إِنْطَاكِيَةَ أَهْمَلَه الجَوْهَرِيُّ وقال أَبو عُمَرَ في ياقُوتَةِ الجَلْعَم : هي بالفَتْحِ والكَسرِ زاد غيرُه وسُكُوَنِ النُّون وكسرِ الكافِ وفَتْحِ الياءِ المُخَفَّفَةِ وقالَ ابنُ الجَوْزِيِّ في تَقْوِيمِ اللِّسانِ : لا يَجُوزُ تَخْفِيفُ أَنْطاكِيَّةَ وهي مُشَدَّدَةٌ أَبَداً كما لا يَجُوز تَشْدِيدُ القُسطَنْطِينِيَةِ وعًدّ ذلك من أَغْلاطِ العَوامّ . قلتُ : وقد جاءَ في قَوْلِ زُهَيرٍ وامْرِئَ القَيسِ بالتَّشْدِيدِ وقد أَجابَ عنه ياقُوتُ في مُعْجَمِه فراجِعه وقال الأَزْهَرِيُ في الثلاثيَ : أَنْطاكِيَةُ : اسمُ مَدِينَةٍ وأراها رُومِيّةً وقال غيرُه : هي قاعِدَةُ العواصِمِ من الثّغُورِ الشامِيَّة وأُمَّهاتها وهي ذاتُ أَعْيُنٍ مَوْصوفَةٌ بالنّزاهَةِ والحُسنِ وطِيبِ الهَواءِ وكَثْرَةِ الفَواكِهِ وسَعَةِ الخَيرِ وسور عَظِيم من صُخُورٍ داخِلُهُ خَمْسَةُ أَجْبُلٍ دَوْرُها اثْنا عَشَرَ مِيلاً : وفي السُّورِ ثُلاثُمائةٍ وسِتُّونَ بُرجًا كانَ يَطُوفُ عَلَيها بالنَّوْبَة أَرْبَعَةُ آلافِ حارِسٍ يُنْفَذُونَ من حَضْرَة مَلِك الرُّومِ يَضْمَنُونَ حِراسَةَ البَلَدِ سَنَةً ويُستَبدَلُ بهم في السَّنَةِ الثانِيَةِ وشَكْلُ البَلَدِ كنِصْفِ دائِرَةٍ قُطْرُها يَتَّصِلُ بجَبَل والسُّورُ يَصْعَدُ مع الجَبَلِ إِلى قُلَّتِه فتَتِمُّ دائِرَةٌ وفي رأَس الجبل داخِلِ السور قَلعَةٌ تتبيّنُ لبُعْدِها من البَلَدِ صَغِيرةً وهذا الجَبَلُ يستُر عَنْها الشّمسَ فلا تَطْلُع عليها إِلا في الساعة الثّانِيَة وبَيْنَ حَلَبَ وبينَها يومٌ ولَيلَة وبَينَها وبينَ البَحْرِ نحو فَرسَخَيْنِ ولَها مَرسًى في بُلَيدَةٍ يُقال لها السُّوَيْدِيَّة . وقال اليَعْقُوبيُ : هي مَدِينَةٌ قَدِيمَةٌ ليسَ بأَرْضِ الشّامِ والرُّومِ أَجَلُّ ولا أَعْجَبُ سُوراً مِنها وبها الكَفُّ الذي يُقال إِنَّه كَفّ يَحْيَى بنِ زَكَرِيّا عليهِ السّلامُ في كَنِيسَةٍ وقال المَسعُودِيّ : والنَّصارَى يُسَمُّونَها مَدِينَةَ اللّه ومَدِينَةَ الملك وأُمَّ المُدُنِ ؛ لأَنَّ بَدْء النَّصْرانِيَّةِ كان بها