النَّخُّ : السَّيْرُ العَنِيفُ وَسَوْقُ الإِبلِ وزَجْرُهَا واحتِثَاثها . وقد نَخَّهَا يَنُخُّهَا . قال الرَّاجِز يَصِفُ حادِيَينِ للإِبلِ :
لاتَضْرِبا ضَرْباً ونُخّاً نَخَّا ... ما تَرَكَ النَّخُّ لهنّ مُخَّا وقال هِمْيَانُ بن قُحَافةَ :
" إِنَّ لهَا لسائقاً مِزَخَّا
" أَعجَمَ إِلاّ أَن يَنُخَّ نَخَّا
" والنَّخُّ لمْ يَتركْ لهنَّ مُخَّا والنَّخُّ : الإِبلُ تُنَاخُ عِنْدَ المصَدِّقِ قريباً منه ليُصَدِّقَهَا وقد نَخَّها ونَخَّ بها . قال الراجِز
" أَكْرِمْ أَميرَ المؤمنين النَّخَّا والنَّخُّ : بسَاطٌ طَويلٌ طُولُه أَكثرُ من عَرْضه وهو فارسيٌّ معرَّب وجمْعه نِخَاخٌ . والنَّخُّ : قَوْلُكَ للبَعِيرِ في الزَّجر إِخْ إِخْ على غير قياسٍ . وقد نَخْنَخهَا فَتَنَخْنَخَت : أَبْرَكَها فبَرَكتْ . قال الشاعر :
" ولَو أَنَخْنَا جَمْعَهُمْ تنخنَخوا
وقال أَبو منصور : وسَمعت غيرَ واحدِ من العرب يقولُ : نَخْنِخْ بالإِبل أَي ازْجُرْهَا بقولك : إِخْ إِخْ ليَبْرُكَ . وقال اللَّيث : النَّخنَخة من قَولك : أَنَخْتُ الإِبلَ فاستناخَتْ أَي بَرَكَتْ ونَخْنَخْتُهَا فَتَنَخْنَخَت من الزَّجْر . وأَمّا الإِناخَة فهو الإِبراكُ لم يُشْتَقّ من حكاية صَوتٍ أَلاَ تَرَى أَنَّ الفَحْلَ يَستَنِيخ النَّاقَةَ فتَنَخْنَخُ له . والنَّخُّ من الزَّجر من قولك إِخْ يقال : نَخَّ بها نَخًّ بها نَخًّا شديداً ونَخَّةً شديدةً وهو التأْنِيخ أَيضاً . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : نَخْنَخَ إِذا سَارَ سَيْراً شديداً وتَنَخْنَخَ البَعِيرُ : بَرَكَ . والنُّخُّ بالضّمّ : المُخّ كالنُّخَاخَةِ ويقال : هذا من نُخّ قلْبي ونُخَاخَة قلْبي ومن مُخّ قلْبي أَي من صافية . وفي الحديث : ليسَ في النَّخَّةِ صَدَقَةٌ واختُلِف في تفسيره فقيل : النَّخَّةُ بالفتح : الرَّقِيقُ من الرِّجال والنساءِ يَعْنِي المماليكَ نقله الأَزهريّ عن أَبي عبيدةَ . وعن ابن شُمَيْل : هذه نَخَّة بنِي فُلانٍ أَي عَبْدُ بنِي فلانٍ . وقال الكسائيّ : إِنّمَا هو البَقَرُ العَوَامِلُ ويُضَمُّ في هذه وقال ثعلب : هو الصّواب . واختار ابن الأَعرابيّ من هذه الأَقاويلِ : النَّخّةُ الحُمُرُ وهو اسمٌ جامعٌ لها . قال : ويقال لها الكُسْعَة ويُثَلَّثُ . وقال قَومٌ : النَّخَّة : المُرَبَّيَاتُ في البُيُوتِ وقال أَبو سَعِيد : كلُّ دابّة استُعمِلتْ من إِبلٍ وبقرٍ وحُمُرٍ ورَقِيقٍ فهي نَخّة ونُخّة . وقال قَومٌ : النَّخّة : الرِّعَاءُ ويُضمُّ في هذه على ما اشتهَرَ في البادية . وقال آخرُون : النّخّة الجَمَّالُون . والنَّخَّة مِن الخَبَرِ ما لمْ يُعْلَمْ حقُّه من باطِلِه . والنَّخَّة مِن المَطرِ : الخفِيفُ . والنَّخَّة أَنْ يأْخُذ المُصَدِّقُ دِيناراً لنفْسِه بعد فَراغِه من الصّدَقة . قال :
عَمِّي الّذي مَنَعَ الدِّينارَ ضاحِيَةً ... دِينارَ نَخّةِ كَلْبٍ وهو مَشهودُ واسمُ الدِّينار نَخَّةٌ أَيضاً وبكلّ ذلك فُسِّر قوله صلَّى اللّه عليه وسلّم المتقدّم ذكرهُ . والنَّخِيخة : البَخِيخةُ وهو زُبْدٌ رَقيقٌ يَخرجُ من السِّقاءِ إِذا حُمِلَ على بَعيرٍ بعْد ما خرَجَ زُبْدُه الأَوّل فيُمْخَض فيَخْرج منه زُبدٌ رَقيقٌ . ونَخْنَخه : نَحَّاه وزَجَره . ونَخْنَخَ زيْدٌ : سارَ سَيْراً شديداً عن ابنِ الأَعرابيّ . ونَخْنَخَ الإِبلَ : أَبرَكَها فتَنخْنختْ : فبَرَكَتْ قال الشاعر :
" ولو أَنَخْنَا جَمْعَهمْ تنَخْنَخُوا وتَنَخْنَخَت النّاقَةُ إِذا رَفَعَتْ صَدْرَهَا عن الأَرْضِ وهي باركة . وسَعْدُ الدِّينِ بنُ نَخِيخٍ كأَمِير : جَدّ أَصحابِنا الفقهَاءِ من الخُرَاسانِّيين له روايةٌ في الحديث وشِعْرٌ رائقٌ