نَشَعَه كمَنَعَه : نَشْعاً ومَنْشَعاً : انْتَزَعَه بعُنْفٍ نَقله ابنُ دُرَيْدٍ واقْتَصَرَ في مَصَادِرِه على النَّشْع وهوَ الصَّوابُ لأنَّ المَنْشَعَ بالفَتْحِ إنَّما هو مَصْدَرُ نَشَعَ الصَّبِيُّ وكذا المرِيضُ يَنْشَعُه نُشُوعاً ومَنْشَعاً : إذا أوْجَرَهُ فالنُّشُوع : ذكَرَه الجَوْهَرِيُّ وأهْمَلَه المُصَنِّف قُصُوراً منْه والمَنْشَعُ : ذكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ والصّاغَانِيُّ في كِتابَيْهِ وقالُوا : الغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ : نَشَعَه ونَشَغَه نُشُوغاً ومَنْشَعَاً ونُشُوغاً ومَنْشَغَاً كأنْشَعَهُ قالَ الجَوْهَرِيُّ وقَدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ وأنْشَعْتُه مِثْلُ : وَجًرْتُه وأوْجَرْتُه وقالَ أبو عُبَيْدٍ : كانَ الأصْمَعِيُّ يُنْشِدُ بيتَ ذي الرُّمَّةِ :
إذا مُرَئِيَّةٌ وَلَدَتْ غُلاماً ... فألأَمُ مُرْضَعٍ نُشِعَ المَحارَا بالعَيْنِ والغَيْنِ وهو إيجارُكَ الصَّبِيَّ الدَّواءَ كما في اللِّسَانِ وقالَ الصّاغَانِيُّ : وأكْثَرُ الرُّواةِ على الغَيْنِ المُعْجَمَةِ وقالَ المَرّارُ بنُ سَعيدٍ :
إليْكُم يا لِئامَ النّاسِ إنِّي ... نُشِعْتُ العِزَّ أنْفِي نُشُوعَا هكذا أنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ في مَعْنَى السُّعُوطِ
قالَ ؛ : ورُبَّما قالُوا : نَشَعَ فُلاناً الكَلامَ : إذا لَقَّنَهُ إيَّاهُ وهو مجازٌ
وقالَ ابنُ عَبادٍ : نَشَعَ فُلانٌ نُشُوعاً بالضَّمِّ : كَرَبَ منَ المَوْتِ ثُمَّ نَجَا
قالَ : ونَشَعَ نَشْعاً : شَهَقَ ويُقَالُ بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ وهُوَ أعْلَى بلْ قالَ أبو عُبَيدٍ : إنّه بالغَيْنِ لا غَيْرُ كما سيأتِي
والنَّشُوعُ كصَبورٍ هذا هُوَ الصَّوابُ في الضَّبْطِ وأمّا قَوْلُه : ويُضَمُّ فهو خَطَأُ يَنْبَغِي التَّنْبِيهُ عليهِ وإنَّما نَصُّهم : النَّشُوعُ والنَّشُوغُ أي : بالعَيْنِ والغَيْنِ : الوَجُورُ زِنَةً ومَعْنىً وأمّا بالضَّمِّ فإنَّه المَصْدَرُ كما صَرَّحَ بهِ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وإنَّمَا غَرَّه تَكْرارُ كَلِمَةِ النَّشُوع فظَنَّ أنَّ الثّانِيَةَ مَضْمُومَةٌ وإنَّمَا فيهِ الوَجْهانِ : الإهْمالُ والإعْجامُ فتأمَّلْ ذلك وأنْصِفْ ففي الصِّحاحِ : والنَّشُوعُ بالعَيْنِ والغَيْنِ : السَّعُوطُ والوَجُورُ الّذِي يُوجَرُه المَرِيضُ أو الصَّبِيُّ والنُّشُوعُ بالضَّمِّ : المَصْدَرُ
قلت : فزَادَ أنَّ النَّشُوعَ بلُغَتَيْهِ يُطْلَقُ على السَّعُوطِ أيْضاً وهُوَ قولُ الأعْرابِيِّ ونَصُّه في نَوَادِرِه : النَّشُوعُ السَّعُوطُ وقد نُشِعَ الصَّبِيُّ ونُشِغَ بالعَيْنِ والغَيْنِ معاً وقدْ نَشَعَه نَشْعاً وأنْشَعَهُ فهذا قَدْ أهْمَلَهُ المُصَنِّف تَقْصِيراً وشاهِدُه قَوْلُ المَرّارِ الّذِي تَقَدَّم
وقالَ الشَّيْخُ ابنُ بَرِّيٍّ بعْدَ ذِكْرِ عِبَارَةِ الجَوْهَرِيُّ ما نَصُّه : يُرِيدُ أنَّ السَّعُوطَ في الأنْفِ والوَجُور في الفَمِ ويُقَالُ : إنَّ السَّعُوطَ يكونُ للاثْنَيْنِ ولهذا تَقُولُ للمُسْعُطِ : مِنْشَعٌ ومِنْشَغٌ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : النَّشُوعُ كصَبُورٍ : كُلُ ما يَرُدُّ النَّفَسَ هكذا ضَبَطَه في المُحيطِ بالفَتْحِ
ومنَ المَجَازِ : نُشِعَ فُلانٌ بكذا ووقَعَ في الأسَاسِ كذا وبكذا كعُنِيَ فهُوَ مِنْشُوعٌ : أولِعَ بهِ عنْ أبي عَمْروٍ يُقَالُ : إنَّه لمَنْشُوعٌ بأكْلِ اللَّحْمِ أي : مُولَعٌّ بهِ والغَيْنُ المُعْجَمَةُ لُغَةٌ فيهِ عن يَعْقُوبَ
والنّاشِعُ : النّاتِئ نَقَله الصّاغَانِيُّ هُنا وتَقَدَّم أيْضاً في نسع بإهْمَالِ السِّينِ
والنُّشَاعَةُ : بالضَّمِّ ما انْتَشَعْتَه : إذا انْتَزَعْتَه بِيَدِكَ ثُمَّ ألْقَيْتَه كذا في الجَمْهَرةِ
وأنْشَعَ الحازِيَ أي : الكاهِنَ : أعْطَاهُ جُعْلَهُ على كَهَانَتِه قالَ الجَوْهَرِيُّ : قالَ رُؤْبَةُ :
" قالَ الحَوَازِي وأبَى أنْ يُنْشَعا
" يا هِنْدُ ما أسْرَعَ ما تَسَعْسَعَا قلتُ : قالَ بعْضُهُم : إنَّ الرَّجَزَ للعَجّاجِ قلتُ : الصَّوابُ أنَّهُ لرُؤْبَةَ يَصِفُ تَميماً والرِّوايَةُ :
" إنَّ تَميماً لمْ يُرَاضِعْ مُسْبَعاً
" ولَمْ تَلِدْهُ أُمُّهُ مُقَنَّعَا
" فتَمَّ يُسْقَى وأبَى أنْ يَرْضَعا
" قالَ الحَوَازِي وأبَى أنْ يُنْشَعَا
" أشَرْيَةٌ في قَرْيَةٍ ما أشْنَعَا
" وغَضْبَةٌ في هَضْبَةِ م أمْنَعَا هكذا أنْشَدَهُ اللَّيْثُ وقالَ : أبَى أنْ يُعْطَى أجْرَ الحَازِيِ هكذا فسَّرَه وغَلِطَ الجَوْهَرِيُّ في إنشادِ الرَّجَزِ فأنْشَدَ على مَعْنىً ذكَرَه كما تَقَدَّمَ أي : أوْرَدَهُ تَحْتَ قَوْلِه : وقدْ نَشَعْتُ الصَّبِيَّ الوَجُورَ وأنْشَعْتُه مِثْلُ : وجَرْتُه وأوْجَرْتُه وفي التَّكْمِلَةِ : قالَ رُؤْبَةُ ويا هِنْدُ...... . مُقَدَّمُ وقالَ الحَوَازِي مُؤَخَّرٌ وبَيْنَهُمَا أكْثَرُ منْ مائَةٍ وخَمْسِينَ مَشْطُوراً
قلتُ : ولمْ يُورِدِ الأزْهَرِيُّ ولا ابْنُ سِيدَه هذا الرَّجَزَ إلا الشّطْرَ الأوَّلَ هكذا :
" قالَ الحَوازِي واسْتَحَتْ أنْ تُنْشَعَا ثُمَّ قالَ ابنُ سِيدَه : الحَوازِي : الكَوَاهِنُ واسْتَحَتْ أنْ تَأْخُذَ أجْرَ الكَهَانَةِ وفي التَّهْذِيبِ : واشْتَهَتْ أنْ تُنْشَعَا
قلتُ : وفي بَعْضِ نُسَخِ العَيْنِ : وأبَتْ أنْ تُنْشَعَِا وقالَ ابنُ بَرِّيّ : البَيْتَانِ اللَّذانِ أوْرَدَهُمَا الجَوْهَرِيُّ منَ الأُرْجُوزَةِ لا يَلِي أحَدُهُمُا الآخَرَ والضَّمِيرُ في يُنْشَعَا غيرُ الّذِي في تَسَعْسَعَا لأنَّه يَعودُ في يُنْشَعَا على تَمِيمٍ أبي القَبيلَةِ بدَليلَ قَوْلِه . قبلَ هذا البَيْتِ : إنَّ تَميماً... . . الخ ثمَّ قالَ بَعْدَه :
" أشَرْيَةٌ في قَرْيَةٍ ما أشْنَعا . أي : قالَتِ الحَوازِي هذا المَوْلُود شَرْيَةٌ في قَرْيَةٍ أي : حَنْظَلَةٌ في قَرْيَةِ نمْلٍ أي : تَمِيمٌ وأوْلادُه مُرُّونَ كالحَنْظَلِ كَيِيرُونَ كالنَّمْلِ قال ابنُ حَمْزَةَ : ومَعْنَى : أنْ يُنْشَعَا أي أنْ يُؤْخَذَ قَهْراً فتأمَّلْ ذلك
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : أنْشَعَ فُلاناً بِشَرْبَةٍ : إذا أغاثَهث بها وهوَ مجازٌ
وانْتَشَعَ الرَّجُلُ : مِثْلُ : اسْتَعَطَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ
وانْتَشَعَ : انْتَزَعَ الشَّيءَ بعُنْفٍ وقد تَقدَّمَ ذلك في كَلامِ المُصَنِّف عندَ ذِكْرِ النُّشاعَةِ
والمِنْشَعُ كمِنْبَرٍ : المُسْعُطُ عن ابنِ دُرَيْدٍ وذكَرَه ابنُ بَرِّيٍّ أيْضاً ولَيْسَ في نَصِّهِمَا ما يدُلُّ على أنَّه كمِنْبَرٍ والمَعْرُوفُ أنَّهُ كالمُسْعُطِ زِنَةً ومَعْنىً فتأمّلْ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ : النَّشْعُ بالفَتْحِ : جُعْلُ الكاهِنِ كما في المُحْكَمِ ونَشَعَ الكاهِنَ نَشْعاً : جَعَلَ لَهُ جُعْلاً كما في الأسَاسِ
وذَاتُ النُّشُوعِ : فَرَسُ بَسْطَامِ بنِ قَيْسٍ هُنَا ذكَرَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ وقد تَقَدَّم في نسع و نسر
وقالَ أبو حَنِيفَةَ : قالَ الأحْمَرُ : نَشَعَ الطِّيبَ : شَمَّهُ
والنَّشَعُ مُحَرَّكَةً منَ الماءِ : ما خَبُثَ طَعْمُه
الشَّعْشَع والشَّعْشاع والشَّعْشَعان وهذه عن ابْن دُرَيْدٍ والشَّعْشَعانيُّ : الطويلُ الحسَن الخفيفُ اللحمِ من الرِّجال شُبِّه بالخَمرِ المُشَعْشَعَةِ لرِقَّتِها وياءُ النَّسَبِ في الشَّعْشَعانيِّ لغيرِ عِلَّةٍ إنّما هو من بابِ أَحْمَرَ وأَحْمَرِيٍّ ودَوّارِيٍّ وقيل : الشَّعْشاعُ والشَّعْشَعانيُّ والشَّعْشَعان : الطويلُ العنُقِ من الرِّجالِ فقط وذكرَ له نَظائرَ ولم يَذْكُرْ الجَوْهَرِيّ الشَّعْشَعانيَّ وذَكَرَ ما عَداها . قيل : الشَّعْشاع : الخفيفُ في السفَر أو خفيفُ الرُّوح قيل : الحسَنُ الوجهِ وقيل الطويل ومنه حديثُ البَيعة : " فجاءَ رجُلٌ شَعْشَاعٌ " أي طويلٌ وشاهدُ الشَّعْشَع كَجَعْفَرٍ : حديثُ سُفيانَ بنِ خالدِ بن نُبَيْحٍ الهُذَليِّ : تراهُ عظيماً شَعْشَعاً . الشَّعْشاع : المُتَفرِّق نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ للراجز :
" صَدْقُ اللِّقاءِ غَيْرُ شَعْشَاعِ الغَدَرْ يقول : هو جميعُ الهِمَّةِ غيرُ مُتَفَرِّقِها . الشَّعْشاع : الظِّلُّ غيرُ الكثيف ويقال : هو الذي لم يُظِلَّكَ كلُّه ففيه فُرَجٌ . والشَّعَاع كَسَحَابٍ : التفريقُ يقال : شَعَّ البعيرُ بَوْلَه يَشُعُّه شَعَّاً وشَعاعاً أي فرَّقَه . الشَّعَاع : تفَرُّقُ الدمِ وغيرِه نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ لشاعرٍ - وهو قَيْسُ بنُ الخَطيم - :
طَعَنْتُ ابنَ عَبْدِ القَيسِ طَعْنَةَ ثائِر ... لها نَفَذٌ لولا الشَّعاعُ أضاءَها
هكذا يُروى بفتحِ الشين وقال أبو يوسف : أنشدَني ابنُ مَعْنٍ عن الأَصْمَعِيّ : لولا الشُّعاع بضمِّ الشين وقال : هو ضَوْءُ الدم وحُمرَتُه وتفَرُّقُه قال ابنُ سِيدَه : فلا أدري أقالَه وَضْعَاً أم على التشبيه ؟ وفسَّرَ الأَزْهَرِيّ هذا البيتَ فقال : لولا انتِشارُ سُنَنِ الدمِ لأضاءَها النَّفَذُ حتى تَسْتَبين وقال أيضاً : شُعاعُ الدم : ما انتشرَ إذا اسْتنَّ من خَرْقِ الطَّعنةِ وقال غيرُه : ذَهَبَ دمُه شَعاعاً أي مُتفرِّقاً . وقال أبو زَيْدٍ : شاعَ الشيءُ يَشيعُ وشَعَّ يَشِعُّ شَعَّاً وشَعاعاً كلاهما إذا تفرَّق . الشَّعاع : الرأيُ المُتفرِّق نقله الجَوْهَرِيّ . الشَّعاع من السُّنْبل : سَفاهُ إذا يَبِسَ ما دامَ على السُّنبُل ويُثَلَّث كما في اللِّسان واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الفتح . الشَّعَاع من اللبَن : الضَّياح يقال : سَقَيْتُه لَبَنَاً شَعاعً كأنّه أُخِذَ من التفرُّق إذا أُكثِرَ ماؤُه عن ابنِ شُمَيْل . الشَّعَاع من النفوس : التي تفرَّقَتْ همومُها هكذا في النسخ وصوابُه هِمَمُها كما هو نصُّ الجَوْهَرِيّ وزادَ الزَّمَخْشَرِيّ : وآراؤُها فلا تتَّجِهُ لأمرٍ جَزْمٍ وأنشدَ الجَوْهَرِيّ للشاعرِ - وهو قَيْسُ بنُ ذَريحٍ - :
فَقَدْتُكِ من نفسٍ شَعَاعٍ أَلَمْ أكُنْ ... نَهَيْتُكِ عن هذا وأنتِ جَميعُ وأنشدَ غيرُه له :
فَلَمْ أَلْفِظْكِ من شِبَعٍ ولكنْ ... أُقَضِّي حاجَةَ النَّفسِ الشَّعَاعِ قال ابنُ بَرّيّ : ومِثلُ هذا لقَيسِ بنِ مُعاذِ مَجْنُونِ بَني عامر :
فلا تَتْرُكي نَفْسِي شَعاعاً فإنّها ... من الوَجدِ قد كادَتْ عَلَيْكِ تَذوبُ وذَهبوا شَعاعاً أي مُتفَرِّقين وكذا تَطايروا وفي حديثِ أبي بكرٍ رَضِيَ الله تعالى عنه : سَتَرَوْنَ بَعْدِي مُلْكاً عَضوضاً وأمَّةً شَعاعاً . أي مُتفَرِّقين . وطارَ فُؤادُه شعاعاً أي تفرّقتْ هُمومُه ويقال : ذَهَبَتْ نَفْسِي شَعاعاً إذا انتشرَ رَأْيُها فلم يتَّجِه لأمرٍ جَزمٍ . وشُعاعُ الشمسِ وشُعُّها بضمِّهما الأخيرةُ عن أبي عمرو : الذي تراه عند ذُرورِها كأنّه الحِبالُ أو القُضبانُ مُقبِلَةً عليك إذا نظرتَ إليها أو الذي يَنْتَشِرُ من ضَوْئِها وبه فُسِّرَ قولُ قيسِ بنِ الخَطيمِ على روايةِ من روى : الشُّعاع بالضَّمّ كما تقدّم أو الذي تراه مُمتَدّاً كالرِّماحِ بُعَيْدَ الطُّلوعِ وما أَشْبَهه وقد جَمَعَ الجَوْهَرِيّ بين القولَيْن الأوّلَيْنِ فقال : شُعاعُ الشمس : ما يُرى من ضَوْئِها عند ذُرورِها كالقُضبان . الواحدةُ شُعاعَة بهاءٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ قال : ومنه حديثُ ليلةِ القَدْرِ : " إنَّ الشمسَ تَطْلُعُ من غَدِ يَوْمِها لا شُعاعَ لها " . ج : أَشِعَّةٌ وشُعُعٌ بضمَّتَيْن وشِعاعٌ بالكَسْر الأخيرُ نادر . وشَعَّ البعيرُ بَوْلَه يَشُعُّه : فرَّقَه وقطَّعَه كأَشَعَّه نقلهما الجَوْهَرِيّ . شَعَّ البَولُ يَشِعُّ بالكَسْر أو شَعَّ القومُ يَشِعُّ بالكَسْر أيضاً الأخيرُ عن ابْن الأَعْرابِيّ : تفَرَّقَ وانتشرَ فيه لَفٌّ ونَشَرٌ غيرُ مُرَتَّبٍ فالانتِشارُ للبَولِ وأَوْزَغَ به مثلُه وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ للأخطَل :
فطارَتْ شِلالاً وابْذَعَرَّتْ كأنَّها ... عِصابَةُ سَبْيٍ شَعَّ أن يَتَقَسَّما أي : تفَرَّقوا حِذارَ أن يَتَقَسَّموا . شع الغارةَ عليهم شَعّاً : وشَعْشَعها : صَبَّها وكذلك شَعَّ الخَيلَ وشَعْشَعها . والشَّعُّ : المُتَفَرِّقُ من كلِّ شيءٍ كالدمِ والرأيِ والهِمَم . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الشَّعُّ : العجَلَةُ كالشَّعيع وهو بمعنى المُتفَرِّق لا بمعنى العجَلة فلو قال : الشَّعَّ : المُتفَرِّق - كالشَّعيع - والعجلَة كان أَحْسَن . قال أبو عمروٍ : الشُّعُّ بالضَّمّ وحُقُّ الكَهْوَل : بَيْتُ العَنكبوت . والشُّعْشُع : كهُدْهُد : رجلٌ من عَبْسٍ له حديثٌ في نوادرِ أبي زيادٍ الكلابيِّ . وأَشَعَّ الزَّرْع : أَخْرَج شَعاعَه أي سَفاه نقله الجَوْهَرِيّ . أَشَعَّ السُّنبُل : اكْتنزَ حَبُّه ويَبِسَ . أَشَعَّتِ الشمسُ : نَشَرَتْ شُعاعَها أي ضَوْءَها نقله الجَوْهَرِيّ . قال :
إذا سَفِرَتْ تَلأْلأُ وَجْنَتاها ... كإشْعاعِ الغَزالةِ في الضَّحاءِوانْشَعَّ الذئبُ في الغنَمِ وانْشَلَّ فيها وأغارَ فيها واسْتَغار بمعنى واحدٍ . وشَعْشَعَ الشَّرابَ شَعْشَعةً : مَزَجَه نقله الجَوْهَرِيّ زادَ غَيْرُه بالماء وقيل : المُشَعْشَعَة : الخَمرُ التي أُرِقَّ مَزْجُها . شَعْشَع الثَّريدَةَ الزُّرَيْقاء : سَغْبَلها بالزيت وفي حديثِ واثِلةَ بنِ الأَسْقَع : أنّ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم دعا بقُرْصٍ فَكَسَره في صَحْفَةٍ ثمّ صَنَعَ فيها ماءً سُخناً وصَنَعَ فيها وَدَكَاً وصَنَعَ منه ثَريدَةً ثمّ شَعْشَعها ثمّ لَبَّقَها ثمّ صَعْنَبَها . قال بَعْضُهم : شَعْشَعَ الثَّريدَةَ أي رَفَعَ رَأْسَها كذلك صَعْلَكَها وصَعْنَبَها ويقال : صَعْنَبَها : رَفَعَ صَوْمَعتَها وحدَّدَ رَأْسَها قيل : شَعْشَعَها : طَوَّلَه أي طوَّلَ رَأْسَها مأخوذٌ من الشَّعشاع وهو الطويلُ من الناس فالضميرُ راجعٌ إلى الرأسِ أو شَعْشَعها : أَكْثَرَ وَدَكَها قاله ابْن دُرَيْدٍ قال غيرُه : أَكْثَرَ سَمْنَها وهو قولُ ابنِ شُمَيْلٍ والشَّعْشَعَةُ في الخَمرِ أكثرُ منه في الثريد . شَعْشَعَ الشيءَ : خَلَطَ بَعْضَه ببَعضٍ وبه فَسَّرَ ابنُ المُبارَكِ حديثَ واثِلَةَ الذي ذُكِرَ قال : كما يُشَعْشَعُ الشرابُ بالماء : إذا مُزِجَ به ورُوِيَتْ هذه اللفظةُ : سَغْسَغَها بسينَيْنِ مُهملَتَيْن وغَيْنَيْن مُعجمتَيْن أي رَوّاها دَسَمَاً كما سيأتي . وتَشَعْشعَ الشَّهْرُ : تَقَضَّى وبَقِيَ منه قليلٌ ومنه حديثُ عمرَ - رَضِيَ الله عنه - : إنّ الشهرَ قد تَشَعْشعَ فلو صُمنا بَقِيَّتَه . كأنّه ذَهَبَ به إلى رِقَّةِ الشهرِ وقِلَّةِ ما بَقِيَ منه كما يُشَعْشَعُ اللبَنُ بالماء وقد رُوِيَ أيضاً : تَشَعْسَعَ من الشُّسوعِ الذي هو البُعد بذلك فسَّرَه أبو عُبَيْدٍ وهذا لا يُوجِبُه التصريف ويُروى أيضاً بسينَيْنِ مُهملَتَيْن وقد ذُكِرَ في مَوْضِعه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : ظِلٌّ شَعْشَعٌ ومُشَعْشَعٌ : ليس بكَثيفٍ نقله الجَوْهَرِيّ . وشَعَّ السنبُلُ شَعاعَةً . وشَعْشَعَ عليهم الخَيلَ : أغارَ بها . وتَطايرَتْ العصا والقَصَبةُ شَعاعاً إذا ضَرَبْتَ بها على حائطٍ فَتَكَسَّرَتْ وتطايرَتْ قِصَداً وقِطَعاً . ومِشْفَرٌ شَعْشَعانِيّ : طويلٌ رقيقٌ قال العَجّاج :
تُبادِرُ الحَوضَ إذا الحَوضُ شُغِلْ ... بشَعْشعانِيٍّ صُهابِيٍّ هَدِلْ
" وَمَنْكِباها خَلْفَ أَوْرَاكِ الإبلْ وعنُقٌ شَعْشَاعٌ : طويل . والشَّعْشَعانَة من الإبل : الجَسيمة . وناقةٌ شَعْشَعانَةٌ نقله الجَوْهَرِيّ وأنشدَ لذي الرُّمَّة :
هَيْهَاتَ خَرْقَاءُ إلاّ أنْ يُقَرِّبَها ... ذو العَرشِ والشَّعْشَعاناتُ العَياهِيمُ هكذا أنشدَه الجَوْهَرِيّ وتَبِعَه صاحبُ اللِّسان وقرأتُ بخطِّ شَيْخِ مَشايخِ شيوخِنا عبدِ القادرِ بنِ عمرَ البغداديِّ على هامشِ الصحاحِ ما نصُّه : صوابُه :
" والشَّعْشَعاناتُ الهَراجيبُ لأنّ ما بَعْدَه :
مِن كلِّ نَضّاخَةِ الذِّفْرى يَمانِيَةٍ ... كأنَّها أَسْفَعُ الخَدَّيْنِ مَذْؤُوبُ ورجلٌ شُعْشُعٌ كهُدْهُدٍ : خَفيفٌ في السفَرِ . وقال ثعلبٌ : غلامٌ شُعْشُعٌ : خفيفٌ في السفَر فَقَصَره على الغلام ويقال : الشُّعْشُع : الغلامُ الحسَنُ الوَجهِ الخفيفُ الرُّوح بضمِّ الشينِ عن أبي عمرو . والشَّعْشاع بالفَتْح : شَجَر . وقريةٌ بمِصر