السَّعْد
اليُمْن وهو نقيض النَّحْس والسُّعودة خلاف النحوسة والسعادة خلاف الشقاوة يقال
يوم سَعْد ويوم نحس وفي المثل في الباطل دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ ومعناهما
عندهم الباطل قال الأَزهري لا أَدري ما أَصله قال ابن سيده كأَنه قال بَطَلَ يعدُ
القينُ
السَّعْد
اليُمْن وهو نقيض النَّحْس والسُّعودة خلاف النحوسة والسعادة خلاف الشقاوة يقال
يوم سَعْد ويوم نحس وفي المثل في الباطل دُهْدُرَّيْنْ سَعْدُ القَيْنْ ومعناهما
عندهم الباطل قال الأَزهري لا أَدري ما أَصله قال ابن سيده كأَنه قال بَطَلَ يعدُ
القينُ فَدُهْدُرَّيْن اسم لِبَطَلَ وسعد مرتفع به وجمعه سُعود وفي حديث خلف أَنه
سمع أَعرابيّاً يقول دهدرّين ساعد القين يريد سعد القين فغيره وجعله ساعداً وقد
سَعِدَ يَسْعَدُ سَعْداً وسَعادَة فهو سعيد نقيض شَقى مثل سَلمِ فهو سَليم وسُعْد
بالضم فهو مسعود والجمع سُعداء والأُنثى بالهاء قال الأَزهري وجائز أَن يكون سعيد
بمعنى مسعود من سَعَده الله ويجوز أَن يكون من سَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سعَده
الله وأَسعده وسَعِد يَسْعَد فهو سعيد وقد سَعده الله وأَسعده وسَعِد جَدُّه
وأَسَعده أَنماه ويومٌ سَعْد وكوكبٌ سعد وُصِفا بالمصدر وحكى ابن جني يومٌ سَعْد
وليلةٌ سعدة قال وليسا من باب الأَسْعد والسُّعْدى بل من قبيل أَن سَعْداً
وسَعْدَةً صفتان مسوقتان على منهاج واستمرار فسَعْدٌ من سَعْدَة كجَلْد من جَلْدة
ونَدْب من نَدْبة أَلا تراك تقول هذا يوم سَعْدٌ وليلة سعدة كما تقول هذا شَعر
جَعْد وجُمَّة جعدة ؟ وتقول سَعَدَ يومُنا بالفتح يَسْعَد سُعودا وأَسعده الله فهو
مسعود ولا يقال مُسْعَد كأَنهم استَغْنَوا عنه بمسعود والسُّعُد والسُّعود
الأَخيرة أَشهر وأَقيس كلاهما سعود النجوم وهي الكواكب التي يقال لها لكل واحد
منها سَعْدِ كذا وهي عشرة أَنجم كل واحد منها سعد أَربعة منها منازلُ ينزل بها
القمر وهي سعدُ الذابِح وسعدُ بُلَع وسعد السُّعود وسعدُ الأَخْبِيَة وهي في برجي
الجدي والدلو وستة لا ينزل بها القمر وهي سعد ناشِرَة وسعد المَلِك وسعْدُ
البِهامِ وسعدُ الهُمامِ وسعد البارِع وسعد مَطَر وكل سعد منها كوكبان بين كل
كوبين في رأْي العين قدر ذراع وهي متناسقة قال ابن كناسة سعد الذابح كوكبان
متقاربان سمي أَحدهما ذابحاً لأَن معه كوكباً صغيراً غامضاً يكاد يَلْزَقُ به
فكأَنه مُكِبٌّ عليه يذبحه والذابح أَنور منه قليلاً قال وسعدُ بُلَع نجمان
معترِضان خفيان قال أَبو يحيى وزعمت العرب أَنه طلع حين قال الله يا أَرض ابلعي ماءك
ويا سماء أَقلعي ويقال إِنما سمي بُلَعاً لأَنه كان لقرب صاحبه منه يكاد أَن
يَبْلَعَه قال وسعد السعود كوكبان وهو أَحمد السعود ولذلك أُضيف إِليها وهو يشبه
سعد الذابح في مَطْلَعِه وقال الجوهري هو كوكب نَيِّرٌ منفرد وسعد الأَخبية ثلاثة
كواكب على غير طريق السعود مائلة عنها وفيها اختلاف وليست بخفية غامضة ولا مضيئة
منيرة سميت سعد الأَخبية لأَنها إِذا طلعت خرجت حشَراتُ الأَرض وهوامُّها من
جِحَرتها جُعِلَتْ جِحَرتُها لها كالأَخبية وفيها يقول الراجز قد جاء سعدٌ
مُقْبِلاً بِجَرِّه واكِدَةً جُنودُه لِشَرِّه فجعل هوامَّ والأَرض جنوداً لسعد
الأَخبية وقيل سعد الأَخبية ثلاثة أَنجم كأَنها أَثافٍ ورابع تحت واحد منهن وهي
السعود كلها ثمانية وهي من نجوم الصيف ومنازل القمر تطلع في آخر الربيع وقد سكنت
رياح الشتاء ولم يأْت سلطان رياح الصيف فأَحسن ما تكون الشمس والقمر والنجوم في أَيامها
لأَنك لا ترى فيها غُبْرة وقد ذكرها الذبياني فقال قامت تَراءَى بين سِجْفَيِ
كلَّةٍ كالشمسِ يوم طُلوعِها بالأَسعَد والإِسْعاد المعونة والمُساعَدة المُعاونة
وساعَدَه مُساعدة وسِعاداً وأَسعده أَعانه واستَسْعد الرجلُ برؤية فلان أَي عدّه
سَعْداً وسعْدَيك من قوله لَبَّيك وسعديك أَي إِسعاداً لك بعد إِسعادٍ روي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أَنه كان يقول في افتتاح الصلاة لبيك وسعديك والخير في
يديك والشر ليس إِليك قال الأَزهري وهو خبر صحيح وحاجة أَهل العلم إِلى معرفة
تفسيره ماسة فأَما لبَّيْك فهو مأخوذ من لبَِّ بالمكان وأَلبَّ أَي أَقام به
لَبّاً وإِلباباً كأَنه يقول أَنا مقيم على طاعتك إِقامةً بعد إِقامةٍ ومُجيب لك
إِجابة بعد إِجابة وحكي عن ابن السكيت في قوله لبيك وسعديك تأْويله إِلباباً بك
بعد إِلباب أَي لزوماً لطاعتك بعد لزوم وإِسعاداً لأَمرك بعد إِسعاد قال ابن
الأَثير أَي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة وإِسعاداً بعد إِسعاد ولهذا ثنى وهو من
المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال قال الجَرْميّ ولم نَسْمَع لسعديك
مفرداً قال الفراء لا واحد للبيك وسعديك على صحة قال ابن الأَنباري معنى سعديك
أَسعدك الله إِسعاداً بعد إِسعاد قال الفراء وحنَانَيْك رحِمَك الله رحمة بعد رحمة
وأَصل الإِسعاد والمساعدة متابعةُ العبد أَمرَ ربه ورضاه قال سيبويه كلام العرب
على المساعدة والإِسعاد غير أَن هذا الحرف جاء مثنى على سعديك ولا فعل له على سعد
قال الأَزهري وقد قرئ قوله تعالى وأَما الذين سُعدوا وهذا لا يكون إِلا من سعَدَه
اللهُ وأَسعَدَه
( * قوله « الا من سعده الله وأسعده إلخ » كذا بالأصل ولعل الأولى إلاّ من سعده
الله بمعنى أسعده ) أَي أَعانه ووفَّقَه لا من أَسعده الله ومنه سمي الرجل مسعوداً
وقال أَبو طالب النحوي معنى قوله لبيك وسعديك أَي أَسعَدَني الله إِسعاداً بعد
إِسعاد قال الأَزهري والقول ما قاله ابن السكيت وأَبو العباس لأَن العبد يخاطب ربه
ويذكر طاعته ولزومه أَمره فيقول سعديك كما يقول لبيك أَي مساعدة لأَمرك بعد مساعدة
وإِذا قيل أَسعَدَ الله العبد وسعَدَه فمعناه وفقه الله لما يرضيه عنه فَيَسْعَد
بذلك سعادة وساعِدَةُ الساق شَظِيَّتُها والساعد مُلْتَقى الزَّنْدَين من لدن
المِرْفَق إِلى الرُّسْغ والساعِدُ الأَعلى من الزندين في بعض اللغات والذراع
الأَسفلُ منهما قال الأَزهري والساعد ساعد الذراع وهو ما بين الزندين والمرفق سمي
ساعداً لمساعدته الكف إِذا بَطَشَت شيئاً أَو تناولته وجمع الساعد سَواعد والساعد
مَجرى المخ في العظام وقول الأَعلم يصف ظليماً على حَتِّ البُرايَةِ زَمْخَرِيِّ
السَّ واعِدِ ظَلَّ في شَريٍ طِوالِ عنى بالسواعد مجرى المخ من العظام وزعموا أَن
النعام والكرى لا مخ لهما وقال الأَزهري في شرح هذا البيت سواعد الظليم أَجنحة
لأَن جناحيه ليسا كاليدين والزَّمْخَرِيُّ في كل شيء الأَجْوف مثل القصب وعظام
النعام جُوف لا مخ فيها والحتُّ السريع والبُرَايَةُ البقِية يقول هو سريع عند
ذهاب برايته أَي عند انحسار لحمه وشحمه والسواعد مجاري الماء إِلى النَّهر أَو
البَحْر والساعدة خشبة تنصب لِتُمْسِكَ البَكْرَة وجمعها السواعد والساعد
إِحْلِيلُ خِلْف الناقة وهو الذي يخرج منه اللبن وقيل السواعد عروق في الضَّرْع
يجيء منها اللبن إِلى الإِحليل وقال الأَصمعي السواعد قَصَب الضرع وقال أَبو عمرو
هي العروق التي يجيء منها اللبن شبهت بسواعد البحر وهي مجاريه وساعد الدَّرّ عرق
ينزل الدَّرُّ منه إِلى الضرع من الناقة وكذلك العرق الذي يؤدي الدَّرَّ إِلى ثدي
المرأَة يسمى ساعداً ومنه قوله أَلم تعلمي أَنَّ الأَحاديثَ في غَدٍ وبعد غَدٍ يا
لُبن أَلْبُ الطَّرائدِ وكنتم كأُمٍّ لَبَّةٍ ظعَنَ ابُنها إِليها فما دَرَّتْ
عليه بساعِدِ رواه المفضل ظعن ابنها بالظاء أَي شخص برأْسه إِلى ثديها كما يقال
ظعن هذا الحائط في دار فلان أَي شخص فيها وسَعِيدُ المَزْرَعَة نهرها الذي يسقيها
وفي الحديث كنا نُزَارِعُ على السَّعِيدِ والساعِدُ مَسِيلُ الماء لى الوادي
والبحر وقيل هو مجرى البحر إِلى الأَنهار وسواعد البئر مخارج مائها ومجاري عيونها
والسعيد النهر الذي يسقي الأَرض بظواهرها إِذا كان مفرداً لها وقيل هو النهر وقيل
النهر الصغير وجمعه سُعُدٌ قال أَوس بن حجر وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ مُقَفِّيَةً نخلٌ
مَواقِرُ بينها السُّعُد ويروى حوله أَبو عمرو السواعد مجاري البحر التي تصب إِليه
الماء واحدها ساعد بغير هاء وأَنشد شمر تأَبَّدَ لأْيٌ منهمُ فَعُتائِدُه فذو
سَلَمٍ أَنشاجُه فسواعِدُهْ والأَنشاجُ أَيضاً مَجَارِي الماء واحدها نَشَجٌ وفي
حديث سعد كنا نَكْرِي الأَرض بما على السَّواقي وما سَعِدَ من الماء فيها فنهانا
رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قوله ما سعد من الماء أَي ما جاء من الماء
سَيْحاً لا يحتاج إِلى دالية يَجِيئُه الماء سيحاً لأَن معنى ما سعد ما جاء من غير
طلب والسَّعيدة اللِّبْنَةُ لِبْنةُ القميص والسعيدة بيت كان يَحُجه ربيعة في
الجاهلية والسَّعْدانة الحمامة قال إِذا سَعْدانَةُ الشَّعَفاتِ ناحت والسَّعدانة
الثَّنْدُوَة وهو ما استدار من السواد حول الحَلَمةِ وقال بعضهم سعدانة الثدي ما
أَطاف به كالفَلْكَة والسَّعْدانة كِرْكِرَةُ البعير سميت سعدانه لاستدارتها
والسعدانة مَدْخل الجُرْدان من ظَبْيَةِ الفرس والسَّعْدانة الاست وما تَقبَّضَ من
حَتَارِها والسعدانة عُقْدة الشِّسع مما يلي الأَرض والقِبالَ مثلُ الزِّمام بين
الإِصبع الوسطى والتي تليها والسعدانة العقدة في أَسفل كفَّة الميزان وهي
السعدانات والسَّعْدانُ شوك النخل عن أَبي حنيفة وقيل هو بقلة والسعدان نبت ذو شوك
كأَنه فَلْكَةٌ يَسْتَلْقِي فينظر إِلى شوكه كالحاً إِذا يبس ومََنْبتُهُ سُهول
الأَرض وهو من أَطيب مراعي الإِبل ما دام رطباً والعرب تقول أَطيب الإِبل لبناً ما
أَكلَ السَّعْدانَ والحُرْبُثَ وقال الأَزهري في ترجمة صفع والإِبل تسمن على
السعدان وتطيب عليه أَلبانها واحدته سَعْدانَة وقيل هو نبت والنون فيه زائدة لأَنه
ليس في الكلام فَعْلال غير خزعال وقَهْقار إِلا من المضاعف ولهذا النبت شوك يقال
له حَسَكَةُ السعدان ويشبه به حَلَمَةُ الثدي يقال سعدانة الثُّنْدُوَة وأَسفلَ
العُجايَة هنَاتٌ بأَنها الأَظفار تسمى السعدانات قال أَبو حنيفة من الأَحرار
السعدان وهي غبراء اللون حلوة يأْكلها كل شيء وليست بكبيرة ولها إِذا يبست شوكة
مُفَلطَحَة كأَنها درهم وهو من أَنجع المرعى ولذلك قيل في المثل مَرْعًى ولا
كالسَّعدان قال النابغة الواهِب المائَة الأَبكار زَيَّنها سَعدانُ تُوضَح في
أَوبارها اللِّبَد قال وقال الأَعرابي لأَعرابي أَما تريد البادية ؟ فقال أَما ما
دام السعدان مستلقياً فلا كأَنه قال لا أُريدها أَبداً وسئلت امرأَة تزوّجت عن
زوجها الثاني أَين هو من الأَول ؟ فقالت مرعى ولا كالسعدان فذهبت مثلاً والمراد
بهذا المثل أَن السعدان من أَفضل مراعيهم وخلط الليث في تفسير السعدان فجعل
الحَلَمَة ثمرَ السعدان وجعل له حَسَكاً كالقُطْب وهذا كله غلط والقطب شوك غير
السعدان يشبه الحسَك وأَما الحَلَمة فهي شجرة أُخرى وليست من السعدان في شيء وفي الحديث
في صفة من يخرج من النار يهتز كأَنه سَعدانة هو نبت ذو شوك وفي حديث القيامة
والصراط عليها خَطاطيف وكلاليبُ وحَسَكَةٌ لها شوكة تكون بنجد يقال لها السعدان
شَبَّه الخطاطيف بشوك السعدان والسُّعْد بالضم من الطيب والسُّعادى مثله وقال أَبو
حنيفة السُّعدة من العروق الطيبة الريح وهي أَرُومَة مُدحرجة سوداء صُلْبَة كأَنها
عقدة تقع في العِطر وفي الأَدوية والجمع سُعْد قال ويقال لنباته السُّعَادَى
والجمع سُعادَيات قال الأَزهري السُّعد نبت له أَصل تحت الأَرض أَسود طيب الريح
والسُّعادى نبت آخر وقال الليث السُّعادَى نبت السُّعد ويقال خرج القوم
يَتَسَعَّدون أَي يرتادون مرعى السعدان قال الأَزهري والسّعدان بقل له ثمر مستدير
مشوك الوجه إِذا يبس سقط على الأَرض مستلقياً فإِذا وطئه الماشي عقَر رجله شوْكُه
وهو من خير مراعيهم أَيام الربيع وأَلبان الإِبل تحلو إِذا رعت السَّعْدانَ لأَنه
ما دام رطباً حُلْوٌ يتمصصه الإِنسان رطباً ويأْكله والسُّعُد ضرب من التمر قال
وكأَنَّ ظُعْنَ الحَيِّ مُدْبِرةً نَخْلٌ بِزارَةَ حَمْله السُّعُدُ وفي خطبة
الحجاج انج سَعْدُ فقد قُتِلَ سُعَيْد هذا مثل سائر وأَصله أَنه كان لِضَبَّة بن
أُدٍّ ابنان سَعْدٌ وسُعَيْدٌ فخرجا يطلبان إِبلاً لهما فرجع سعد ولم يرجع سعيد
فكان ضبةُ إِذا رأَى سواداً تحت الليل قال سَعْد أَم سُعَيْد ؟ هذا أَصل المثل
فأُخذ ذلك اللفظ منه وصار مما يتشاءَم به وهو يضرب مثلاً في العناية بذي الرحم
ويضرب في الاستخبار عن الأَمرين الخير والشر أَيهما وقع وقال الجوهري في هذا
المكان وفي المثل أَسعد أَم سعيد إِذا سئل عن الشيء أَهو مما يُحَبّ أَو يُكْرَه
وفي الحديث أَنه قال لا إِسعادَ ولا عُفْرَ في الإِسلام هو إِسعاد النساء في
المَناحات تقوم المرأَة فتقوم معها أُخرى من جاراتها إِذا أُصيبت إِحداهنَّ بمصيبة
فيمن يَعِزُّ عليها بكت حولاً وأَسْعَدها على ذلك جاراتها وذواتُ قراباتها فيجتمعن
معها في عِداد النياحة وأََوقاتها ويُتابِعْنها ويُساعِدْنها ما دامت تنوح عليه
وتَبْكيه فإِذا أُصيبت صواحباتها بعد ذلك بمصيبة أَسعدتهن فنهى النبي صلى الله
عليه وسلم عن هذا الإِسعاد وقد ورد حديث آخر قالت له أُم عطية إِنَّ فلانه
أَسْعَدَتْني فأُريد أُسْعِدُها فما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً وفي
رواية قال فاذْهَبي فأَسْعِدِيها ثم بايعيني قال الخطابي أَما الإِسعاد فخاص في
هذا المعنى وأَما المُساعَدَة فعامَّة في كل معونة يقال إِنما سُمِّيَ
المُساعَدَةَ المُعاونَةُ من وضع الرجل يدَه على ساعد صاحبه إِذا تماشيا في حاجة
وتعاونا على أَمر ويقال ليس لبني فلان ساعدٌ أَي ليس لهم رئيس يعتمدونه وساعِدُ
القوم رئيسهم قال الشاعر وما خَيرُ كفٍّ لا تَنُوءُ بساعد وساعدا الإِنسان عَضْداه
وساعدا الطائر جناحاه وساعِدَةُ قبيلة وساعِدَةُ من أَسماء الأَسد معرفة لا ينصرف
مثل أُسامَةَ وسَعِيدٌ وسُعَيْد وسَعْد ومَسْعُود وأَسْعَدُ وساعِدَةُ ومَسْعَدَة
وسَعْدان أَسماءُ رجال ومن أَسماءِ النساء مَسْعَدَةُ وبنو سَعْد وبنو سَعِيدٍ
بطنان وبنو سَعْدٍ قبائل شتى في تميم وقيس وغيرهما قال طرفة بن العبد رأَيتُ
سُعوداً من شُعوبٍ كثَيرة فلم ترَ عَيْني مثلَ سَعِد بنِ مالك الجوهري وفي العرب
سعود قبائل شتى منها سَعْدُ تَميم وسَعْد هُذيل وسعد قَيْس وسَعد بَكر وأَنشد بيت
طرفة قال ابن بري سعود جمع سُعد اسم رجل يقول لم أَرَ فيمن سمي سعداً أَكرم من سعد
بن مالك بن ضَبيعة بن قيَس بن ثَعْلبة بن عُكابَة والشُّعوبُ جمع شَعْب وهو أَكبر
من القبيلة قال الأَزهري والسعود في قبائل العرب كثير وأَكثرها عدداً سَعْدُ بن
زيد مَناةَ بن تَميم بن ضُبَيعة بن قيس بن ثعلبة وسَعْدُ بن قيس عَيْلان وسعدُ بنُ
ذُبْيانَ بن بَغِيضٍ وسعدُ بن عَدِيِّ بن فَزارةَ وسعدُ بن بكر بن هَوازِنَ وهم
الذين أَرضعوا النبي صلى الله عليه وسلم وسعد بن مالك بن سعد بن زيد مناة وفي بني
أَسد سَعْدُ بن ثعلبة بن دُودان وسَعْد بن الحرث بن سعد بن مالك بن ثعلبة بن
دُودان قال ثابت كان بنو سعد بن مالك لا يُرى مثلُهم في بِرِّهم ووفائهم وهؤُلاء
أَرِبَّاءُ النبي صلى الله عليه وسلم ومنها بنو سعد بن بكر في قيس عيَلان ومنها
بنو سَعْدِ هُذَيم في قُضاعة ومنها سعد العشيرة وفي المثل في كل واد بنو سعد قاله
الأَضْبطُ بن قُريع السَّعدي لما تحوَّل عن قومه وانتقل في القبائل فلما لم
يُحْمِدهم رجع إِلى قومه وقال في كل زادٍ بنو سعد يعني سعد بن زيد مناة بن تميم
وأَما سعد بكر فهم أَظآر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللحياني وجمعُ
سَعِيد سَعِيدون وأَساعِدُ قال ابن سيده فلا أَدري أَعَنى له الاسم أَم الصفة غير
أَن جمع سعَيدٍ على أَساعد شاذ وبنو أَسعَد بطن من العرب وهو تذكير سُعْدَى
وسعُادُ اسم امرأَة وكذلك سُعْدى وأَسعدُ بطن من العرب وليس هو من سُعْدى كالأَكبر
من الكبرى والأَصغر من الصغرى وذلك أَن هذا إِنما هو تَقاوُدُ الصفة وأَنت لا تقول
مررت بالمرأَة السعدى ولا بالرجل الأَسعد فينبغي على هذا أَن يكون أَسعدُ من
سُعْدى كأَسْلَمَ من بُشْرى وذهب بعضهم إِلى أَن أَسعد مذكر سعدى قال ابن جني ولو
كان كذلك حَريَ أَن يجيءَ به سماع ولم نسمعهم قط وصفوا بسعدى وإِنما هذا تَلاقٍ
وقع بين هذين الحرفين المتفي اللفظ كما يقع هذان المثالان في المُخْتَلِفَيْه نحو
أَسلم وبشرى وسَعْدٌ صنم كانت تعبده هذيل في الجاهلية وسُعْدٌ موضع بنجد وقيل وادٍ
والصحيح الأَول وجعله أَوْسُ بن حَجَر اسماً للبقعة فقال تَلَقَّيْنَني يوم
العُجَيرِ بِمَنْطِقٍ تَرَوَّحَ أَرْطَى سُعْدَ منه وضَالُها والسَّعْدِيَّةُ ماءٌ
لعمرو بن سَلَمَة وفي الحديث أَن عمرو بن سَلَمَةَ هذا لما وَفَد على النبي صلى
الله عليه وسلم استقطعه ما بين السَّعدية والشَّقْراء والسَّعْدان ماء لبني فزارة
قال القتال الكلابي رَفَعْنَ من السَّعدينِ حتى تفَاضَلَت قَنابِلُ من أَولادِ أَعوَجَ
قُرَّحُ والسَّعِيدِيَّة من برود اليمن وبنو ساعدَةَ قوم من الخزرج لهم سقيفة بني
ساعدة وهي بمنزلة دار لهم وأَما قول الشاعر وهل سَعدُ إِلاَّ صخرةٌ بتَنُوفَةٍ من
الأَرضِ لا تَدْعُو لِغَيٍّ ولا رُشْدِ ؟ فهو اسم صنم كان لبني مِلْكانَ بن كنانة
وفي حديث البَحِيرة ساعدُ اللهِ أَشَدُّ ومُِوسَاه أَحدُّ أَي لو أَراد الله
تحريمها بشقِّ آذانها لخلقها كذلك فإِنه يقول لها كوني فتكون
معنى
في قاموس معاجم
العَدُّ
إِحْصاءُ الشيءِ عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه والعَدَدُ
في قوله تعالى وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً له معنيان يكون أَحصى كل شيء معدوداً
فيكون نصبه على الحال يقال عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد كما
يقال نفض
العَدُّ
إِحْصاءُ الشيءِ عَدَّه يَعُدُّه عَدّاً وتَعْداداً وعَدَّةً وعَدَّدَه والعَدَدُ
في قوله تعالى وأَحْصَى كلَّ شيءٍ عَدَداً له معنيان يكون أَحصى كل شيء معدوداً
فيكون نصبه على الحال يقال عددت الدراهم عدّاً وما عُدَّ فهو مَعْدود وعَدَد كما
يقال نفضت ثمر الشجر نَفْضاً والمَنْفُوضُ نَفَضٌ ويكون معنى قوله أَحصى كل شيء
عدداً أَي إِحصاء فأَقام عدداً مقام الإِحصاء لأَنه بمعناه والاسم العدد والعديد
وفي حديث لقمان ولا نَعُدُّ فَضْلَه علينا أَي لا نُحْصِيه لكثرته وقيل لا نعتده
علينا مِنَّةً له وفي الحديث أَن رجلاً سئل عن القيامة متى تكون فقال إِذا تكاملت
العِدَّتان قيل هما عِدّةُ أَهل الجنة وعِدَّةُ أَهلِ النار أَي إِذا تكاملت عند
الله برجوعهم إِليه قامت القيامة وحكى اللحياني عَدَّه مَعَدّاً وأَنشد لا
تَعْدِلِيني بِظُرُبٍّ جَعْدِ كَزِّ القُصَيْرى مُقْرِفِ المَعَدِّ
( * قوله « لا تعدليني » بالدال المهملة ومثله في الصحاح وشرح القاموس أي لا
تسوّيني وتقدم في ج ع د لا تعذليني بذال معجمة من العذل اللوم فاتبعنا المؤلف في
المحلين وان كان الظاهر ما هنا )
قوله مقرف المعد أَي ما عُدَّ من آبائه قال ابن سيده وعندي أَن المَعَدَّ هنا
الجَنْبُ لأَنه قد قال كز القصيرى والقصيرى عُضْو فمقابلة العضو بالعضو خير من
مقابلته بالعِدَّة وقوله عز وجل ومَن كان مَريضاً أَو على سَفَرٍ فَعِدّة من أَيام
أُخَر أَي فأَفطر فَعليه كذا فاكتفى بالمسبب الذي هو قوله فعدة من أَيام أُخر عن
السبب الذي هو الإِفطار وحكى اللحياني أَيضاً عن العرب عددت الدراهم أَفراداً
وَوِحاداً وأَعْدَدْت الدراهم أَفراداً ووِحاداً ثم قال لا أَدري أَمن العدد أَم
من العدة فشكه في ذلك يدل على أَن أَعددت لغة في عددت ولا أَعرفها وقول أَبي ذؤيب
رَدَدْنا إِلى مَوْلى بَنِيها فَأَصْبَحَتْ يُعَدُّ بها وَسْطَ النِّساءِ
الأَرامِل إِنما أَراد تُعَدُّ فَعَدَّاه بالباء لأَنه في معنى احْتُسِبَ بها
والعَدَدُ مقدار ما يُعَدُّ ومَبْلغُه والجمع أَعداد وكذلك العِدّةُ وقيل العِدّةُ
مصدر كالعَدِّ والعِدّةُ أَيضاً الجماعة قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ تقول رأَيت عِدَّةَ
رجالٍ وعِدَّةَ نساءٍ وأَنْفذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جماعة كتب والعديدُ الكثرة
وهذه الدراهمُ عَديدُ هذه الدراهم أَي مِثْلُها في العِدّة جاؤوا به على هذا
المثال لأَنه منصرفٌ إِلى جِنْسِ العَديل فهو من باب الكَمِيعِ والنَّزيعِ ابن
الأَعرابي يقال هذا عِدادُه وعِدُّه ونِدُّهُ ونَديدُه وبِدُّه وبَديدُه وسِيُّهُ
وزِنُه وزَنُه وحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وغَفْرُه ودَنُّه ( قوله « وزنه وزنه
وعفره وغفره ودنه » كذا بالأصل مضبوطاً ولم نجدها بمعنى مثل فيما بأيدينا من كتب
اللغة ما عدا شرح القاموس فإنه ناقل من نسخة اللسان التي بأيدينا ) أَي مِثْلُه
وقِرْنُه والجمع الأَعْدادُ والأَبْدادُ والعَدائدُ النُّظَراءُ واحدُهم عَديدٌ
ويقال ما أَكْثَرَ عَديدَ بني فلان وبنو فلان عَديدُ الحَصى والثَّرى إِذا كانوا
لا يُحْصَوْن كثرة كما لا يُحْصى الحَصى والثَّرى أَي هم بعدد هذين الكثيرين وهم
يَتَعادُّونَ ويَتَعَدَّدُونَ على عَدَدِ كذا أَي يزيدون عليه في العَدَد وقيل
يَتَعَدَّدُونَ عليه يَزيدون عليه في العدد ويَتَعَادُّون إِذا اشتركوا فيما
يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المَكارِم وفي التنزيل واذكروا الله في أَيام معدوداتٍ
وفي الحديث فَيَتعادُّ بنو الأُم كانوا مائةً فلا يجدون بَقِيَ منهم إِلا الرجل
الواحِدَ أَي يَعُدُّ بعضُهم بعضاً وفي حديث أَنس إِن وَلدِي لَيَتعَادُّون مائة
أَو يزيدون عليها قال وكذلك يَتَعدّدون والأَيام المعدودات أَيامُ التشريق وهي
ثلاثة بعد يوم النحر وأَما الأَيام المعلوماتُ فعشر ذي الحِجة عُرِّفَتْ تلك
بالتقليل لأَنها ثلاثة وعُرِّفَتْ هذه بالشُّهْرة لأَنها عشرة وإِنما قُلِّلَ
بمعدودة لأَنها نقيض قولك لا تحصى كثرة ومنه وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَراهِمَ
معدودة أَي قليلة قال الزجاج كل عدد قل أَو كثر فهو معدود ولكن معدودات أَدل على
القِلَّة لأَن كل قليل يجمع بالأَلف والتاء نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّاماتٍ وقد يجوز
أَن تقع الأَلف والتاء للتكثير والعِدُّ الكَثْرَةُ يقال إِنهم لذو عِدٍّ وقِبْصٍ
وفي الحديث يَخْرُجُ جَيْشٌ من المشرق آدَى شيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكْثَرُه عِدَّةً
وأَتَمُّه وأَشَدُّه استعداداً وعَدَدْتُ من الأَفعال المتعدية إِلى مفعولين بعد
اعتقاد حذف الوسيط يقولون عددتك المالَ وعددت لك المال قال الفارسي عددتك وعددت لك
ولم يذكر المال وعادَّهُم الشيءُ تَساهَموه بينهم فساواهم وهم يَتَعادُّون إِذا
اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مكارِمَ أَو غير ذلك من الأَشياء كلها
والعدائدُ المالُ المُقْتَسَمُ والمِيراثُ ابن الأَعرابي العَدِيدَةُ الحِصَّةُ
والعِدادُ الحِصَصُ في قول لبيد تَطِيرُ عَدائدُ الأَشْراكِ شَفْعاً وَوِتْراً
والزَّعامَةُ للغُلام يعني من يَعُدُّه في الميراث ويقال هو من عِدَّةِ المال وقد
فسره ابن الأَعرابي فقال العَدائد المالُ والميراثُ والأَشْراكُ الشَّرِكةُ يعني
ابن الأَعرابي بالشَّرِكة جمعَ شَريكٍ أَي يقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً
سهمين سهمين وسهماً سهماً فيقول تذهب هذه الأَنصباء على الدهر وتبقى الرياسة للولد
وقول أَبي عبيد العَدائدُ من يَعُدُّه في الميراث خطأٌ وقول أَبي دواد في صفة
الفرس وطِمِرَّةٍ كَهِراوةِ الأَعْ زَابِ ليسَ لها عَدائدْ فسره ثعلب فقال شبهها
بعصا المسافر لأَنها ملساء فكأَنّ العدائد هنا العُقَدُ وإِن كان هو لم يفسرها
وقال الأَزهري معناه ليس لها نظائر وفي التهذيب العدائد الذين يُعادُّ بعضهم بعضاً
في الميراث وفلانٌ عَدِيدُ بني فلان أَي يُعَدُّ فيهم وعَدَّه فاعْتَدَّ أَي صار
معدوداً واعْتُدَّ به وعِدادُ فلان في بني فلان أَي أَنه يُعَدُّ معهم في ديوانهم
ويُعَدُّ منهم في الديوان وفلان في عِدادِ أَهل الخير أَي يُعَدُّ منهم والعِدادُ
والبِدادُ المناهَدَة يقال فلانٌ عِدُّ فلان وبِدُّه أَي قِرْنُه والجمع أَعْدادٌ
وأَبْدادٌ والعَدِيدُ الذي يُعَدُّ من أَهلك وليس معهم قال ابن شميل يقال أَتيت
فلاناً في يوم عِدادٍ أَي يوم جمعة أَو فطر أَو عيد والعرب تقول ما يأْتينا فلان
إِلا عِدادَ القَمَرِ الثريا وإِلا قِرانَ القمرِ الثريا أَي ما يأْتينا في السنة
إِلا مرة واحدة أَنشد أَبو الهيثم لأُسَيْدِ بنِ الحُلاحِل إِذا ما قارَنَ القَمَرُ
الثُّرَيَّا لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَبَ الشِّتاءُ قال أَبو الهيثم وإِنما يقارنُ
القمرُ الثريا ليلةً ثالثةً من الهلال وذلك أَول الربيع وآخر الشتاء ويقال ما
أَلقاه إِلا عِدَّة الثريا القمرَ وإِلا عِدادَ الثريا القمرَ وإِلا عدادَ الثريا
من القمر أَي إِلا مَرَّةً في السنة وقيل في عِدَّةِ نزول القمر الثريا وقيل هي
ليلة في كل شهر يلتقي فيها الثريا والقمر وفي الصحاح وذلك أَن القمر ينزل الثريا
في كل شهر مرة قال ابن بري صوابه أَن يقول لأَن القمر يقارن الثريا في كل سنة مرة
وذلك في خمسة أَيام من آذار وعلى ذلك قول أُسيد بن الحلاحل إِذا ما قارن القمر
الثريا البيت وقال كثير فَدَعْ عَنْكَ سُعْدَى إِنما تُسْعِفُ النوى قِرانَ
الثُّرَيَّا مَرَّةً ثمّ تَأْفُِلُ رأَيت بخط القاضي شمس الدين أَحمد بن خلكان هذا
الذي استدركه الشيخ على الجوهري لا يرد عليه لأَنه قال إِن القمر ينزل الثريا في
كل شهر مرة وهذا كلام صحيح لأَن القمر يقطع الفلك في كل شهر مرة ويكون كل ليلة في
منزلة والثريا من جملة المنازل فيكون القمر فيها في الشهر مرة وما تعرض الجوهري
للمقارنة حتى يقول الشيخ صوابه كذا وكذا ويقال فلان إِنما يأْتي أَهلَه العِدَّةَ
وهي من العِدادِ أَي يأْتي أَهله في الشهر والشهرين ويقال به مرضٌ عِدادٌ وهو أَن
يَدَعَه زماناً ثم يعاوده وقد عادَّه مُعادَّة وعِداداً وكذلك السليم والمجنون
كأَنّ اشتقاقه من الحساب من قِبَل عدد الشهور والأَيام أَي أَن الوجع كأَنه
يَعُدُّ ما يمضي من السنة فإِذا تمت عاود الملدوغَ والعِدادُ اهتياجُ وجع اللديغ
وذلك إِذا تمت له سنة مذ يوم لُدِغَ هاج به الأَلم والعِدَدُ مقصور منه وقد جاء
ذلك في ضرورة الشعر يقال عادّتُه اللسعة إِذا أَتته لِعِدادٍ وفي الحديث ما زالت
أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني فهذا أَوانُ قَطَعَتْ أَبْهَري أَي تراجعني ويعاودني
أَلَمُ سُمِّها في أَوقاتٍ معلومة قال الشاعر يُلاقي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى
كما يَلْقَى السَّلِيمُ مِنَ العِدادِ وقيل عِدادُ السليم أَن تَعُدَّ له سبعة
أَيام فإِن مضت رَجَوْا له البُرْءَ وما لم تمض قيل هو في عِدادِه ومعنى قول النبي
صلى الله عليه وسلم تُعادُّني تُؤْذيني وتراجعني في أَوقاتٍ معلومة ويعاودني أَلمُ
سمها كما قال النابغة في حية لدغت رجلاً تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُراجِعُ
ويقال به عِدادٌ من أَلَمٍ أَي يعاوده في أَوقات معلومة وعِدادُ الحمى وقتها
المعروفُ الذي لا يكادُ يُخْطِيئُه وعَمَّ بعضُهم بالعِدادِ فقال هو الشيءُ يأْتيك
لوقته مثل الحُمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ وكذلك السمّ الذي يَقْتُلُ لِوَقْتٍ وأَصله
من العَدَدِ كما تقدم أَبو زيد يقال انقضت عِدَّةُ الرجل إِذا انقضى أَجَلُه
وجَمْعُها العِدَدُ ومثله انقضت مُدَّتُه وجمعها المُدَدُ ابن الأَعرابي قال قالت
امرأَة ورأَت رجلاً كانت عَهِدَتْه شابّاً جَلْداً أيَن شَبابُك وجَلَدُك ؟ فقال
من طال أَمَدُه وكَثُر ولَدُه ورَقَّ عَدَدُه ذهب جَلَدُه قوله رق عدده أَي سِنُوه
التي بِعَدِّها ذهب أَكْثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بقي فكان عنده رقيقاً وأَما قول الهُذَلِيِّ
في العِدادِ هل أَنتِ عارِفَةُ العِدادِ فَتُقْصِرِي ؟ فمعناه هل تعرفين وقت وفاتي
؟ وقال ابن السكيت إِذا كان لأَهل الميت يوم أَو ليلة يُجْتَمع فيه للنياحة عليه
فهو عِدادٌ لهم وعِدَّةُ المرأَة أَيام قُروئها وعِدَّتُها أَيضاً أَيام إِحدادها
على بعلها وإِمساكها عن الزينة شهوراً كان أَو أَقراء أَو وضع حمل حملته من زوجها
وقد اعتَدَّت المرأَة عِدَّتها من وفاة زوجها أَو طلاقه إِياها وجمعُ عِدَّتِها
عِدَدٌ وأَصل ذلك كله من العَدِّ وقد انقضت عِدَّتُها وفي الحديث لم تكن للمطلقة
عِدَّةٌ فأَنزل الله تعالى العِدَّة للطلاق وعِدَّةُ المرأَة المطلقة
والمُتَوَفَّى زَوْجُها هي ما تَعُدُّه من أَيام أَقرائها أَو أَيام حملها أَو
أَربعة أَشهر وعشر ليال وفي حديث النخعي إِذا دخلت عِدَّةٌ في عِدَّةٍ أَجزأَت
إِحداهما يريد إِذا لزمت المرأَة عِدَّتان من رجل واحد في حال واحدة كفت إِحداهما
عن الأُخرى كمن طلق امرأَته ثلاثاً ثم مات وهي في عدتها فإِنها تعتد أَقصى العدتين
وخالفه غيره في هذا وكمن مات وزوجته حامل فوضعت قبل انقضاء عدة الوفاة فإِن عدتها
تنقضي بالوضع عند الأَكثر وفي التنزيل فما لكم عليهن من عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَها
فأَما قراءة من قرأَ تَعْتَدُونَها فمن باب تظنيت وحذف الوسيط أَي تعتدون بها
وإِعْدادُ الشيء واعتِدادُه واسْتِعْدادُه وتَعْدادُه إِحْضارُه قال ثعلب يقال
اسْتَعْدَدْتُ للمسائل وتَعَدَّدْتُ واسم ذلك العُدَّة يقال كونوا على عُدَّة
فأَما قراءةُ من قرأَ ولو أَرادوا الخروج لأَعَدُّوا له عُدَّهُ فعلى حذف علامة
التأْنيث وإِقامة هاء الضمير مُقامها لأَنهما مشتركتان في أَنهما جزئيتان
والعُدَّةُ ما أَعددته لحوادث الدهر من المال والسلاح يقال أَخذ للأَمر عُدَّتَه
وعَتادَه بمعنىً قال الأَخفش ومنه قوله تعالى جمع مالاً وعَدَّدَه ويقال جعله ذا
عَدَدٍ والعُدَّةُ ما أُعِدَّ لأَمر يحدث مثل الأُهْبَةِ يقال أَعْدَدْتُ للأَمر
عُدَّتَه وأَعَدّه لأَمر كذا هيَّأَه له والاستعداد للأَمر التَّهَيُّؤُ له وأَما
قوله تعالى وأَعْتَدَتْ لهُنَّ مُتَّكَأً فإِنه إِن كان كما ذهب إِليه قوم من أَنه
غُيِّرَ بالإِبْدالِ كراهيةَ المثلين كما يُفَرُّ منها إِلى الإِدغام فهو من هذا
الباب وإِن كان من العَتادِ فظاهر أَنه ليس منه ومذهب الفارسي أَنه على الإِبدال
قال ابن دريد والعُدَّةُ من السلاح ما اعْتَدَدْتَه خص به السلاح لفظاً فلا أَدري
أَخصه في المعنى أَم لا وفي الحديث أَن أَبيض بن حمال المازني قدم على النبي صلى
الله عليه وسلم فاسْتَقْطَعَهُ المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقطعه إِياه فلما ولى
قال رجل يا رسول الله أَتدري ما أَقطعته ؟ إِنما أَقطعت له الماءَ العِدَّ قال
فرَجَعه منه قال ابن المظفر العِدُّ موضع يتخذه الناس يجتمع فيه ماء كثير والجمع
الأَعْدادُ ثم قال العِدُّ ما يُجْمَعُ ويُعَدُّ قال الأَزهري غلط الليث في تفسير
العِدِّ ولم يعرفه قال الأَصمعي الماء العِدُّ الدائم الذي له مادة لا انقطاع لها
مثل ماء العين وماء البئر وجمعُ العِدِّ أَعْدادٌ وفي الحديث نزلوا أَعْدادَ مياه
الحُدَيْبِيَةِ أَي ذَوات المادة كالعيون والآبار قال ذو الرمة يذكر امرأَة حضرت
ماء عِدّاً بَعْدَما نَشَّتْ مياهُ الغُدْرانِ في القَيْظِ فقال دَعَتْ مَيَّةَ
الأَعْدادُ واسْتَبْدَلَتْ بِها خَناطِيلُ آجالٍ مِنَ العِينِ خُذَّلُ استبدلت بها
يعني منازلها التي ظعنت عنها حاضرة أَعداد المياه فخالفتها إِليها الوحش وأَقامت
في منازلها وهذا استعارة كما قال ولقدْ هَبَطْتُ الوَادِيَيْنِ وَوَادِياً يَدْعُو
الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل العِدُّ ماء الأَرض الغَزِيرُ وقيل
العِدُّ ما نبع من الأَرض والكَرَعُ ما نزل من السماء وقيل العِدُّ الماءُ القديم
الذي لا يَنْتَزِحُ قال الراعي في كلِّ غَبْراءَ مَخْشِيٍّ مَتالِفُها دَيْمُومَةٍ
ما بها عِدٌّ ولا ثَمَدُ قال ابن بري صوابه خفض ديمومة لأَنه نعت لغبراء ويروى
جَدَّاءَ بدل غبراء والجداء التي لا ماء بها وكذلك الديمومة والعِدُّ القديمة من
الرَّكايا وهو من قولهم حَسَبٌ عِدٌّ قَديمٌ قال ابن دريد هو مشتق من العِدِّ الذي
هو الماء القديم الذي لا ينتزح هذا الذي جرت العادة به في العبارة عنه وقال بعضُ
المُتَحَذِّقِينَ حَسَبٌ عِدٌّ كثير تشبيهاً بالماء الكثير وهذا غير قوي وأَن يكون
العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ قال الشاعر فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعْدادِ أَقدَمَ
مِنْ عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحطيئة أَتتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأْيٍ وإِنما
أَتَتْهُمْ بها الأَحلامُ والحَسَبُ العِدُّ قال أَبو عدنان سأَلت أَبا عبيدة عن
الماءِ العِدِّ فقال لي الماءُ العِدُّ بلغة تميم الكثير قال وهو بلغة بكر بن وائل
الماءُ القليل قال بنو تميم يقولون الماءُ العِدُّ مثلُ كاظِمَةٍ جاهِلِيٌّ
إِسلامِيٌّ لم ينزح قط وقالت لي الكُلابِيَّةُ الماءُ العِدُّ الرَّكِيُّ يقال
أَمِنَ العِدِّ هذا أَمْ مِنْ ماءِ السماءِ ؟ وأَنشدتني وماءٍ لَيْسَ مِنْ عِدِّ
الرَّكايا ولا جَلْبِ السماءِ قدِ اسْتَقَيْتُ وقالت ماءُ كلِّ رَكِيَّةٍ عِدٌّ
قَلَّ أَو كَثُرَ وعِدَّانُ الشَّبابِ والمُلْكِ أَوّلُهما وأَفضلهما قال العجاج
ولي على عِدَّانِ مُلْكٍ مُحْتَضَرْ والعِدَّانُ الزَّمانُ والعَهْدُ قال الفرزدق
يخاطب مسكيناً الدارمي وكان قد رثى زياد بن أَبيه فقال أَمِسْكِينُ أَبْكَى
اللَّهُ عَيْنَكَ إِنما جرى في ضَلالٍ دَمْعُها فَتَحَدَّرَا أَقولُ له لمَّا
أَتاني نَعِيُّهُ به لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمَةِ أَعْفَرَا أَتَبْكِي امْرأً من آلِ
مَيْسانَ كافِراً كَكِسرى على عِدَّانِه أَو كَقَيْصَرا ؟ قوله به لا بظبي يريد به
الهَلَكَةُ فحذف المبتدأَ معناه أَوقع الله به الهلكة لا بمن يهمني أَمره قال وهو
من العُدَّة كأَنه أُعِدَّ وهُيِّئَ وأَنا على عِدَّانِ ذلك أَي حينه وإِبَّانِه
عن ابن الأَعرابي وكان ذلك على عَدَّانِ فلان وعِدَّانِه أَي على عهده وزمانه
وأَورده الأَزهري في عَدَنَ أَيضاً وجئت على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلك وعَدَّان
تَفْعَلُ ذلك أَي حينه ويقال كان ذلك في عِدَّانِ شبابه وعِدَّانِ مُلْكِه وهو
أَفضله وأَكثره قال واشتقاقه من أَن ذلك كان مُهَيَّأً مُعَدّاً وعِدادُ القوس
صوتها ورَنِينُها وهو صوت الوتر قال صخر الغيّ وسَمْحَةٍ مِنْ قِسِيِّ زارَةَ حَمْ
راءَ هَتُوفٍ عِدادُها غَرِدُ والعُدُّ بَثرٌ يكون في الوجه عن ابن جني وقيل
العُدُّ والعُدَّةُ البَثْرُ يخرج على وجوه المِلاح يقال قد اسْتَكْمَتَ العُدُّ
فاقْبَحْه أَي ابْيَضَّ رأْسه من القَيْح فافْضَخْه حتى تَمْسَحَ عنه قَيْحَهُ قال
والقَبْحُ بالباء الكَسْرُ ابن الأَعرابي العَدْعَدَةُ العَجَلَةُ وعَدْعَدَ في
المشي وغيره عَدْعَدَةً أَسرع ويوم العِدادِ يوم العطاء قال عتبة بن الوعل
وقائِلَةٍ يومَ العِدادِ لبعلها أَرى عُتْبَةَ بنَ الوَعْلِ بَعْدِي تَغَيَّرا قال
والعِدادُ يومُ العَطاءِ والعِدادُ يومُ العَرْض وأَنشد شمر لجَهْم بنِ سَبَلٍ
مِنَ البيضِ العَقَائِلِ لم يُقَصِّرْ بها الآباءُ في يَوْمِ العِدادِ قال شمر
أَراد يومَ الفَخَارِ ومُعادَّة بعضِهم بعضاً ويقال بالرجل عِدادٌ أَي مَسٌّ من جنون
وقيده الأَزهري فقال هو شِبهُ الجنونِ يأْخذُ الإِنسانَ في أَوقاتٍ مَعلومة أَبو
زيد يقال للبغل إِذا زجرته عَدْعَدْ قال وعَدَسْ مثلُه والعَدْعَدةُ صوتُ القطا
وكأَنه حكاية قال طرفة أَرى الموتَ أَعْدادَ النُّفُوسِ ولا أَرى بَعِيداً غَداً
ما أَقْرَبَ اليومَ مِن غَدِ يقول لكل إِنسان مِيتَةٌ فإِذا ذهبت النفوس ذهبت
مِيَتُهُم كلها وأَما العِدّانُ جمع العتُودِ فقد تقدّم في موضعه وفي المثل أَنْ
تَسْمَع بالمُعَيدِيِّ خيرٌ من أَن تراه وهو تصغير مَعَدِّيٍّ مَنْسوب إِلى مَعَدّ
وإِنما خففت الدال استثقالاً للجمع بين الشديدتين مع ياء التصغير يُضْرَب للرجُل
الذي له صيتٌ وذِكْرٌ في الناس فإِذا رأَيته ازدريتَ مَرآتَه وقال ابن السكيت تسمع
بالمعيدي لا أَنْ تراهُ وكأَن تأْويلَه تأْويل أَمرٍ كأَنه اسْمَعْ به ولا تَرَه
والمَعَدَّانِ موضعُ دَفَّتَي السَّرْجِ ومَعَدٌّ أَبو العرب وهو مَعَدُّ بنُ
عَدْنانَ وكان سيبويه يقول الميم من نفس الكلمة لقولهم تَمَعْدَدَ لِقِلَّة
تَمَفْعَلَ في الكلام وقد خولِفَ فيه وتَمَعْدَدَ الرجلُ أَي تزَيَّا بِزيِّهم أَو
انتسب إِليهم أَو تَصَبَّرَ على عَيْش مَعَدّ وقال عمر رضي الله عنه اخْشَوْشِنُوا
وتَمَعْدَدُوا قال أَبو عبيد فيه قولان يقال هو من الغِلَظِ ومنه قيل للغلام إِذا
شبَّ وغلُظ قد تَمَعْدَدَ قال الراجز رَبَّيْتُه حتى إِذا تَمَعْدَدا ويقال
تَمَعْدَدوا أَي تشبَّهوا بعَيْش مَعَدّ وكانوا أَهلَ قَشَفٍ وغِلَظ في المعاش
يقول فكونوا مثلَهم ودعوا التَّنَعُّمَ وزِيَّ العَجم وهكذا هو في حديث آخر عليكم
باللِّبْسَة المَعَدِّيَّة وفي الصحاح وأَما قول معن بن أَوس قِفَا إِنها أَمْسَت
قِفاراً ومَن بها وإِن كان مِن ذي وُدِّنا قد تَمَعْدَدَا فإِنه يريد تباعد قال
ابن بري صوابه أَن يذكر تمعدد في فصل مَعَدَ لأَن الميم أَصلية قال وكذا ذكر
سيبويه قولَهم مَعَدٌّ فقال الميم أَصلية لقولهم تَمَعْدَدَ قال ولا يحمل على
تمَفْعل مثل تَمَسْكنَ لقلَّته ونَزَارَتِه وتمعدد في بيت ابن أَوْس هو من قولهم
مَعَدَ في الأَرض إِذا أَبعد في الذهاب وسنذكره في فصل مَعَدَ مُسْتَوْفًى وعليه
قول الراجز أَخْشَى عليه طَيِّئاً وأَسَدَا وخارِبَيْنِ خَرَبَا فمَعَدَا أَي
أَبْعَدَا في الذهاب ومعنى البيت أَنه يقول لصاحبيه قفا عليها لأَنها مَنْزِلُ
أَحبابِنا وإِن كانت الآن خاليةً واسمُ كان مضمراً فيها يعود على مَن وقبل البيت
قِفَا نَبْكِ في أَطْلال دارٍ تنَكَّرَتْ لَنا بَعْدَ عِرْفانٍ تُثابَا وتُحْمَدَا