الكهل من الرجال : من وخطه الشيب : أي خالطه ورأيت له بجالة أو من جاوز الثلاثين ووخطه الشيب كذا في الصحاح وقال ابن الأثير : الكهل من الرجال : من زاد على ثلاثين سنة إلى الأربعين وقيل : هو من ثلاث وثلاثين إلى تمام الخمسين وفي المحكم : أو أربعا وثلاثين إلى إحدى وخمسين قال الأزهري : وإذا بلغ الخمسين فإنه يقال له كهل ومنه قوله :
هل كهل خمسين إن شاقته منزلة ... مسفه رأيه فيها ومسبوب فجعله كهلا وقد بلغ الخمسين وقال ابن الأعرابي : يقال للغلام : مراهق ثم محتلم ثم يقال : تخرج وجهه ثم اتصلت لحيته ثم مجتمع ثم كهل وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة قال الأزهري : وقيل له كهل حينئذ لانتهاء شبابه وكمال قوته . ج : كهلون وكهول وكهال بالكسر وكهلان بالضم قال ابن ميادة :
وكيف ترجيها وقد حال دونها ... بنو أسد كهلانها وشبابها وكهل كركع قال ابن سيده : وأراها على توهم كاهل وهي بهاء يقال : رجل كهل وامرأة كهلة : انتهى شبابهما وذلك عند استكمالهما ثلاثا وثلاثين سنة ج : كهلات وهو القياس لأنه صفة ويحرك عن أبي حاتم ولم يذكره النحويون فيما شذ من هذا الضرب . أو لا يقال كهلة إلا مزدوجا بشهلة يقولون : شهلة كهلة والأول قول الأصمعي وأبي عبيدة وابن الأعرابي قال عذافر : ويروى للأشعث بن هلال من بلعدوية :
" علي إن أبت العراق حيا
" ألية قد وجبت عليا
" ألا أعود بعدها كريا
" أمارس الكهلة والصبيا
" والعزب المنفه الأميا واكتهل الرجل : صار كهلا قالوا : ولا تقل : كهل ولكنه قد جاء في الحديث : " هل في أهلك من كاهل " بكسر الهاء ويروى من كاهل بفتح الهاء : أي من دخل حد الكهولة وقد تزوج وقد حكى أبو زيد : كاهل الرجل : تزوج وقال أبو عبيد : قال أبو عبيدة : أي من أسن وصار كهلا وذكر عن أبي سعيد أنه رد على أبي عبيد هذا التفسير وزعم أنه خطأ قد يخلف الرجل الرجل في أهله كهلا وغير كهل قال : والذي سمعناه من العرب أن الذي يخلف الرجل في أهله يقال له الكاهن بالنون وقال : فلا يخلو هذا الحرف من شيئين أحدهما : أن يكون المحدث ساء سمعه فظن أنه كاهل وإنما هو كاهن أو يكون الحرف تعاقب فيه بين اللام والنون ونقل السهيلي في الروض هذا التوجيه بعينه عن ابن الأعرابي قال : وهذا الذي ذكره أبو سعيد له وجه بعيد ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم : " هل في أهلك من كاهل " أي من تعتمده للقيام بشأن عيالك الصغار ومن تخلفه ممن يلزمك عوله قاله لرجل اسمه جلهمة كما في الروض أراد الجهاد معه صلى الله عليه وسلم فلما قال له : ما هم إلا أصيبية صغار أجابه فقال : " تخلف وجاهد فيهم ولا تضيعهم " . والعرب تقول : مضر كاهل العرب وسعد كاهل تميم وفي النهاية : وتميم كاهل مضر مأخوذ من كاهل البعير كما سيأتي وفي الأساس : ومن المجاز : هو كافل أهله وكاهلهم وهو الذي يعتمدونه شبه بالكاهل : واحد الكواهل . من المجاز : نبلت كهل ومكتهل : متناه وقد اكتهل النبات : طال وانتهى منتهاه وفي الصحاح : تم طوله وظهر نوره قال الأعشى :
يضاحك الشمس منها كوكب شرق ... مؤزر بعميم النبت مكتهل وليس بعد اكتهال النبت إلا التولي . ونعجة مكتهلة انتهى سنها كما في التهذيب وفي المحكم : مختمرة الرأس بالبياض وأنكر بعضهم ذلك . واكتهلت الروضة : عمها نورها كما في التهذيب وفي المحكم : نبتها . والكاهل كصاحب : الحارك وهو فروع الكتفين عن أبي عبيدة قال : والمنسج أسفل ذلك . أو هو مقدم أعلى الظهر مما يلي العنق وهو الثلث الأعلى وفيه ست فقر قال امرؤ القيس يصف فرسا :
له حارك كالدعص لبده الثرى ... إلى كاهل مثل الرتاج المضبب أو هو موصل العنق في الصلب قاله الأصمعي . وقيل : هو من الإنسان ما بين كتفيه يخص الإنسان وربما استعير لغيره قاله أبو زيد . وقال النضر : هو ما ظهر من الزور والزور : ما بطن من الكاهل . وقال غيره : الكاهل من الفرس : ما ارتفع من فروع كتفيه إلى مستوى ظهره وأنشد :
وكاهل أفرع فيه مع ال ... إفراع إشراف وتقبيب وقيل : هو من الفرس : خلف المنسج . وكاهل بن أسد بن خزيمة وأبو قبيلة من أسد قاتلي أبي امرئ القيس هكذا في النسخ وفيه غلطان : الأول : زيادة لواو فإن أبا قبيلة من أسد هو بعينه ابن أسد بن خزيمة وهو ابن مدركة بن إلياس بن مضر والثاني : قاتلي مثنى قاتل والصواب قاتلي بالجمع وما أحسن عبارة الجوهري حيث قال : وكاهل : أبو قبيلة من أسد وهو كاهل بن أسد بن خزيمة وهم قتلة أبي امرئ القيس زاد الصاغاني : وفيها يقول امرؤ القيس :
" يا لهف هند إذ خطئن كاهلا
" القاتلين الملك الحلاحلا ويقال للشديد الغضب وللفحل الهائج : إنه لذو كاهل حكاه ابن السكيت في كتابه الموسوم بالألفاظ وفي بعض النسخ : إنه لذو صاهل بالصاد وقال أبو عمرو : يقال للرجل : إنه لذو شاهق وكاهل وكاهن باللام والنون : إذا اشتد غضبه ويقال ذلك للفحل عند صياله حين تسمع له صوتا يخرج من جوفه . والشديد الكاهل : هو المنيع الجانب الذي يعتمد عليه في الملمات . وأبو كاهل : قيس بن عائذ الأحمسي البجلي الصحابي رضي الله عنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على ناقة وحبشي آخذ بخطام الناقة ومات زمن الحجاج روى عنه إسماعيل بن أبي خالد عن أخيه سعيد بن أبي خالد عن أبي كاهل وقال البخاري : اسم أبي كاهل عبد الله بن مالك . والكهلول بالضم : الضحاك وقيل : الكريم عاقبت اللام الراء في كهرور وقال ابن السكيت : الكهلول والرهشوش والبهلول كله السخي الكريم . وقد سموا كهلا بالفتح وكاهلا كصاحب وكهيلا مثل زبير يجوز أن يكون تصغير كهل أو كاهل تصغير الترخيم والأول أولى منهم : سلمة بن كهيل الحضرمي من التابعين كهلان مثل سكران منهم : كهلان بن سبأ : أبو قبيلة من حمير . كهيلة كجهينة : ع رمل قال :
عميرية حلت برمل كهيلة ... فبينونة تلقى لها الدهر مرتعاكهال كغراب : كاهن جاهلي . الكهول كجرول هكذا ضبطه الخطابي والزمخشري وصبور هكذا ضبطه الأزهري وبهما روي حديث عمرو بن العاص : أنه قال لمعاوية - حين أراد عزله عن مصر - : إني أتيتك من العراق وإن أمرك كحق الكهول فما زلت أسدي وألحم حتى صار أمرك كفلكة الدرارة وكالطراف الممدد . قال ابن الأثير : هو العنكبوت وحقه : بيته وفي الحديث روايات أخر مر بعضها ويأتي بعضها . من المجاز : طار له طائر كهل : أي صار له جد وحظ في الدنيا نقله الأزهري . وفي المحكم : وقول أبي خراش الهذلي :
فلو كان سلمى جاره أو أجاره ... رياح بن سعد رده طائر كهل قال : لم يفسره أحد وقد يمكن أن يكون جعله كهلا مبالغة في الشدة . ومما يستدرك عليه : كواهل الليل : أوائله إلى أوساطه وهو مجاز . وبنو صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل : قبيلة ويقال لهم : الكاهليون بكسر الهاء وقيده الوقشي هكذا : كاهل بفتح الهاء كأنه سمي بالفعل من كاهل يكاهل كذا في الروض وفي المقدمة لابن الجواني وهم أفصح العرب قال : وبلغني أن بطنا منهم مقيمون إلى الآن على اللغة السالمة من اللحن والتغير والفساد ومنهم سيدنا عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن قار بن مخزوم بن صاهلة . وكاهل بن عذرة بن سعد هذيم : قبيلة أخرى أورده ابن الأثير
فهلل كجعفر ممنوعا من الصرف في قولهم : هو الضلال بن فهلل : من أسماء الباطل مثل ثهلل كما في الصحاح والعباب وروى ابن السكيت فيه الضم أيضا وقال هو الذي لا يعرف ثم كونه ممنوعا صرح به الجوهري والصاغاني وقبلهما ابن السكيت قال : لا ينصرف وقال شيخنا : لا وجه لمنعه بل ولا قائل به ؛ لأن ...
فهلل كجعفر ممنوعا من الصرف في قولهم : هو الضلال بن فهلل : من أسماء الباطل مثل ثهلل كما في الصحاح والعباب وروى ابن السكيت فيه الضم أيضا وقال هو الذي لا يعرف ثم كونه ممنوعا صرح به الجوهري والصاغاني وقبلهما ابن السكيت قال : لا ينصرف وقال شيخنا : لا وجه لمنعه بل ولا قائل به ؛ لأن العلمية على تسليمها فيه لا تستقل وحدها بالمنع ولا علة أخرى توجب المنع فتأمل انتهى . وقد تقدم مثل ذلك في ثهل وبهل . ومما يستدرك عليه : الفهلوية منسوبة إلى فهلة معرب بهلة : اسم يقع على خمسة بلدان : أصبهان والري وماه ونهاوند وأذربيجان وكلام الفرس قديما كان يجري على خمسة ألسنة : الفهلوية والدرية والفارسية والخوزية والسريانية حققه ابن الكمال والشيخ عبد القادر البغدادي . والفهلوان : الشديد المصارع وقد سمي هكذا جماعة من المحدثين