وَصَفَه يَصِفُه وَصْفاً وصِفَةً والهاءُ في هذه عِوَضٌ عن الواوِ : نَعَتَه وهذا صَرِيحٌ في أنَّ الوَصْفَ والنَّعْتَ مُترادِفانِ وقد أَكْثَرَ النّاسُ من الفُروق بَيْنَهما ولا سِيَّما عُلماءُ الكلامِ وهو مَشْهورٌ وفي الِّلسانِ : وَصَفَ الشيءَ لهُ وعليهِ : إذا حَلاّه وقِيلَ : الوَصْفُ : مَصْدَرٌ والصِّفَةُ : الحِلْيَةُ وقال اللّيْثُ : الوَصْف : ُ وَصْفُكَ الشيءَ بحِلْيَتِه ونَعْته فاتَّصَفَ أي : صارَ مَوْصُوفاً أو صارَ مُتواصِفاً كما في الصِّحاحِ قالَ طَرَفَةُ :
إنِّي كَفانِيَ مِنْ أَمْرٍ هَمَمْتُ بِه ... جارٌ كجارِ الحُذاقِىِّ الذّيِ اتَّصَفَا أَي صارَ مَوْصُوفاً بحُسْنِ الجِوارِ
ومن المَجازِ : وَصَفَ المُهْرُ وَصْفاً : إذا تَوَجَّه لِشَيْءٍ من حُسْنِ السَّيَرةِ نقَلَه ابنُ عبّادٍ وقالَ غيرُه : إذا جادَ مَشْيُه كأَنّه وَصَفَ المَشْيَ وقالَ الشَّمّاخُ :
إذَا مَا أَدْلَجَتْ وَصَفتْ يَداهَا ... لهَا الإدْلاجَ لَيْلةَ لا هُجُوعِ
يُريدُ : أَجادَتْ السَّيْرَ وقالَ الأصْمَعِيُّ : أَي : تَصِفُ لها إدْلاجَ اللَّيْلةِ التي لا تَهْجَعُ فِيها . والوَصّافُ : العارِفُ بالوَصْفِ عن ابنِ دُرَيْدٍ ومنه : وكانَ وَصَّافاً لحِلْيَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلّم . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : والوَصّافُ : لَقَبُ أَحَدِ سادَاتِهِمْ لُقِّبَ بذِلك لِحَديِثٍ له أَو اسْمُه مالِكُ بنُ عامِر بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ عِجْلٍ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : سُمِّى الوَصّافَ لأَنَّ المُنْذِرَ الأَكبرَ ابنَ ماءِ السّماءِ قَتَلَ يومَ أُوارَهَ بَكْرَ بنَ وائِل قَتْلاً ذَريعاً وكانَ يَذْبَحُهُم على جَبَلٍ وآلَى أنَ لا يَرْفَعَ عنهم القَتْلَ حتّى يَبْلُغَ الدَّمُ الأَرْضَ فقالَ له مالِكُ بنُ عامِرٍ : لو قَتَلْتَ أَهْلَ الأَرْضِ هكذَا لم يَبْلُغْ دَمُهُم الأَرْضَ ولكن صُبَّ عليهِ ماءً فإِنّه يبلغُ ُالأَرْضَ فسُمِّي بذلِكَ الوَصّاف . ومن وَلَدِه : عُبَيْدُ اللهِ بنُ الوَلِيدِ الوَصّافِيُّ المُحَدِثُ العِجْلِيُّ عن عَطاءٍ وطَاوُس وعَطِيَّةَ العَوْفِيِّ وعنه عِيسَى ابنُ يُونُسَ وابنُه سَعِيدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ شيخٌ لمُحَمَّدِ بنِ عِمْرانَ بنِ أبِي لَيْلَى . والوَصِيفُ كأَمِيرٍ : الخادِمٌ والخادِمَةُ أَي : غُلاماً كان أَو جارِيَةً كالوَصِيَفةِ قالَ ثَعْلَبٌ : ورُبَّما قاُلوا للجارِيَةِ : وَصِيفَة ج : وصائِفُ وجَمْعُ الوَصِيفِ : وُصَفاءُ ومنه الحَدِيثُ أنَّه نَهَى عن قَتْلِ العُسَفاءِ والوُصَفاءِ . وقد وَصُفَ الغُلامُ ككَرُمَ : إذا بَلَغَ حَدَّ الخِدْمَةِ والاسْمُ الإِيصافُ والوَصافَةُ أَمّا أبو عُبَيْدٍ فقالَ : وَصِيفٌ بَيِّنُ الوَصافَةِ وأَمّا ثَعْلَبٌ فقالَ : بَيِّنُ الإِيصافِ وأَدْخلاهُ في المَصادِرِ التي لا أَفْعالَ لها وإذا عَرَفْتَ ذلِكَ فلا عِبْرَةَ لما نَظَّرَه شَيْخُنا نعَمْ إنَّ ابنَ الأَعْرابِي قد أَثْبَتَ فِعْلَه وإيّاه تَبِعَ صاحبُ الخُلاصَةِ فهما قَوْلانِ . وتَواصَفُوا الشَّيْءَ : وَصَفَة بَعْضُهُم لبَعْضٍ قالَ الجَوْهرِيُّ : وهو من الوَصْفِ . واسْتَوْصَفَه أي : المَرِيضُ الطَّبِيبَ : إذا سَأَلَه أَنْ يَصِفَ لَهُ ما يَتَعالَجُ بِه كما فِي الصِّحاحِ . قالَ : والصِّفَةُ : كالعِلْمِ والجَهْل والسَّوادِ والبيَاضِ . وأَما النُّحاةُ فإنماّ يُريدُونَ بها النَّعْتَ وهو أي : النَّعْتُ : اسمْ ُالفاعِلِ أو المفَعْوُل نحو : ضارِبٍ وَمْضُروبٍ أو ما يَرْجِعُ إليِهما من طَرِيِق المَعْنَى كمِثْلٍ وشِبْهٍ وما يَجْرِي مَجْرَى ذلِكَ تَقولُ رَأَيْتُ أَخاكَ الظَّرِيفَ فالأَخُ هو المَوْصُوفُ والظَّرِيفُ هو الصّفَةُ فلهذا قالُوا : لا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ الشِيءُ إلى صِفَتِه كما لا يَجُوزُ أَنْ يُضافَ إلى نَفْسِه ؛ لأَنَّ الصِّفَةَ هي المَوْصُوفُ عندَهُم ألا تَرَى أنَّ الظَّرِيفَ هو الأَخُ ؟ كما في الصِّحاح والعُبابِ
ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : اتَّصَفَ الشَّيْءُ : أَمْكَنَ وَصْفهُ قالَ سُحَيْمٌ :
وما دُمْيَةٌ مِنْ دُمَى مَيسَنا ... نَ مُعْجِبِةٌ نَظَراً واتِّصافَاوجَمْع الوَصْفِ : الأَوْصافُ وجمعُ الصِّفَة : الصِّفاتُ . وبَيْعُ المُواصَفَةِ : أَنْ يَبِيعَ الشيءَ بِصِفَتِه من غَيْرِ رُؤْيَةٍ كما فِي الصِّحاحِ وفي حَدِيثِ الحَسَن : أَنّه كَرِه المُواصَفَةَ في البَيْعِ قالَ ابنُ الأَثِيرِ : هو أَنْ يَبِيعَ ما لَيْسَ عندَه ثُمّ يَبْتاعَه فيَدْفَعَه إلى المُشْتَرِى قِيلَ له ذلِكَ لأَنَّه باعَ بالصِّفةِ من غير نَظَرٍ ولا حِيازَةِ مِلْكٍ . وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : أوْصَفَ الغُلامُ : تَمَّ قَدُّهُ وكذا أوْصَفَت الجارِيَةُ وفي الأَساسِ أَوْصَفَ : بَلَغَ أوانَ الخِدْمَةِ . والصِّفَةُ : الحالَةُ التّيِ عَلَيْها الشَّيْءُ من حِلْيَتِه ونَعْتِه . وأمّا الوَصْفُ فقد يَكُونُ حَقّاً وباطِلاً يقال : لِسانُه يَصِفُ الَكذِبَ ومنه قَوْلُه تَعالى : " ولا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ " وهو مَجازٌ . وتَواصَفُوا بالَكَرمِ وشَيْءٌ مَوْصُوفٌ ومُتواصِفٌ ومُتَّصِفٌ . وقد اتَّصَفَ الرّجُلُ : صارَ مُمَدَّحاً . وواصَفْتُه الشَّيْءَ مُواصَفَةً . وتوَصَّفْتُ وَصِيفاً ووَصِيفَةً : اتَّخَذْتُه للخِدْمَة والتَّسَرِّى . وتَقولُ : وَجْهُها يَصِفُ الحُسْنَ . ووَصِيفَةٌ مَوْصُوفَةٌ بالجَمالِ واصِفَةٌ للغَزالَةِ والغَزالِ وهو مجازٌ . ومنه أيْضاً : ناقَةٌ تَصِفُ الإدْلاجَ ثُمَّ كَثُرَ حتى قالُوا : وَصَفَت النَّاقَةُ وُصُوفاً : إذا أَجادت السَّيْرَ . وقالَ ابنُ الأَثِيرِ : وَصّافُ بنُ هُودِ ابنِ زَيْدٍ المَرْوَزِيُّ من وَلَدِه طاهِرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُزاحِمِ بنِ وَصّافٍ المُحَدِّثُ . وسِكَّةُ وَصّافٍ بنَسَفَ منها أَبُو العَبَّاسِ عبدُ اللهِ بنُ مُحَمّدٍ الوَصّافِيّ عن إبْراهِيمَ بنِ مَعْقِلٍ . وهُوَّةُ ابنُ وصَّافٍ دَحْلٌ بالحَزْن لبَنِي الوَصّاف . مَثَلٌ تسْتَعْمِلُه العَرَبُ لِمَنْ يَدْعُونَ عليه ذَكَرَها رُؤْبَةُ في شعِرْهِ
الصَّفُّ : المصدَرُ كالتَّصْفِيفِ يُقالُ : صَفَّ الجَيْشَ يَصُفُّه صَفّاً وصَفَّفَهُ غير أَنَّ التَّصْفِيفَ فيه المُبالَغَةُ . والصَّفُّ : واحِدُ الصُّفوفِ ومنه الحَديثُ : سَوُّوا صُفُوفَكُمْ فإِن تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ من تَمامِ الصَّلاةِ . والضَّفُّ : القومُ المُصْطَفُّونَ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " ثم ائْتُوا صَفّاً " قالَهُ الأَزْهَرِيُّ وكذا قولُه تَعالَى : " وعُرِضُوا على رَبِّكَ صَفّاً " قالَهُ ابنُ عَرَفَةَ . والصَّفُّ : أَنْ تَحْلُبَ الناقَةَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثَلاثَةٍ تَصُفُّ بينَها وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ :
" ناقَةُ شَيْخٍ للإِلهِ راهِبِ
" تَصُفُّ في ثَلاثَةَِ المَحالِبِ
" في اللَّهْجَمَيْنِ والهِنِ المُقارِبِ والصّفُّ : أَنْ يَبْسُطَ الطائِر جَناحَيْهِ وقد صَفَّت الطَّيْرُ في السَّماءِ تَصُفُّ صَفّاً : بَسَطَتْ أَجْنِحَتَها ولم تُحَرِّكْها وقولُه تَعالى : " والطَّيْرُ صافّاتٍ " أي : باسِطاتٍ أَجْنِحَتَها . والصَّفُّ : ة بالمَعَرَّةِ وفي العُبابِ : ضَيْعَةٌ بها . وقولُه تَعالى : " والصَّافّاتِ صَفّاً " هي : الملائِكَةُ المُصْطَفُّونَ في السّماءِ يُسَبِّحُونَ ومنه قَوْلُه تَعالَى : " وإِنّا لنَحْنُ الصّافُّونَ " وذلك أَنَّ لَهُمْ مَراتِبَ يَقُومُونَ عليها صُفُوفاً كما يَصْطَفُّ المُصَلُّونَ . وفي الحَدِيثِ : " يُؤْكَلُ ما دَفَّ ولا يُؤْكَلُ ما صَفَّ " تَقَدَّم ذِكْرُه في د ف ف فراجِعْه . والمَصَفُّ : موضِعُ الصَّفِّ في الحَرْبِ ج : مَصَافُّ . وفي الصِّحاح : ناقَةٌ صَفُوفٌ : للتي تَصُفُّ أَقْداحاً من لَبَنِها إذا حُلِبَتْ لكَثْرَتِهِ أَي : اللَّبَنِ كما يُقالُ : قَرُونٌ وشَفُوعٌ قال :
" حَلْبانَةٍ رَكْبانَةٍ صَفُوفِ
" تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ
أَو الصَّفُوفُ : هي التي تَصُفُّ يَدَيْها عندَ الحَلْبِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ زادَ الأَخيرُ : وصَفَّتِ الإِبِلُ قَوائِمَها فَهِيَ صافَّةٌ وصَوافُّ وفي التَّنْزِيلِ : " فاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْها صَوافَّ " أَيْ : مَصْفُوفَةً للنَّحْرِ تُصَفَّفُ ثُمَّ تُنْحَرُ مَنْصُوبَةٌ على الحالِ أَي : قد صَفَّتْ قوائِمَها فاذْكُرُوا اسمَ اللهِ عليها في حالِ نَحْرِها صَوافَّ قالَ الصّاغانِيُّ : فَواعِلُ بمَعْنَي مَفاعِلُ وقيل : مُصْطَفَّةً أَي : أَنَّها مُصْطَفَّةٌ في مَنْحَرِها وعن ابنِ عَبّاسٍ صَوافِن وقال : مَعْقُولَة يَقُولُ : باسِمِ اللهِ واللهُ أَكْبَرُ اللهُمَّ منكَ ولَكَ . وقالَ : عن ابْنِ عَبّادٍ : الصَّفَفُ محَرَّكَةً : ما يُلْبَسُ تحتَ الدِّرْعِ يومَ الحَرْبِ . وصُفَّةُ الدّارِ وصُفَّةُ السَّرْجِ : م مَعْرُوفٌ ج : صُفَفٌ كصُرَدٍ على القِياسِ وهي التي تَضُمُّ العُرْقُوَتَيْنِ والبِدادَيْنِ من أَعْلاهُما وأَسْفَلِهما وقال ابنُ الأَثِيرِ : صُفَّةُ السَّرْجِ بِمَنْزِلَةِ المِيثَرَةِ ومنه الحَديثُ " نَهَي عن صُفَفِ النُّمُورِ " . وقالَ اللَّيْثُ : الصُّفَّةُ من البُنْيَانِ : شِبْهُ البَهْوِ الواسِع الطَّوِيلِ السَّمْكِ . وهو في الثاني مَجازٌ . والصُّفَّةُ من الدَّهْرِ : زَمانٌ منه . يُقال : عِشْنا صُفَّةً من الدَّهْرِ نَقَلَه الصّاغانِيُّ وهو مَجازٌ . وأَهْلُ الصُّفَّةِ جاءَ ذِكْرُهُم في الحَدِيثِ : كانُوا أَضْيافَ الإِسْلامِ من فُقَراءِ المُهاجِرِينَ ومَنْ لم يَكُنْ له مِنْهُمْ مَنْزِلٌ يَسْكُنُه كانُوا يَبِيتُونَ في مَسْجِدِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَِ وهي مَوْضِعٌ مُظَلَّلٌ من المَسْجِدِ كانوا يَأْوُونَ إِليهِ وكانُوا يَقِلُّونَ تارةً ويَكْثُرونَ تارَةً وقد سَبَقَ لي في ضَبْطِ أَسْمائِهم تَأْلِيفٌ صَغِيرٌ سَمَّيْتُهُ : تُحْفَةَ أَهْلِ الزُّلْفَةِ في التَّوَسُّلِ بأَهْلِ الصُّفَّةِ أَوصَلْتُ فيه أَسْماءَهُم إِلى اثْنَيْنِ وتِسْعِينَ اسْماً . وفي المُحْكَم : وعَذابُ يَوْمِ الصُّفَّةِ كعَذابِ يومِ الظُّلَّةِ وفي التَّهْذِيبِ : قالَ اللَّيْثُ : وعَذابُ يومِ الصُّفَّةِ : كان قَوْمٌ عَصَوْا رَسُولَهُم فأَرْسَلَ اللهُ عليهم حَرّاً وغَمّاً غَشِيَهُمْ من فَوْقِهِمْ حَتّى هَلَكُوا . قالَ الأَزهرِيُّ : الَّذِي ذكَرَهُ الله في كِتابَهِ : " عَذابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ " لا عَذابُ يَوْمِ الصُّفَّةِ وعَذَّبَ قَوْمَ شُعَيْبٍ به قالَ : ولا أَدْرِي ما عَذابُ يومِ الصُّفَّةِ وهكذا نَقَلَه الصّاغانِيُّ أَيْضاً في كِتابَيْهِ وسَلَّمَهُ . قلتُ : وكأَنَّه يَعْنِي بالصُّفَّةِ الظُّلَّةِ لاتِّحادِهِما في المَعْنَى وإِليه يُشِيرُ قولُ ابنِ سِيدَه الماضِي ذِكْرُهُ فَتَأَمَّلْ . والصَّفِيفُ كأَمِيرٍ : ما صُفَّ فِي الشَّمْسِ ليَجِفَّ وقد صَفَّهُ في الشَّمْسِ صَفّاً ومنه حَديثُ ابنِ الزُّبَيْرِ : أَنَّهُ كانَ يَتَزَوَّدُ صَفِيفَ الوَحْشِ وهو مُحْرِمٌ أَي : قَدِيدَها نَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسانِ والصاغانِيّ . وفي الصِّحاح : الصَّفِيفُ : ما صُفَّ من اللَّحْمِ على الجَمْرِ ليَنْشَوِيَ . وقالَ غَيْرَهُ : والَّذِي يُصَفُّ عَلَى الحَصَى ثم يُشْوَى . وقيل : الصَّفِيفُ من اللَّحْمِ : المُشَرَّحُ عَرْضاً وقِيلَ : هو الَّذي يُغْلَى إِغلاءَةً ثم يُرْفَعُ . وقال ابنُ شُمَيْل : التَّصْفِيفُ : مثل التَّشْرِيحِ هو أنَْ تُعَرِّضَ البَضْعَةَ حتى تَرِقَّ فَتراها تَشِفُّ شَفِيفاً . وقال خالدُ بنُ جَنْبَةَ : الصَّفِيفُ : أَن يُشَرَّحَ اللَّحْمُ غيْرَ تَشْرِيحِ القَديدِ ولكن يُوَسَّعُ مثلَ الرُّغْفانِ فإِذا دق الصفين ليؤكل فهو قدير فإذا تُرِكَ ولم يُدَقَّ فهُو صَفِيفٌ أَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ :
فظَلَّ طُهاةُ اللَّحْمِ مِنْ بَيْنِ مُنْضِجٍ ... صَفِيفَ شِواءٍ أَو قَدِيرٍ مُعَجَّلِوصَفَفْتُ القَوْمَ أَصُفُّهُمْ صَفّاً : أَقَمْتُهُمْ في الحَرْبِ وغَيْرِها صَفّاً . والسَّرْجُ : جَعَلْتُ له صُفَّةً وهي كَهَيْئَةِ المِيثَرَةِ وهو مَجازٌ وقد نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وغيرُه كأَصْفَفْتُه وهي لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ نَقَلَه الصّاغانيُّ . والصَّفْصَفُ كجَعْفَرٍ : المُسْتَوي مِنَ الأَرْضِ كما في الصِّحاحِ وهو قَوْلُ أَبي عَمْروٍ وقالَ غيرُه : الأَمْلَسُ وفي التنزيل : " فيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً " . قال الفَرّاءُ : الصَّفْصَفُ : الذي لا نَباتَ فيه . وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : هي القَرْعاءُ . وقال مُجاهِدٌ : أَي مُسْتَوِياً . والجمعُ صَفاصِفُ قال العَجّاجُ :
" من حَبْلِ وَعْساءَ تُناصِي صَفْصَفَا وقال الشَّماخُ :
غَلْباءُ رَقْباءُ عُلْكُومٌ مُذَكَّرَةٌ ... لِدَفِّها صفْصَفٌ قُدّامُهُ مِيلُ وقال آخر :
إِذارَكِبَتْ داوِيَّةً مُدْلَهِمَّةً ... وغَرَّدَ حادِيها لها بالصَّفاصِفِ وصَفْصَفَ الرَّجُلُ : سارَ وَحْدَهُ فيهِ نقَلَه الصاغانيُّ . والصَّفْصَفُ : حَرْفُ الجَبَلِ نقله ابن عَبّادٍ . والصَّفْصَفَةُ بهاءٍ : السِّكْباجَةُ عن أَبي عمْرٍو كالصَّفْصافَةِ وهي لُغَةٌ ثَقَفِيَّةٌ ومنه قَولُ الحَجّاجِ لطَبّاخِه : اعمَلْ لِي صَفْصافَةً وأَكْثِرْ فَيْجَنَها . والصُّفْصُفُ كهُدْهُدٍ : العُصْفُورُ في بَعْضِ اللُّغاتِ قالَه ابنُ دُرَيْدٍ . وصَفْصَفَتُه : صَوْتُه نقله الصّاغانِيُّ . و الصَّفْصافُ بالفتح : شَجَرُالخِلافِ كما في الصّحاح وهي لغةٌ شامِيَّةٌ قال شيخُنا : سَبَقَ له أَنَّ الخِلافَ ككِتابٍ : صِنْفٌ من الصَّفْصافِ وليسَ بهِ وهُنا جَزَمَ بأَنَّهُ هُوَ ففي كَلامِه تَدافُعٌ ظاهرٌ كما أَشارَ إِليه في النامُوسِ ولَعَلَّه فيه خِلافٌ أَشارَ فِي كلِّ مَوْضِعٍ إِلى قَوْلٍ وفيه نَظَرٌ فَتأَمَّلْ . واحِدَتُه بهاءٍ . وصَفْصَفَ : رَعاهُ نَقَلَه الصّاغانِيُّ . وصافُّوهُم في القِتالِ : وَقَفُوا مُصْطَفِّينَ كما في العُبابِ . ويُقالُ : هو مُصافِّي أَي : صُفَّتُهُ بحِذاءِ صُفَّتي نقله ابنُ دُرَيْدٍ . والتَّصافُّ : التَّساطُرُ نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ يقال : تَصافُّوا : أَي صارُوا صَفّاً . وتَصافُّوا عليه : اجْتَمَعُوا صَفّاً . وقال اللِّحْيانِيُّ : تَصافُّوا على الماءِ وتَضَافُّوا عليهِ بمَعْنىً واحدٍ : إِذا اجْتَمَعُوا عليهِ ومِثْلُه : تَصَوَّكَ في خُرْئِه وتَضَوَّكَ : إِذا تَلَطَّخَ بهِ وصَلاصِلُ الماءِ وضَلاضِلُه . واصْطَفُّوا : قامُوا صُفُوفاً نَقَلَه ابنُ دُرَيْدٍ وهو مُطاوِعُ صَفَّهُم صَفّاً . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الصَّفْصَفَةُ : الفَلاةُ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والصَّفْصَفَةُ : دُوَيْبَّةٌ وهي دَخِيلٌ في العَرَبِيّة قال اللَّيْثُ هي الدُوّيْبَّةُ التي تُسَمِّيها العَجَمُ السِّيْسْك . والصَفْصافُ : حَصْنٌ مَعْرُوفٌ من ثُغُورِ المَصِيصةِ كما في العُبابِ . والتَّصْفِيفُ : مُبالغَةٌ في الصَّفِّ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ . وتَصْفِيفُ اللَّحْمِ : تَشْرِيحُه عن ابنِ شُمَيْلٍ . والصَّفاصِفُ : وادٍ عن ابنِ عَبّادٍ . وفي حَدِيثِ أَبي الدَّرْداءِ - رضِيَ الله عنه - : أَصْبَحْتُ لا أَمْلِكُ صُفَّةً ولا لُفَّة الصُّفَّةُ : ما يُجْعَلُ عَلَى الرَّاحَةِ من الحُبوبِ واللُّفَّةُ : اللُّقْمَةُ . وصَفْصَفّهُ الغَضَى : مَوْضِعٌ . وذَكَر ابنُ بَرِّيٍّ - في هذه الترْجَمةِ - صِفُّونَ قالَ : وهو مَوْضِعٌ كانَتْ فِيه حَرْبٌ بينَ عَلِيٍّ ومُعاوِيَةَ رضِيَ اللهُ عنهما وأَنْشَدَ لمُدْرِكِ بنِ حُصَيْنٍ الأَسَدِيّ :
وصِفُّونَ والنَّهْرُ الهَنِيُّ ولُجَّةٌ ... من البَحْرِ مَوْقُوفٌ عَلَيْها سَفِينُهاقال وتَقُولُ في النَّصْبِ والجَرِّ : رأَيْتُ صِفَّيْنَ ومَرَرْتُ بصِفِّينَ ومن أَعْربَ النونَ قالَ : هذْه صِفِّينُ ورأَيتُ صِفِّينَ وقالَ في تَرْجَمَةِ صفن - عند كلامِ الجُوْهَرِيِّ على صِفِّين - قال : حَقُّه أَنْ يُذْكَرَ في فصل صفف لأَنَّ نونَه زائِدَةٌ بدَلِيلِ قولِهم : صِفُّونَ فيمَنْ أَعْرَبَهُ بالحُروفِ . قلتُ : وسيأْتي الكَلامُ عليه في النون . والصَّفّان : قَرْيةٌ بمِصْرَ وقد رأَيْتُها وقَدْ نُسِب إِليها جَماعَةٌ من المُحدِّثِينَ ويُقال في النِّسْبَةِ إِليها : الصَّفِّيُّ . وأَبو مالكٍ بِشْرُ بنُ الحَسَنِ الصَّفِّيُّ نُسِب إِلى لُزُومِه الصَّفَّ الأَوّلَ خَمْسِينَ سنةً وهو من رِجالِ النَّسائِيِّ نَقَلَهُ الحافِظُ . والصُّفِّيَّةُ بالضمِّ : هم الصُّوفِيَّة نُسِبُوا إِلى أَهل الصُّفَّة أَشارَ له الزَّمَخْشَرِيّ في ص و ف