الكَوْنُ
الحَدَثُ وقد كان كَوْناً وكَيْنُونة عن اللحياني وكراع والكَيْنونة في مصدر كانَ
يكونُ أَحسنُ قال الفراء العرب تقول في ذوات الياء مما يشبه زِغْتُ وسِرْتُ طِرْتُ
طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة فيما لا يحصى من هذا الضرب فأَما ذوات الواو مثل
قُلْت
الكَوْنُ
الحَدَثُ وقد كان كَوْناً وكَيْنُونة عن اللحياني وكراع والكَيْنونة في مصدر كانَ
يكونُ أَحسنُ قال الفراء العرب تقول في ذوات الياء مما يشبه زِغْتُ وسِرْتُ طِرْتُ
طَيْرُورَة وحِدْتُ حَيْدُودَة فيما لا يحصى من هذا الضرب فأَما ذوات الواو مثل
قُلْتُ ورُضْتُ فإِنهم لا يقولون ذلك وقد أَتى عنهم في أَربعة أَحرف منها
الكَيْنُونة من كُنْتُ والدَّيْمُومة من دُمْتُ والهَيْعُوعةُ من الهُواع
والسَّيْدُودَة من سُدْتُ وكان ينبغي أَن يكون كَوْنُونة ولكنها لما قَلَّتْ في
مصادر الواو وكثرت في مصادر الياءِ أَلحقوها بالذي هو أَكثر مجيئاً منها إِذ كانت
الواو والياء متقاربتي المخرج قال وكان الخليل يقول كَيْنونة فَيْعولة هي في
الأَصل كَيْوَنونة التقت منها ياء وواوٌ والأُولى منهما ساكنة فصيرتا ياء مشددة
مثل ما قالوا الهَيِّنُ من هُنْتُ ثم خففوها فقالوا كَيْنونة كما قالوا هَيْنٌ
لَيْنٌ قال الفراء وقد ذهب مَذْهباً إِلا أَن القول عِندي هو الأَول وقول الحسن بن
عُرْفُطة جاهليّ لم يَكُ الحَقُّ سوَى أَنْ هاجَهُ رَسْمُ دارٍ قد تَعَفَّى
بالسَّرَرْ إِنما أَراد لم يكن الحق فحذف النون لالتقاء الساكنين وكان حكمه إِذا
وقعت النون موقعاً تُحَرَّكُ فيه فتَقْوَى بالحركة أَن لا يَحْذِفَها لأَنها
بحركتها قد فارقت شِبْهَ حروف اللِّينِ إِذ كُنَّ لا يَكُنَّ إِلا سَوَاكِنَ وحذفُ
النون من يكن أَقبح من حذف التنوين ونون التثنية والجمع لأَن نون يكن أَصل وهي لام
الفعل والتنوين والنون زائدان فالحذف منهما أَسهل منه في لام الفعل وحذف النون
أَيضاً من يكن أَقبح من حذف النون من قوله غير الذي قد يقال مِلْكذب لأَن أَصله
يكون قد حذفت منه الواو لالتقاء الساكنين فإِذا حذفت منه النون أَيضاً لالتقاء
الساكنين أَجحفت به لتوالي الحذفين لا سيما من وجه واحد قال ولك أَيضاً أَن تقول
إِن من حرفٌ والحذف في الحرف ضعيف إِلا مع التضعيف نحو إِنّ وربَّ قال هذا قول ابن
جني قال وأَرى أَنا شيئاً غير ذلك وهو أَن يكون جاء بالحق بعدما حذف النون من يكن
فصار يكُ مثل قوله عز وجل ولم يكُ شيئاً فلما قَدَّرَهُ يَك جاء بالحق بعدما جاز
الحذف في النون وهي ساكنة تخفيفاً فبقي محذوفاً بحاله فقال لم يَكُ الحَقُّ ولو
قَدَّره يكن فبقي محذوفاً ثم جاء بالحق لوجب أَن يكسر لالتقاء الساكنين فيَقْوَى
بالحركة فلا يجد سبيلاً إِلى حذفها إِلا مستكرهاً فكان يجب أَن يقول لم يكن الحق
ومثله قول الخَنْجَر بن صخر الأَسدي فإِنْ لا تَكُ المِرآةُ أَبْدَتْ وَسامةً فقد
أَبْدَتِ المِرآةُ جَبْهةَ ضَيْغَمِ يريد فإِن لا تكن المرآة وقال الجوهري لم يك
أَصله يكون فلما دخلت عليها لم جزمتها فالتقى ساكنان فحذفت الواو فبقي لم يكن فلما
كثر استعماله حذفوا النون تخفيفاً فإِذا تحركت أَثبتوها قالوا لم يَكُنِ الرجلُ وأَجاز
يونس حذفها مع الحركة وأَنشد إِذا لم تَكُ الحاجاتُ من همَّة الفَتى فليس بمُغْنٍ
عنكَ عَقْدُ الرَّتائِمِ ومثله ما حكاه قُطْرُب أَن يونس أَجاز لم يكُ الرجل
منطلقاً وأَنشد بيت الحسن بن عُرْفُطة لم يَكُ الحَقُّ سوى أَن هاجَه والكائنة
الحادثة وحكى سيبوية أَنا أَعْرِفُكَ مُذْ كنت أَي مذ خُلِقْتَ والمعنيان متقاربان
ابن الأَعرابي التَّكَوُّنُ التَّحَرُّك تقول العرب لمن تَشْنَؤُه لا كانَ ولا
تَكَوَّنَ لا كان لا خُلِقَ ولا تَكَوَّن لا تَحَرَّك أَي مات والكائنة الأَمر
الحادث وكَوَّنَه فتَكَوَّن أَحدَثَه فحدث وفي الحديث من رآني في المنام فقد رآني
فإِن الشيطان لا يتَكَوَّنُني وفي رواية لا يتَكَوَّنُ على صورتي
( * قوله « على صورتي » كذا بالأصل والذي في نسخ النهاية في صورتي أَي يتشبه بي
ويتصور بصورتي وحقيقته يصير كائناً في صورتي ) وكَوَّنَ الشيءَ أَحدثه والله
مُكَوِّنُ الأَشياء يخرجها من العدم إلى الوجود وبات فلان بكِينةِ سَوْءٍ وبجِيبةِ
سَوْءٍ أَي بحالة سَوءٍ والمكان الموضع والجمع أَمْكِنة وأَماكِنُ توهَّموا الميم
أَصلاً حتى قالوا تَمَكَّن في المكان وهذا كما قالوا في تكسير المَسِيل أَمْسِلة
وقيل الميم في المكان أَصل كأَنه من التَّمَكُّن دون الكَوْنِ وهذا يقويه ما
ذكرناه من تكسيره على أَفْعِلة وقد حكى سيبويه في جمعه أَمْكُنٌ وهذا زائد في
الدلالة على أَن وزن الكلمة فَعَال دون مَفْعَل فإن قلت فان فَعَالاً لا يكسر على
أَفْعُل إلا أَن يكون مؤنثاً كأَتانٍ وآتُنٍ الليث المكان اشتقاقُه من كان يكون
ولكنه لما كثر في الكلام صارت الميم كأَنها أَصلية والمكانُ مذكر قيل توهموا
( * قوله « قيل توهموا إلخ » جواب قوله فان قيل فهو من كلام ابن سيده وما بينهما
اعتراض من عبارة الازهري وحقها التأخر عن الجواب كما لا يخفى ) فيه طرح الزائد
كأَنهم كَسَّروا مَكَناً وأَمْكُنٌ عند سيبويه مما كُسِّرَ على غير ما يُكَسَّرُ
عليه مثلُه ومَضَيْتُ مَكانتي ومَكِينَتي أي على طِيَّتي والاستِكانة الخضوع
الجوهري والمَكانة المنزلة وفلانٌ مَكِينٌ عند فلان بَيِّنُ المكانة والمكانة
الموضع قال تعالى ولو نشاءُ لمَسَخْناهم على مَكانتهم قال ولما كثرلزوم الميم
تُوُهِّمت أَصلية فقيل تَمَكَّن كما قالوا من المسكين تَمَسْكَنَ ذكر الجوهري ذلك
في هذه الترجمة قال ابن بري مَكِينٌ فَعِيل ومَكان فَعال ومَكانةٌ فَعالة ليس شيء
منها من الكَوْن فهذا سهوٌ وأَمْكِنة أَفْعِلة وأَما تمسكن فهو تَمَفْعل
كتَمَدْرَع مشتقّاً من المِدْرَعة بزيادته فعلى قياسه يجب في تمكَّنَ تمَكْونَ
لأَنه تمفْعل على اشتقاقه لا تمكَّنَ وتمكَّنَ وزنه تفَعَّلَ وهذا كله سهو وموضعه
فصل الميم من باب النون وسنذكره هناك وكان ويكون من الأَفعال التي ترفع الأَسماء
وتنصب الأَخبار كقولك كان زيد قائماً ويكون عمرو ذاهباً والمصدر كَوْناً وكياناً
قال الأَخفش في كتابه الموسوم بالقوافي ويقولون أَزَيْداً كُنْتَ له قال ابن جني
ظاهره أَنه محكيّ عن العرب لأَن الأَخفش إنما يحتج بمسموع العرب لا بمقيس النحويين
وإذا كان قد سمع عنهم أَزيداً كنت له ففيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها قال
وذلك انه لا يفسر الفعل الناصب المضمر إلا بما لو حذف مفعوله لتسلط على الاسم
الأَول فنصبه أَلا تَراكَ تقول أَزيداً ضربته ولو شئت لحذفت المفعول فتسلطتْ ضربت
هذه الظاهرة على زيد نفسه فقلت أَزيداً ضربت فعلى هذا قولهم أَزيداً كنت له يجوز
في قياسه أَن تقول أَزيداً كُنْتَ ومثَّل سيبويه كان بالفعل المتعدِّي فقال وتقول
كُنّاهْم كما تقول ضربناهم وقال إذا لم تَكُنْهم فمن ذا يَكُونُهم كما تقول إذا لم
تضربهم فمن ذا يضربهم قال وتقول هو كائِنٌ ومَكُونٌ كما تقول ضارب ومضروب غيره
وكان تدل على خبر ماضٍ في وسط الكلام وآخره ولا تكون صلَةً في أَوَّله لأَن الصلة
تابعة لا متبوعة وكان في معنى جاء كقول الشاعر إذا كانَ الشِّتاءُ فأَدْفئُوني
فإنَّ الشَّيْخَ يُهْرِمُه الشِّتاءُ قال وكان تأْتي باسم وخبر وتأْتي باسم واحد
وهو خبرها كقولك كان الأَمْرُ وكانت القصة أي وقع الأَمر ووقعت القصة وهذه تسمى
التامة المكتفية وكان تكون جزاءً قال أَبو العباس اختلف الناس في قوله تعالى كيف
نُكَلِّمُ من كان في المَهْدِ صبيّاً فقال بعضهم كان ههنا صلة ومعناه كيف نكلم من
هو في المهد صبيّاً قال وقال الفراء كان ههنا شَرْطٌ وفي الكلام تعَجبٌ ومعناه من
يكن في المهد صبيّاً فكيف يُكَلَّمُ وأَما قوله عز وجل وكان الله عَفُوّاً
غَفُوراً وما أَشبهه فإن أَبا إسحق الزجاج قال قد اختلف الناس في كان فقال الحسن
البصري كان الله عَفُوّاً غَفُوراً لعباده وعن عباده قبل أَن يخلقهم وقال النحويون
البصريون كأَنَّ القوم شاهَدُوا من الله رحمة فأُعْلِمُوا أَن ذلك ليس بحادث وأَن
الله لم يزل كذلك وقال قوم من النحويين كانَ وفَعَل من الله تعالى بمنزلة ما في
الحال فالمعنى والله أَعلم والله عَفُوٌّ غَفُور قال أَبو إسحق الذي قاله الحسن
وغيره أَدْخَلُ في العربية وأَشْبَهُ بكلام العرب وأَما القول الثالث فمعناه يؤُول
إلى ما قاله الحسن وسيبويه إلاَّ أن كون الماضي بمعنى الحال يَقِلُّ وصاحبُ هذا
القول له من الحجة قولنا غَفَر الله لفلان بمعنى لِيَغْفِر الله فلما كان في الحال
دليل على الاستقبال وقع الماضي مؤدِّياً عنها استخفافاً لأَن اختلاف أَلفاظ
الأَفعال إنما وقع لاختلاف الأَوقات وروي عن ابن الأَعرابي في قوله عز وجل كُنتُم
خَيْرَ أُمَّة أُخرجت للناس أَي أَنتم خير أُمة قال ويقال معناه كنتم خير أُمة في
علم الله وفي الحديث أَعوذ بك من الحَوْر بعد الكَوْنِ قال ابن الأَثير الكَوْنُ
مصدر كان التامَّة يقال كان يَكُونُ كَوْناً أَي وُجِدَ واسْتَقَرَّ يعني أَعوذ بك
من النقص بعد الوجود والثبات ويروى بعد الكَوْرِ بالراء وقد تقدم في موضعه الجوهري
كان إذا جعلته عبارة عما مضى من الزمان احتاج إلى خبر لأَنه دل على الزمان فقط
تقول كان زيد عالماً وإذا جعلته عبارة عن حدوث الشيء ووقوعه استغنى عن الخبر لأَنه
دل على معنى وزمان تقول كانَ الأَمْرُ وأَنا أَعْرفُه مُذْ كان أَي مُذْ خُلِقََ
قال مَقَّاسٌ العائذيّ فِداً لبَني ذُهْلِ بن شَيْبانَ ناقَتي إذا كان يومٌ ذو
كواكبَ أَشْهَبُ قوله ذو كواكب أَي قد أَظلم فبَدَتْ كواكبُه لأَن شمسه كسفت
بارتفاع الغبار في الحرب وإذا كسفت الشمس ظهرت الكواكب قال وقد تقع زائدة للتوكيد
كقولك كان زيد منطلقاً ومعناه زيد منطلق قال تعالى وكان الله غفوراً رحيماً وقال
أَبو جُندب الهُذَلي وكنتُ إذ جاري دعا لمَضُوفةٍ أُشَمِّرُ حتى يَنْصُفَ الساقَ
مِئْزَري وإنما يخبر عن حاله وليس يخبر بكنت عمَّا مضى من فعله قال ابن بري عند
انقضاء كلام الجوهري رحمهما الله كان تكون بمعنى مَضَى وتَقَضَّى وهي التامة
وتأْتي بمعنى اتصال الزمان من غير انقطاع وهي الناقصة ويعبر عنها بالزائدة أَيضاً
وتأْتي زائدة وتأَتي بمعنى يكون في المستقبل من الزمان وتكون بمعنى الحدوث والوقوع
فمن شواهدها بمعنى مضى وانقضى قول أَبي الغول عَسَى الأَيامُ أَن يَرْجِع نَ قوماً
كالذي كانوا وقال ابن الطَّثَرِيَّة فلو كنتُ أَدري أَنَّ ما كانَ كائنٌ وأَنَّ
جَدِيدَ الوَصْلِ قد جُدَّ غابِرُهْ وقال أَبو الأَحوصِ كم مِن ذَوِي خُلَّةٍ
قبْلي وقبْلَكُمُ كانوا فأَمْسَوْا إلى الهِجرانِ قد صاروا وقال أَبو زُبَيْدٍ ثم
أَضْحَوْا كأَنهُم لم يَكُونوا ومُلُوكاً كانوا وأَهْلَ عَلاءِ وقال نصر بن حجاج
وأَدخل اللام على ما النافية ظَنَنتَ بيَ الأَمْرَ الذي لو أَتَيْتُه لَمَا كان لي
في الصالحين مَقامُ وقال أَوْسُ بن حجَر هِجاؤُكَ إلاَّ أَنَّ ما كان قد مَضَى
عَليَّ كأَثْوابِ الحرام المُهَيْنِم وقال عبد الله بن عبد الأَعلى يا لَيْتَ ذا
خَبَرٍ عنهم يُخَبِّرُنا بل لَيْتَ شِعْرِيَ ماذا بَعْدَنا فَعَلُوا ؟ كنا وكانوا
فما نَدْرِي على وَهَمٍ أَنَحْنُ فيما لَبِثْنا أَم هُمُ عَجِلُوا ؟ أَي نحن
أَبطأْنا ومنه قول الآخر فكيف إذا مَرَرْتَ بدارِ قَوْمٍ وجيرانٍ لنا كانُوا كرامِ
وتقديره وجيرانٍ لنا كرامٍ انْقَضَوْا وذهب جُودُهم ومنه ما أَنشده ثعلب فلو كنتُ أَدري
أَنَّ ما كان كائنٌ حَذِرْتُكِ أَيامَ الفُؤادُ سَلِيمُ
( * قوله « أيام الفؤاد سليم » كذا بالأصل برفع سليم وعليه ففيه مع قوله غريم
اقواء )
ولكنْ حَسِبْتُ الصَّرْمَ شيئاً أُطِيقُه إذا رُمْتُ أَو حاوَلْتُ أَمْرَ غَرِيمِ
ومنه ما أَنشده الخليل لنفسه بَلِّغا عنِّيَ المُنَجِّمَ أَني كافِرٌ بالذي
قَضَتْه الكَواكِبْ عالِمٌ أَنَّ ما يكُونُ وما كا نَ قَضاءٌ من المُهَيْمِنِ
واجِبْ ومن شواهدها بمعنى اتصالِ الزمانِ من غير انقطاع قولُه سبحانه وتعالى وكان
الله غفوراً رحيماً أي لم يَزَلْ على ذلك وقال المتلمس وكُنَّا إذا الجَبَّارُ
صَعَّرَ خَدَّه أَقَمْنا له من مَيْلِهِ فتَقَوَّما وقول الفرزدق وكنا إذا
الجَبَّارُ صَعَّرَ خَدَّه ضَرَبْْناه تحتَ الأَنْثَيَينِ على الكَرْدِ وقول
قَيْسِ بن الخَطِيم وكنتُ امْرَأً لا أَسْمَعُ الدَّهْرَ سُبَّةً أُسَبُّ بها
إلاَّ كَشَفْتُ غِطاءَها وفي القرآن العظيم أَيضاً إن هذا كان لكم جَزاءً وكان
سَعْيُكُم مَشْكُوراً فيه إنه كان لآياتِنا عَنِيداً وفيه كان مِزاجُها زَنْجبيلاً
ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أَن تأْتي بمعنى صار كقوله سبحانه كنتم خَيْرَ
أُمَّةٍ وقوله تعالى فإذا انْشَقَّتِ السماءُ فكانت وَرْدَةً كالدِّهانِ وفيه
فكانت هَبَاءً مُنْبَثّاً وفيه وكانت الجبالُ كَثِيباً مَهِيلاً وفيه كيف
نُكَلِّمُ من كانَ في المَهْدِ صَبِيّاً وفيه وما جَعَلْنا القِبْلَةَ التي كُنْتَ
عليها أَي صِرْتَ إليها وقال ابن أَحمر بتَيْهاءَ قَفْرٍ والمَطِيُّ كأَنَّها قَطا
الحَزْنِ قد كانَتْ فِراخاً بُيوضُها وقال شَمْعَلَةُ بن الأَخْضَر يصف قَتْلَ
بِسْطامِ ابن قَيْسٍ فَخَرَّ على الأَلاءَة لم يُوَسَّدْ وقد كانَ الدِّماءُ له
خِمارَا ومن أَقسام كان الناقصة أَيضاً أن يكون فيها ضميرُ الشأْن والقِصَّة
وتفارقها من اثني عشر وجهاً لأَن اسمها لا يكون إلا مضمراً غير ظاهر ولا يرجع إلى
مذكور ولا يقصد به شيء بعينه ولا يؤَكد به ولا يعطف عليه ولا يبدل منه ولا يستعمل
إلا في التفخيم ولا يخبر عنه إلا بجملة ولا يكون في الجملة ضمير ولا يتقدَّم على
كان ومن شواهد كان الزائدة قول الشاعر باللهِ قُولُوا بأَجْمَعِكُمْ يا لَيْتَ ما
كانَ لم يَكُنِ وكان الزائدةُ لا تُزادُ أَوَّلاً وإنما تُزادُ حَشْواً ولا يكون
لها اسم ولا خبر ولا عمل لها ومن شواهدها بمعنى يكون للمستقبل من الزمان قول
الطِّرمَّاح بن حَكِيمٍ وإني لآتِيكُمْ تَشَكُّرَ ما مَضَى من الأَمْرِ واسْتِنْجازَ
ما كانَ في غَدِ وقال سَلَمَةُ الجُعْفِيُّ وكُنْتُ أَرَى كالمَوْتِ من بَيْنِ
سَاعَةٍ فكيفَ بِبَيْنٍ كانَ مِيعادُه الحَشْرَا ؟ وقد تأْتي تكون بمعنى كان كقولِ
زيادٍ الأَعْجَمِ وانْضَخْ جَوانِبَ قَبْرِهِ بدِمائها ولَقَدْ يَكُونُ أَخا دَمٍ
وذَبائِح ومنه قول جَرِير ولقد يَكُونُ على الشَّبابِ بَصِيرَا قال وقد يجيء خبر
كان فعلاً ماضياً كقول حُمَيْدٍ الأَرْقَطِ وكُنْتُ خِلْتُ الشَّيْبَ
والتَّبْدِينَا والهَمَّ مما يُذْهِلُ القَرِينَا وكقول الفرزدق وكُنَّا وَرِثْناه
على عَهْدِ تُبَّعٍ طَوِيلاً سَوارِيه شَديداً دَعائِمُهْ وقال عَبْدَةُ بنُ
الطَّبِيبِ وكانَ طَوَى كَشْحاً على مُسْتَكِنَّةٍ فَلا هُوَ أَبْداها ولم
يَتَجَمْجَمِ وهذا البيت أَنشده في ترجمة كنن ونسبه لزهير قال ونقول كانَ كَوْناً
وكَيْنُونة أَيضاً شبهوه بالحَيْدُودَة والطَّيْرُورة من ذوات الياء قال ولم يجيء
من الواو على هذا إلا أَحرف كَيْنُونة وهَيْعُوعة ودَيْمُومة وقَيْدُودَة وأَصله
كَيْنُونة بتشديد الياء فحذفوا كما حذفوا من هَيِّنٍ ومَيُِّتٍ ولولا ذلك لقالوا
كَوْنُونة لأَنه ليس في الكلام فَعْلُول وأَما الحيدودة فأَصله فَعَلُولة بفتح
العين فسكنت قال ابن بري أَصل كَيّنُونة كَيْوَنُونة ووزنها فَيْعَلُولة ثم قلبت
الواو ياء فصار كَيّنُونة ثم حذفت الياء تخفيفاً فصار كَيْنُونة وقد جاءت بالتشديد
على الأَصل قال أَبو العباس أَنشدني النَّهْشَلِيُّ قد فارَقَتْ قَرِينَها
القَرِينَه وشَحَطَتْ عن دارِها الظَّعِينه يا ليتَ أَنَّا ضَمَّنَا سَفِينه
حَتَّى يَعُودَ الوَصْل كَيّنُونه قال والحَيْدُودَة أَصل وزنها فَيْعَلُولة وهو
حَيْوَدُودَة ثم فعل بها ما فعل بكَيْنونة قال ابن بري واعلم أَنه يلحق بباب كان
وأَخواتها كل فِعْلٍ سُلِبَ الدِّلالةَ على الحَدَث وجُرِّدَ للزمان وجاز في الخبر
عنه أَن يكون معرفة ونكرة ولا يتم الكلام دونه وذلك مثل عادَ ورَجَعَ وآضَ وأَتى
وجاء وأَشباهها كقول الله عز وجل يَأْتِ بَصيراً وكقول الخوارج لابن عباس ما جاءت
حاجَتُك أَي ما صارت يقال لكل طالب أَمر يجوز أَن يَبْلُغَه وأَن لا يبلغه وتقول
جاء زيدٌ الشريفَ أَي صار زيدٌ الشريفَ ومنها طَفِق يفعل وأَخَذ يَكْتُب وأَنشأَ
يقول وجَعَلَ يقول وفي حديث تَوْبةِ كَعْبٍ رأَى رجلاً لا يَزُول به السَّرابُ
فقال كُنْ أَبا خَيْثَمة أَي صِرْهُ يقال للرجل يُرَى من بُعْدٍ كُن فلاناً أَي
أَنت فلان أَو هو فلان وفي حديث عمر رضي الله عنه أَنه دخل المسجد فرأَى رجلاً
بَذَّ الهيئة فقال كُنْ أَبا مسلم يعني الخَوْلانِيَّ ورجل كُنْتِيٌّ كبير نسب إلى
كُنْتُ وقد قالوا كُنْتُنِيٌّ نسب إلى كُنْتُ أَيضاً والنون الأَخيرة زائدة قال
وما أَنا كُنْتِيٌّ ولا أَنا عاجِنُ وشَرُّ الرِّجال الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ وزعم
سيبويه أَن إخراجه على الأَصل أَقيس فتقول كُونِيٌّ على حَدِّ ما يُوجِبُ
النَّسَبَ إلى الحكاية الجوهري يقال للرجل إذا شاخ هو كُنْتِيٌّ كأَنه نسب إلى
قوله كُنْتُ في شبابي كذا وأَنشد فأَصْبَحْتُ كُنْتِيّاً وأَصْبَحْتُ عاجِناً
وشَرُّ خِصَالِ المَرْءِ كُنْتُ وعاجِنُ قال ابن بري ومنه قول الشاعر إذا ما
كُنْتَ مُلْتَمِساً لِغَوْثٍ فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبِيرِ فَلَيْسَ بِمُدْرِكٍ
شيئاً بَسَعْيِ ولا سَمْعٍ ولا نَظَرٍ بَصِيرِ وفي الحديث أَنه دخل المسجدَ
وعامَّةُ أَهله الكُنْتِيُّونَ هم الشُّيوخُ الذين يقولون كُنَّا كذا وكانَ كذا
وكنت كذا فكأَنه منسوب إلى كُنْتُ يقال كأَنك والله قد كُنْتَ وصِرْتَ إلى كانَ
أَي صرتَ إلى أَن يقال عنك كانَ فلان أَو يقال لك في حال الهَرَم كُنْتَ مَرَّةً
كذا وكنت مرة كذا الأَزهري في ترجمة كَنَتَ ابن الأَعرابي كَنَتَ فلانٌ في خَلْقِه
وكان في خَلْقِه فهو كُنْتِيٌّ وكانِيُّ ابن بُزُرْج الكُنْتِيُّ القوي الشديد
وأَنشد قد كُنْتُ كُنْتِيّاً فأَصْبَحْتُ عاجِناً وشَرُّ رِجال الناسِ كُنْتُ
وعاجِنُ يقول إذا قام اعْتَجَن أَي عَمَدَ على كُرْسُوعه وقال أَبو زيد
الكُنْتِيُّ الكبير وأَنشد فلا تَصْرُخْ بكُنْتِيٍّ كبير وقال عَدِيُّ بن زيد
فاكتَنِتْ لا تَكُ عَبْداً طائِراً واحْذَرِ الأَقْتالَ مِنَّا والثُّؤَرْ قال
أَبو نصر اكْتَنِتْ ارْضَ بما أَنت فيه وقال غيره الاكْتناتُ الخضوع قال أَبو
زُبَيْدٍ مُسْتَضْرِعٌ ما دنا منهنَّ مُكْتَنِتٌ للعَظْمِ مُجْتَلِمٌ ما فوقه
فَنَعُ قال الأَزهري وأَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال لا يقال فَعَلْتُني
إلا من الفعل الذي يتعدَّى إلى مفعولين مثل ظَنَنْتُني ورأَيْتُني ومُحالٌ أَن
تقول ضَرَبْتُني وصَبَرْتُني لأَنه يشبه إضافة الفعل إلى ني ولكن تقول صَبَرْتُ نفسي
وضَرَبْتُ نَفْسِي وليس يضاف من الفعل إلى ني إلاّ حرف واحد وهو قولهم كُنْتي
وكُنْتُني وأَنشد وما كُنْتُ كُنْتِيّاً وما كُنْت عاجِناً وشَرُّ الرجالِ
الكُنْتُنِيُّ وعاجِنُ فجمع كُنْتِيّاً وكُنْتُنيّاً في البيت ثعلب عن ابن
الأَعرابي قيل لصَبِيَّةٍ من العرب ما بَلَغَ الكِبَرُ من أَبيك ؟ قالت قد عَجَنَ
وخَبَزَ وثَنَّى وثَلَّثَ وأَلْصَقَ وأَوْرَصَ وكانَ وكَنَتَ قال أَبو العباس
وأَخبرني سلمة عن الفراء قال الكُنْتُنِيُّ في الجسم والكَانِيُّ في الخُلُقِ قال
وقال ابن الأَعرابي إذا قال كُنْتُ شابّاً وشجاعاً فهو كُنْتِيٌّ وإذا قال كانَ لي
مال فكُنْتُ أُعطي منه فهو كانِيٌّ وقال ابن هانئ في باب المجموع مُثَلَّثاً رجل
كِنْتَأْوٌ ورجلان كِنْتَأْوان ورجال كِنْتَأْوُونَ وهو الكثير شعر اللحية
الكَثُّها ومنه جَمَلٌ سِنْدَأْوٌ وسِنْدَأْوان وسِندَأْوُونَ وهو الفسيح من الإبل
في مِشْيَتِه ورجل قَنْدَأْوٌ ورجلان قِنْدَأْوان ورجال قَنْدَأْوُون مهموزات وفي
الحديث دخل عبد الله بن مسعود المسجدَ وعامة أَهله الكُنْتِيُّون فقلتُ ما
الكُنْتِيُّون ؟ فقال الشُّيُوخُ الذين يقولون كانَ كذا وكذا وكُنْتُ فقال عبد
الله دارَتْ رَحَى الإسلام عليَّْ خمسةً وثَلاثين ولأَنْ تَمُوتَ أَهلُ دارِي
أَحَبُّ إليَّ من عِدَّتِهم من الذِّبَّان والجِعْلانِ قال شمر قال الفراء تقول
كأَنَّك والله قد مُتَّ وصِرْتَ إلى كانَ وكأَنكما مُتُّمَا وصرتما إلى كانا
والثلاثة كانوا المعنى صِرْتَ إلى أَن يقال كانَ وأَنت ميت لا وأَنت حَيٌّ قال
والمعنى له الحكاية على كُنْت مَرَّةً للمُواجهة ومرة للغائب كما قال عز من قائلٍ
قل للذين كفروا ستُغْلَبُون وسَيُغْلَبُون هذا على معنى كُنْتَ وكُنْتَ ومنه قوله
وكُلُّ أَمْرٍ يوماً يَصِيرُ كان وتقول للرجل كأَنِّي بك وقد صِرْتَ كانِيّاً أَي
يقال كان وللمرأَة كانِيَّة وإن أَردت أَنك صرت من الهَرَم إلى أَن يقال كُنْت مرة
وكُنْت مرة قيل أَصبحتَ كُنْتِيّاً وكُنْتُنِيّاً وإنما قال كُنْتُنِيّاً لأَنه
أَحْدَثَ نوناً مع الياء في النسبة ليتبين الرفع كما أَرادوا تَبين النَّصبِ في
ضَرَبني ولا يكون من حروف الاستثناء تقول جاء القوم لا يكون زيداً ولا تستعمل إلى
مضمراً فيها وكأَنه قال لا يكون الآتي زيداً وتجيء كان زائدة كقوله سَراةُ بَني
أَبي بَكْرٍ تَسامَوْا على كانَ المُسَوَّمةَِ العِرابِ أَي على المُسوَّمة
العِراب وروى الكسائي عن العرب نزل فلان على كان خَتَنِه أَي نزَل على خَتَنِه
وأَنشد الفراء جادَتْ بكَفَّيْ كانَ من أَرمى البَشَرْ أَي جادت بكفَّي من هو من
أَرمى البشر قال والعرب تدخل كان في الكلام لغواً فتقول مُرَّ على كان زيدٍ يريدون
مُرَّ فأَدخل كان لغواً وأَما قول الفرزدق فكيفَ ولو مَرَرْت بدارِِ قومٍ وجِيرانٍ
لنا كانوا كِرامِ ؟ ابن سيده فزعم سيبويه أَن كان هنا زائدة وقال أَبو العباس إن
تقديره وجِيرانٍ كِرامٍ كانوا لنا قال ابن سيده وهذا أَسوغ لأَن كان قد عملت ههنا
في موضع الضمير وفي موضع لنا فلا معنى لما ذهب إليه سيبويه من أَنها زائدة هنا
وكان عليه كَوْناً وكِياناً واكْتانَ وهو من الكَفالة قال أَبو عبيد قال أَبو زيد
اكْتَنْتُ به اكْتِياناً والاسم منه الكِيانةُ وكنتُ عليهم أَكُون كَوْناً مثله من
الكفالة أَيضاً ابن الأَعرابي كان إذا كَفَل والكِيانةُ الكَفالة كُنْتُ على فلانٍ
أكُونُ كَوْناً أَي تَكَفَّلْتُ به وتقول كُنْتُكَ وكُنْتُ إياك كما تقول ظننتك
زيداً وظَنْنتُ زيداً إِياك تَضَعُ المنفصل موضع المتصل في الكناية عن الاسم
والخبر لأَنهما منفصلان في الأَصل لأَنهما مبتدأ وخبر قال أَبو الأَسود الدؤلي
دَعِ الخمرَ تَشربْها الغُواةُ فإنني رأيتُ أَخاها مُجْزِياً لمَكانِها فإن لا
يَكُنها أَو تَكُنْه فإنه أَخوها غَذَتْهُ أُمُّهُ بلِبانِها يعني الزبيب
والكَوْنُ واحد الأَكْوان وسَمْعُ الكيان كتابٌ للعجم قال ابن بري سَمْعُ الكيان
بمعنى سَماعِ الكِيان وسَمْعُ بمعنى ذِكْرُِ الكيان وهو كتاب أَلفه أَرَسْطو
وكِيوانُ زُحَلُ القولُ فيه كالقول في خَيْوان وهو مذكور في موضعه والمانع له من
الصرف العجمة كما أَن المانع لخَيْوان من الصرف إنما هو التأْنيث وإرادة البُقْعة
أَو الأَرض أَو القَرْية والكانونُ إن جعلته من الكِنِّ فهو فاعُول وإن جعلته
فَعَلُولاً على تقدير قَرَبُوس فالأَلف فيه أَصلية وهي من الواو سمي به مَوْقِِدُ
النار
معنى
في قاموس معاجم
الكَيْنُ لحمةُ
داخلِ فرجِ المرأَة ابن سيده الكَيْنُ لخم باطنِ الفرج والرَّكَب ظاهره قال جرير
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ
المَعْذُورِ يعني عمرانَ بن مرة المِنْقَريّ وكان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق
يوم السيِّ
الكَيْنُ لحمةُ
داخلِ فرجِ المرأَة ابن سيده الكَيْنُ لخم باطنِ الفرج والرَّكَب ظاهره قال جرير
غَمَزَ ابنُ مُرَّةَ يا فَرَزْدَقُ كَيْنَها غَمْزَ الطَّبِيبِ نَغانِغَ
المَعْذُورِ يعني عمرانَ بن مرة المِنْقَريّ وكان أَسَرَ جِعْثِنَ أُخت الفرزدق
يوم السيِّدان وفي ذلك يقول جرير أَيضاً هُمُ ترَكوها بعدما طالت السُّرى عَواناً
ورَدُّوا حُمْرةَ الكَيْنِ أَسودا وفي ذلك يقول جرير أَيضاً يُفَرِّجُ عِمْرانُ
مُرَّةَ كَيْنَها ويَنْزُو نُزاءَ العَيْر أَعْلَقَ حائلُهْ وقيل الكَيْنُ
الغُدَدُ التي هي داخل قُبُل المرأَة مثلُ أَطراف النَّوى والجمع كُيون والكَيْنُ
البَظْرُ عن اللحياني وكَيْنُ المرأَة بُظارتها وأَنشد اللحياني يَكْوينَ أَطرافَ
الأُيورِ بالكَيْن إذا وَجَدْنَ حَرَّةً تَنَزَّيْن قال ابن سيده فهذا يجوز أَن يفسر
بجميع ما ذكرناه واسْتَكانَ الرجل خَضَعَ وذَلّ جعله أَبو علي استفعل من هذا الباب
وغيره يجعله افتعل من المَسْكَنة ولكل من ذلك تعليل مذكور في بابه وباتَ فلانٌ
بكِينةِ سَوْءٍ بالكسر أَي بحالة سَوْءِ أَبو سعيد يقال أَكانَه الله يُكِينُه
إكانةً أَي أَخضعه حتى اسْتَكان وأَدخل عليه من الذل ما أَكانه وأَنشد لعَمْرُك ما
يَشْفي جِراحٌ تُكينُه ولكِنْ شِفائي أَن تَئِيمَ حَلائِلُهْ قال الأَزهري وفي
التنزيل العزيز فما اسْتَكانوا لربهم من هذا أَي ما خَضَعُوا لربهم وقال ابن
الأَنباري في قولهم اسْتَكانَ أَي خضع فيه قولان أَحدهما أَنه من السَّكِينة وكان
في الأَصل اسْتَكَنوا افتعل من سَكَن فمُدَّتْ فتحة الكاف بالأَلف كما يمدُّون
الضمة بالواو والكسرة بالياء واحتج بقوله فأَنْظُورُ أَي فأَنظُرُ وشِيمال في موضع
الشِّمال والقول الثاني أَنه استفعال من كان يكون ثعلب عن ابن الأَعرابي الكَيْنةُ
النَّبِقةُ والكَيْنة الكَفالة والمُكْتانُ الكَفِيلُ وكائِنْ معناها معنى كم في
الخبر والاستفهام وفيها لغتان كَأيٍّ مثْلُ كَعَيِّنْ وكائِنْ مثل كاعِنْ قال
أُبَيُّ بن كَعْبٍ لزِرِّ بن حُبَيْش كَأَيِّنْ تَعُدُّون سورة الأَحزاب أَي كم
تَعُدُّونها آيةً وتستعمل في الخبر والاستفهام مثل كم قال ابن الأَثير وأَشهر
لغاتها كأَيٍّ بالتشديد وتقول في الخبر كأَيٍّ من رجل قد رأَيت تريد به التكثيرَ
فتخفض النكرة بعدها بمن وإدخالُ من بعد كأَيٍّ أَكثرُ من النصب بها وأَجود قال ذو
الرمة وكائنْ ذَعَرْنا من مَهاةٍ ورامِحٍ بلادُ العِدَى ليست له ببلادِ قال ابن
بري بعد انقضاء كلام الجوهري ظاهر كلامه أَن كائن عنده بمنزلة بائع وسائر ونحو ذلك
مما وَزْنُه فاعل وذلك غلط وإنما الأَصل فيها كأَيٍّ الكاف للتشبيه دخلت على أَيٍّ
ثم قُدِّمت الياء المشددة ثم خففت فصارت كَيِيءٍ ثم أُبدلت الياء أَلفاً فقالوا
كاءٍ كما قالوا في طَيِّءٍ طاءٍ وفي التنزيل العزيز وكأَيِّنْ من نَبيٍّ قال
الأَزهري أَخبرني المنذري عن أَبي الهيثم أَنه قال كأَيّ بمعنى كم وكم بمعنى
الكثرة وتعمل عمل رب في معنى القِلَّة قال وفي كَأَيٍّ ثلاث لغات كأَيٍّ بوزن
كَعَيِّنْ الأَصل أَيٌّ أُدخلت عليها كاف التشبيه وكائِنْ بوزن كاعِنْ واللغة
الثالثة كايِنْ بوزن ماينْ لا همز فيه وأَنشد كايِنْ رَأَبْتُ وهايا صَدْع
أَعْظُمِه ورُبَّهُ عَطِباً أَنَْقَذْتُ مِ العَطَبِ يريد من العطب وقوله وكايِنْ
بوزن فاعل من كِئْتُ أَكِيُّ أَي جبُنْتُ قال ومن قال كَأْي لم يَمُدَّها ولم
يحرِّك همزتها التي هي أَول أَيٍّ فكأَنها لغة وكلها بمعنى كم وقال الزجاج في كائن
لغتان جَيِّدتان يُقْرَأُ كَأَيّ بتشديد الياء ويقرأُ كائِنْ على وزن فاعل قال
وأَكثر ما جاء في الشعر على هذه اللغة وقرأَ ابن كثير وكائِن بوزن كاعن وقرأَ سائر
القراء وكأَيِّنْ الهمزة بين الكاف والياء قال وأَصل كائن كأَيٍّ مثل كََعَيٍّ
فقدّمت الياء على الهمزة ثم خففت فصارت بوزن كَيْعٍ ثم قلبت الياء أَلفاً وفيها
لغات أَشهرها كأَيٍّ بالتشديد والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
السُّكُونُ ضدّ
الحركة سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره
تَسْكيناً وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك وسَكَنَ الرجل
سكت وقيل سَكَن في معنى سكت وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب وقوله تعا
السُّكُونُ ضدّ
الحركة سَكَنَ الشيءُ يَسْكُنُ سُكوناً إذا ذهبت حركته وأَسْكَنه هو وسَكَّنه غيره
تَسْكيناً وكل ما هَدَأَ فقد سَكَن كالريح والحَرّ والبرد ونحو ذلك وسَكَنَ الرجل
سكت وقيل سَكَن في معنى سكت وسَكَنتِ الريح وسَكَن المطر وسَكَن الغضب وقوله تعالى
وله ما سَكَن في الليل والنهار قال ابن الأَعرابي معناه وله ما حَلَّ في الليل
والنهار وقال الزجاج هذا احتجاج على المشركين لأَنهم لم ينكروا أَن ما استقرَّ في
الليل والنهار لله أَي هو خالقه ومُدَبِّره فالذي هو كذلك قادر على إحياء الموتى
وقال أَبو العباس في قوله تعالى وله ما سكن في الليل والنهار قال إنما الساكن من
الناس والبهائم خاصة قال وسَكَنَ هَدَأَ بعد تَحَرُّك وإنما معناه والله أَعلم
الخَلْق أَبو عبيد الخَيْزُرَانَةُ السُّكّانُ وهو الكَوْثَلُ أَيضاً وقال أَبو
عمرو الجَذَفُ السُّكّان في باب السُّفُن الليث السُّكّانُ ذَنَب السفينة التي به
تُعَدَّل ومنه قول طرفة كسُكّانِ بُوصِيٍّ بدَجْلَةَ مُصْعِدِ وسُكَّانُ السفينة
عربي والسُّكّانُ ما تُسَكَّنُ به السفينة تمنع به من الحركة والاضطراب
والسِّكِّين المُدْية تذكر وتؤَنث قال الشاعر فعَيَّثَ في السَّنامِ غَداةَ قُرٍّ
بِسِكِّينٌ مُوَثَّقَةِ النِّصابِ وقال أَبو ذؤَيب يُرَى ناصَحاً فيما بَدا وإذا
خَلا فذلك سِكِّينٌ على الحَلْقِ حاذقُ قال ابن الأَعرابي لم أَسمع تأْنيث
السِّكِّين وقال ثعلب قد سمعه الفراء قال الجوهري والغالب عليه التذكير قال ابن
بري قال أَبو حاتم البيت الذي فيه بسِكِّينٍ مُوَثَّقَة النِّصابِ هذا البيت لا
تعرفه أَصحابنا وفي الحديث فجاء المَلَك بسِكِّين دَرَهْرَهَةٍ أَي مُعْوَجَّة
الرأْس قال ابن بري ذكره ابن الجَوَالِيقي في المُعَرَّب في باب الدال وذكره
الهروي في الغريبين ابن سيده السِّكِّينَة لغة في السِّكِّين قال سِكِّينةٌ من
طَبْعِ سَيْفِ عَمْرِو نِصابُها من قَرْنِ تَيْسٍ بَرِّي وفي حديث المَبْعَثِ قال
المَلَكُ لما شَقَّ بَطْنَه إيتِني بالسِّكِّينة هي لغة في السِّكِّين والمشهور
بلا هاء وفي حديث أَبي هريرة رضي الله عنه إن سَمِعْتُ بالسِّكِّين إلاَّ في هذا
الحديث ما كنا نسميها إلاَّ المُدْيَةَ وقوله أَنشده يعقوب قد زَمَّلُوا سَلْمَى
على تِكِّين وأَوْلَعُوها بدَمِ المِسْكِينِ قال ابن سيده أَراد على سِكِّين
فأَبدل التاء مكان السين وقوله بدم المسكين أَي بإِنسان يأْمرونها بقتله وصانِعُه
سَكّانٌ وسَكَاكِينيٌّ قال الأَخيرة عندي مولَّدة لأَنك إذا نسبت إلى الجمع
فالقياس أَن تَردّه إلى الواحد ابن دريد السِّكِّين فِعِّيل من ذَبَحْتُ الشيءَ
حتى سكن اضطرابه وقال الأَزهري سميت سِكِّيناً لأَنها تُسَكَّنُ الذبيحة أَي
تُسَكنها بالموت وكل شيء مات فقد سَكَنَ ومثله غِرِّيد للمغني لتغريده بالصوت ورجل
شِمِّير لتَشْمِيره إذا جَدَّ في الأَمر وانكمش وسَكَنَ بالمكانَ يَسْكُنُ سُكْنَى
وسُكُوناً أَقام قال كثيِّر عزة وإن كان لا سُعْدَى أَطالتْ سُكُونَهُ ولا أَهْلُ
سُعْدَى آخِرَ الدَّهْرِ نازِلُهْ فهو ساكن من قوم سُكّان وسَكْنٍ الأَخيرة اسم
للجمع وقيل جمع على قول الأَخفش وأَسْكَنه إياه وسَكَنْتُ داري وأَسْكَنْتها غيري
والاسم منه السُّكْنَى كما أَن العُتْبَى اسم من الإعْتاب وهم سُكّان فلان
والسُّكْنَى أَن يُسْكِنَ الرجلَ موضعاً بلا كِرْوَة كالعُمْرَى وقال اللحياني
والسَّكَن أَيضاً سُكْنَى الرجل في الدار يقال لك فيها سَكَنٌ أَي سُكْنَى
والسَّكَنُ والمَسْكَنُ والمَسْكِن المنزل والبيت الأخيرة نادرة وأَهل الحجاز
يقولون مَسْكنٌ بالفتح والسَّكْنُ أَهل الدار اسم لجمع ساكِنٍ كشارب وشَرْبٍ قال
سَلامة بن جَنْدَل ليس بأَسْفَى ولا أَقْنَى ولا سَغِلٍ يُسْقَى دواءَ قَفِيِّ
السِّكْنِ مَرْبُوبِ وأَنشد الجوهري لذي الرمة فيا كَرَمَ السَّكْنِ الذين
تَحَمَّلوا عن الدارِ والمُسْتَخْلَفِ المُتَبَدَّلِ قال ابن بري أَي صار خَلَفاً
وبَدَلاً للظباءِ والبقر وقوله فيا كَرَمَ يَتَعَجَّب من كرمهم والسَّكْنُ جمع
ساكن كصَحْب وصاحب وفي حديث يأْجوج ومأْجوج حتى إن الرُّمَّانة لتُشْبِعُ
السَّكْنَ هو بفتح السين وسكون الكاف لأَهل البيت وقال اللحياني السَّكْنُ أَيضاً
جِمَاعُ أَهل القبيلة يقال تَحَمَّلَ السَّكْنُ فذهبوا والسَّكَنُ كل ما سَكَنْتَ
إليه واطمأْنَنت به من أَهل وغيره وربما قالت العرب السَّكَنُ لما يُسْكَنُ إليه
ومنه قوله تعالى جعَلَ لكم الليلَ سَكَناً والسَّكَنُ المرأَة لأَنها يُسْكَنُ
إليها والسَّكَنُ الساكِنُ قال الراجز لِيَلْجَؤُوا من هَدَفٍ إلى فَنَنْ إلى
ذَرَى دِفْءٍ وظِلٍّ ذي سَكَنْ وفي الحديث اللهم أَنْزِلْ علينا في أَرضنا سَكَنَها
أَي غياث أَهلها الذي تَسْكُن أَنفسهم إليه وهو بفتح السين والكاف الليث السَّكْنُ
السُّكّانُ والسُّكْنُ أَن تُسْكِنَ إنساناً منزلاً بلا كراء قال والسَّكْنُ
العيال أَهلُ البيت الواحد ساكِنٌ وفي حديث الدجال السُّكْنُ القُوتُ وفي حديث
المهدي حتى إنَّ العُنْقود ليكون سُكْنَ أَهل الدار أَي قُوتَهم من بركته وهو
بمنزلة النُّزْل وهو طعام القوم الذين ينزلون عليه والأَسْكانُ الأَقْواتُ وقيل
للقُوتِ سُكْنٌ لأَن المكان به يُسْكَنُ وهذا كما يقال نُزْلُ العسكر لأَرزاقهم
المقدرة لهم إذا أُنزِلوا منزلاً ويقال مَرْعًى مُسْكِنٌ إذا كان كثيراً لا يُحْوج
إلى الظَّعْن كذلك مَرْعًى مُرْبِعٌ ومُنْزِلٌ قال والسُّكْنُ المَسْكَن يقال لك
فيها سُكْنٌ وسُكْنَى بمعنى واحد وسُكْنى المرأَة المَسْكَنُ الذي يُسْكنها الزوج
إياه يقال لك داري هذه سُكْنَى إذا أَعاره مَسْكناً يَسْكُنه وسُكّانُ الدَّارِ
هُمُ الجنّ المقيمون بها وكان الرجل إذا اطَّرَفَ داراً ذبح فيها ذَبيحة يَتَّقي
بها أَذَى الجنّ فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذبائح الجن والسَّكَنُ بالتحريك
النار قال يصف قناة ثَقَّفَها بالنار والدُّهن أََقامها بسَكَنٍ وأَدْهان وقال آخر
أَلْجَأَني الليلُ وريحٌ بَلَّهْ إلى سَوادِ إِبلٍ وثَلَّهْ وسَكَنٍ تُوقَدُ في
مِظَلَّهْ ابن الأَعرابي التَّسْكِينُ تقويم الصَّعْدَةِ بالسِّكَنِ وهو النار
والتَّسْكين أَن يدوم الرجل على ركوب السُّكَيْنِ وهو الحمار الخفيف السريع
والأَتانُ إذا كانت كذلك سُكَيْنة وبه سميت الجارية الخفيفة الرُّوح سُكَيْنة قال
والسُّكَيْنة أَيضاً اسم البَقَّة التي دخلت في أَنف نُمْروذَ بن كَنْعان الخاطئ
فأَكلت دماغَه والسُّكَيْنُ الحمار الوحشي قال أَبو دُواد دَعَرْتُ السُّكَيْنَ به
آيِلاً وعَيْنَ نِعاجٍ تُراعي السِّخالا والسَّكينة الوَدَاعة والوَقار وقوله عز
وجل فيه سَكِينة من بربكم وبَقِيَّةٌ قال الزجاج معناه فيه ما تَسْكُنُون به إذا
أَتاكم قال ابن سيده قالوا إنه كان فيه ميراث الأَنبياء وعصا موسى وعمامة هرون
الصفراء وقيل إنه كان فيه رأْس كرأْس الهِرِّ إذا صاح كان الظَّفَرُ لبني إسرائيل وقيل
إن السَّكينة لها رأْس كرأْس الهِرَّة من زَبَرْجَدٍ وياقوت ولها جناحان قال الحسن
جعل الله لهم في التابوت سَكِينة لا يَفِرُّون عنه أَبداً وتطمئن قلوبهم إليه
الفراء من العرب من يقول أَنزل الله عليهم السَّكينة للسَّكينة وفي حديث قَيْلَةَ
أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها يا مِسْكِينة عليك السَّكِينةَ أَراد عليك
الوَقارَ والوَداعَة والأَمْنَ يقال رجل وَدِيعَ وقُور ساكن هادئ وروي عن ابن
مسعود أَنه قال السَّكِينةَ مَغْنَم وتركها مَغْرَم وقيل أَراد بها ههنا الرحمة
وفي الحديث نزلت عليهم السَّكِينة تحملها الملائكة وقال شمر قال بعضهم السَّكِينة
الرحمة وقيل هي الطمأْنينة وقيل هي النصر وقيل هي الوَقار وما يَسْكُن به الإنسان
وقوله تعالى فأَنزل اللهُ سَكِينَتَه على رسوله ما تَسْكُنُ به قلوبُهم وتقول
للوَقُور عليه السُّكون والسَّكِينة أَنشد ابن بري لأَبي عُرَيْف الكُلَيبي للهِ
قَبْرٌ غالَها ماذا يُجِنْ نَ لقد أَجَنَّ سَكِينةً ووَقَارا وفي حديث الدَّفْع من
عرفة عليكم السَّكِينةَ والوَقارَ والتَّأَنِّي في الحركة والسير وفي حديث الخروج
إلى الصلاة فلْيأْتِ وعليه السَّكِينة وفي حديث زيد بن ثابت كنت إلى جنب رسول الله
صلى الله عليه وسلم فغَشِيَتْه السَّكِينةُ يريد ما كان يَعْرِضُ له من السكون
والغَيْبة عند نزول الوحي وفي الحديث ما كنا نُبْعِدُ أَن السَّكينة تَكَلَّمُ على
لسانِ عُمَرَ قيل هو من الوقار والسكون وقيل الرحمة وقيل أَراد السَّكِينَة التي
ذكرها الله عز وجل في كتابه العزيز قيل في تفسيرها إنها حيوان له وجه كوجه الإنسان
مُجتَمِع وسائِرُها خَلْقٌ رَقِيقٌ كالريح والهواء وقيل هي صُورة كالهِرَّة كانت
معهم في جُيوشهم فإِذا ظهرت انهزم أَعداؤُهم وقيل هي ما كانوا يسكنون إليه من
الآيات التي أُعطيها موسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام قال والأَشْبه بحديث عمر
أَن يكون من الصورة المذكورة وفي حديث علي رضي الله عنه وبناء الكعبة فأَرسل الله
إليه السَّكينة وهي ريح خَجُوجٌ أَي سريعة المَمَرِّ والسَّكِّينة لغة في
السَّكينة عن أَبي زيد ولا نظير لها ولا يعلم في الكلام فَعِّيلة والسِّكِّينةُ
بالكسر لغة عن الكسائي من تذكرة أَبي علي وتَسَكَّنَ الرجل من السَّكِينة
والسَّكِّينة وتركتهم على سَكِناتِهم ومَكِناتِهم ونَزِلاتِهم ورَباعَتهم
ورَبَعاتهم أَي على استقامتهم وحُسْن حالهم وقال ثعلب على مساكنهم وفي المحكم على
مَنازلهم قال وهذا هو الجيد لأَن الأَول لا يطابق فيه الاسم الخبر إذ المبتدأ اسم
والخبر مصدر فافهم وقالوا تركنا الناسَ على مُصاباتهم أَي على طبقاتهم ومنازلهم
والسَّكِنة بكسر الكاف مقرّ الرأْس من العنق وقال حنظلة بن شَرْقيّ وكنيته أَبو
الطَّحَّان بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناتِه وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفا هَمَّ
بالنَّهْقِ وفي الحديث أَنه قال يوم الفتح اسْتَقِرُّوا على سَكِناتكم فقد انقطعت
الهجرة أَي على مواضعكم وفي مسَاكنكم ويقال واحدتها سَكِنة مثل مَكِنة ومَكِنات
يعني أَن الله قد أَعز الإسلام وأَغنى عن الهجرة والفِرار عن الوطن خَوْفَ المشركين
ويقال الناس على سَكِناتهم أَي على استقامتهم قال ابن بري وقال زامِل بن مُصاد
العَيْني بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكِناته وطَعْنٍ كأَفواه المَزاد المُخَرَّق
قال وقال طُفَيل بضرْبٍ يُزيل الهامَ عن سَكِناته ويَنْقَعُ من هامِ الرجال
المُشَرَّب قال وقال النابغة بضربٍ يُزيلُ الهامَ عن سَكِناته وطعن كإِيزاغِ
المخاض الضَّوارب والمِسْكينُ والمَسْكِين الأَخيرة نادرة لأَنه ليس في الكلام
مَفْعيل الذي لا شيء له وقيل الذي لا شيء له يكفي عياله قال أَبو اسحق المسكين
الذي أَسْكَنه الفقرُ أَي قَلَّلَ حركتَه وهذا بعيد لأَن مِسْكيناً في معنى فاعل
وقوله الذي أَسْكَنه الفقرُ يُخْرجه إلى معنى مفعول والفرق بين المِسْكين والفقير
مذكور في موضعه وسنذكر منه هنا شيئاً وهو مِفْعيل من السكون مثل المِنْطيق من
النُّطْق قال ابن الأَنباري قال يونس الفقير أَحسن حالاً من المسكين والفقير الذي
له بعض ما يُقيمه والمسكين أَسوأُ حالاً من الفقير وهو قول ابن السكيت قال يونس
وقلت لأَعرابي أَفقير أَنت أَم مسكين ؟ فقال لا والله بل مسكين فأَعلم أَنه أَسوأُ
حالاً من الفقير واحتجوا على أَن المسكين أَسوأُ حالاً من الفقير بقول الراعي أَما
الفقيرُ الذي كانَتْ حَلوبَتُه وَفْق العِيال فلم يُترَك له سَبَدُ فأَثبت أَن
للفقير حَلوبة وجعلها وفْقاً لعياله قال وقول مالك في هذا كقول يونس وروي عن
الأَصمعي أَنه قال المسكين أَحسن حالاً من الفقير وإليه ذهب أَحمد بن عُبَيْد قال
وهو القول الصحيح عندنا لأَن الله تعالى قال أَمَّا السَّفِينة فكانت لمساكين
فأَخبر أَنهم مساكين وأَن لهم سَفينة تُساوي جُمْلة وقال للفقراء الذين أُحصِروا
في سبيل الله لا يستطيعون ضَرْباً في الأَرض يَحْسَبهم الجاهلُ أَغنياءَ من
التَّعَفُّف تعْرفهم بسِيماهم لا يَسْأَلون الناس إلحافاً فهذه الحال التي أَخبر
بها عن الفقراء هي دون الحال التي أَخبر بها عن المساكين قال ابن بري وإلى هذا
القول ذهب عليُّ بن حمزة الأَصبهاني اللغوي ويَرى أَنه الصواب وما سواه خطأٌ
واستدل على ذلك بقوله مِسْكيناً ذا مَتربةٍ فأَكد عز وجل سُوءَ حاله بصفة الفقر
لأَن المَتْربَة الفقر ولا يؤكد الشيءِ إلا بما هو أَوكد منه واستدل على ذلك بقوله
عز وجل أَما السفينة فكانت لمساكينَ يَعْمَلون في البحر فأَثبت أَن لهم سفينة
يعملون عليها في البحر واستدل أَيضاً بقول الراجز هَلْ لَكَ في أَجْرٍ عَظِيمٍ
تُؤْجَرُهْ تُغِيثُ مِسْكيناً قليلاً عَسْكَرُهْ عَشْرُ شِياهٍ سَمْعُه وبَصَرُهْ
قد حَدَّثَ النَّفْسَ بِمَصْرٍ يَحْضُرُهْ فأَثبت أَن له عشر شياه وأَراد بقوله
عسكره غنمه وأَنها قليلة واستدل أَيضاً ببيت الراعي وزعم أَنه أَعدل شاهد على صحة
ذلك وهو قوله أَما الفقيرُ الذي كانت حَلوبَتُه لأَنه قال أَما الفقير الذي كانت
حَلوبتُه ولم يقل الذي حلوبته وقال فلم يُترك له سَبَدٌ فأَعلمك أَنه كانت له
حَلوبة تَقُوت عياله ومن كانت هذه حاله فليس بفقير ولكن مسكين ثم أَعلمك أَنها
أُخِذَتْ منه فصار إذ ذاك فقيراً يعني ابنُ حمْزة بهذا القول أَن الشاعر لم
يُثْبِتْ أَن للفقير حلوبة لأَنه قال الذي كانت حلوبته ولم يقل الذي حلوبته وهذا
كما تقول أَما الفقير الذي كان له مال وثرْوة فإِنه لم يُترَكْ له سَبَدٌ فلم
يُثْبت بهذا أَن للفقير مالاً وثرْوَة وإنما أَثبَت سُوءَ حاله الذي به صارفقيراً
بعد أَن كان ذا مال وثروة وكذلك يكون المعنى في قوله أَما الفقير الذي كانت حلوبته
أَنه أَثبت فقره لعدم حَلوبته بعد أَن كان مسكيناً قبل عدم حَلوبته ولم يُرِد أَنه
فقير مع وجودها فإِن ذلك لا يصح كما لا يصح أَن يكون للفقير مال وثروة في قولك
أَما الفقير الذي كان له مال وثروة لأَنه لا يكون فقيراً مع ثروته وماله فحصل بهذا
أَن الفقير في البيت هو الذي لم يُتركْ له سَبَدٌ بأَخذ حلوبته وكان قبل أَخذ
حلوبته مسكيناً لأَن من كانت له حلوبة فليس فقيراً لأَنه قد أَثبت أَن الفقير الذي
لم يُترَكْ له سَبَدٌ وإذا لم يكن فقيراً فهو إمّا غني وإما مسكين ومن له حلوبة
واحدة فليس بغنيّ وإذا لم يكن غنيّاً لم يبق إلاّ أَن يكون فقيراً أَو مسكيناً ولا
يصح أَن يكون فقيراً على ما تقدّم ذكره فلم يبقَ أَن يكون إلا مسكيناً فثبت بهذا
أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير قال علي بن حمزة ولذلك بدأَ الله تعالى بالفقير
قبل من تستحق الصّدقة من المسكين وغيره وأَنت إذا تأَملت قوله تعالى إنما
الصدَقاتُ للفقراء والمساكين وجدته سبحانه قد رتبهم فجعل الثاني أَصلح حالاً من
الأَول والثالث أَصلح حالاً من الثاني وكذلك الرابع والخامس والسادس والسابع
والثامن قال ومما يدلك على أَن المسكين أَصلح حالاً من الفقير أَن العرب قد تسمت
به ولم تتسمّ بفقيرلتناهي الفقر في سوء الحال أَلا ترى أَنهم قالوا تَمَسْكَن
الرجل فَبَنَوْا منه فعلاً على معنى التشبيه بالمسكين في زِيِّه ولم يفعلوا ذلك في
الفقير إذ كانت حاله لا يَتَزَيّا بها أَحدٌ ؟ قال ولهذا رَغِبَ الأَعرابيُّ الذي
سأَله يونس عن اسم الفقير لتناهيه في سوء الحال فآثر التسمية بالمَسْكَنة أَو
أَراد أَنه ذليل لبعده عن قومه ووطنه قال ولا أَظنه أَراد إلا ذلك ووافق قولُ
الأَصمعي وابن حمزة في هذا قولَ الشافعي وقال قتادة الفقير الذي به زَمانة
والمِسْكين الصحيح المحتاج وقال زيادة الله بن أَحمد الفقير القاعد في بيته لا
يسأَل والمسكين الذي يسأَل فمن ههنا ذهب من ذهب إلى أَن المسكين أَصلح حالاً من
الفقير لأَنه يسأَل فيُعْطَى والفقير لا يسأَل ولا يُشْعَرُ به فيُعْطَى للزومه
بيته أَو لامتناع سؤاله فهو يَتَقَنَّع بأَيْسَرِ شيءِ كالذي يتقوَّت في يومه
بالتمرة والتمرتين ونحو ذلك ولا يسأَل محافظة على ماء وجهه وإراقته عند السؤال
فحاله إذاً أَشدَّ من حال المسكين الذي لا يَعْدَمُ من يعطيه ويشهد بصحة ذلك قوله
صلى الله عليه وسلم ليس المسكينُ الذي تَرُدُّه اللُّقْمةُ واللُّقْمتانِ وإنما
المسكين الذي لا يسأَل ولا يُفْطَنُ له فيُعْطَى فأَعْلَمَ أَن الذي لا يسأَل
أَسوأُ حالاً من السائل وإذا ثبت أََن الفقير هو الذي لا يسأَل وأَن المسكين هو
السائل فالمسكين إذاً أَصلح حالاً من الفقير والفقير أَشدّ منه فاقة وضرّاً إلاَّ
أن الفقير أَشرف نفساً من المسكين لعدم الخضوع الذي في المسكين لأَن المسكين قد
جمع فقراً ومسكنة فحاله في هذا أَسوأُ حالاً من الفقر ولهذا قال صلى الله عليه
وسلم ليس المسكين ( الحديث ) فأَبانَ أَن لفظة المسكين في استعمال الناس أَشدّ
قُبحاً من لفظة الفقير وكان الأَولى بهذه اللفظة أَن تكون لمن لا يسأَل لذل الفقر
الذي أَصابه فلفظة المسكين من هذه الجهة أَشد بؤساً من لفظة الفقير وإن كان حال
الفقير في القلة والفاقة أَشد من حال المسكين وأَصل المسكين في اللغة الخاضع وأَصل
الفقير المحتاج ولهذا قال صلى الله عليه وسلم اللهم أَحْيِني مِسْكيناً وأَمِتْني
مسكيناً واحْشُرْني في زُمْرةِ المساكين أَراد به التواضع والإِخْبات وأَن لا يكون
من الجبارين المتكبرين أَي خاضعاً لك يا رب ذليلاً غير متكبر وليس يراد بالمسكين
هنا الفقير المحتاج قال محمد بن المكرّم وقد استعاذ سيدنا رسول الله صلى الله عليه
وسلم من الفقر قال وقد يمكن أَن يكون من هذا قوله سبحانه حكايةً عن الخِضْرِ عليه
السلام أَما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فسماهم مساكين لخضوعهم وذلهم
من جَوْرِ الملك الذي يأْخذ كل سفينة وجدها في البحر غَصْباً وقد يكون المسكين
مُقِلاًّ ومُكْثِراً إذ الأَصل في المسكين أَنه من المَسْكَنة وهو الخضوع والذل
ولهذا وصف الله المسكين بالفقر لما أَراد أَن يُعْلِمَ أَن خضوعه لفقر لا لأَمر
غيره بقوله عز وجل يتيماً ذا مَقْرَبةٍ أَو مِسكيناً ذا مَتْرَبَةٍ والمَتْرَبةُ
الفقر وفي هذا حجة لمن جعل المسكين أَسوأَ حالاً لقوله ذا مَتْرَبة وهو الذي لَصِقَ
بالتراب لشدَّة فقره وفيه أَيضاً حجة لمن جعل المسكين أَصلح حالاً من الفقير لأَنه
أَكد حاله بالفقر ولا يؤكَّد الشيء إلا بما هو أَوكد منه قال ابن الأَثير وقد تكرر
ذكر المِسْكين والمَساكين والمَسْكَنة والتَّمَسْكُنِ قال وكلها يَدُورُ معناها
على الخضوع والذِّلَّة وقلة المال والحال السيئة واسْتَكانَ إذا خضع والمَسْكَنة
فَقْرُ النفس وتَمَسْكَنَ إذا تَشَبَّه بالمساكين وهم جمع المِسْكين وهو الذي لا
شيء له وقيل هو الذي له بعض الشيء قال وقد تقع المَسْكَنة على الضَّعف ومنه حديث
قَيْلة قال لها صَدَقَت المِسْكِينةُ أَراد الضِّعف ولم يرد الفقر قال سيبويه
المِسْكين من الأَلفاظ المُتَرَحَّمِ بها تقول مررت به المِسْكين تنصبه على أَعني
وقد يجوز الجرّ على البدل والرفع على إضمار هو وفيه معنى الترحم مع ذلك كما أَن
رحمةُ الله عليه وإن كان لفظه لفظ الخبر فمعناه معنى الدعاء قال وكان يونس يقول
مررت به المسكينَ على الحال ويتوهم سقوط الأَلف واللام وهذا خطأٌ لأَنه لا يجوز
أَن يكون حالاً وفيه الأَلف واللام ولو قلت هذا لقلت مررت بعبد الله الظريفَ تريد
ظريفاً ولكن إنْ شئت حملته على الفعل كأَنه قال لقيت المسكين لأَنه إذا قال مررت
به فكأَنه قال لقيته وحكي أَيضاً إنه المسكينُ أَحْمَقُ وتقديرُه إنه أَحمق وقوله
المسكينُ أَي هو المسكينُ وذلك اعتراضٌ بين اسم إن وخبرها والأُنثى مِسْكينة قال
سيبويه شبهت بفقيرة حيث لم تكن في معنى الإِكْثار وقد جاء مِسْكين أَيضاً للأُنثى
قال تأَبط شرّاً قد أَطْعَنُ الطَّعْنةَ النَّجْلاءَ عن عُرُضٍ كفَرْجِ خَرْقاءَ
وَسْطَ الدارِ مِسْكينِ عنى بالفرج ما انشق من ثيابها والجمع مَساكين وإن شئت قلت
مِسْكينون كما تقول فقيرون قال أَبو الحسن يعني أَن مِفْعيلاً يقع للمذكر والمؤنث
بلفظ واحد نحو مِحْضِير ومِئْشير وإنما يكون ذلك ما دامت الصيغة للمبالغة فلما
قالوا مِسْكينة يعنون المؤنث ولم يقصدوا به المبالغة شبهوها بفقيرة ولذلك ساغ جمع
مذكره بالواو والنون وقوم مَساكينُ ومِسْكِينون أَيضاً وإنما قالوا ذلك من حيث قيل
للإناث مِسْكينات لأَجل دخول الهاء والاسم المَسْكَنة الليث المَسْكَنة مصدر فِعْل
المِسْكين وإذا اشتقوا منه فعلاً قالوا تَمَسْكَنَ الرجلُ أَي صار مِسكيناً ويقال
أَسْكَنه الله وأَسْكَنَ جَوْفَه أَي جعله مِسْكيناً قال الجوهري المسكين الفقير
وقد يكون بمعنى الذِّلَّة والضعف يقال تَسَكَّن الرجل وتَمَسْكَن كما قالوا
تَمَدْرَعَ وتَمَنْدَلَ من المِدْرَعَة والمِنْديل على تَمَفْعَل قال وهو شاذ
وقياسه تَسَكَّنَ وتَدرَّعَ مثل تشَجَّع وتحَلَّم وسَكَن الرجلُ وأَسْكَن
وتمَسْكَنَ إذا صار مِسكيناً أَثبتوا الزائد كما قالوا تَمَدْرَع في المِدرعة قال
اللحياني تَسَكَّن كتَمَسْكَن وأَصبح القومُ مُسْكِنين أَي ذوي مَسْكنة وحكي ما
كان مسكيناً وما كنت مسكيناً ولقد أَسكَنْتُ وتمسكَنَ لربه تضَرَّع عن اللحياني
وهو من ذلك وتمسكن إذا خضع لله والمَسْكَنة الذِّلَّة وفي الحديث عن النبي صلى
الله عليه وسلم أَنه قال للمصلي تَبْأَسُ وتمسْكَنُ وتُقْنِع يديك وقوله تمسْكَنُ
أَي تذَلَّل وتَخْضَع وهو تَمَفْعَل من السكون وقال القتيبي أَصل الحرف السُّكون
والمَسْكَنة مَفْعلة منه وكان القياس تسَكَّن وهو الأَكثر الأَفصح إلا أَنه جاءَ
في هذا الحرف تَمَفْعَل ومثله تمَدْرَع وأَصله تَدرَّع وقال سيبويه كل ميم كانت في
أَول حرف فهي مزيدة إلا ميم مِعْزى وميم مَعَدٍّ تقول تمَعْدَد وميم مَنْجَنِيق
وميم مَأْجَج وميم مَهْدَد قال أَبو منصور وهذا فيما جاء على بناء مَفْعَل أَو
مِفْعَل أَو مِفْعيل فأَما ما جاء على بناء فَعْلٍ أَو فِعالٍ فالميم تكون أَصلية
مثل المَهْدِ والمِهاد والمَرَد وما أَشبهه وحكى الكسائي عن بعض بني أَسد
المَسْكين بفتح الميم المِسْكين والمِسْكينة اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم
قال ابن سيده لا أَدري لمَ سميت بذلك إلا أَن يكون لفقدها النبي صلى الله عليه
وسلم واستَكان الرجل خَضَع وذلَّ وهو افتَعَل من المَسْكَنة أُشبعت حركة عينه
فجاءت أَلفاً وفي التنزيل العزيز فما استَكانوا لربهم وهذا نادر وقوله فما
استكانوا لربهم أَي فما خضعوا كان في الأَصل فما استَكَنُوا فمدّت فتحة الكاف
بأَلف كقوله لها مَتْنتان خَظانا أَراد خَظَتا فمدّ فتحة الظاء بأَلف يقال سَكَنَ
وأَسكَنَ واسْتَكَنَ وتَمَسْكَنَ واسْتَكان أَي خضع وذل وفي حديث توبة كعب أَما
صاحباي فاستَكانا وقَعَدا في بيوتهما أَي خضعا وذلاَّ والاسْتِكانة اسْتِفْعال من
السُّكون قال ابن سيده وأَكثر ما جاءَ إشباع حركة العين في الشعر كقوله يَنْباعُ
من ذفرى غَضُوب أَي يَنَبَع مدّت فتحة الباء بأَلف وكقوله أَدْنو فأَنظُورُ وجعله
أَبو علي الفارسي من الكَيْنِ الذي هو لحم باطن الفرج لأَن الخاضع الذليل خفيّ
فشبهه بذلك لأَنه أَخفى ما يكون من الإنسان وهو يتعدى بحرف الجرّ ودونه قال كثيِّر
عزة فما وَجدوا فيك ابنَ مَرْوان سَقْطةً ولا جَهْلةً في مازِقٍ تَسْتَكِينُها
الزجاج في قوله تعالى وصَلِّ عليهم إن صلاتك سَكَن لهم أَي يَسْكُنون بها
والسَّكُون بالفتح حيّ من اليمن والسَّكون موضع وكذلك مَسْكِنٌ بكسر الكاف وقيل
موضع من أَرض الكوفة قال الشاعر إنَّ الرَّزِيَّة يَوْمَ مَسْ كِنَ والمُصِيبةَ
والفَجيعه جعله اسماً للبقعة فلم يصرفه وأَما المُسْكان بمعنى العَرَبون فهو
فُعْلال والميم أَصلية وجمعه المَساكين قاله ابن الأَعرابي ابن شميل تغطية الوجه
عند النوم سُكْنة كأَنه يأْمن الوحشة وفلان بنُ السَّكَن قال الجوهري وكان
الأَصمعي يقوله بجزم الكاف قال ابن بري قال ابن حبيب يقال سَكَنٌ وسَكْنٌ قال جرير
في الإسكان ونُبِّئْتُ جَوَّاباً وسَكْناً يَسُبُّني وعَمْرو بنُ عَفْرا لا سلامَ
على عمرو وسَكْنٌ وسُكَنٌ وسُكَينٌ أَسماء وسُكَينٌ اسم موضع قال النابغة وعلى
الرُّمَيْثة من سُكَينٍ حاضرٌ وعلى الدُّثَيْنةِ من بني سَيَّارِ وسُكَينٌ مصغر
حيّ من العرب في شعر النابغة الذُّبياني قال ابن بري يعني هذا البيت وعلى
الرُّميثة من سُكين وسُكَيْنة بنت الحُسَين بن علي عليهم السلام والطُّرَّة
السُّكَيْنِيَّة منسوبة إليها