رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلْإِيمَانِ. (قرآن).
نَدَّ البَعِيرُ يَنِدُّ من حدّ ضَرَب نَدًّا بالفتح ونَدِيداً ونُدُوداً بالضَّمّ ونِدَاداً بالكسر وهو نَادٌّ إِذا شَرَدَ ونَفَرَ وذَهَب على وَجْهِه شَارِداً كما في المصباح وجمعُ النَّادِّ نِدَادٌ كقائمٍ وقيَامٍ وفي اللسان : نَدَّت الإِبلُ وتَنَادَّتْ : ذَهَبَتْ شُرُوداً فَمَضَتْ على وُجوهِها وقال الشاعر :
" قَضَى عَلَى النَّاسِ أَمْراً لانِدَادَ لَهُعَنْهُمْ وقَدْ أَخَذَ المِيثَاقَ وَاعْتَقَدَا والنَّدُّ بالفتح : طِيبٌ أَي معروف وعلى الفَتْح اقتصر الجوهريُّ والفَيُّوميُّ وغيرُهما ويكسر كما في المحكم وغيرِه وهو ضَرْبٌ من الطِّيبِ يُدَخِّن به وفي الصحاح أنه عود يتبخر به وقال جماعةٌ : هو الغَالِيَةٌ وقال اللّيث : هو ضَرْبٌ من الدُّخْنَة وقال الزَّمخشريُّ في ربيع الأَبرار : النَّدُّ : مَصنُوعٌ وهو العُودُ المُطَرَّي بالمِسْك والعَنْبَرِ والبَانِ أَو هو العَنْبَرُ قال أَبو عمرو بن العلاءِ : يقال للعَنْبَرِ النَّدُّ وللبَقَّمِ : العَنْدَمُ وللمِسْك : الفَتِيقُ وفي الصّحاح أَنه ليس بِعَربِيٍّ وقال ابنُ دُريد : لا أَحْسَب النَّدَّ عَرَبيًّا صَحِيحاً قال شيخُنَا وكلامُ كثيرٍ من أَئمَّةِ اللُّغَةِ صِريحٌ في أَنه عربيٌّ وقد جاءَ في كلام العَرب القُدَمَاءِ وأَنشد للاَحْوَص :
" أَمْ مِنْ جُلَيْدَةَ وَهْناً شَبَّتِ النَّارُودُونَهَا مِنْ ظَلامِ اللَّيْلِ أَسْتَارُ
إِذا خَبَتْ أَوقِدَتْ بالنَّدِّ واسْتَعَرتْ ... ولَمْ يَكُنْ عِطْرَها قُسْطٌ وأَظْفَارُ وقال العَرْجِيّ :
" تُشَبُّ مُتُونُ الجَمْرِ بِالنَّدِّ تَارَةًوبِالعَنْبَرِ الهِنْدِيِّ فالعَرْفُ سَاطِعُ
ثم قال : قلت : ووجودُه في كلامِ الفُصَحاءِ لا يُنَافِي أَنَّه مُعَرَّب وكأَنّ المُعْتَرِضين على الجَوْهَرِيّ فَهِمُوا مِن المُعَرَّب المولد وهو الذي لا يُوجَد في كلام العَرَبِ لأَنه استعمَلَه المُوَلَّدُونَ بعدَ العَربِ . النَّدُّ : التَّلُّ المُرْتَفِع في السَّمَاءِ لُغَةٌ يَمانِيَة . النَّدُّ الأَكَمَةُ العَظيمةُ من طِينٍ وهذا أَخَصُّ من التَّلَّ . نَدٌّ : حِصْنٌ باليَمَنِ أَظنُّه من عَمَلِ صَنْعَاءَ قاله ياقوت . النِّدُّ بالكسر : المِثْلُ والنَّظِيرُ أَنْدَادٌ وظاهِرُه تَرَادُفُ النِّدِّ والمِثْلِ ونقَلَ شيخُنَا عن القاضِي زكرِيَا عَلَى البيضاوِيّ : نِدُّ الشْيءِ : مُشَارِكُه في الجَوْهَر ومِثْلُه : مُشارِكُه في أَيِّ شْيءٍ كان . فالنِّدُّ أَخصُّ مُطلقاً وقال غيره نِدُّ الشيء ما يَسُدُّ مَسَدَّه . وفي المصباح : النِّدُّ : المِثْلُ كالنَّدِيدِ ولا يكون النِّدُّ إِلا مُخَالِفاً وجمعُه أَنْدَادٌ كحِمْل وأَحْمَالٍ والنَّدِيد نُدَدَاءُ . والنَّدِيدَةُ مثلُ النَّدِيد نَدائِدُ قال لَبِيدٌ :
لِكَيْلاَ يَكُونَ السَّنْدَرِيُّ نَدِيدَتِي ... وأَجْعَل أَقْوَاماً عُمُوماً عَمَاعِمَا وفي كتابه لأُكَيْدِرٍ وخَلَعَ الأَنْدَادَ والأَصْنَامَ قال ابنُ الأَثِير : هو جَمْعُ نِدٍّ بالكسر وهو مِثْلُ الشْيءِ الذي يُضَادُّه في أُمورِه ويُنَادُّه أَي يُخَالِفُه ويُريد بها ما كانوا يَتَّخذونه مِن دُونِ الله آلِهَةً تَعَالى اللهُ عن ذلك . وقال الأَخفشُ : النِّدُّ : الضِّدُّ والشِّبْه وقوله " أَنْدَاداً أَي أَضْدَاداً وأَشْبَاهاً ويقال نِدُّ فلانٍ ونَدِيدُه ونَدِيدَتُه أَي مِثْلُه وشِبْهُهُ وقال أَبو الهَيْثم : يقال للرجل إِذا خَالَفَكَ فأَرَدْت وَجْهاً تَذْهَبُ به ونَازَعك في ضِدِّه : فُلاَنٌ نِدِّي ونَدِيدِي للذي يُرِيدُ خِلاَفَ الوَجْهِ الذي تُرِيدُ وهو مُسْتَقِلٌّ من ذلك بِمِثْلِ ما تَسْتَقِلُّ به . قال حَسَّان :
أَتَهْجُوهُ ولَسْتَ لَهُ بِنِدٍّ ... فَشَرُّ كُمَا لِخَيْرِ كُمَا الفِدَاءُ أَي لَسْتَ له بِمِثْلٍ في شيْءٍ مِن مَعانيه وهي وفي بعض النسخ هو الأُولَى الصوابُ وهو مأْخوذ من قَوْلِ ابن شُمَيْلٍ قال : يُقَال : فُلانَةُ نِدُّ فُلانَةَ وخَتَنُها وتِرْبُها . قال : ولا يُقَال نِدُّ فُلانٍ ولا خَتَنُ فُلانٍ فَتُشَبِّههَا به . ونَدَّدَ به تَنْدِيداً : صَرَّح بِعُيُوبِهِ يكون في النَّظْمِ والنَّثْر نَدَّدَ به : أَسْمَعَه القَبِيحَ قال أَبو زَيدٍ : نَدَّدْت بالرَّجُلِ تَنْدِيداً وسَمَّعْتُ به تَسْمِيعاً إِذا أَسْمَعْتَه القَبِيحَ وشَتَمْتَه وشَهَّرْتَه وسَمَّعْتَ به . يقال ليس له نَادٌّ أَي رِزْقٌ كأَنه يَعْنِي النَّاطِقَ مِن المالِ إِذ تَقدَّم نَدَّ البَعِيرُ فهو نَادٌّ وجَمْعُه نِدَادٌ . وإِبلٌ نَدَد مُحَرَّكَةً كرَفَضٍ اسمٌ للجَميعِ أَي مُتَفَرِّقَةٌ وقد أَنَدَّها ونَدَّدَهَا . يقال ذَهَبُوا أَنَاديدَ وتَنَادِيدَ وفي بعض النُّسخ بالياءِ التحتيةِ بدل المُثَنَّاة إِذا تَفَرَّقُوا في كُلِّ وَجْهٍ وكذلك طَيْرٌ أَنَادِيدُ ويَنَادِيدُ قال :
كَأَنَّمَا أَهْلُ حُجْرٍ يَنْظُرُونَ مَتَى ... يَرَوْنَنِي خَارِجاً طَيْرٌ يَنَادِيدُوالتَّنَادُّ : التَّفَرُّقُ والتَّنَافُرُ ومنه سُمِّيَ يوم القيامة يَوْم التَّنَادِّ لما فيه من الانزِعَاجِ إِلى الحَشْرِ وفي التنزيل " يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ " قال الأَزهريُّ : القُرَّاءُ على تَخْفِيف الدالِ وَقَرَأَ به أَي بالتشديد ابنُ عَبَّاسٍ وجَمَاعَةٌ وفي التهذيب : وقَرَأَ الضَّحّاكُ وحده يَوْمَ التَّنَادِّ بالتشديد قال أَبو الهَيثم : هو من نَدَّ البعيرُ نِدَاداً إِذا شَرَدَ قال : والدليلُ على صِحَّةِ قِرَاءَةِ مَن قَرَأَ بالتشديدِ قوله " يَوْم تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ " ونقل شيخُنَا عن العناية أَثناءَ سورة غَافِر أَنه يقال : نَدَا إِذا اجْتَمَع ومنه النَّادِي ويوم التَّنَادِ فجَعَلَه على الضِّدِّ مما ذَكَرَه المُصًنَّف . إِذا يكون المَعْنَى على ذلك : يوم الاجْتِمَاعِ لا التَّفَرُّق وصَوَّبه جَماعَةٌ . انتهى . قلت : وهذا من غرائِبِ التفسير وقال ابنُ سِيده : وأَما قِرَاءَة من قَرَأَ " يَوْمَ التَّنَادِ " فيجوز أَن يَكُونَ مِن مُحَوَّلِ هذا البابِ فحوَّل للياءِ لِتَعْتدِلَ رُؤُوس الآيِ . ويَنْدَدُ كجَعْفَرٍ : نقله الصاغَانيُّ قيل : هي اسم مَدِينَة النَّبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ . ونَادَدْتُه : خَالَفْتُه ومنه أُخِذ النِّدُّ كما قاله أَبو الهَيْثَمِ وتقدَّمَ . ومما يستدرك عليه : نَاقَةٌ نَدُودٌ : شَرُود . وقال الفارسيُّ : قال بعضُهم : نَدَّتِ الكَلِمَةُ : شَذَتْ وليستْ بِقَوِيَّةٍ في الاستعمالِ أَلا تَرَى أَن سِيبويْهِ يقول : شَذَّ هذا ولا يقول : نَدَّ : والتَّنْدِيد : رَفْعُ الصَّوتِ . والمُنَدَّد من الأَصواتِ : المُبَالَغُ في النِّدَاءِ قالَ طَرَفة :
" لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتٍ مُنَدَّدِ ومَنْدَدُ بَلَدٌ قال ابنُ سِيدَه : وأَرَاه جَرَى في فَكِّ التضعِيفِ مَجْرَى مَحْبَبٍ لِلعَلَميَّة قال : ولم أَجعلْه من باب مَهْدَدٍ لعَدمِ م ن د قال ابنُ أَحْمَر :