أَبَسَه يَأْبِسًه أَبْسَاً : وَبَّخَه ورَوَّعَه وغاظَه قاله الخليل . أَبَسَ به يَأْبِسُ أَبْسَاً : ذلَّلَه وقَهَرَه عن ابْن الأَعْرابِيّ . وكَسَّرَه وزَجَرَه قال العَجَّاج :
" لُيوثُ هَيْجَا لم تُرْمَ بأَبْسِ أي بزَجْرٍ وإذلال . أَبَسَ فلاناً : حَبَسَه وقَهَرَه . وبَكَعَه بما يَسوؤُه وقابلَه بالمَكروه . قيل : صَغَّره وحَقَّره نقله الأَصْمَعِيّ كأَبَّسَه تَأْبِيساً . وبكلِّ ذلك فُسِّر حديثُ جُبَيْرٍ ابن مُطعِمٍ : جاءَ رجلٌ إلى قُرَيْشٍ من فَتْحِ خَيْبَرَ فقال : إنّ أهلَ خَيْبَرَ أسَروا رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم ويريدون أن يُرسِلوا به إلى قومِه ؛ ليَقتلوه فَجَعَل المُشرِكون يُؤَبِّسون به العَبَّاس . وكذلك قولُ العبّاسِ بن مِرْداسٍ يُخاطبُ خُفَافَ بنَ نُدْبَةَ :
إنْ تَكُ جُلْمودَ صَخْرٍ لا أُؤَبِّسُه ... أُوقِدْ عليه فأُحْميه فيَنْصَدِعُ
السَّلْمُ يَأْخُذُ منها ما رَضيتَ به ... والحربَ يكفيكَ من أَنْفَاسِها جُرَعُ قال ابنُ بَرِّيٍّ : التَّأْبيس : التّذْليل ويُروى : إنْ تَكُ جُلمودَ بِصْرٍ وقال : البِصْر : حجارةٌ بِيضٌ . وقال صاحبُ اللِّسان : ورأيتُ في نسخةٍ من أمالي ابن بَرِّيٍّ بخطِّ الشيخ رَضيِّ الدين الشاطبيِّ رَحِمَه اللهُ تعالى قال : أَنْشَده المُفَجِّعُ في التَّرْجُمان :
" إنْ تَكُ جُلمودَ صَخْدٍ... وقال بعد إنشادِه : صَخْدٌ : وادٍ . وقال الصَّاغانِيّ : الصوابُ فيه لا أُؤَيِّسُه - بالتحتيَّة - بالمعنى الذي ذَكَرَه كما سيأتي . والأَبْس : الجَدْب نقله الصَّاغانِيّ في كتابَيْه . الأَبْس : المكانُ الغليظُ الخَشِن مثلُ الشَّأْز ومنه : مُناخٌ أَبْسٌ إذا كان غيرَ مُطمَئِنٍّ قال مَنْظُورُ بنُ مَرْثَدٍ الأسَديُّ يصفُ نُوقاً قد أَسْقَطتْ أولادَها لشِدَّةِ السَّيْرِ والإعْياء :
يَتْرُكْنَ في كلِّ مُناخٍ أَبْسِ ... كلَّ جَنينٍ مُشْعَرٍ في الغِرْسِ ويُكسَرُ عن ابْن الأَعْرابِيّ . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الأَبْس : ذَكَرُ السَّلاحِف قال : وهو الغَيْلَم . قال أيضاً : الإِبْسُ بالكَسْر : الأصلُ السُّوء . قال ابن السِّكِّيت : امرأةٌ أُبَاسٌ كغُرابٍ إذا كانت سَيِّئَةَ الخلُقِ وأنشد لخِذامٍ الأسَديِّ :
رَقْرَاقة مثل الفَنيق عَبْهَرَهْ ... ليستْ بسَوْداءَ أُباسٍ شَهْبَرَهْ وتأَبَّسَ الشيءُ إذا تغَيَّرَ قاله الجَوْهَرِيّ وأنشد قولَ المُتَلَمِّس :
" تُطيفُ به الأيّامُ ما يَتَأَبَّسُ وهكذا أنشده ابنُ فارِسٍ . قلتُ : وأوَّلُه :
" أَلَمْ تَرَ أنَّ الجَوْنَ أصبح راسياً
أو هو تَصحيفٌ من ابنِ فارسٍ والجَوْهَرِيّ والصوابُ تأَيَّسَ بالمُثَنّاة التحتيّة بالمعنى الذي ذكره في هذا التركيب كما نقله الصَّاغانِيّ في كتابَيْه في هذه المادة وقال أيضاً في مادة أيس : والصوابُ إيرادُهما ؛ أعني بَيْتَيِ المُتَلَمِّس وابنِ مِرْداسٍ ها هنا لغةً واستِشهاداً وإنّما اقتدى بمَن قبلَه ونقلَ من كتُبهم من غيرِ نظَرٍ في دواوينِ الشُّعراءِ وتَتَبُّع الخُطوطِ المُتقَنَة ؛ فقولُ شيخنا : تبعَ فيه ابنَ بَرِّيٍّ وتَعَقَّبوه وصوَّبوا ما نقله ابنُ فارس مَحَلُّ تأَمُّلٍ وَنَظَرٍ بوُجوهٍ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : التَّأْبيس : التَّعْيير . وقيل : الإرْغام . وقيل : الإغْضاب . وقيل : حَمْلُ الرجلِ على إغْلاظِ القَول له . وبكلِّ ذلك فُسِّر حديثُ جُبَيْر السابق . وحكى ابْن الأَعْرابِيّ : إباءٌ أَبْسٌ مُخْزٍ كاسرٌ . قال المُفَضَّل : إنّ السؤالَ المُلِحَّ يَكْفيكَه الإباءُ الأَبْسُ . وقال ثعلبٌ : إنّما هو الإباءُ الأَبْأَس أي الأَشَدّ . وأَبْسُسُ بفتحٍ فسكونٍ وضمِّ السينِ الأُولى : اسمُ مدينةٍ قربَ أَبْلُسْتَيْنَ من نواحي الرُّوم وهي خَرابٌ وفيها آثارٌ غَريبةٌ مع خَرابِها يقال : فيها أصحابُ الكهفِ والرَّقيم قاله ياقوت
البَسُّ : السَّوْقُ اللَّيِّنُ الرَّفيقُ اللَّطيفُ كما أَنَّ الخُبزَ هو السَّوْقٌ الشَّديد العَنيفُ وقد بَسَّ الإبلَ بَسّاً : ساقَها قال الرَّاجِزُ :
لا تَخْبِزا خَبْزاً وبُسّا بَسّا ... ولا تُطِيلا بمُناخٍ حَبْسا وفسَّرَه أَبو عُبيدة على غير ما ذَكَرْنا وقد تقدَّمَ في خبز البَسُّ : اتِّخاذُ البَسيسَةِ بأَنْ يُلَتَّ السَّويقُ أَو الدَّقيقُ أَو الأَقِطُ المَطحونُ بالسَمْنِ أَو الزَّيْتِ ثمَّ يُؤكَلُ ولا يُطْبَخ وقال يعقوب : هو أَشدُّ من اللَّتِّ بَلَلاً وأَنشدَ قولَ الرَّاجِزِ السَّابِق
البَسُّ : زَجْرٌ للإبل بِبَسْ بَسْ بكسرهما وبفتحِهما كالإبْساسِ وقد بَسَّ بها يَبُسُّ ويَبِسُّ وأَبَسَّ ومنه الحديث : " يخرُج قومٌ من المدينةِ إلى الشَّام واليَمَنِ والعِراقِ يُبِسُّونَ والمَدينةُ خَيْرٌ لهم لو كانوا يعلَمون " قال أَبو عُبيد : قوله يُبِسُّونَ هو أَن يُقالَ في زَجْرِ الدَّابَّةِ إذا سِيقَتْ حِماراً أَو غَيْرَه بَسْ بَسْ وبِسْ بِسْ بفتح الباء وكَسرِها وأَكثر ما يُقال بالفتح وهو من كلام أَهل اليَمَن وفيه لغتانِ بَسَسْتُها وأَبْسَسْتُه وقال أَبو سعيد : يُبِسُّونَ أَي يَسيحُونَ في الأَرضِ . البَسُّ : إرسالُ المالِ في البلادِ وتَفريقُها فيها كالبَثِّ وقد بَسَّه في البلادِ فانْبَسَّ كبثَّه فانْبَثَّ . البَسُّ : الطَّلَبُ والجَهْدُ ومنه قولُهم : لأَطْلُبَنَّه من حَسِّي وبَسِّي أَي من جَهدِي كما سيأْتي . البَسُّ : الهِرَّةُ الأَهلِيَّةُ نقله ابن عبّادِ والعامَّةُ تَكْسِرُ الباءَ قاله الزَّمخشريُّ الواحِدَةُ بهاءٍ والجَمْعُ بِساسٌ . يقال : جاء به من حسِّه وبسِّه مُثَلَّثَيِ الأَوَّلِ أَي من جَهْدِه وطاقته قاله أَبو عَمروٍ وقال غيرُه : أَي من حيثُ كانَ ولم يَكُنْ ويقال : جِئْ به من حسِّكَ وبسِّك أَي ائْتِ به على كلِّ حالٍ من حيثُ شِئْتَ . ولأَطْلُبَنَّه من حسِّي وبسِّي أَي جَهدي وطاقَتي ويُنشِدُ :
تَرَكَتْ بَيْتِي من الأَش ... ياءِ قَفْراً مِثلَ أَمْسِ
كُلُّ شيءٍ كنتُ قدْ جَمَّ ... عْتُ مِنْ حسِّي وبسِّيوبّسْ بمعنى حَسْبُ أَو هو مُسْتَرْذَلٌ كذا قاله ابن فارس ووَقَعَ في المُزْهِرِ أَيضاً أنّه ليس بعربيٍّ قال شَيْخُنا : وقد صحَّحَها بعضُ أئمّةِ اللُّغَة وفي الكَشْكول للبَهاءِ العامِلِيِّ ما نصُّه : ذكرَ بعضُ أئمّة اللُّغَة أنّ لَفْظَةَ بَسْ فارِسيّةٌ تقولُها العامّةُ وتصَرَّفوا فيها فقالوا بَسَّكَ وبَسِّي إلخ وليس للفُرْسِ في معناها كلمةٌ سِواها وللعربِ حَسْبُ وبَجَلْ وقَطْ مُخَفَّفة وأَمْسِك واكْفُفْ وناهِيكَ ومَه ومَهْلاً واقْطَعْ واكْتَفِ . البَسُّ : بَطنٌ من حِمْيَرَ منهم أبو مِحْجَنٍ تَوْبَةُ بنُ نَمِرٍ البَسِّيُّ قاضي مِصر نُسِبَ إلى هذا البطن نقله الحافظ قلتُ : وهو تَوْبَةُ بنُ نَمِرِ بنِ حَرْمَلةَ بنِ تَغْلِبَ بنِ رَبِيعةَ الحَضْرَمِيّ روى عن الليثِ وغيرِه وعمُّه الحارثُ بنُ حَرْمَلةَ بنِ تَغْلِب عن عليٍّ وعنه رًجاءُ بنُ حَيْوَةَ وعباسُ بنُ عُتبَةَ بنِ كُلَيْب بن تَغْلِبَ عن يحيى بنِ مَيْمُون وموسى بنِ وَرْدَان وعن ابنِ وَهْبٍ . والبَسُوس كصَبُور : الناقةُ التي لا تدُرُّ إلاّ على الإبْساس أي التَّلَطُّف بأن يقال لها بس ابن السِّكِّيت بالضَّمّ والتشديد قاله ابنُ دُرَيْد تَسْكِيناً لها قال : وقد يقال ذلك لغَيرِ الإبل . وفي المثَل : أَشْأَمُ منَ البَسُوس . لأنّه أصابَها رجلٌ من العربِ بسَهم في ضَرْعِها فَقَتَلها فقامتْ الحربُ بينهما . قيل : البَسُوس : اسمُ امرأةٍ وهي خالةُ جَسّاس بنِ مُرَّةَ الشَّيْبانيّ كانت لها ناقةٌ يقال لها : سَراب فرآها كُلَيْبُ وائلٍ في حِماه وقد كَسَرَتْ بَيْضَ طَيْرٍ كان قد أجارَه فَرَمَى ضَرْعَها بسَهمٍ فَوَثَبَ جَسّاسٌ على كُلَيْبٍ فَقَتَله فهاجتْ حَرْبُ بكرٍ وتَغلبٍ ابْنَيْ وائل بسَببِها أربعينَ سنةً حتى ضُرِبَ بها المثَلُ في الشُّؤْم وبها سُمِّيت حَرْبُ البَسُوس وقيل : إنّ الناقةَ عَقَرَها جَسّاسُ بنُ مُرَّة وفي البَسُوسِ قولٌ أخَرُ رُوِيَ عن ابنِ عبّاسٍ رضي الله عنه عنهما قال الأَزْهَرِيّ فيه : إنّه أشبهُ بالحَقِّ وقد ساقَه بسَنَدِه إليه في قَوْله تَعالى : " واتْلُ عليْهِم نَبَأَ الذي آتَيْناهُ آياتِنا فانْسَلَخَ منها " قال : كانت امرأةٌ مَشْئُومة اسمها البَسُوس أُعطِيَ زَوْجُها ثلاثَ دَعَوَاتٍ مُستَجاباتٍ وكان له منها ولَدٌ فكانت مُحِبَّةً له فقالت : اجْعلْ لي منها دَعْوَةً واحدةً . قال : فلَكِ واحدةٌ فماذا تريدين ؟ قالت : ادْعُ الله أن يَجْعَلني أَجْمَلَ امرأةٍ في بني إسرائيل فَفْعَل فرَغِبتْ عنه لَمّا عَلِمْتْ أنّه ليس فيهم مِثلُها فأرادتْ سَيِّئاً فَدَعَا اللهُ تعالى عليها أن يَجْعَلها كَلْبَةً نَبّاحةً فذهبتْ فيها دَعْوَتان فجاءَ بَنوها فقالوا : ليس لنا على هذا قَرارٌ قد صارتْ أمُّنا كَلْبَةً يُعَيِّرُنا الناسُ كذا نصُّ التكملة وفي اللِّسان يُعَيِّرُنا بها الناسُ فادْعُ اللهُ تعالى أن يَرُدَّها إلى حالِها التي كانت عليها فَفَعَل فعادتْ كما كانت فَذَهَبت الدَّعَواتُ الثلاثُ بشُؤْمِها وبها يُضرَبُ المثَل . قال اللِّحْيانيُّ : يقال : بُسَّ فلانٌ بالضَّمّ في مالِه بَسَّاً إذا ذَهَبَ شيءٌ من مالِه كذا في التكملة والذي في اللِّسان : بَسَّ في مالِه بَسَّةً وَوَزَم وَزْمَةً : أَذْهَب منه شيئاً . وبسْ بسْ مُثَلَّثَيْن : دعاءٌ للغنَمِ وقد بَسَّها وقال ابنُ دُرَيْد : بَسَسْتُ الغنَمَ : قلتُ لها : بسْ بسْ وقال الكِسائيُّ : أَبْسَسْتُ بالنَّعجَةِ إذا دَعَوْتَها للحَلب وقال الأَصْمَعِيّ : لم أَسْمَعْ الإبْساسَ إلاّ في الإبل . وبُسٌّ بالضَّمّ والتشديد : جبَلٌ قربَ ذاتِ عِرْقٍ وقيل : أرضٌ لبَني نَصْرِ بنِ مُعاويةَ بن بَكْرِ بنِ هَوازِن قربَ حُنَيْنٍ ويقال : بُسَى أيضاً وهو اسمٌ لجِبالٍ هناك في دِيارِهم وإيّاه عَنى عباسُ بنُ مِرْداسٍ السُّلَمِيُّ في قوله :
رَكَضْتُ الخَيلَ فيها بَيْنَ بُسٍّ ... إلى الأَوْرالِ تَنْحِطُ بالنِّهابِ وقال عاهانُ بنُ كَعْب :
بَنِيكَ وهَجْمَةٌ كأَشاءِ بُسٍّ ... غِلاظُ مَنابِتِ القَصَراتِ كُومُقال ابنُ الكَلبيِّ : بُسّ : بيتٌ لغَطَفانَ بنِ سَعْدِ بن قَيْسِ عَيْلان كانت تَعْبُده بناهُ ظالِمُ بنُ أَسْعَدَ بنِ رَبيعةَ بنِ مالِكِ بنِ مُرَّةَ بنِ عَوْفٍ لمّا رأى قُرَيْشاً يَطوفون بالكَعبة ويَسْعَون بين الصَّفا والمَرْوةِ فَذَرَع البيتَ . ونصُّ العُباب : فَمَسَح البيت برِجْلِه عَرْضَه وطُولَه . وأخذ حَجَرَاً من الصَّفا وَحَجَراً من المَروَةِ فَرَجَع إلى قَوْمِه وقال : يا مَعْشَرَ غَطَفَانَ لقُرَيشٍ بيتٌ يطوفونَ حَوْلَه والصَّفا والمَروةُ وليس لكم شيءٌ فبنى بيتاً على قَدْرِ البيت وَوَضَع الحجَرَيْنِ فقال : هذان الصَّفا والمَروَة . فاجْتَزَؤُوا به عن الحَجّ فأغارَ زُهَيْرُ بنُ جَنَاب بنِ هُبَل بن عَبْد الله بنِ كِنانةَ الكلبيُّ فَقَتَل ظالِماً وَهَدَمَ بِناءَه وقد تقدّمَ للمُصنِّفِ في عزز أنّ العُزَّى سَمُرَةٌ عَبَدَتْها غَطَفَانُ أوّلُ من اتَّخذَها ظالمُ بنُ أَسْعَدَ فوقَ ذاتِ عِرْقٍ إلى البُسْتان بتِسعةِ أَمْيَالٍ بنى عليها بَيْتَاً وسَمّاهُ بُسَّاً وأقامَ لها سَدَنَةً فَيَعَث إليها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم خالدَ بنَ الوليد رضي الله عنه فَهَدَم البيتَ وأَحْرَقَ السَّمُرَةَ فانظرْ هذا مع كلامِه هنا ففيه نَوْعُ مُخالَفَةٍ ولعلّ هذا البيتَ هُدِمَ مرَّتَيْن مرَّةً في الجاهِليَّةِ على يَدِ زُهَيْرٍ وقُتِلَ إذْ ذاكَ بانِيه ظالِمٌ والمرَّةُ الثانية عامَ الفَتح على يدِ خالدِ بنِ الوليد رضي اللهُ تعالى عنه وقُتِلَ إذ ذاكَ سادِنُه رَبيعةُ بنُ جَريرٍ السُّلَميُّ ولو قال : وبُسٌّ : بيتٌ لغَطَفانَ هي العُزَّى كان قد أصابَ في جَوْدَةِ الاقْتِصار على أنّ الصَّاغانِيّ ذكرَ فيه لغةً أُخرى وهي بُساءُ بالضَّمّ والمَدِّ فتَرْكُه قُصورٌ وقولُه : جبَلٌ قُربَ ذاتِ عِرْقٍ وأرضٌ لبَني نَصْر ثم قولُه : وبَيتٌ لغَطَفانَ كلُّ ذلك واحدٌ فإنّهم صرَّحوا أنّ أرضَ نَصْر هذه هي الجبالُ التي فوقَ النَّخلَةِ الشّامِيَّةِ بذاتِ عِرْقٍ وبه سُمِّيَ البيتُ المَذكور وبنو نَصْرِ بنِ مُعاويةَ مع غَطَفَان شيءٌ واحدٌ ؛ لأنّهم أبناءُ عمٍّ أَقْرِباء فَغَطَفانُ هو ابنُ سعدِ بنِ قَيْسِ عَيْلان ونَصرٌ هو ابنُ مُعاويةَ بنِ بَكْرِ بن هَوازِنَ بنِ مَنْصُورِ بنِ عِكْرِمَةَ بنِ خَصَفَةَ بنِ قَيْسِ عَيْلان ولبَني كَلْبٍ يَدٌ بيضاءُ في نُصْرَتِهم لقُريشٍ حين بَنَوْا الكَعبةَ ذَكَرَ ابنُ الكَلبيِّ في الأَنْسابِ ما نصُّه : من بني عَبْد الله بنِ هُبَلَ بنِ أبي سالِمٍ الذي أتى قُرَيْشاً حين أرادوا بناءَ الكعبةِ ومعه مالٌ فقال : دَعوني أَشْرَكْكُم في بِنائِها فَأَذِنوا له فَبَنَى جانِبَه الأَيْمن . والبَسْبَس : القَفْرُ الخالي لغةٌ في السَّبْسَب وَزَعَمَ يعقوبُ أنّه من المَقلوب وبهما رُوِيَ قولُ قُسٍّ : فَبَيْنَما أنا أَجُولُ بسَبْسَبِها . البَسْبَس : شجرٌ تُتَّخَذُ منه الرِّحالُ قاله الليث أو الصوابُ السَّبْسَبُ بالباء وقد تَصحَّفَ على الليث قاله الأَزْهَرِيّ . بَسْبَسُ بنُ عمروٍ الجُهَنِيُّ الصحابيُّ حليفُ الأنصار شَهِدَ بَدْرَاً وبُعِثَ عَيْنَاً للعِير ويقال : بَسْبَسةُ بهاءٍ . منَ المَجاز : التُّرَّهاتُ البَسابِس وربّما قالوا : تُرَّهاتُ البَسابِس بالإضافةِ هي : الباطلُ وفَسَّره الجَوْهَرِيّ بالأباطيل . قال الجَوْهَرِيّ : البَسابِسَة : نبتٌ ولم يَزِدْ وقال أبو حَنيفةَ : البَسْباسُ من النبات : الطَّيِّبُ الرِّيح وزعمَ بعضُ الرُّواةُ أنّه النانخاه . قلتُ : الصوابُ هما بَسْبَاسَتان إحداهما : شجرةٌ تَعْرِفُها العربُ قاله الأَزْهَرِيُّ قال الصَّاغانِيّ : ويأكُلُها الناسُ والماشيةُ تَذْكُرُ بها رِيحَ الجَزَرِ وطَعْمَه إذا أَكَلْتَها . قلتُ : وهو قولُ أبي زِيادٍ . زاد الصَّاغانِيّ : مَنْبِتُها الحُزُون والأُخرى : أَوْرَاقٌ صُفْرٌ طَيِّبةُ الرّيِح تُجلَبُ من الهِند قال صاحبُ المنهاج : وقيل : إنّه قُشورُ جَوْز بَوا وأنّ قُوَّتَه كقُوَّةِ النار مشك وأَلْطَف منه وهذه هي التي تَسْتَعمِلُها الأطبّاءُ ويريدونها إذا أَطْلَقوا ولكنّهم يَكْسِرون الأوّلَ وكلُّ واحدةٍ منها غيرُ الأُخرى . وبَسْبَاسةُ : امرأةٌ من بني أسَدٍ وإيّاها عنى امرؤُ القَيسِ بقولِه :ألا زَعَمْتَ بَسْبَاسَةُ اليومَ أنّني ... كَبِرْتُ وألاّ يَشْهَدَ اللَّهْوَ أَمْثَالي والباسَّةُ والبَسّاسَة : من أسماءِ مكّةَ شرَّفَها اللهُ تعالى الأولُ في حديث مُجاهدٍ قال : سُمِّيتْ بها لأنّها تَحْطِمُ من أَخْطَأَ فيها والبَسُّ : الحَطْم ويُروى بالنون من النَّسِّ وهو الطَّرْد . والثانيةُ ذَكَرَها الصَّاغانِيّ وياقوت وسيأتي وقولُ الله عزَّ وجلَّ : " وبُسَّتِ الجبالُ بَسَّاً " أي فُتِّتَت نَقَلَه اللِّحْيانيّ فصارَتْ أَرْضَاً قاله الفَرّاء وقال أبو عُبَيْدٍ : فصارَتْ تُراباً وقيل : نُسِفَتْ كما قال تعالى : " يَنْسِفُها ربِّي نَسْفَاً " وقيل : سِيقَتْ كما قال تعالى : " وسُيِّرَتِ الجبالُ فكانت سَراباً " وقال الزَّجَّاج : بُسَّتْ : لُتَّتْ وخُلِطَتْ وقال ثعلبٌ : خُلِطَتُ بالتُّراب ونقلَ اللِّحْيانيُّ عن بعضِهم : سُوِّيَت . والبَسِيس كأميرٍ : القليلُ من الطعامِ الذي قد بُسَّ أي ذهبَ منه شيءٌ وبَقِيَ منه شيءٌ . البَسِيسَةُ بهاءٍ : الخُبزُ يُجفَّفُ ويُدَقُّ ويُشرَبُ كما يُشرَبُ السَّوِيقُ قال ابنُ دُرَيْدٍ : وأَحسبُه الذي يُسمّى الفَتُوت وقيل : البَسِيسَةُ عندهم : الدَّقيقُ والسَّوِيقُ يُلَتُّ ويُتَّخذُ زاداً وقال اللِّحْيانيُّ : هي التي تُلَتُّ بزَيتٍ أو سَمْن ولا تُبَلُّ وقال ابنُ سِيدَه : البَسِيسَة : الشَّعيرُ يُخلَطُ بالنَّوى للإبل . وقال الأَصْمَعِيّ : البَسيسَةُ : كلُّ شيءٍ خَلَطْتَه بغَيرِه مثل السَّويق بالأَقِطِ ثمّ تَبُلُّه بالزُّبْد أو مثل الشعيرِ بالنَّوَى ثم تَبُلُّه للإبل . البَسيسَة : الإيكالُ بين الناسِ بالسِّعايَة عن ابنِ عَبّادٍ ويقال : هو البَسْبَسَةُ بباءَيْن موحَّدتَيْن . والبُسُسُ بضمَّتَيْن : الأَسْوِقَةُ المَلْتوتَة جمع بَسِيسَةٍ عن ابْن الأَعْرابِيّ . البُسُسُ : النُّوقُ الآنِسَةُ التي تَدرُّ عند الإبْساس لها جمع بَسُوسٍ . البُسُس : الرُّعاة لأنّهم يَبُسُّون المالَ أي يَزْجُرونَه أو يَسُوقونَه . وبَسْبَسَ : أَسْرَعَ في السَّيْر نقله الصَّاغانِيّ وكأنّه لغةٌ في بَصْبَصَ بالصاد كما سيأتي . بَسْبَسَ بالغنَمِ أو الناقةِ : إذا دَعاها للحَلبِ فقال لها : بسْ بسْ بكسرِهما وبفتحِهما قال الراعي :
لعاشِرَةٍ وَهْوَ قد خافَها ... فظَلَّ يُبَسْبِسُ أو يَنْقُرُ