقَوْل ولم يعبروا عنها بالكلام ولو سَوَّوْا بينهما أَو قلبوا الاستعمال فيهما
كان ماذا ؟ فالجواب أَنهم إِنما فعلوا ذلك من حيث كان القَوْل بالاعتقاد أَشبه من
الكلام وذلك أن الاعتقاد لا يُفْهَم إِلاَّ بغيره وهو العبارة عنه كما أَن القَوْل
قد لا يتمُّ معناه إِلاَّ بغيره أَلا ترى أَنك إِذا قلت قام وأَخليته من ضمير
فإِنه لا يتم معناه الذي وضع في الكلام عليه وله ؟ لأَنه إِنما وُضِع على أَن
يُفاد معناه مقترِناً بما يسند إِليه من الفاعل وقام هذه نفسها قَوْل وهي ناقصة
محتاجة إِلى الفاعل كاحتياج الاعتقاد إِلى العبارة عنه فلما اشتبها من هنا عبِّر
عن أَحدهما بصاحبه وليس كذلك الكلام لأَنه وضع على الاستقلال والاستغناء عما سواه
والقَوْل قد يكون من المفتقِر إِلى غيره على ما قدَّمْناه فكان بالاعتقاد المحتاج
إِلى البيان أَقرب وبأَنْ يعبَّر عنه أَليق فاعلمه وقد يستعمل القَوْل في غير
الإِنسان قال أَبو النجم قالت له الطيرُ تقدَّم راشدا إِنك لا ترجِعُ إِلا جامِدا
وقال آخر قالت له العينانِ سمعاً وطاعةً وحدَّرتا كالدُّرِّ لمَّا يُثَقَّب وقال
آخر امتلأَ الحوض وقال قَطْني وقال الآخر بينما نحن مُرْتعُون بفَلْج قالت
الدُّلَّح الرِّواءُ إِنِيهِ إِنِيهِ صَوْت رَزَمة السحاب وحَنِين الرَّعْد ومثله
أَيضاً قد قالتِ الأَنْساعُ للبَطْن الحَقِي وإِذا جاز أَن يسمَّى الرأْي
والاعتقاد قَوْلاً وإِن لم يكن صوتاً كان تسميتهم ما هو أَصوات قولاً أَجْدَر
بالجواز أَلا ترى أَن الطير لها هَدِير والحوض له غَطِيط والأَنْساع لها أَطِيط
والسحاب له دَوِيّ ؟ فأَما قوله قالت له العَيْنان سَمْعاً وطاعة فإِنه وإِن لم
يكن منهما صوت فإِن الحال آذَنَتْ بأَن لو كان لهما جارحة نطق لقالتا سمعاً وطاعة
قال ابن جني وقد حرَّر هذا الموضع وأَوضحه عنترة بقوله لو كان يَدْرِي ما
المْحَاورة اشْتَكى أَو كان يَدْرِي ما جوابُ تَكَلُّمي
( * وفي رواية أخرى ولكان لو علم الكلامَ مُكَلمي )
والجمع أَقْوال وأَقاوِيل جمع الجمع قال يقول قَوْلاً وقِيلاً وقَوْلةً ومَقالاً
ومَقالةً وأَنشد ابن بري للحطيئة يخاطب عمر رضي الله عنه تحنّنْ علَيَّ هَداكَ
المَلِيك فإِنَّ لكلِّ مَقام مَقالا وقيل القَوْل في الخير والشر والقال والقِيل
في الشرِّ خاصة ورجل قائل من قوم قُوَّل وقُيَّل وقالةٍ حكى ثعلب إِنهم لَقالةٌ
بالحق وكذلك قَؤول وقَوُول والجمع قُوُل وقُوْل الأَخيرة عن سيبويه وكذلك قَوّال
وقَوّالةٌ من قوم قَوَّالين وقَوَلةٍ وتِقْوَلةٌ وتِقْوالةٌ وحكى سيبويه مِقْوَل
وكذلك الأُنثى بغير هاء قال ولا يجمع بالواو والنون لأَن مؤَنثه لا تدخله الهاء
ومِقْوال كمِقْول قال سيبويه هو على النسَب كل ذلك حسَن القَوْل لسِن وفي الصحاح
كثير القَوْل الجوهري رجل قَؤُول وقوم قُوُل مثل صَبور وصُبُر وإِن شئت سكنت الواو
قال ابن بري المعروف عند أَهل العربية قَؤُول وقُوْل بإِسكان الواو تقول عَوان
وعُوْن الأَصل عُوُن ولا يحرك إِلا في الشعر كقول الشاعر تَمْنَحُه سُوُكَ
الإِسْحِل
( * قوله « تمنحه إلخ » صدره كما في مادة سوك أغر الثنايا أحم اللثات تمنحه سوك
الإِسحل )
قال وشاهد قوله رجل قَؤُول قول كعب بن سعد الغَنَوي وعَوراء قد قِيلَتْ فلم
أَلْتَفِتْ لها وما الكَلِمُ العُورانُ لي بِقَبيل وأُعرِضُ عن مولاي لو شئت
سَبَّني وما كلّ حين حلمه بأَصِيل وما أَنا للشيء الذي ليس نافِعِي ويَغْضَب منه
صاحبي بِقَؤُول ولستُ بِلاقي المَرْء أَزْعُم أَنه خليلٌ وما قَلْبي له بخَلِيل
وامرأَة قَوَّالة كثيرة القَوْل والاسم القالةُ والقالُ والقِيل ابن شميل يقال
للرجل إِنه لَمِقْوَل إِذا كان بَيِّناً ظَرِيفَ اللسان والتِّقْولةُ الكثيرُ
الكلام البليغ في حاجته وامرأَة ورجل تِقْوالةٌ مِنْطِيقٌ ويقال كثُر القالُ
والقِيلُ الجوهري القُوَّل جمع قائل مثل راكِع ورُكَّع قال رؤبة فاليوم قد
نَهْنَهَني تنَهْنُهِي أَوَّل حلم ليس بالمُسَفَّهِ وقُوَّل إِلاَّ دَهٍ فَلا دَهِ
وهو ابنُ أَقوالٍ وابنُ قَوَّالٍ أَي جيدُ الكلام فصيح التهذيب العرب تقول للرجل
إِذا كان ذا لسانٍ طَلِق إِنه لابنُ قَوْلٍ وابن أَقْوالٍ وروي عن النبي صلى الله
عليه وسلم أَنه نهى عن قِيل وقال وإِضاعةِ المال قال أَبو عبيد في قوله قيل وقال
نحوٌ وعربيَّة وذلك أَنه جعل القال مصدراً أَلا تراه يقول عن قِيلٍ وقالٍ كأَنه
قال عن قيلٍ وقَوْلٍ ؟ يقال على هذا قلتُ قَوْلاً وقِيلاً وقالاً قال وسمعت
الكسائي يقول في قراءة عبد الله ذلك عيسى بنُ مريم قالَ الحقِّ الذي فيه
يَمْتَرُونَ فهذ من هذا كأَنه قال قالَ قَوْلَ الحق وقال الفراء القالُ في معنى
القَوْل مثل العَيْب والعابِ قال والحق في هذا الموضع يراد به الله تعالى ذِكرُه
كأَنه قال قَوْلَ اللهِ الجوهري وكذلك القالةُ يقال كثرتْ قالةُ الناس قال وأَصْل
قُلْتُ قَوَلْتُ بالفتح ولا يجوز أَن يكون بالضم لأَنه يتعدّى الفراء في قوله صلى
الله عليه وسلم ونهيِه عن قِيل وقال وكثرة السؤَال قال فكانتا كالاسمين وهما
منصوبتان ولو خُفِضتا على أَنهما أُخرجتا من نية الفعل إِلى نية الأَسماء كان
صواباً كقولهم أَعْيَيْتني من شُبٍّ إِلى دُبٍّ قال ابن الأَثير معنى الحديث أَنه
نهَى عن فُضُول ما يتحدَّث به المُتجالِسون من قولهم قِيلَ كذا وقال كذا قال
وبناؤهما على كونهما فعلين ماضيين محكيَّيْن متضمِّنين للضمير والإِعراب على
إِجرائهما مجرى الأَسماء خِلْوَيْن من الضمير وإِدخال حرف التعريف عليهما لذلك في
قولهم القِيل والقال وقيل القالُ الابتداء والقِيلُ الجواب قال وهذا إِنما يصح
إِذا كانت الرواية قِيل وقال على أَنهما فِعْلان فيكون النهي عن القَوْل بما لا
يصح ولا تُعلم حقيقتُه وهو كحديثه الآخر بئس مَطِيَّةُ الرجل زعموا وأَما مَنْ
حكَى ما يصح وتُعْرَف حقيقتُه وأَسنده إِلى ثِقةٍ صادق فلا وجه للنهي عنه ولا
ذَمَّ وقال أَبو عبيد إِنه جعل القال مصدراً كأَنه قال نهى عن قيلٍ وقوْلٍ وهذا
التأْويل على أَنهما اسمان وقيل أَراد النهي عن كثرة الكلام مُبتدئاً ومُجيباً
وقيل أَراد به حكاية أَقوال الناس والبحث عما لا يجدي عليه خيراً ولا يَعْنيه
أَمرُه ومنه الحديث أَلا أُنَبِّئُكم ما العَضْهُ ؟ هي النميمةُ القالةُ بين الناس
أَي كثرة القَوْلِ وإِيقاع الخصومة بين الناس بما يحكي البعضُ عن البعض ومنه
الحديث فَفَشَتِ القالةُ بين الناس قال ويجوز أَن يريد به القَوْل والحديثَ الليث
تقول العرب كثر فيه القالُ والقِيلُ ويقال إِن اشتِقاقَهما من كثرة ما يقولون قال
وقيل له ويقال بل هما اسمان مشتقان من القَوْل ويقال قِيلَ على بناء فِعْل وقُيِل
على بناء فُعِل كلاهما من الواو ولكن الكسرة غلبت فقلبت الواو ياء وكذلك قوله
تعالى وسِيقَ الذين اتّقَوْا ربَّهم الفراء بنو أَسد يقولون قُولَ وقِيلَ بمعنى
واحد وأَنشد وابتدأَتْ غَضْبى وأُمَّ الرِّحالْ وقُولَ لا أَهلَ له ولا مالْ بمعنى
وقِيلَ وأَقْوَلَهُ ما لم يَقُلْ وقَوَّلَه ما لم يَقُل كِلاهما ادّعى عليه وكذلك
أَقاله ما لم يقُل عن اللحياني قَوْل مَقُولٌ ومَقْؤول عن اللحياني أَيضاً قال
والإتمام لغة أَبي الجراح وآكَلْتَني وأَكَّلْتَني ما لم آكُل أَي ادّعَيْته
عَليَّ قال شمر تقول قوَّلَني فُلان حتى قلتُ أَي علمني وأَمرني أَن أَقول قال
قَوَّلْتَني وأَقْوَلْتَني أَي علَّمتني ما أَقول وأَنطقتني وحَمَلْتني على
القَوْل وفي حديث سعيد بن المسيب حين قيل له ما تقول في عثمان وعلي رضي الله عنهما
؟ فقال أَقول فيهما ما قَوَّلَني الله تعالى ثم قرأَ والذين جاؤوا من بعدهم يقولون
ربنا اغفر لنا ولإِخواننا الذين سبقونا بالإِيمان ( الآية ) وفي حديث علي عليه
السلام سمع امرأَة تندُب عمَر فقال أَما والله ما قالتْه ولكن قُوِّلتْه أَي
لُقِّنته وعُلِّمته وأُلْقي على لسانها يعني من جانب الإِلْهام أَي أَنه حقيق بما
قالت فيه وتَقَوَّل قَوْلاً ابتدَعه كذِباً وتقوَّل فلان عليَّ باطلاً أَي قال
عَليَّ ما لم أَكن قلتُ وكذب عليَّ ومنه قوله تعالى ولو تقوَّل علينا بعضَ
الأَقاويل وكلمة مُقَوَّلة قِيلتْ مرَّة بعد مرَّة والمِقْوَل اللسان ويقال إِنَّ
لي مِقْوَلاً وما يسُرُّني به مِقْوَل وهو لسانه التهذيب أَبو الهيثم في قوله
تعالى زعم الذين كفروا أَن لن يُبْعَثوا قال اعلم أَنُ العرب تقول قال إِنه وزعم
أَنه فكسروا الأَلف في قال على الابتداء وفتحوها في زعم لأَن زعم فِعْل واقع بها
متعدٍّ إِليها تقول زعمت عبدَ الله قائماً ولا تقول قلت زيداً خارجاً إِلاَّ أَن
تدخل حرفاً من حروف الاستفهام في أَوله فتقول هل تَقُوله خارجاً ومتى تَقُوله فعَل
كذا وكيف تقوله صنع وعَلامَ تَقُوله فاعلاً فيصير عند دخول حروف الاستفهام عليه
بمنزلة الظن وكذلك تقول متى تَقُولني خارجاً وكيف تَقُولك صانعاً ؟ وأَنشد فمتى
تَقُول الدارَ تَجْمَعُنا قال الكميت عَلامَ تَقُول هَمْدانَ احْتَذَتْنا وكِنْدَة
بالقوارِصِ مُجْلِبينا ؟ والعرب تُجْري تقول وحدها في الاستفهام مجرى تظنُّ في
العمل قال هدبة بن خَشْرم متى تَقُول القُلُصَ الرَّواسِما يُدْنِين أُمَّ قاسِمٍ
وقاسِما ؟ فنصب القُلُص كما ينصب بالظنِّ وقال عمرو بن معديكرب عَلامَ تَقُول
الرُّمْحَ يُثْقِلُ عاتِقي إِذا أَنا لم أَطْعُنْ إِذا الخيلُ كَرَّتِ ؟ وقال عمر
بن أَبي ربيعة أَمَّا الرَّحِيل فدُون بعدَ غدٍ فمتى تَقُولُ الدارَ تَجْمَعُنا ؟
قال وبنو سليم يُجْرون متصرِّف قلت في غير الاستفهام أَيضاً مُجْرى الظنِّ
فيُعدُّونه إِلى مفعولين فعلى مذهبهم يجوز فتح انَّ بعد القَول وفي الحديث أَنه
سَمِعَ صوْت رجل يقرأُ بالليل فقال أَتَقُوله مُرائياً أَي أَتظنُّه ؟ وهو مختصٌّ
بالاستفهام ومنه الحديث لمَّا أَراد أَن يعتَكِف ورأَى الأَخْبية في المسجد فقال
البِرَّ تَقُولون بهنَّ أَي تظنُّون وتَرَوْن أَنهنَّ أَردْنَ البِرَّ قال وفِعْلُ
القَوْلِ إِذا كان بمعنى الكلام لا يعمَل فيما بعده تقول قلْت زيد قائم وأَقول
عمرو منطلق وبعض العرب يُعمله فيقول قلْت زيداً قائماً فإِن جعلتَ القَوْلَ بمعنى
الظنّ أَعملته مع الاستفهام كقولك متى تَقُول عمراً ذاهباً وأَتَقُول زيداً
منطلقاً ؟ أَبو زيد يقال ما أَحسن قِيلَك وقَوْلك ومَقالَتك ومَقالَك وقالَك خمسة
أَوجُه الليث يقال انتشَرَت لفلان في الناس قالةٌ حسنة أَو قالةٌ سيئة والقالةُ
تكون بمعنى قائلةٍ والقالُ في موضع قائل قال بعضهم لقصيدة أَنا قالُها أَي قائلُها
قال والقالةُ القَوْلُ الفاشي في الناس والمِقْوَل القَيْل بلغة أَهل اليمن قال
ابن سيده المِقْوَل والقَيْل الملك من مُلوك حِمْير يَقُول ما شاء وأَصله قَيِّل
وقِيلَ هو دون الملك الأَعلى والجمع أَقْوال قال سيبويه كسَّروه على أَفْعال تشبيهاً
بفاعل وهو المِقْوَل والجمع مَقاوِل ومَقاوِلة دخلت الهاء فيه على حدِّ دخولها في
القَشاعِمة قال لبيد لها غَلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ بأَيمان عُجْمٍ يَنْصُفُون
المَقاوِلا والمرأَة قَيْلةٌ قال الجوهري أَصل قَيْل قَيِّل بالتشديد مثل سَيِّد
من ساد يَسُود كأَنه الذي له قَوْل أَي ينفُذ قولُه والجمع أَقْوال وأَقْيال
أَيضاً ومن جمَعه على أَقْيال لم يجعل الواحد منه مشدَّداً التهذيب وهم الأَقْوال
والأَقْيال الواحد قَيْل فمن قال أَقْيال بناه على لفظ قَيْل ومن قال أَقْوال بناه
على الأَصل وأَصله من ذوات الواو وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كتب لوائل
بن حُجْر ولقومه من محمدٍ رسول الله إِلى الأَقْوالِ العَباهِلة وفي رواية إِلى
الأَقْيال العَباهِلة قال أَبو عبيدة الأَقْيال ملوك باليمن دون الملك الأَعظم
واحدُهم قَيْل يكون ملكاً على قومه ومِخْلافِه ومَحْجَره وقال غيره سمي الملك
قَيْلاً لأَنه إِذا قال قولاً نفَذ قولُه وقال الأَعشى فجعلهم أَقْوالاً ثم دانَتْ
بَعْدُ الرِّبابُ وكانت كعَذابٍ عقوبةُ الأَقْوالِ ابن الأَثير في تفسير الحديث
قال الأَقْوال جمع قَيْل وهو الملك النافذ القَوْل والأَمرِ وأَصله قَيْوِل
فَيْعِل من القَوْل حذفت عينه قال ومثله أَموات في جمع ميْت مخفف ميّت قال وأَما
أَقْيال فمحمول على لفظ قَيْل كما قيل أَرْياح في جمع ريح والشائع المَقِيس
أَرْواح وفي الحديث سبحان مَنْ تَعَطَّف العِزَّ وقال بِه تعطَّف العِزَّ أَي
اشتمل بالعِزِّ فغلب بالعز كلَّ عزيز وأَصله من القَيْل ينفُذ قولُه فيما يريد قال
ابن الأَثير معنى وقال به أَي أَحبَّه واختصَّه لنفسه كما يُقال فلان يَقُول بفلان
أَي بمحبَّته واختصاصِه وقيل معناه حَكَم به فإِن القَوْل يستعمل في معنى الحُكْم
وفي الحديث قولوا بقَوْلكم أَو بعض قَوْلِكم ولا يَسْتَجْرِيَنَّكم الشيطان أَي
قُولوا بقَوْل أَهل دِينكم ومِلَّتكم يعني ادعوني رسولاً ونبيّاً كما سمَّاني الله
ولا تسموني سيِّداً كما تسمُّون رؤساءكم لأَنهم كانوا يحسَبون أَن السيادة بالنبوة
كالسيادة بأَسباب الدنيا وقوله بعض قولِكم يعني الاقتصادَ في المقال وتركَ الإِسراف
فيه قال وذلك أَنهم كانوا مدحوه فكره لهم المبالغة في المدح فنهاهم عنه يريد
تكلَّموا بما يحضُركم من القَوْلِ ولا تتكلَّفوه كأَنكم وُكلاءُ الشيطان ورُسُلُه
تنطِقون عن لسانه واقْتال قَوْلاً اجْتَرَّه إِلى نفسِه من خير أَو شر واقْتالَ
عليهم احْتَكَم وأَنشد ابن بري للغَطَمَّش من بني شَقِرة فبالخَيْر لا بالشرِّ
فارْجُ مَوَدَّتي وإِنِّي امرُؤٌ يَقْتالُ مني التَّرَهُّبُ قال أَبو عبيد سمعت
الهيثم بن عدي يقول سمعت عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز يقول في رُقْية
النَّمْلة العَرُوس تَحْتَفِل وتَقْتالُ وتَكْتَحِل وكلَّ شيء تَفْتَعِلْ غير أَن
لا تَعْصِي الرجل قال تَقْتال تَحْتَكِم على زوجها الجوهري اقْتال عليه أَي تحكَّم
وقال كعب بن سعد الغَنَويّ ومنزلَةٍ في دار صِدْق وغِبْطةٍ وما اقْتال من حُكْمٍ
عَليَّ طَبيبُ قال ابن بري صواب إِنشاده بالرفع ومنزلةٌ لأَن قبله وخَبَّرْ تُماني
أَنَّما الموتُ في القُرَى فكيف وهاتا هَضْبَةٌ وكَثِيبُ وماءُ سماء كان غير
مَحَمَّة بِبَرِّيَّةٍ تَجْري عليه جَنُوبُ وأَنشد ابن بري للأَعشى ولمِثْلِ الذي
جَمَعْتَ لِرَيْبِ الد هر تَأْبى حكومة المُقْتالِ وقاوَلْته في أَمره وتَقاوَلْنا
أَي تَفاوَضْنا وقول لبيد وإِنَّ الله نافِلةٌ تقاه ولا يَقْتالُها إِلا
السَّعِيدُ أَي ولا يقولها قال ابن بري صوابه فإِنَّ الله بالفاء وقبله حَمِدْتُ
اللهَ واللهُ الحميدُ والقالُ القُلَةُ مقلوب مغيَّر وهو العُود الصغير وجمعه
قِيلان قال وأَنا في ضُرَّاب قِيلانِ القُلَهْ الجوهري القالُ الخشبة التي يضرَب
بها القُلَة وأَنشد كأَنَّ نَزْوَ فِراخِ الهامِ بينَهُم نَزْوُ القُلاة قلاها
قالُ قالِينا قال ابن بري هذا البيت يروى لابن مقبل قال ولم أَجده في شعره ابن بري
يقال اقْتالَ بالبعير بعيراً وبالثوب ثوباً أَي استبدله به ويقال اقْتال باللَّوْن
لَوْناً آخر إِذا تغير من سفرٍ أَو كِبَر قال الراجز فاقْتَلْتُ بالجِدّة لَوْناً
أَطْحَلا وكان هُدَّابُ الشَّباب أَجْملا ابن الأَعرابي العرب تقول قالوا بزيدٍ
أَي قَتَلُوه وقُلْنا به أَي قَتَلْناه وأَنشد نحن ضربناه على نِطَابه قُلْنا به
قُلْنا به قُلْنا به أَي قَتَلْناه والنَّطابُ حَبْل العاتِقِ وقوله في الحديث
فقال بالماء على يَده وفي الحديث الآخر فقال بِثَوبه هكذا قال ابن الأَثير العرب
تجعل القول عبارةً عن جميع الأَفعال وتطلِقه على غير الكلام واللسان فتقول قال
بِيَده أَي أَخذ وقال برِجْله أَي مشى وقد تقدَّم قول الشاعر وقالت له العَيْنانِ
سمعاً وطاعة أَي أَوْمَأَتْ وقال بالماء على يدِه أَي قَلب وقال بثوب أَي رفَعَه
وكل ذلك على المجاز والاتساع كما روي في حديث السَّهْوِ قال ما يَقُولُ ذو اليدين
؟ قالوا صدَق روي أَنهم أَوْمَؤُوا برؤوسِهم أَي نعم ولم يتكلَّموا قال ويقال قال
بمعنى أَقْبَلَ وبمعنى مال واستراحَ وضرَب وغلَب وغير ذلك وفي حديث جريج
فأَسْرَعَت القَوْلِيَّةُ إِلى صَوْمَعَتِه همُ الغَوْغاءُ وقَتَلَةُ الأَنبياء
واليهودُ وتُسمَّى الغَوْغاءُ قَوْلِيَّةً
معنى
في قاموس معاجم
: القائلة :
الظَّهِيرة . يقال : أَتانا عند القائِلة وقد تكون بمعنى القَيْلولة أَيضاً وهي
النَّوْم في الظهيرة . المحكم : القائلة نِصفُ النهار . الليث : القَيْلُولة
نَوْمةُ نِصْف النهار وهي القائلةُ قال يَقِيلُ وقد قال القوم قَيْلاً و قائلةً و
قَيْلولة
: القائلة :
الظَّهِيرة . يقال : أَتانا عند القائِلة وقد تكون بمعنى القَيْلولة أَيضاً وهي
النَّوْم في الظهيرة . المحكم : القائلة نِصفُ النهار . الليث : القَيْلُولة
نَوْمةُ نِصْف النهار وهي القائلةُ قال يَقِيلُ وقد قال القوم قَيْلاً و قائلةً و
قَيْلولةً و مَقالاً و مَقِيلاً الأَخيرة عن سيبويه . و المَقِيلُ أَيضاً : الموضع
. ابن بري : وقد جاء المَقال لمَوْضع القَيْلولة قال الشاعر : فما إِنْ
يَرْعَوِينَ لِمَحْلِ سَبْتٍ وما إِنْ يَرْعَوينَ على مَقالَ وقالت قريش لسيدنا
رسول الله قَبْل أَن فَتَحَ عليه الفُتوحَ : إِنَّا لأَكْرَمُ مُقاما وأَحسن
مَقِيلاً فأَنزل الله تعالى : { أَصحابُ الجنَّة يومئذٍ خيرٌ مُسْتَقرّاً وأَحسنُ
مَقِيلاً } قال الفراء : قال بعض المحدِّثين يُرْوَى أَنه يُفْرَغ من حساب الناس
في نِصْف ذلك اليوم فَيَقِيلُ أَهل الجنة في الجنة وأَهلُ النار في النار فذلك
قوله تعالى : { خيرٌ مُسْتَقرّاً وأَحسنُ مَقِيلاً } قال : وأَهل الكلام إِذا
اجتمع لهم أَحمق وعاقل لم يَستَجِيزوا أَن يقولوا : هذا أَحمق الرجلين ولا أَعْقل
الرجلين ويقولون : لا تقول هذا أَعْقل الرجلين إِلا لعاقل يفضُل على صاحبه قال
الفراء : وقد قال الله عز وجل { خيرٌ مستَقرًّا } فجعل أَهل الجنة خيراً مستَقرًّا
من أَهل النار وليس في مستَقرِّ أَهل النار شيء من الخير فاعرف ذلك من خطئهم وقال
أَبو طالب : إِنما جاز ذلك لأَنه موضع فيقال هذا الموضع خير من ذلك الموضع وإِذا
كان نعتاً لم يستَقِمْ أَن يكون نعتُ واحد لاثنين مختلفين قال الأَزهري : ونحو ذلك
قال الزجَّاج وقال : يُفْرَق بين المَنازِل والنُّعوت . قال أَبو منصور : و
القَيْلولة عند العرب و المَقِيلُ الاستراحة نصف النهار إِذا اشتدَّ الحر وإِن لم
يكن مع ذلك نَوْمٌ والدليل على ذلك أَن الجنة لا نَوْمَ فيها . وروي في الحديث :
قِيلوا فإِن الشياطين لا تَقِيل . وفي الحديث : كان لا يُقِيلُ مالاً ولا يُبِينُه
أَي كان لا يُمْسِك من المال ما جاءه صباحاً إِلى وقْت القائلة وما جاءه مساء لا
يُمسِكه إِلى الصباح . والمَقِيل والقَيْلولة : الاستراحة نصفَ النهار وإِن لم يكن
معها نَوْمٌ يقال : قال يَقِيل قَيْلولة فهو قائِل . ومنه حديث زيد بن عمرو بن
نُفَيْل : ما مُهاجِرٌ كمَن قال وفي رواية : ما مُهَجِّر أَي ليس مَنْ هاجَر عن
وَطَنه أَو خرج في الهاجِرة كمَن سكَن في بيته عند القائلة وأَقام به وفي حديث
أُمِّ مَعْبَد : رَفِيقَيْنِ قالا خَيْمَتَيْ أُمّ مَعْبَدِ أَي نزلا فيها عند
القائلة إِلا أَنه عدَّاه بغير حرف جرَ . وفي الحديث : أَن رسول الله كان
بِتِعْهِن وهو قائل السُّقْيا تِعْهِنُ والسُّقْيا : موضعان بين مكة والمدينة أَي
أَنه يكون بالسُّقْيا وقْتَ القائلة أَو هو مِنَ القوْل أَي يذكر أَنه يكون
بالسُّقْيا ومنه حديث الجنائز : هذه فُلانة ماتت ظُهْراً وأَنت صائم قائلٌ أَي
ساكِن في البيت عند القائلة وفي شعر ابن رَواحة : الْيَوْمَ نضْرِبْكُم على
تَنْزِيلِه ضَرْباً يُزِيلُ الهَامَ عن مَقِيلِه الهامُ : جمعُ هامةٍ وهي أَعلى
الرأْس و مَقِيلُه : موضعه مستعارٌ من موضع القائلة وسكون الباء من نَضْربْكم من
جائزات الشعر وموضعُها الرفعُ . و تَقَيَّلوا : ناموا في القائلة . قال سيبويه :
ولا يقال ما أَقْيَلَه استَغْنوا عنه بما أَنْوَمَهُ كما قالوا تركْتُ ولم يقولوا
ودَعْتُ لا لعلَّةٍ . ورجل قائل والجمع قُيَّل بالتشديد و قُيَّال و القَيْلُ اسم
للجمع كالشَّرْب والصَّحْب والسَّفْر قال : إِنْ قال قَيْلٌ لم أَقِلْ في القُيَّل
فجاء بالجَمْعَيْن و قَيل : هو جمع قائل . وما أَكْلأَ قائلَتَه أَي نَوْمَه فأما
قول العجاج : إِذا بَدَا دُهانِجٌ ذو أَعْدَال فقد يكون على الفعل الذي هو قال
كضرَّاب وشَتَّام وقد يكون على النَّسَب كما قالوا نَبَّال لصاحب النَّبْل .
وشَرِبَتِ الإِبلُ قائلةً أَي في القائلة كقولك شرِبَتْ ظاهِرةً أَي في الظَّهِيرة
. وقد يكون قائلةً هنا مصدراً كالعافِية . و أَقالَها هو و قَيَّلَها : أَوردها
ذلك الوقْت . و اقْتالَ : شَرِبَ نصْفَ النهار . و القَيْلُ : اللبَنُ الذي يشرب
نصف النهار وقْتَ القائلة وقوله : وكيف لا أَبْكي على عِلاَّتي صَبَائِحِي
غَبائِقِي قِيلاني عَنى به ذوات قَيْلاتي فقَيْلات على هذا جمع قَيْلَةٍ التي هي
المرَّة الواحدة من القَيْل الأَزهري : أَنشدني أَعرابي : مالِيَ لا أَسْقِي
حُبَيِّباتي وهُنَّ يوم الوِرْدِ أُمَّهاتي صَبَائِحي غَبائِقي قِيْلاتي أَراد
بِحُبَيِّباتِه إِبِلَه التي يَسْقِيها ويشرَبُ أَلْبانها جعلهنَّ كأُمَّهاته .
والقَيُول : كالقَيْل اسم كالصَّبُوح والغَبُوق . وقَيَّلَ الرجلَ : سقاه القَيْل
. و تَقَيَّلَ هو القَيْلَ : شَرِبه أَنشد ثعلب : ولقد تَقَيَّلَ صاحبي في لِقْحةٍ
لَبَناً يَحِلّ ولحمُها لا يُطْعَم الجوهري : يقال قَيَّله فَتَقَيَّل أَي سقاه
نصفَ النهار فشرب قال الراجز : يا رُبَّ مُهْرٍ مَزْعُوق مُقَيَّل أَو مَغْبُوقْ
من لَبَنِ الدُّهْمِ الرُّوقْ ويقال : هو شَرُوب لِلْقَيْل إِذا كان مِهْيافاً
دَقِيقَ الخَصْر يحتاج إِلى شرب نصف النهار . وقالَ يَقِيل قَيْلاً إِذا شرب نصفَ
النهار و تَقَيَّل أَيضاً . وحكى ابن دَرَسْتَوَيْه اقْتال ووزنه افْتَعَل . وقد
تقدم في ترجمة قَوَلَ . و اقْتَلْتُ اقتيالاً إِذا شربت القَيْل . التهذيب :
القَيْل شُرْب نصف النهار وأَنشد : يُسْقَيْنَ رَفْهاً بالنهار والليلْ من
الصَّبُوحِ والغَبُوقِ والقَيْلُ جعل القَيْل ههنا شَرْبة نصف النهار وقالت أُم
تأَبَّط شَرًّا : ما سَقَيْتُه غَيْلاً ولا حَرَمْتُه قَيْلاً . وفي حديث خزيمة :
وأَكْتَفِي من حَمْلِه بالقَيْلَة القَيْلَة و القَيْلُ : شُرْب نصف النهار يعني
أَنه يكتفي بتلك الشربة لا يحتاج إِلى حملها للخِصْب والسعة . و تَقَيَّل الناقة :
حلَبها عند القائلة تقول : هذه قَيْلي و قَيْلَتي . وفي ترجمة صبح : و القَيْلُ و
القَيْلة الناقة التي تحلَب في ذلك الوقت . قال الأَزهري : سمعت العرب تقول للناقة
التي يشربون لَبَنها نصف النهار قَيْلة وهُنَّ قَيْلاني للِّقاح التي
يَحْتَلِبونها وقت القائلة . و المِقْيَل : مِحْلَب ضخم يحلَب فيه في القائلة عن
الهجري وأَنشد : عِنْزٌ من السُّكِّ ضَبوبٌ قَنْفَلْ تَكادُ من غُزْرٍ تَدُقُّ
المِقْيَلْ و قالَهُ البيعَ قَيْلاً و أَقالَهُ إِقالةً وحكي اللحياني أَنَّ
قِلْته لغة ضعيفة . و استَقالَني : طلب إِليَّ أَن أُقِيلَه . و تَقَايل البيِّعان
: تَفاسَخا صَفْقَتهما . وتركْتُهما يَتقايلان البيع أَي يَسْتَقِيل كل واحد منهما
صاحبه . وقد تَقَايَلا بعدما تبايعا أَي تَتَاركا و أَقَلْتُه البيعَ إِقالةً :
وهو فسخُه قال : وربما قالوا قِلْتُه البيعَ فأَقالَني إِيَّاه . وفي الحديث : من
أَقالَ نادِماً أَقالَهُ الله من نار جهنم . وفي رواية : أَقاله الله عَثْرَته أَي
وافقه على نَقْض البيع وأَجابه إِليه . يقال : أَقاله يُقِيله إِقالةً . و تَقايلا
إِذا فسخا البيع وعاد المبيع إِلى مالكه والثمنُ إِلى المشتري إِذا كان قد نَدِم
أَحدهما أَو كِلاهما قال : وتكون الإِقالة في البَيعة والعهد . وفي حديث ابن
الزبير : لما قُتل عثمان قلت لا أَستقِيلها أَبداً أَي لا أُقِيل هذه العَثْرة ولا
أَنساها . و الاستِقالة : طَلب الإِقالة . و تَقَيَّل الماءُ في المكان المنخفض :
اجتمع . أَبو زيد : يقال تقيَّل فلان أَباه وتقيَّضه تقيُّلاً وتقيُّضاً إِذا نزع
إِليه في الشبَه . ويقال : أَقال ا فلاناً عَثْرته بمعنى الصَّفْح عنه . وفي
الحديث : أَقِيلوا ذَوِي الهيئَات عَثَراتِهم وأَقال الله عَثْرتك وأَقالَكَها . و
القَيْل : المَلِك من ملوك حِمْير يتقيَّل مَنْ قَبْله من ملوكهم يُشْبِهه وجمعه
أَقْيال و قُيُول ومنه الحديث : إِلى قَيْل ذي رُعَيْنٍ أَي مَلِكها وهي قبيلة من
اليمن تنسَب إِلى ذي رُعَيْنٍ وهو من أَذْواء اليمن ومُلوكِها . وقال ثعلب :
الأَقْيال الملوك من غير أَن يخصَّ بها ملوك حِمْير . و اقْتالَ شيئاً بشيء :
بَدَّله عن الزجاجي . ابن الأَعرابي : يقال أَدخِل بعيرَك السوق و اقْتَلْ به
غيرَه أَي اسْتَبْدل به وأَنشد : واقْتَلْت بالجِدَّة لَوْناً أَطْحَلا أَي
استبدلت وأَنشد ابن بري في ترجمة قَوَلَ : وِرْد هُموم طَرَقَتْ بالبَلْبالْ وظُلم
ساعٍ وأَمير مُقْتالْ أَي مُختار قد جُعل بَدَلاً من غيره . قال أَبو منصور : و
المُقايَلة والمُقايَضة المبادلة يقال : قَايَضه وقايَله إِذا بادَله . و القَيْلة
و القِيلة : الأُدْرةُ . وفي حديث أَهل البيت : ولا حامل القِيلة القِيَلة بالكسر
: الأَدْرة وهو انتفاخ الخُصْية . ورماه الله بقِيلة مكسورة أَي الأَدَرِ . و قيل
: اسم رجل من عاد . و قَيْلٌ : وافِد عاد . و قَيْلةُ : موضع . و قَيْلة : أُمُّ
الأَوْس والخَزْرَجِ . وفي حديث سلمان : ابْنَى قَيْلة يريد الأَوسَ والخزرجَ
قبيلتي الأَنصار . و قَيْلة : اسم أُمَ لهم قديمة وهي قَيْلة بنت كاهِل . و قِيال
بكسر القاف : اسم جبل بالبادية عال