النَّدَبَةُ
أَثَرُ الجُرْح إِذا لم يَرْتَفِعْ عن الجلد والجمع نَدَبٌ وأَنْدابٌ ونُدُوبٌ
كلاهما جمع الجمع وقيل النَّدَبُ واحد والجمع أَنْدابٌ ونُدُوبٌ ومنه قول عمر رضي
اللّه عنه إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ فإِنه لا بُدَّ من أَن يَنْتَدِبَ أَي
يَظْهَرَ يو
النَّدَبَةُ
أَثَرُ الجُرْح إِذا لم يَرْتَفِعْ عن الجلد والجمع نَدَبٌ وأَنْدابٌ ونُدُوبٌ
كلاهما جمع الجمع وقيل النَّدَبُ واحد والجمع أَنْدابٌ ونُدُوبٌ ومنه قول عمر رضي
اللّه عنه إِياكم ورَضاعَ السَّوْءِ فإِنه لا بُدَّ من أَن يَنْتَدِبَ أَي
يَظْهَرَ يوماً ما وقال الفرزدق
ومُكَبَّلٍ تَرَك الحَديدُ بساقِهِ ... نَدَباً من الرَّسَفانِ في الأَحجالِ
وفي حديث موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وإِنَّ بالحَجَر نَدَباً سِتَّةً
أَو سبعةً مِن ضربه إِياه فَشَبَّه أَثر الضرب في الحجَر بأَثر الجَرْح وفي حديث
مُجاهد أَنه قرأَ سِيماهُمْ في وُجوههم من أَثر السُّجود فقال ليس بالنَّدَب ولكنه
صُفْرَةُ الوَجْهِ والخُشُوعُ واستعاره بعضُ الشعراء للعِرْضِ فقال
نُبِّئْتُ قافيةً قِيلَتْ تَناشَدَها ... قومٌ سأَتْرُكُ في أَعْراضِهِم نَدَبا
أَي أَجْرَحُ أَعْراضَهم بالهجاءِ فيُغادِرُ فيها ذلك الجَرْحُ نَدَباً [ ص 754 ]
ونَدِبَ جُرْحُه نَدَباً وأَنْدَبَ صَلُبَتْ نَدَبَتُه وجُرْحٌ نَديبٌ مَنْدُوبٌ
وجُرْحٌ نَديبٌ أَي ذو ندَبٍ وقال ابن أُم حَزْنَةَ يَصِفُ طَعْنة
فإِن قَتَلَتْه فلَم آلهُ ... وإِنْ يَنْجُ منها فَجُرْحٌ نَديبْ
ونَدِبَ ظَهْرُه نَدَباً ونُدوبةً فهو نَدِبٌ صارت فيه نُدُوبٌ وأَنْدَبَ بظَهْره
وفي ظَهْره غادرَ فيه نُدوباً ونَدَبَ الميتَ أَي بكى عليه وعَدَّدَ مَحاسِنَه
يَنْدُبه نَدْباً والاسم النُّدْبةُ بالضم ابن سيده ونَدَبَ الميت بعد موته من غير
أَن يُقَيِّد ببكاء وهو من النَّدَب للجراح لأَنه احْتِراقٌ ولَذْعٌ من الحُزْن
والنَّدْبُ أَن تَدْعُوَ النادِبةُ الميتَ بحُسْنِ الثناءِ في قولها وافُلاناهْ
واهَناه واسم ذلك الفعل النُّدْبةُ وهو من أَبواب النحو كلُّ شيءٍ في نِدائه وا
فهو من باب النُّدْبة وفي الحديث كلُّ نادِبةٍ كاذِبةٌ إِلاَّ نادِبةَ سَعْدٍ هو
من ذلك وأَن تَذْكُرَ النائحةُ الميتَ بأَحسن أَوصافه وأَفعاله ورجل نَدْبٌ
خَفِيفٌ في الحاجة سريعٌ ظَريف نَجِيبٌ وكذلك الفرس والجمع نُدوبٌ ونُدَباءُ
توهموا فيه فَعِيلاً فكسَّروه على فُعَلاء ونظيره سَمْحٌ وسُمَحاء وقد نَدُبَ
نَدابةً وفرس نَدْبٌ الليث النَّدْبُ الفرسُ الماضي نقيض البَليدِ والنَّدْبُ أَن
يَنْدُبَ إِنسانٌ قوماً إِلى أَمر أَو حَرْبٍ أَو مَعُونةٍ أَي يَدْعُوهم إِليه
فَيَنْتَدِبُون له أَي يُجِيبونَ ويُسارِعُون ونَدَبَ القومَ إِلى الأَمْر
يَنْدُبهم نَدْباً دعاهم وحَثَّهم وانْتَدَبُوا إِليه أَسْرَعُوا وانْتَدَبَ
القومُ من ذوات أَنفسهم أَيضاً دون أَن يُنْدَبُوا له الجوهري ندَبَه للأَمْر
فانْتَدَبَ له أَي دَعاه له فأَجاب وفي الحديث انْتَدَبَ اللّهُ لمن يَخْرُجُ في
سبيله أَي أَجابه إِلى غُفْرانه يقال نَدَبْتُه فانْتَدَبَ أَي بَعَثْتُه
ودَعَوْتُه فأَجاب وتقول رَمَيْنا نَدَباً أَي رَشْقاً وارْتَمَى نَدَباً أَو
نَدَبَيْنِ أَي وَجْهاً أَو وَجْهَيْنِ ونَدَبُنا يومُ كذا أَي يومُ انْتِدابِنا
للرَّمْي وتكلَّم فانْتَدَبَ له فلانٌ أَي عارَضَه والنَّدَبُ الخَطَرُ وأَنْدَبَ
نَفْسَه وبنفسه خاطَر بهما قال عُرْوة بنُ الوَرْد
أَيَهْلِكُ مُعْتَمٌّ وزَيْدٌ ولم أَقُمْ ... على نَدَبٍ يوماً ولي نَفْسُ مُخْطِر
مُعْتَمٌّ وزيدٌ بَطْنانِ من بُطُونِ العرب وهما جَدَّاه ( 1 )
( 1 قوله « وهما جداه » مثله في الصحاح وقال الصاغاني هو غلط وذلك أن زيداً جدّه
ومعتم ليس من أجداده وساق نسبهما )
وقال ابن الأَعرابي السَّبَقُ والخَطَرُ والنَّدَبُ والقَرَعُ والوَجْبُ كُلُّه
الذي يُوضَعُ في النِّضال والرِّهانِ فمن سَبَقَ أَخذه يقال فيه كُلِّه فَعَّلَ
مُشَدَّداً إِذا أَخذه أَبو عمرو خُذْ ما اسْتَبَضَّ واسْتَضَبَّ وانْتَدَمَ
وانْتَدَبَ ودَمَع ودَمَغ وأَوْهَفَ وأَزْهَفَ وتَسَنَّى وفَصَّ وإِن كان يسيراً
والنَّدَبُ قبيلة ونَدْبةُ بالفتح اسم أُم خُفافِ بن نَدْبةَ السُّلَمِيّ وكانت
سَوْداءَ حَبَشِيَّةً ومَنْدُوبٌ فرس أَبي طلحة زيد بن سَهْل رَكِبَه سيدُنا رسولُ
اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال فيه إِنْ وجَدْناه لَبَحْراً وفي الحديث كان له
فرس يقال له المَنْدُوبُ أَي المطلوب وهو من النَّدَبِ [ ص 755 ] وهو الرَّهْنُ
الذي يُجْعَل في السِّباقِ وقيل سمي به لِنَدَبٍ كان في جِسْمه وهي أَثَرُ الجُرْح