وَطِئَهُ بالكسر يَطَؤُهُ وَطْأً : داسَهُ برِجْلِه ووَطِئْنا العَدُوَّ بالخَيْلِ أَي دُسْناهم قال سيبويه : وأَمَّا وَطِئَ يَطَأُ فمثلُ وَرِمَ يَرِمُ ولكنَّهم فَتَحوا يَفْعل وأَصلُه الكسر كما قالوا : قرأَ يقرأُ وقرأَ بعضُهم " طه وما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى " بتسكين الهاء وقالوا : أَرادَ طَإِ الأَرضَ بقَدَمَيْكَ جميعاً لأنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كانَ يرفَع إِحدى رِجْلَيْه في صَلاتِه قال ابنُ جِنِّي : فالهاءُ على هذا بَدَلٌ من همزَةِ طَأْ كَوَطَّأَهُ مُضَعَّفاً قال شيخُنا : التضعيفُ للمبالغة وأَغفله الأَكْثَرُ وتَوَطَّأَهُ حكاه الجوهرِيّ وابنُ القطَّاع وهذا ممَّا جاءَ فيه فَعِلَ وفَعَّلَ وتَفَعَّلَ . قال الجوهرِيّ : ولا يقال تَوَطَّيْتُ أَي بالياءِ بدل الهمزة . ووَطِئَ المرأَةَ يَطَؤُها : جامَعَها قال الجوهرِيّ : وَطِئْتُ الشَّيءَ برِجْلي وَطْأً ووَطِئَ الرجلُ امرأتَه يَطَأُ فيهما سقطت الواوُ من يَطَأُ كما سقطت من يَسَعُ لتَعَدِّيهما لأنَّ فَعِلَ يَفْعَل ممَّا اعتلَّ فاؤُه لا يكون إِلاَّ لازِماً فلمَّا جاءا من بين أَخَواتِهما مُتَعَدِّيَيْن خُولِفَ بهما نَظائِرُهما . ووَطُؤَ ككَرُمَ يَوْطَؤُ على القياس في المضموم يقال : وطُؤَتِ الدَّابَّة وَطْأً . ووَطُؤَ الموضعُ يَوْطُؤُ طِئَةً ووُطُوءةً وطاءةً أَي صارَ وَطِيئاً سهلاً . ووَطَّأْتُهُ تَوْطِئَةً وقد وَطَّأَها الله . والوَطِيءُ من كلِّ شيءٍ : ما سَهُلَ ولانَ وفراشٌ وَطِيءٌ : لا يُؤْذي جَنْبَ النَّائِم . وتَوَطَّأْتُهُ بقَدَمي . واسْتَوْطَأَهُ أَي المَرْكَبَ : وَجَدَهُ وَطِيئاً بيِّنَ الوَطاءةِ بالفتح ممدود والوُطُوءةِ بالضمّ ممدود وكلاهما مَقيسٌ والطِّئَةِ بالكسر والطَّأَةِ بالفتح كالجِعَةِ والجَعَةِ وأَنشدوا للكُمَيْتِ :
أَغْشَى المَكارِهَ أَحْياناً ويَحْمِلُني ... منه على طَأَةٍ والدَّهْر ذُو نُوَبِأَي على حالةٍ ليِّنَةٍ وهو مَجازٌ . وقال ابنُ الأَعرابيّ : دابَّةٌ وَطِيءٌ بيِّن الطَّأَةِ بالفتح ونعوذُ بالله من طِئَةِ الذَّليْلِ معناه : من أَنْ يَطَأَني ويَحْقِرَني قالَه اللِّحْيانِيّ . وأَوْطَأَهُ غيرَهُ وأَوْطَأَهُ فَرَسَهُ أَي حَمَلَهُ عليه فوَطِئَهُ وأَوْطَأْتُ فُلاناً دابَّتي حتَّى وَطِئَها . وأَوْطَأَهُ العَشْوَةَ بالألف واللام وأَوْطَأَهُ عَشْوَةً من غير اللام بتثليث العَيْنِ فيهما أَي أَركَبَهُ على غيرِ هُدًى من الطريق يقال : من أَوْطَأَكَ عَشْوَةً . والوَطْأَةُ مثل الضَّغْطَةُ أَو الأَخْذَةُ الشَّديدة . وفي الأَساس : ومن المجازِ وَطِئَهم العَدُوُّ وَطْأَةً مُنْكَرَةً . وفي الحديث " اللَّهمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ على مُضَرَ " أَي خُذْهم أَخذاً شديداً . ووَطِئْنا العَدُوَّ وَطْأَةً شديدةً ووَطِئَهُمْ وَطْأً ثَقيلاً . قلت : وكانَ حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ يَرْوي هذا الحديث " اللَّهمَّ اشْدُدْ وَطْدَتَكَ على مُضَرَ " . والوَطْدُ : الإثباتُ والغَمْزُ في الأَرضِ . وفي الحديث " وإِنَّ آخِرَ وَطْأَةٍ وَطِئَها اللهُ بوَج " والمعنى أنَّ آخِرَ أَخْذَةٍ ووَقْعَةٍ أَوقَعَها الله بالكفَّارِ كانت بوَجٍّ . والوَطْءُ في الأَصلِ : الدَّوْسُ بالقَدَمِ سمِّيَ به الغَمْزُ والقَتْلُ لأنَّ مَن يَطَأُ على الشَّيءِ برِجْلِه فقد استَقْصى في هَلاكِه وإهانَته . وثَبَّتَ اللهُ وَطْأَتَهُ وهو في عَيْشٍ وَطِيءٍ وأَحَبَّ وَطَاءةَ العَيْشِ . والوَطْأَةُ : موضعُ القَدَم كالمَوْطَإِ بالفتح شاذٌّ والمَوْطِئِ بالكسرِ على القياس وهذه عن الليث يقال : هذا مَوْطِئُ قَدَمكَ قال الليث : وكلُّ شيءٍ يكون الفعلُ منه على فَعِل يَفْعَلُ مثل سَمِعَ يسمَعُ فإنَّ المَفْعَلَ منه مفتوحُ العَيْنِ إِلاَّ ما كانَ من بنات الواوِ على بناءِ وَطِئَ يَطَأُ . قال في المَشُوف : وكأَنَّ الليثَ نظرَ إلى أَنَّ الأَصلَ هو الكسر كما قال سيبويه فيكون كالمَوْعِد لكنَّ هذا أَصلٌ مَرفوضٌ فلا يُعْتَدُّ به وإنَّما يُعتبرُ اللفظ المستعملُ فلذلك كانَ الفَتْحُ هو القياسَ انتهى . وفي حديث عبد الله " لا يُتَوَضَّأُ من مَوْطَإٍ " أَي ما يُوطَأُ من الأَذَى في الطريق أَراد أَن لا يُعيدَ الوُضوءَ منه لا أَنَّهم كانوا لا يَغْسِلونه ووَطَأَهُ بالتخفيف : هيَّأَهُ ودَمَّثَهُ بالتشديد وسَهَّلَهُ الثلاثة بمعنًى كَوَطَّأَهُ في الكُلِّ كذا في نسختنا وفي نسخة شيخُنا : كواطَأَهُ من المُفاعلة ولا تقُل وَطَّيْتُ فاتَّطَأَ أَي تَهَيَّأَ وفي الحديث " أَنَّ جِبْريلَ صَلَّى بِيَ العِشاءَ حينَ غابَ الشَّفَقُ واتَّطَأَ العِشاءَ " وهو افْتَعَل من وَطَّأْتُه أَراد أَنَّ الظلامَ كَمُلَ . وفي الفائق : حينَ غابَ الشَّفَقُ وائْتَطَى العِشاءُ قال : وهو من قولِ بني قَيْسٍ : لم يأْتَطِ الجِدادُ ومعناه : لم يأْتِ حينُه وقد ائْتَطَى يأْتَطِي كأْتَلَى يأْتَلِي بمعنى المُساعَفَةِ المُوافقَةِ وفيه وجه آخر مذكور في لسان العرب . والوِطاءُ ككتاب هو المشهور الوَطاءُ مثل سَحَابٍ حُكِي عن الكسائيّ نسبَه إليه خُروجاً عن العُهْدَةِ إِذْ أَنكرَه كثيرون : خِلافُ الغِطاءِ والوَطْءُ بالفتح والوَطاءُ كسحاب والمِيطَأُ على مِفْعَل قال غَيْلانُ الرَّبَعِيُّ يصفُ حَلْبَةً :
" أَمْسوا فَعَادوهُنَّ نَحْوَ المِيطَاما انخفضَ من الأَرضِ بينَ النِّشَازِ بالكسر جَمْع نَشَزٍ محرَّكة والأَشْراف جمع شَرَفٍ والمراد بهما الأَماكن المُرتفعَةُ وفي بعض النُّسخ ضُبط الإشراف بالكسر ويقال : هذه أرضٌ مُسْتَوِيَةٌ لا رِباءَ فيها ولا وِطاءَ أَي لا صعودَ فيها ولا انخفاض . وقد وطَّأَها الله تعالى وفي حديث القَدَر " وآثارٍ مَوْطُوءةٍ " أَي مَسْلوك عليها بما سَبَق به القَدَرُ من خيرٍ أَو شَرّ . وواطَأَه على الأَمرِ مُواطَأَةً ووِطاءً : وافَقَهُ كتَواطَأَهُ وتَوَطَّأَهُ وفلانٌ يُواطِئُ اسمُه اسمي وتَوَاطَؤوا عليه توافَقوا وقوله تعالى " لِيُواطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ " هو من واطَأْتُ . وتَواطَأْنا عليه وتَواطَأْنا : توافَقْنا والمُتَواطِئُ : المُتوافِقُ وفي حديث ليلة القَدْرِ " أَرى رُؤْياكُمْ قد تَواطَتْ في العَشْرِ الأَواخِرِ " قال ابنُ الأَثير : هكذا رُوِي بترك الهمز وهو من المُواطَأَةِ وحقيقتُه كأَنَّ كُلاًّ منهما وَطِئَ ما وَطِئَه الآخرُ وفي الأَساس : وكلُّ أَحَدٍ يُخْبِرُ برسولِ الله صلى الله عليه وسلم بغَيْرِ تَوَاطُؤٍ ونقل شيخُنا عن بعض أَهل الاشتقاق أَنَّ أَصل المُواطَأَةِ أَن يَطَأَ الرَّجُلُ برِجْله مكان رِجْلِ صاحبِه ثمَّ استُعمِل في كلِّ مُوافقةٍ . انتهى . قلت : فتكون المُواطَأَةُ على هذا من المَجاز . وفي لسان العرب : ومن ذلك قوله تعالى " إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هي أَشَدُّ وِطاءً " بالمدّ أَي مُواطَأَةً قال : وهي المُواتاةُ أَي مُواتاةُ السَّمْعِ والبَصرِ إِيَّاهُ وقُرِئَ " أَشَدُّ وَطْأً " أَي قياماً . وفي التهذيب قرأَ أبو عمرٍو وابنُ عامر وِطاءً بكسر الواو وفتح الطاءِ والمدّ والهَمْز من المُواطَأَةِ هي الموافقة وقرأَ ابنُ كَثِير ونافعٌ وعاصمٌ وحمزَةُ والكسائيُّ : وَطْأً بفتح الواو ساكنة الطاء مقصورة مهموزة والأَوَّل اختيارُ أبي حاتمٍ وروى المُنْذِرِيُّ عن أبي الهيثم أَنَّه اختارها أيضاً . والوَطِيئَةُ كسفينةٍ قال ابن الأَعرابيّ : هي الحَيْسَةُ وفي الصحاح أنَّها ضَرْبٌ من الطعام أَو هي تَمْرٌ يُخْرَجُ نُواهُ ويُعْجَنُ بلَبَنٍ وقيل : هي الأَقِطُ بالسُّكَّرِ . وفي التهذيب : الوَطِيئَةُ : طعامٌ للعرب يُتَّخَذُ من التَّمْرِ وهو أَن يُجعل في بُرْمَةٍ ويُصبُّ عليه الماءُ والسَّمْنُ إن كان ولا يُخلط به أَقِطٌ ثمَّ يُشرب كما تُشربُ الحَيْسَةُ . وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الوَطِيئَةُ : مثلِ الحَيْسِ تمرٌ وأَقِطٌ يُعجنانِ بالسَّمْنِ . وروى عن المفضَّل : الوَطِيءُ والوَطِيئَةُ : العَصيدَةُ الناعِمَةُ فإذا ثَخُنَتْ فهي النَّفيتَةُ فإذا زادتْ قليلاً فهي النَّفيثَةُ فإذا زادتْ فهي اللَّفيتَةُ فإذا تعلَّكَتْ فهي العَصيدَةُ وقيل : الوَطيئَةُ شيءٌ كالغِرارَةِ أَو هي الغِرارَةُ يكون فيها القَديدُ والكَعْكُ وغيرهما وفي الحديث " فأَخْرَجَ إلَيْنا ثَلاثَ أُكَلٍ من وَطِيئَةٍ " أَي ثلاث قُرَصٍ من غِرَارة . وواطَأَ الشَّاعِرُ في الشِّعْرِ وأَوْطَأَ فيه وأَوْطَأَهُ إِيطاءً ووَطَّأَ وآطَأَ على إبدال الألف من الواو وأَطَّأَ : كرَّرَ القافِيَةَ لفظاً ومعنًى مع الاتحاد في التعريف والتنكير فإن اتَّفقَ اللفظُ واختلف المعنى فليس بإِيطٍ وكذا لو اختلفا تعريفاً وتنكيراً وقال الأَخفش : الإِيطاءُ : رَدُّ كلمةٍ قد قَفَّيْتَ بها مرَّةً نحو قافيةٍ على رَجُل وأُخرى على رَجُل في قصيدةٍ فهذا عَيْبٌ عند العرب لا يختلفون فيه وقد يقولونه مع ذلك قال النابغة :
أَو أَضَعُ البَيْتَ في سَوْداءَ مُظْلِمَةٍ ... تُقَيِّدُ العَيْرَ لا يَسْري بها السَّارِي ثمَّ قال :
لا يَخْفِضُ الرِّزَّ عن أَرْضٍ أَلَمَّ بها ... ولا يَضِلُّ على مِصْباحِهِ السَّارِيقال ابنُ جِنِّي : ووجهُ استقباحِ العرب الإِيطاءَ أَنَّه دالٌّ عندهم على قلَّةِ مادَّةِ الشَّاعر ونَزارَةِ ما عنده حتَّى اضطُرَّ إلى إعادة القافية الواحدة في القصيدة بلفْظِها ومعناها فيَجْري هذا عندهم لِمَا ذَكرناه مَجْرى العِيِّ والحَصَرِ وأَصله أن يَطَأَ الإنسانُ في طريقه على أَثَرِ وَطْءٍ قبلَه فيُعيدَ الوَطْءَ على ذلك الموضع وكذلك إعادَةُ القافية من هذا وقال أبو عمرو بن العلاءِ : الإِيطاءُ ليس بعَيْبٍ في الشِّعر عند العرب وهو إعادَةُ القافية مرَّتين . ورُوِيَ عن ابنُ سَلامٍ الجمحي أَنَّه قال : إذا كَثُرَ الإِيطاءُ في قصيدةٍ مرَّاتٍ فهو عَيْبٌ عندهم . والوَطَأَةُ محرَّكةً ككَتَبةٍ في جمع كاتب والواطِئَةُ : المارَّةُ والسَّابِلَةُ سُمُّوا بذلك لوَطْئِهم الطَّريقَ وفي التهذيب : الوَطَأَةُ : هم أَبناءُ السَّبيلِ من النَّاسِ لأنَّهم يَطَؤون الأَرضَ . وفي الحديث أَنَّه قال للخُرَّاصِ " احْتاطُوا لأَهْلِ الأَمْوالِ في النَّائبة والواطِئَة " يقول : استَظْهِروا لهم في الخَرْصِ لما يَنوبُهم وينزِلُ بهم من الضيفان . واسْتَطَأَ كذا في النسخ والصواب اتَّطَأَ كافْتَعَلَ إذا استقامَ وبَلَغَ نِهايَتَهُ وتَهَيَّأَ مُطاوِع وَطَّأَه تَوْطِئَةً . وفي الأَساس : ومن المجاز يقال للمضياف : رجلٌ مُوَطَّأُ الأَكنافِ كمُعَظَّم ووطِيئُها وتقول : فيه وَطَاءةُ الخُلُقِ ووَضاءةُ الخَلْقِ : سَهْل الجوانب دَمِثٌ كريمٌ مِضْيافٌ ينزل به الأَضياف فيَقْريهم ورجلٌ وَطِيءُ الخُلُقِ على المَثَلِ أَو رجل يَتَمَكَّنُ في ناحيَتِهِ صاحِبُهُ بالرفع فاعل يتمكَّن غيرَ مُؤْذًى ولا نابٍ به موضعه كذا في النهاية وفي الحديث " ألا أُخْبِرُكُمْ بأَحبِّكُمْ إليَّ وأَقْرَبَكُمْ منِّي مَجالِسَ يَوْمَ القِيامَةِ ؟ أَحاسِنُكُمْ أَخْلاقاً المُوَطَّؤونَ أَكْنافاً الذين يأْلَفونَ ويُؤْلَفونَ " قال ابنُ الأَثير : هذا مَثَلٌ وحقيقتُه من التَّوْطِئَةِ وهي التَّمْهيدُ والتَّذْليل . وفي حديث عمَّار أَنَّ رجلاً وَشَى به إلى عُمَرَ فقال : " اللَّهُمَّ إِنْ كانَ كَذَبَ عَلَيَّ فاجْعَلْهُ مُوَطَّأَ العَقِبِ " يقال : رجلٌ مُوَطَّأُ العَقِبِ أَي سُلطانٌ يُتَّبَعُ ويُوطَأُ عَقِبُهُ أَي كثير الأَتْباعِ دَعَا عليه بأَن يكون سُلْطاناً أَو مُقَدَّماً فيتبَعُه النَّاسُ ويمشون وراءه . وفي الحديث أَنَّ رِعاءَ الإبلِ ورِعاءَ الغَنَم تَفاخَروا عنده فأَوْطَؤوهم رِعاءَ الإبل أَي غلبوهم وقهروهم بالحُجَّة وأَصله أَنَّ من صارَعْتَه أَو قاتلْتَه فصرعته فقد وَطِئْتَه وأَوْطَأْتَه غيرَك . والمعنى جعلوهم يُوطَؤونَ قهراً وغَلَبَةً . وفي حديث عليٍّ " كنتُ أَطَأُ ذِكْرَه " أَي أُغَطِّي خَبَرَه وهو كِنايةٌ عن الإخْفاءِ والسَّتْرِ . وقيل : الواطِئَةُ : سُقاطَةُ التَّمْرِ هي فاعِلَةٌ بمعنى مَفْعُولَةٍ لأنَّها تَقَعُ فتَوْطَأُ بالأَقدام وقيل : هي من الوَطَايَا جمعُ وَطيئَةٍ تجري مجرى العَرِيَّةِ سمِّيت بذلك لأنَّ صاحبها وطَّأَها لأهلِها أَي ذَلَّلَها ومَهَّدَها فلا تَدْخُلُ في الخَرْصِ . وكان المناسب ذِكرها عند ذِكر الوَطيئَة . وهم أَي بنو فلان يَطَؤُهم الطَّريقُ أَي أَهله والمعنى ينزِلونَ بقُربِهِ فيَطَؤُهم أَهلُه حكاه سيبويه فهو من المجازِ المُرْسَل وقال ابنُ جِنِّي : فيه من السَّعَةِ إخْبارُكَ عمَّا لا يَصِحُّ وَطْؤُه بما يَصِحُّ وَطْؤُه فنقول قياساً على هذا : أَخذنا على الطريق الواطِئ لبني فلانٍ . ومررنا بقومٍ مَوْطُوئِينَ بالطَّريقِ ويا طَريقُ طَأْ بنا بني فلانٍ أَي أَدِّنا إليهم قال : ووجه التشبيه إخبارُك عن الطريق بما تُخبر به عن سالكيه فشبَّهْتَه بهم إذْ كانَ المُؤَدِّي له فكأَنَّه هم وأَمَّا التوكيد فلأنَّك إِذا أَخبرتَ عنه بوَطْئه إيَّاهم كانَ أَبلغَ من وَطْءِ سالكيه لهم وذلك أَنَّ الطَّريق مُقيمٌ مُلازمٌ وأَفعالُه مُقيمةٌ معه وثابتَةٌ بثَباتِه وليس كذلك أَهلُ الطَّريق لأنَّهم قد يَحْضُرون فيه وقد يَغيبون عنه وأَفعالُهم أيضاً حاضرةٌ وَقْتاً وغائبَةٌ آخَرَ فأَينَ هذا ممَّا أَفعالُه ثابتةٌ مستمرَّةٌ ؟ ولمَّا كانَ هذا كلاماً كانَ الغَرَضُ فيه المَدْحَ والثناءَ اختاروا له أَقوى اللفظين لأنَّه يُفيد أَقْوىالمَعْنَيَيْنِ كذا في اللسان . قال أَبو زيدٍ : اِيتَطَأَ الشَّهْرُ بوزن اِيتَطَعَ وذلك قبل النِّصْفِ بيومٍ وبعدَه بيوم . والمُوَطَّأُ : كتابُ الإمام مالكٍ إمامِ دارِ الهِجْرَة رضي الله عنه وأَصله الهمز . ْنَيَيْنِ كذا في اللسان . قال أَبو زيدٍ : اِيتَطَأَ الشَّهْرُ بوزن اِيتَطَعَ وذلك قبل النِّصْفِ بيومٍ وبعدَه بيوم . والمُوَطَّأُ : كتابُ الإمام مالكٍ إمامِ دارِ الهِجْرَة رضي الله عنه وأَصله الهمز
أَنْتَ في كَنَفِ اللهِ تَعاَلى مُحَرَّكَةً : أَي في حِرْزِه وسِتْرِهِ يَكْنُفُه بالكَلاءةِ وحُسْن الولايَةِ وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ في النَّجْوَى : " يُدْنَى المُؤْمِنُ من رَبِّهِ يومَ القِيامَةِ حتَّى يَضَعَ عليهِ كَنَفَه " قال ابنُ المُباركِ : يَعْنِي يَسْتُرُه وقِيلَ : يَرْحَمُه ويَلْطُفُ به وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : يَضَعُ اللهُ عليه كَنَفَه أي : رَحْمَتَه وبِرِّه وهو تمثِيلٌ لجَعلِه تحتَ ظِلِّ رَحْمَتِه يومَ القِيامةِ . وهو أَي : الكَنَفُ أيضاً : الجانِبُ قالَ ابنُ مُقْبلٍ :
إِذا تَأَنَّسَ يَبْغِيها بحاجَتِه ... إِنْ أَيْأَسَتْهُ وإِنْ جَرَّتْ له كَنَفَا
والكَنَفُ : الظِّلُّ يُقال : هو يَعِيشُ في كَنَفِ فُلانٍ : أَيْ في ظِلِّه . والكَنَفُ : النّاحِيَةُ كالكَنَفةٍ مُحَرَّكَةً أيضاً وهذه عن أَبي عُبَيْدَةَ والجَمْعُ : أَكْنافٌ . وأَكْنَافُ الجَبَل والوادِي : نَواحِيهِما حَيْثُ تَنْضَمُّ إِليه وفي حَدِيثِ جَرِيرِ بنِ عَبْدِ الله قال له : أَينَ مَنْزِلُكَ ؟ قالَ : بأَكْنافِ بِيشَةَ أَي نواحِيها . وكَنَفا الإِنسِانِ : جانِباهُ وناحِتاهُ عن يَمِينِه وشِمالِه وهُما حِضْناه وهُما العَضُدان والصَّدْرُ . ومن المجاز : الكَنَفُ من الطائر : جَناحُه وهُما كَنَفانِ يُقال حَرَّكَ الطائِرُ كَنَفَيْهِ قال ثَعْلَبَةُ بنُ صُعَيْرٍ يصفُ ناقَتَه :
وكأَنَّ عَيْبَتَها وفَضْلَ فِتانها ... فَنَنانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ نافِرِ وقال آخرُ :
عَنْسٌ مُذَكَّرَةٌ كَأنَّ عِفاءها ... سِقْطانِ من كَنَفَيْ ظَلِيمٍ جافِلِ وكَنَفَى كجَمَزى : ع كانَ بهِ وقْعَةٌ وأَسِرَ فِيها حاجِبُ بنُ زُرارَةَ بنِ عُدَسَ التَّمِيمِيُّ . وكَنَفَ الكَيّالُ يَكْنُفُ كَنْفاً حَسَناً : جَعَل يَدَيْهِ علَى رَأسِ القفِيظِ يُمْسِكُ بهما الطَّعامَ يُقال : كلْهُ ولا تَكنُفْه وكِلْهُ كَيْلاً غيرَ مَكْنُوفٍ . وكَنَفَ الإِبلَ والغَنَمَ يَكْنُفُها ويَكْنِفُها من حَدَّيْ نَصَرَ وضرَب نقَلَه الجَوْهرِيُّ واقْتَصَر على الإِبل : عَمِلَ لها حَظِيرَةً يُؤْوِيها إِلَيْها لتَقِيَها الرِّيحَ والبَرْدَ . وقال اللِّحْيانِيُّ : كَنَفَ لإِبِلهِ كَنِيفاً : اتَّخَذَه لَها . وكَنَفَ عَنْه : عَدَلَ نَقَله الجَوْهَريُّ وأَنْشَدَ للقُّطامِيِّ :
فَصالُوا وصُلْنَا واتَّقَوْنَا بما كِرٍ ... ليُعْلَمَ ما فِينَا عن البَيْعِ كانِفُ وهكذا أَنْشَدَه الصاغانِيُّ أيْضاً قالَ الأَصْمَعِيُّ : ويُرْوَى كاتِف قال ابنُ بَرِّيّ : والَّذِي في شِعْرِه :
" ليُعْلَمَ هَلْ مِنّا عن البَيْعِ كانِفُ وناقَةٌ كَنُوفٌ : تَسِيرُ هكَذا في النُّسَخِ وهو غَلطٌ صوابُه : تَسْتَتِرُ في كَنَفَةِ الإِبلِ من البَرْدِ إذا أَصابَها . أَوهِيَ التي تَعْتَزِلُها ناحِيةً تستَقْبِلُ الرِّيحَ لصِحَّتِها . وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : ناقَةٌ كَنُوفٌ : تَبْرَكُ في كَنَفِها مِثلُ القَذُورِ إلا أَنَّها لا تَسْتَبْعِدُ كما تَسْتَبْعِدُ كما تَسْتَبْعِدُ القَذُورُ . وقالَ ابنُ بَرِّي : ناقَةٌ كنُوفٌك تَبِيتُ في كَنَفِ الإِبِلِ : أي ناحِيَتِها وأَنشَدَ :
إِذا اسْتَثارَ كَنُوفاُ خِلْتَ ما بَرَكَتْ ... عليه تُنْدَفُ في حافاتِه العُطُبُوفي حَدِيث النَّخَعِيِّ : " لا تُؤْخَذُ في الصَّدَاقَةِ كَنُوفٌ " قالَ هُشَيْمٌ : الكَنُوفُ من الغَنَمِ : القاصِيَةُ التي لا تَمْشِي معَ الغَنَمِ . القاصِيَةُ التي لا تَمْشِي معَ الغَنَمِ . قال إبراهيمُ الحَرْبِيًّ رحمه الله تعالى : لا أَدْرِي لِمَ لا تُؤْخَذُ في الصَّدَقَةِ ؟ هل لاعْتِزالِها عن الغَنَمِ التي يَأْخُذُ منها المُصَدِّقُ وإِتْعابِها إيّاه ؟ قال : وأَظُنُّه أَرادَ أَن يَقُولَ : الكَشُوف فقال : الكَنُوف والكَشُوفُ : التي ضَربَها الفَحْلُ وهي حامِلٌ فنَهَى عن أَخْذِها لأَنَّها حامِلٌ وإلا فلا أَدْرِي هكَذا هو نَصُّ العُبابِ فتَأَمَّلْ عِبارةَ المُصَنّفِ كيفَ فَسَّرَ الكَنُوفَ بما هُوَ تفسيرٌ للكَشُوفِ . ويُقالُ : انْهَزَمُوا فما كانَتْ لهم كانِفَةٌ دُونَ المَنْزِلِ أَو العَسْكَرِ : أَي مَوْضِعٌ يَلْجَئُون إليه ولم يُفَسِّرْه ابنُ الأَعرابيِّ وفي التهذِيبِ : فما كانَ لهُمْ كانِفَةٌ دونَ العِسْكَر : أَي : حاجزٌ يَحْجُزُ العَدُوَّ عَنْهُم . ويُدْعَى على الإِنْسانِ فيُقال : لا تَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ : أَي لا تَحْفَظُه وقالَ اللّيْثُ : يُقالُ للإنْسانِ المَخْذُولِ : لاتَكْنُفُه من اللهِ كانِفَةٌ : أَي لا تَحْجُزُه وفي حَدِيثِ علي رضيَ اللهُ عنه : ولا يَكُنْ للمُسْلِمين كانِفَةٌ أَي : ساتِرَةٌ والهاءُ للمُبالَغَةِ . والكِنْفُ بالكَسْرٍ : الزَّنْفَلِيجَةُ وهي : وِعاءٌ طَوِيلٌ تَكُونُ فيه أَدَاة الرَّاعِي ومَتاعُه . أَو هو وِعاءُ أَسْقاطِ التّاجِرِ ومَتاعِه وفي الحَدِيثِ : " أَنّ عَمَرَ ألْبَسَ عِياضاً رضي اللهُ عنهما مِدْرَعَةَ صُوفٍ ودَفَع إلَيْهِ كِنْف الرّاعِي " قال اللِّحْيانِيُّ : هو مِثلُ العَيْبَة يُقال : جاءَ فلانٌ بكنِفْفٍ فيه مَتاعٌ . وإِنَّما سُمِّي به لأَنَّه يَكْنُف ما جُعِلَ فيه أَي : يَحْفَظُه . والكُنْفُ بالضمِّ : جمعُ الكَنُوفِ من النُّوقِ قد تَقَدّمَ تفسيرُه . وأيضاً : جَمْعُ الكَنِيفِ كأَمِيرٍ وهو بمعنَى السُّتْرَة وبه فُسِّرَ حَديثُ أَبي بَكرٍ رضي الله عنه : " أَنّه أَشْرَفَ من كَنيفٍ " أَي : من سُتْرَةٍ كما في العُبابِ وأَهْلُ العِراقِ يُسَمُّون ما أَشْرَعُوا من أَعالِي دُورِهِم كَنيفاً . والكَنِيفُ أيضاً : السّاتِرُ قالَ لَبِيدٌ :
حَرِيماً حِنَ لمْ يَمْنَع حَرِيماً ... سُيُوفُهمُ ولا الحَجَفُ الكَنِيفُ والكَنِيفُ أيضاً : التُّرْسُ لسَتْرِه ويوصفُ به فيقال : تُرْسٌ كنِيفٌ كما هو في قَوْلِ لَبيدٍ . ومنه سُمِّيَ المِرْحاضُ كَنِيفاً وهو الَّذِي تُقْضَى فيه حاجَةُ الإِنسانِ كأَنّه كُنِفَ في أَسْتَرِ النَّواحِي . والكَنِيفُ : حَظِيرةٌ من شَجَرِ أَو خَشَبٍ تُتَّخَذُ للإِبِلِ زادَ الأَزْهَرِيُّ : وللغَنَمِ تَقِيها الرِّيحَ والبَرْدَ سُمِّيَ بذلِكَ لأَنّه يَكْنُفُها أَي يَسْتُرُها ويَقِيها ومنه قولُ كَعْبِ بن مالِكٍ رضي الله عنه
" تَبِيتُ بَيْنَ الزَّرْبِ والكنِيفِ وشاهِدُ الجمع :
" لمّا تآزَيْنَا إلى دِفْءِ الكُنُفْوالكَنِيفُ : النَّخْلُ يُقْطَعُ فيَنْبُتُ نحَو الذِّراعِ وتُشَبَّهُ به اللِّحْيَةُ السَّوْداءُ فيقالُ : كأَنَّما لِحْيَتُه الكَنِيفُ . وكُنَيْفٌ كزُبَيْرٍ : عَلَمٌ ككانِفٍ كصاحِبٍ . ومن المجاز : كُنَيْفٌ : لقَبُ عبد اللهِ بنِ مَسْعُودٍ لَقَّبَه عُمَرُ رضيَ الله عنهُما فقالَ : كُنَيْفٌ مُلِئَ عِلْماً . وهذا هو المَشْهُورُ عند المحدثين خلافاً لما في الفتاوَى الظَّهِيريَّة أنه لقَّبَه إيّاهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أشارَ له شيخنا أَي : أَنّه وِعاءٌ للعِلْم تَشْبيهاً بوِعاءِ الرَّاعي الَّذِي يَضَعُ فيه كلَّ ما يَحْتاجُ إليهِ من الآلاتِ فكذلك قَلْبُ ابنِ مَسْعُودٍ قد جُمِع فيه كُلُّ ما يَحْتاجُ إليه الناسُ من العُلومِ وتَصْغِيرُه على جِهَةِ المَدْحِ له وهو تَصْغِيرُ تَعظِيمٍ للكِنْفٍِ كقولِ الحُبابِ ابنِ المُنْذِرِ : " أَنا جُذَيْلُها المُحَكَّكُ وعُذَيْقُها المُرَجَّبُ " . وكَنَفَه يَكْنُفُه كَنْفاً : صانَهُ وحَفِظَه وقِيلَ : حاطَهُ كما في الصِّحاح وقِيلَ : أَعانَه وقالَ ابنُ الأعرابيِّ : أَي ضَمَّهُ إليه وجَعَله في عِيالِه وقال غيرُه : أَي قامَ بهِ وجعَلَه في كَنَفِه وكُلُّ ذلك مُتقارِبٌ . كأَكْنَفَه فهو مُكْنَفٌ وهذهِ عن ابن الأعرابي يُقالُ : أَكْنَفَه أَي : أَتاهُ في حاجَةِ ؟ ٍ فقامَ له بها وأعانه عليها . وكَنَفَ الرَّجُلُ كَنِيفاً : إذا اتَّخَذَهُ يُقال : كَنَفَ الكَنيفَ يَكْنُفُه كَنْفاً وكُنُوفاً : إذا عَمِلَه . وكَنَفَ الدّارَ يَكْنُفها : اتَّخَذَ وجَعَلَ لَها كَنِيفاً وهو المِرْحاض . وأَبُو مُكْنِفٍ كمُحْسِنٍ ومَعْناهُ المُعِينُ : زَيْدُ الخَيْلِ بنُ مُهَلْهِلِ بنٍ زَيْدِ بن عبدِ رُضا الطائِيُّ : صحابيٌّ رضي الله عنه وسَمّاه النبي صلى الله عليه وسلم زَيْدَ الخَيْرِ وابنُه مُكْنِفٌ هذا كانَ له غَناءٌ في الرِّدَّةِ مع خالِدِ بن الوَلِيدِ وهو الذي فَتَح الرَّيَّ أَبو حَمّادِ الرّاوَيَةِ من سَبْيهِ . والتَّكْنِيفُ : الإِحاطَةُ بالشَّيءِ يقال : كَنَّفُوه تَكْنِيفاً : إذا أَحاطُوا به نقله الجَوْهَريُّ قالَ : ومن صِلاءُ مُكَنَّفٌ كمُعَظَّمٍ : أَي أُحِيطَ بهِ من جَوانِبِه . وقال ابنُ عَبّادٍ : رَجُلٌ مُكَنَّفُ اللِّحْيَةِ : أَي عَظِيمُها . قال : ولِحْيَةٌ مُكَنَّفَةٌ أيضاً : أي عَظِيمةُ الأَكْنافِ : أَي الجَوانِبِ وإِنه لمُكَنَّفُها : أَي عَظِيمُها لا يَخْفَى أَنّه تَكْرار . واكْتَنَفُوا : اتَّخَذُوا كَنِيفاً : أَي حَظِيرَةً لإِبِلِهِم وكذا للغَنَمِ . واكْتَنَفُوا فُلاناً : إذا أحاطُوا بهِ من الجَوانِبِ واحْتَوَشُوه ومنه حَدِيثُ يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ : فاكْتَنَفْتُه أَنَا وصاحِبي أَي : أَحَطْنَا بهِ من جانِبَيْه كتَكَنَّفُوه ومنه قولُ عُرْوَةَ ابنِ الوَرْدِ :
سَقَوْنِي الخَمْرَ ثُمَّ تَكَنَّفُونِي ... عُدَاةُ اللهِ من كَذِبٍ وزُورِ وتقَدَّمَتْ قِصَّةُ البيتِ في يستعر . وكانَفَه مُكانَفَةُ : عاوَنَه ومنه حَدِيثُ الدُّعاءِ : " مَضوْا على شَاكِلَتِهم مُكانِفِينَ " أي : يَكْنُفُ بعضُهم بعضاً
ومما يستدرك عليه :يُقال بَنُو فلانٍ يَكْتَنِفُونَ بَنِي فلانٍ : أَي هُمْ نُزُولٌ في ناحِيَتِهم وكذا يَتَكَنَّفُونَ . وكَنَفَه عَن الشَّيْءِ : حَجَزَه عنه . وتَكَنَّفَه واْكْتَنَفَه : جَعَله في كَنَفِه ككنَفَهُ . وأَكْنَفَه الصَّيْدَ والطَّيْرَ : أَعانَه على تَصَيَّدِها . واكْتَنَفَت النّاقَةُ : تَسَتَّرَتْ في أَكْنافِ الإِبِلِ من البَرْدِ . وحكَى أَبو زَيْدِ : شاةٌ كَنْفاءُ : أَي حَدْباءُ كما في الصِّحاح . والمُكانِفُ : التي تَبْرُك من وَراءِ الإِبلِ عن ابنِ الأعرابيِّ . وفي الحديثِ : " شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُروطِهِنَّ فاخْتَمَرْنَ بهِ " أَي أَسْتَرَها وأَصْفَقَها ويُرْوى بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ والنونُ أَكثرُ . واكْتَنَفُوا : اتَّخَذُوا كَنِيفاً : أَي مرْحاضاً . وفي المُحِيطِ واللِّسان : تَكَنَّفَ القَومُ بالغُثاءِ وذلك أَنْ تَمُوتَ غَنَمُهُم هُزالاً فيحْظُرُوا بالَّتِي ماتَتْ حولَ الأَحياءِ التي بقِينَ فتَسْتُرُها من الرِّياحِ ونَصُّ المُحيطِ : " فيَسْتُرُونَها من الشَّمالِ " ويُقال : كَنَفَ القومُ : أَي حَبَسُوا أَمْوالَهُم من أَزْلٍ وتَضْيِيقٍ عليهم . والكَنِيفُ : الكُنَّةُ تُشْرَعُ فوقَ بابِ الدّار . وكَنَفَ الشَّيءَ كَنْفاً : جَعَلَه كالكنْفِ بالكسرِ وهو الوعاءً . ويُسْتعارُ الكِنْفُ لدَواخِل الأَمورِ . والكُنافَةُ كثُمامَةٍ : هذه القَطائِفُ المَأْكُولَة وصانِعُها كَنَفانِيٌّ محرَّكَةً لُغَةٌ عامِّيّةٌ