بَسْكَرَةُ أهملَه الجماعةُ وهو بالكَسْر ويُفْتَحُ ومثلُه في المَراصِد والمَسْمُوعُ مِن أَهلها خاصَّةً ومِن الشُّيُوخ الفَتْحُ دُونَ الكَسْر قالَه شيخُنَا . قلتُ : وبالفَتْحِ ضَبَطَه الشَّرَف الدُّمْيَاطِيُّ في السِّفْرِ الثاني مِن مُعْجَم شُيُوخِه في ترجمة شَيْخِه الفَضْلِ بنِ القاسم البَسْكَرِيِّ : د بالمَغْرِب هي أُمُّ بلادِ الزّابِ وقاعدةُ أَمْصَارِ الجَرِيدِ وتُعرَفُ ببَسْكَرَةِ النَّخِيلِ وفي الاسْتبْصَارِ في أَخبارِ الأَمْصَار : بِسْكَرَةُ : كُورَةٌ فيها مُدُنٌ وقاعِدَتُها بِسْكَرَةُ النَّخِيلِ وهي مدينةٌ كبيرةُ كثيرةُ النَّخْل والزَّيْتُون وأصنافِ الثِّمَار وهي مدينةٌ مُسَوَّرَةٌ عليها خَنْدَقٌ وبها جامعٌ ومساجدُ وحَمّامَاتٌ كثيرةٌ وحَوَالَيْهَا بساتينُ كثيرةٌ وفيها غابةٌ كبيرةٌ مِقدار سِتَّةِ أميالٍ فيها أجناسُ الثِّمَارِ حولَها رياضٌ خارجةٌ عن الخَنْدَقِ وداخِلُها آبارٌ كثيرةٌ وفي داخلِ المدينةِ جَنّاتٌ يَدْخُلُ إليها الماءُ مِن النَّهْر وبها جَبَلُ مِلْح يُقْطَعُ منه صَخْرٌ كبيرٌ جَلِيلٌ وشُرْبُها مِن نَهْرٍ كبيرٍ يَجْرِي في جَوْفِها يَنْحَدِرُ مِن جَبَلِ أُوراسَ . نقلَه شيخُنا . منها الحافِظُ الضّابِطُ عليُّ بنُ جُبَارةَ بنِ محمّدِ بنِ عُقَيْلِ ابنِ سَوادةَ أبو القاسمِ الهُذَلِيُّ هكذا في النُّسَخ التي بأيدِينا والصَّوابُ أنه يُوسُفُ بنُ عليِّ بنِ جُبَارَةَ كما في تاريخ الذَّهَبِيِّ وابن عَسَاكر وهو الذي كُنْيَتُه أبو القاسِمِ قيل هو مِن ذُرِّيَّةِ أبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ وساق نَسَبَه ابنُ ماكُولا وُلِدَ سنة 403 ، وأخَذَ عن أبي نُعَيمٍ الأصْبَهانيِّ وقَرَأَ على أبي عليٍّ الواسِطِيِّ وعَمِلَ اختياراً في القِراءَات . قلتُ : وفي تاريخ الذَّهَبِيّ : هو أَحَدُ الجَوّالِينَ في الدُّنيا في طَلَبِ القِراءَات لَقِيَ في هذا الشَّأْنِ في رِحْلَتِه ثَلاثَمِائَةٍ وخمسينَ شيْخاً وصَنَّف الكامِلَ في المَشْهُورة والشَّواذّ وفيه خمسون روايةً من ألْفِ طَرِيقٍ وأكثرَ وكانَ يَحْضُرُ مَجلسَ أبي القاسِمِ القُشَيْرِيِّ . تُوُفِّيَ تقريباً في سنة 460
قلتُ : ويُنْسَبُ إلى هذا البلد أيضاً : أبو العَبّاس أَحمدُ بنُ مَكِّيِّ بنِ أحمدَ البِسْكَرِيُّ قَدِمَ مصرَ سنة 516 ، هو بخطِّ المُنْذِرِيِّ بكسرِ أَوَّلِه . وأبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عُمَرَ البِسْكَرِيُّ سَمِعَ الكَثيرَ مات سنةَ 804 بمصر
سكر كفرِح سُكْراً بالضمّ وسُكُراً بضمتين وسَكْراً بالفتحِ وسَكَراً محَرَّكَةً وهو المنصوص عليه في الأمّهات وسَكَراناً بالتحْريك أيضاً : نقيضُ صَحا ومثله في الصّحاحِ والأساسِ والمِصباح . والذي في المفردات للراغب وتبعه المُصَنّف في البَصا ئر : أن السُّكْرَ : حالةُ تَعْترضُ بين المرءِ وعقْله وأكثرُ ما يُستعْملُ ذلك في الشراب المُسْكِرِ وقد يكونُ من غضب وعِشقٍٍ ولذلك قال الشاعر :
سُكْرانِ سُكْرُ هَوىً وسُكْرُ مُدامةٍ ... أنَّي يُفيقُ فتىً به سُكْرانِ
فهوَ سَكرٌ ككتِفٍ وسَكْرانُ بفتح فسُكُون وهو الأكثر . وهي سَكرِةُ كفرِحة وسَكْرى بالألف المقْصُورة كصرْعى وجرْحى . قال ابن جنِّي في المُحْتسب : وذلك لأنَّ السُّكْرَ علَّةُ لحقتْ : عُقولهُم كما أنّ الصَّرَع والجُرْحَ علَّة لحقتْ أجسامَهم وفعْلى في التَّكْسيرِ مما يخْتصُّ به المُبْتلون
وسَكْرانةٌ وهذه عن أبي علي الهجريّ في التذْكِرة قال : ومن قال هذا وجبَ عليه أن يصْرفَ سَكْران في النَّكرة وعَزاها الجوْهريّ والفيُّومي لبني أسد وهي قليلةٌ كما صَرَّح به غيرُهُما وزاد المُصنف في البَصائر في النُعُوتِ بعد سَكْرانَ سكِّيراً كسكِّيت . وقال شيخُنا - عند قوله : وهي سَكِرة - : خالفَ قاعدته ولم يقُلْ وهي بهاءٍ فوجَّه أن سَكْري في صِفاتِها ولو قال : وهو سَكِرٌ وسَكْران وهي بهاءٍ فيهما وسَكْري لجري على قاعدته وكان أخْصر
ج سُكارى بالضّمّ وهو الأكْثرُ وسَكارى بالفتْح لُغةٌ للبعْض كما في المِصْباح . وقال بعضهم : المشهورُ في هذه البنيةِ هو الفتحُ والضمّ لُغةٌ لكثيرٍ من العربِ قالوا : ولم يردْ منه إلا أربعةُ ألفاظٍ : سكارى وكسالى وعجالى وغيارى كذا في شرحِ شيخنا
وفي اللسانِ قوله تعالى " ترىَ الناسَ سُكارى وما هم بسكارى " لم يَقْرَأ أحدٌ من القُراءِ سَكارَى بفتح السين وهي لُغَة ولا تجوزُ القرَاءَةُ بها لأن القراءةَ سُنة . قُرئ سَكْرَى وما هُمْ بَسَكَرى وهي قراءَةُ حَمْزَةَ والكِسائِي وخَلَف العاشر والأَعْمَش الرابع عشر كذا في إِتْحافِ البَشَرِ تَبَعاً للقَباقِبِي في مِفْتَاحه كذا أَفَادَهُ لنا . بعضُ المُتقنينَ ثم رأيت في المُحْتَسِب لابن جِنِّي قد عَزا هذه القراءةَ إلى الأَعْرَج والحَسَن بخلاف
قال شيخُنَا : وحكى الزَّمَخْشَرِي عن الأَعْمَش أنه قُرِئ : سُكْرَى بالضم قالوا : وهو غريب جِداً إذ لا يُعْرَف جمْعٌ على فُعْلَي بالضم انتهى
قلْت : ويَعْنِي به في سورة النساءِ " لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وأنْتَم سُكْرَى " وهو رواية عن المطوعي عن الأعمش صرَّح بذلك ابنُ الجَزَرِيّ في النّهَاية وتابعه الشيخُ سُلطان في رسائلِهِ وظاهِرُ كلامِ شيخنا يقتضى أنه رواية عن الأَعْمَش في سورةِ الحَجّ وليس كذلك ولذا نَبَّهْتُ عليه فتأَمَّل . ثم رأَيت في المُحْتَسِب لابن جِنِّي قال : ورَوَيْنَا عن أبي زُرْعَة أنه قَرَأها يعني في سورة الحَج سُكْرَى بضم السبن والكاف ساكنة كما رواه ابنُ مَجَاهدِ عن الأَعْرَجِ والحَسَن بخلاف . وقال أبو الهَيْثَم : النَّعْتُ الذي على فَعْلان يُجْمَع على فَعَالَى وفُعالى مثل أَشْران وأشارَى وأُشارَى وغَيْرَان وقومٌ غَيارَى وغُيَارى . وإنما قالوا : سَكْرَى وفَعْلَى أَكْثَرُ ما تجئُ جَمْعاً لفَعِيلٍ بمعنى مَفْعُول مثل : قَتِيل وقَتْلَى وجَرِيح وجَرْحي وصَرِيع وَصَرْعَى لأنه شُبّه بالنَوْكى والحَمْقَى والهَلْكَى لزوالِ عَقْلِ السَّكْرَان وأما النَّشْوَانُ فلا يُقَال في جَمْعِه غير النَّشاوَى
وقال الفرَّاءُ : لو قِيلَ : سَكْرَى على أن الجَمْعَ يقعُ عليهِ التَّأنِيثُ فيكون كالواحِدَةِ كان وَجْهاً وأنشد بعضُهم :
أضْحَتْ بَنُو عامِرٍ غَضْبَى أُنُوفُهمُ ... إني عَفَوْتُ فلا عارٌ ولا بَاسُوقال ابنُ جِنِّي في المُحْتَسبِ : أما السَّكَارَى بفتح السين فتَكْسِيرٌ لا مَحَالَة وكأَنه مُنْحَرفٌ به عن سَكَارِينَ كما قالوا : نَدْمَانُ ونَدَامَى وكأَن أَصْلَه نَدَامِين كما قالوا في الاسم : حَوْمانة وحَوامِين ثم إِنَّهُم أبدَلُوا النون ياءً فصار في التَّقْدِيرِ سَكَارِىّ كما قالوا : إِنْسَانٌ وأَناسِي وأصلُها أَناسِينُ فأَبْدَلُوا النونَ ياءً وأَدْغَمُوا فيها ياءَ فَعاليل فلما صار سَكَارِى حذَفُوا إحدَى الياءَيْن تخفيفاً فصار سَكارِى ثم أبدلوا من الكسرةِ فَتْحَةً ومن الياءِ ألفاً فصار سَكَارَى كما قالوا في مدارٍ وصحارٍ ومعايٍ مدارا وصَحارَا ومَعايَا . قال : وأما سُكارَى بالضّم فظاهرُه أن يكون اسماً مُفْرَداً غير مُكَسَّرٍ كحُمَادَى وسُمانَى وسُلامَي وقد يجوزُ أن يكون مُكَسَّراً ومما جاءَ على فُعال كالظُّؤارِ والعُرَاقِ والرُّخالِ إلا أنَّه أُنِّثَ بالأَلفِ كما أُنِّثَ بالهاءِ في قولهم : النُّقاوةَ . قال أبو علي : هو جمع نَقْوَة وأُنِّث كما أُنِّثَ فِعالٌ في نحو حِجَارَة وذِكَارَةٍ وعِبَارَة قال : وأَما سُكْرَى بضمّ السين فاسمٌ مُفْرَدٌ على فُعْلَى كالحُبْلَى والبُشْرَى بهذا أفتانِى أَبو علي وقد سأَلْتُه عن هذا . انتهى
وقوله تعالى " لا تَقْرَبُوا الصّلاةَ وأَنْتُم سُكَارَى " . قال ثعلب : إِنَّمَا قِيلَ هذا قَبْلَ أن يَنْزِل تَحْرِيمُ الخَمْرِ . وقال غيره : إِنَّمَا عَنَى هنا سُكْرَ النَّوْم يقول : لاتَقْرَبُوا الصَّلاةَ رَوْبَى . والسِّكَّيرُ كسِكِّيتٍ والمِسْكِيرُ كمِنْطِيقٍ والسَّكِرُ ككَتِف والسَّكُورُ كصَبُورٍ الأَخيرَةُ عن ابن الأَعرابي : الكَثيرُ السُكرِ . وقيل : رجلٌ سِكيرٌ مثل سِكيتٍ : دائمُ السكرِ وأنشدَ ابنُ الأَعرابِي : لعَمْرِو بنِ قَميئَةَ :
يا رُبَّ من أَسْفَاهُ أَحْلامُه ... أنْ قِيلَ يَوْماً إِنّ عَمْراً سَكُورْ . وأنشدَ أبو عَمْرٍو له أيضاً :
إن أكُ مِسْكِيراً فلا أَشرَبُ الوَغْ ... لَ ولا يَسْلَمُ مني البَعِيرْ وجَمْعً السَّكرِ ككَتفٍ سُكَارى كجمْع سَكْرانَ لا عْتقابِ فعلِ وفَعْلانَ كثيراً على كلمة الواحدة . وفي تنزيل العزيز " تَتَّخِذُونَ منه سَكَراً ورِزْقاً حَسَناً " . قال الفراءُ : السَّكَرُ مُحَرَّكَةً : الخَمْرُ نفسُها قبل أن تُحَرَّم والرِّزْقُ الحَسَنُ : الزَّبِيبُ والتَّمرُ وما أشبَهَهُمَا وهو قولُ إبراهيمِ والشَّعْبِي وأبي رُزَيْن . قولهم : شَربْتُ السكرَ : هو نبيذُ التَّمرِ وقال أبو عُبَيْد : هو نقَيعُ التمرِ الذي لم تَمسه النارُ ورُوِىَ عن ابن عُمَر أنه قال : السَّكَرُ من التَّمْر وقيل : السَّكرُ شرابٌ يُتَّخَذُ من التَّمْرِِ والكَشُوثِ والآسِ وهو مُحَرَّم كتَحْرِيمِ الخَمْر
وقال أبو حنيفة : السَّكَرُ يُتَّخَذُ من التمر والكَشُوثِ يُطْرَحَان سافاً سافاً ويُصبُّ عليه الماءُ قال : وزعم زاعمٌ أنه رُبَّما خُلِطَ به الآسُ فزادَهُ شِدةً . وقال الزَّمَخْشَرِي في الأساس : وهو أَمَرُّ شرابٍ في الدُنْيَا . يقال : السَّكَرُ : كُل ما يُسْكِرُ ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم " حُرِّمَت الخَمْرُ بعَينِها والسَّكَرُ من كُلِّ شرابٍ " رواه أحمد كذا في البصائر للمُصَنف وقال ابنُ الأَثيرِ : هكذا رواه الأَثْباتُ ومنهم من يرويه بضمّ السين وسكون الكاف يريدُ حالة السَّكْرَان فيجعلون التَّحْرِيم للسُّكرِ لا لنْفْس المُسْكرِ فيُبِيحُون قليله الذي لا يُسْكرُ والمشهور الأوّل
روىَ عن ابن عباس في هذه الآية : السَّكرَ : ما حُرمَ من ثَمَرةٍ . قبلَ أنْ تُحَّرم وهو الخَمرُ والرِّزْقُ الحَسَن : ما أُحلَّ من ثَمَرةٍ من الأَعْنَابِ والتُّمُورِ هكذا أورده المصنف في البصائر . ونص الأَزهريّ في التهذيب عن ابن عباس : السَّكرُ : ما حُرمَ من ثمَرَتِها والرِّزْقُ : ما أُحِلّ من ثمَرَتِها . وقال بعضُ المُفَسَّرين : إنَّ السَّكرَ الذي في التَّنْزيل هو : الخَلُّ وهذا شْئٌ لا يعرفًه أهل اللُّغة قاله المُصنف في البصائر
وقال أبو عبيدة وحده : السَّكرُ : الطَّعَامُ يقول الشاعر :
" جعَلْتَ أعْراضَ الكِرامِ سَكَراأي جَعَلتَ ذمَّهمْ طُعْماً لك وأنْكَره أئمَّة . وقال الزَّجَّاج : هذا بالخمْرِ أشْبهُ منه بالطعام والمعنى : تتخَمَّرُ بأعْراضِ الكِرام . وهو أبْينُ مما يُقال للذي يبْترِك في أعراضِ النّاس . عن ابن الأعرابيّ : السَّكَرُ : الامتلاء والغضَبُ والغَيْظُ . يقال : لهم علىَّ سَكَرٌ أي غَضَبٌ شديدٌ وهو مجاز وأنشدَ اللحْيانيّ وابن السِّكِّيتِ :
فجاؤُونا بهمْ سَكَرٌ علينا ... فأجْلَى اليْومُ والسَّكْرانُ صاحي السَّكَرّةُ بهاءٍ : الشيْلمُ وهي المُريراءُ التي تكون في الحنْطة . والسَّكْرُ بفتح فسكون : المَلءُ قال ابن الأعرابيّ : يقال : سَكَرْتُهُ : مَلأْتُه . والسَّكْرُ : بقْلَةٌ من الأحْرار عن أبي نَصْر وهو منْ أحسَنِ البُقولِ قال أبو حنيفة : ولم تبْلُغْني لها حِلْيَةٌ . والسَّكْرُ : سّدُّ النهرِ وقد سَكَره يَسْكُرُه إذا سَدَّ فاهُ وكلُّ بثْق سُدَّ فقد سُكِرَ . والسِّكْرُ بالكسر : الاسْمُ منْه وهو العَرِمُ وكلّ ما سُدَّ به النهرُ والبثقُ ومُنْفَجرُ الماءِ فهو سِكْرٌ وهو السدادُ وفي الحديث أنه قال للمُسْتحاضَةِ لما شَكَتْ إليه كَثْرَةَ الدمِ : اسْكُرِيه أي سُديهِ بِخِرقةٍ وشُدِّيهِ بعِصِابةٍ تشبيهاً بسَكْرَ الماء . والسِّكْرُ أيضاً : المُسَنَّاةُ ج سُكُورٌ بالضم
ومن المجاز : سَكَرَتِ الرّيحُ تَسْكُرُ سُكُوراً بالضم وسَكَراناً بالتَّحريك : سَكَنَتْ بعد الهُبُوبِ وريحٌ ساكِرَةٌ وليلةٌ ساكِرَةٌ : ساكِنَةٌ لا ريحَ فيها قال أوسُ بن حجر :
تُزادُ لياليّ في طُولِهَا ... فلَيْسَتْ بطَلْقٍٍ ولا ساكِرَهْ والسَّكْرَانُ : وادٍ بمَشَارفِ الشام من نَجْد وقيل : وادٍ أسْفَلَ من أمَج عن يَسارِ الذاهب إلى المَدينة وقيل جَبَلٌ بالمدينة أو بالجَزِيرةِ قال كُثَيِّر يصفُ سَحاباً :
وعَرّسَ بالسَّكْرانِ يَوْمَيْنِوارْتَكَى ... يَجُرّ كما جَرّ المَكيِثَ المُسافِرُ والسِّيْكران كضَيْمران : نَبْتٌ قال ابن الرِّقاعِ :
وشَفْشَفَ حَرُّ الشَّمسِ كُلَّ بَقِيةٍ ... من النَّبْتِ إلا سَيْكَراناً وحُلَّبا قال أبو حنيفةَ : هو دائمُ الخُضْرَةِ القَيْظَ كُلَّه يُؤكَلُ رَطْباً وحَبُّه أخْضَرُ كحَبِّ الرازيانَج إلا أنّه مُسْتديرٌ وهو السُّخّرُ أيضاً . والسَّيْكَرانُ : ع . وسكر كزُفَر : ع على يومَيْنِ من مِصْر من عَملِ الصَّعيدِ قيل : إنّ عبدَ العزيز بن مروانَ هَلَك بها . قلت : ولعلّه أسْكَرُ العدَوِية من عملِ إطْفيح وبه مَسْجِدُ موسى عليه السّلام قال الشريشي في شرح المقامات : وبها وُلد . والسُّكَّر بالضمّ وشّدّ الكاف من الحلْوى معروف مُعرّبُ شَكَرَ بفتحتين قال :
يَكُونُ بعدَ الحَسْوِ والتَّمَزُّرُ ... في فَمهِ مِثْلَ عَصِيرِ السُّكَّرِ واحدتُه بهاءٍ وقولُ أبي زياد الكلابيّ في صفة العُشَرِ : وهو مُرُّ لا يأْكُلُه شْئٌ ومغافِيرهُ سُكَّرٌ إنما أرادَ مثلَ السُّكَّرِ في الحلاوة . ونقلَ شيخُنا عن بعض الحُفّاظ أنّه جاءَ في بعض ألفاظِ السُّنّةِ الصَّحيحة في وَصْف حَوْضه الشَّريفِ صلى الله عليه وسلم " ماؤُه أحْلى من السُّكَّرِ قال ابن القيمِ وغيره : ولا أعْرِفُ السُّكَّر جاءَ في الحَديث إلاّ في هذا الموْضع وهو حادثٌ لم يَتَكَلَّمْ به مُتَقَدِّمُو الأطّباءِ ولا كانوا يَعْرِفُونه وهو حارٌّ رَطْبٌ في الأَصَحّ وقيل : باردٌ وأجودُه الشَّفّاف الطَّبَرْزدْ وعتيقُه ألْطفُ من جديده وهو يَضُرّ المعدةَ التي تتولَّدُ منها الصَّفْراءُ لاستحالته إليها ويَدْفعُ ضَررهَ ماءُ اللِّيمِ أو النارنْجِ
والسُّكَّرُ : رُطبٌ طَيِّبٌ نوْع منه شديدُ الحلاوةِ ذَكَره أبو حاتم في كتابِ النَّخلَة والأزهريّ في التهذيبِ وزاد الأخيرُ : وهو مَعْروفٌ عند أهلِ البحرينِ قال شيخُنا : وفي سجِلْماسَة ودَرْعة قال : وأخبرنا الثِّقاتُ أنه كثيرٌ بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم إلا أنه رُطبٌ لا يُتْمِرُ إلا بالعلاجوالسُّكَّرُ : عنبٌ يُصيبُه المَرَقُ فينتْشِرُ فلا يبْقى في العُنْقودِ إلا أقَلّه وعَناقيدُه أوْساطٌ وهو أبْيَضُ رَطْبٌ صادقُ الحلاوةِ عذبٌ وهو من أحْسنِ العنَبِ وأظْرَفه ويُزَبَّبُ أيضاً والمَرَقُ بالتَّحْريك : آفةٌ تُصيبُ الزَّرْعَ . والسُّكَّرَةُ : ماءَةٌ بالقادسيةِ لحلاوةِ مائِها
وابن سُكَّرَةَ : محمد بن عبد الله ابن محمد أبو الحسن الشاعر المُفْلقُ الهاشميُّ الزاهدُ المعرُوفُ بَغْداديٌّ من ذُريةِ المنْصورِ كان خليعاً مشهوراً بالمُجُون توفي سنة 385 وأبو جعفرَ عبدُ اللهِ بنُ المُباركِ ابن الصباغِ يُعرفُ بابنِ سُكَّرةَ روى عن قاضي المرِسْتان . والقاضي أبو عليٍّ الحسنُ بنُ محمد بن فُهيْرة بن حيُّونَ السَّرَقُطسْيّ الأندلُسيُّ الحافظ ابن سُكَّرَةَ وهو الذي يُعبِّر عنه القاضي عياضٌ في الشِّفا بالشَّهيد وبالصَّدَفيّ إمامٌ جليل واسع الرِّحْلةِ والحفْظِ والروايةِ والدِّراية والكتابة والجدّ دخل الحرَمَيْن وبَغدادَ والشام ورَجَع إلى الأنْدلُس بِعلْم لا يُحْصر وله ترْجمةٌ واسعة في شُروحِ الشِّفاء
وسُكَّرٌ بلا لام وهاءٍ : لَقَبُ أحمد بن سُليمانَ وفي بعض النُّسخ أحْمد بن سُليمانَ الحَربْيّ المُحدث مات بعد السِّتِّمائَة . أبو الحسن عليُّ بن الحَسَن ويقال : الحُسين بن طَاوُوس بن سُكَّر بن عبد الله الدَّيرُ عاقولي محدث واعظ نزيل دمشق روي بها عن أبي القاسمِ بن بِشْرانَ وغيره ومات بِصُور سنة 484 . وفاته : عليُّ بنُ محمِّدِ بنِ عُبَيْد بن سُكَّر القارِئ المِصْري كتب عنه السِّلفيّ . وأمةُ العزيز سُكَّرُ بنتُ سهْل بن بِشْرٍ روى عنها ابن عَساكر
ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ مُحَمِد بنِ عَليّ ابن ضِرْغَام عُرِفَ بابن سُكَّرٍ المْصْريّ نزيلُ مكّة سمع الكثيرَ وقرأ القِرَاءَت وكتبَ شيئاً كثيراً . وأخوه أحْمَدُ بنُ عَليّ بن سُكَّر الغَضَأئِرِيّ حدَّث عن ابن المِصْري وغيره . قلْت : وقد روى الحافظُ بن حَجَر عن الأخِيريْن . قلت : وأبو عليٍّ الحسنُ بنُ عليِّ ابن حيْدرةَ بن محمد بن القاسم بن ميْمونِ بن حَمْزة العلويّ عُرفَ بابن سُكَّر من بيتِ الرِّياسة والنُبْل حدَّثَ ترْجمَه المُنْذري . وعَمّ جَدَّه أبو إبراهيمَ أحمد بن القاسم الحافظ المُكْثِرُ . وككتفٍ سَكِرٌ الواعظُ ذكرهُ البُخاريّ في تاريخه هكذا في سائر النُّسخ التي بأيْدينا وقد راجعْتُ في تاريخِ البُخاريّ فلم أجِدهُ فرأيْتُ الحافظَ بن حَجَر ذكَرَهُ في التَّبصيرِ أنه ذكَرَهُ ابن النجار في تاريخه وأنه سمعَ منه عُبيدُ الله بن السَّمَرْقنْديّ . فظهرَ لي أنّ الذي في النُّسخِ كلُّها تَصْحيفٌ
والسَّكَّارُ ككَتّانٍ : النَّباذُ والخَمّارُ . من المَجاز : سَكْرّةُ الموتِ والهَمِّ والنَّومِ : شدَّتُه وهَمُّه وغَشْيتُه التي تَدُلّ الإنسانَ على أنَّه مَيِّتٌ . وفي البصائر - في سَكْرَةِ الموتقال : هو اختلاطُ العقلِ لشدَّةِ النَّزْع قال الله تعالى " وجَاءَتْ سَكْرَةُ المْوتِ بالحقِّ " وقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنَّه كان عِنْدَ وفاتِه يُدْخلُ يديهِ في الماءِ فيَمْسَحُ بهما وجْهَهُ يقولُ : لا إله إلا الله إنّ للمْوتِ سَكَراتٍ ثمَّ نَصَبَ يدهُ فجعلَ يقولُ : الرَّفيق الأعلى حتَّى قُبِضَ ومالتْ يدُه "
وسَكَّرَه تَسْكيراً : خَنَقه والبعيرُ يُسَكِّرُ آخر بذراعه حتى يكاد يقْتُلُه
من المجاز : سُكِرَتْ أبصارُهُم وسُكِّرَتْ وسُكِّرَ بصَرُهُ : غُشي عليه وقوله تعالى : " لقالُوا : إنما سُكِّرَتْ أبْصارُنا " أي حُبستْ عن النّظرِ وحُيِّرَتْ أو معناها غُطِّيتْ وغُشِّيتْ قاله أبو عَمرو بن العلاء وقرأها الحسن سُكِرَتْ بالتَّخْفيف أي سُحرَتْ وقال الفراءُ : أي حُبِستْ ومُنِعتْ من النَّظَر . وفي التهذيب : قُرِئَ سُكِرتْ وسُكِّرَتْ بالتخفيف والتشديد ومعناهما : أغْشيتْ وٍُسدَّتْ بالسّحْر فيتخايلُ بأبْصارِنا غيرُ ما نرىوقال مُجاهد : سُكِّرَتْ أبصارُنَا أي سُدتْ قال أبو عُبيدٍ : يذْهبُ مُجاهدٌ إلى أنَّ الأبْصارَ غَشيَها ما منعها من النّظر كما يمنَع السّكْرُ الماءَ من الجري . وقال أبو عُبيدةَ : سُكِّرَتْ أبصارُ القوْمِ إذا ديرَ بهمْ وغَشيهُم كالسمادير فلم يُبْصروا . وقال أبو عمْرو بن العلاءِ : مأْخُوذٌ من سُكْرِ الشَّرابِ كأنّ العينَ لَحقها ما يلْحقُ شاربَ المُسْكرِ إذا سَكَرَ . وقال الزَّجاج : يقال : سَكَرَتْ عينُه تَسْكُر إذا تَحيّرَتْ وسَكَنَتْ عن النَّظرِ . والمُسَكَّرُ كمُعظَّم : المَخْمُور قال الفرَزْدَقُ : أبا حاضِرٍ من يزنِ يُعْرفْ زِناؤْه ومن يشْرَبِ الخُرْطومَ يُصبِحْ مُسَكَّرَا ومما يستدرك عليه : أسْكَرَه الشّرَابُ وأسْكَرَه القريصُ وهو مجاز . ونقل شيخنا عن بعضٍ تعْديته بنفْسه أي من غير الهمزة ولكن المشهور الأول . وتساكَرَ الرَّجُلُ : أظْهَرَ السُّكْرَ واسْتْعمَلَه قال الفرزْدّقُ :
أسَكْرانَ كانَ ابن المراغةِ إذ هجا ... تميماً بجَوْفِ الشَّأمِ أم مُتساكِرُ وقولُهم : ذهبَ بينّ الصحْوةِ والسَّكْرّة إنّما هو بينّ أن يعْقلَ ولا يعْقل . والسَّكْرَةُ : الغَضْبةُ . والسَّككْرَةُ : غلَبَةُ اللَّذةِ على الشبابِ . وسَكَرَ من الغضَب يَسْكَرُ من حدّ فرحَ إذا غَضَبَ . وسكَرَ الحَرُّ : سكَنَ قال :
جاءَ الشِّتاءُ واجْثَألَّ القُبرُ ... وجعلتْ عينُ الحَرُورِ تَسْكُرُ والتَّسْكيرُ للحاجة : اختلاطُ الرَّأي فيها قبْلَ أن يعزم عليها فإذا عزمَ عليها ذَهبَ اسم التَّسْكير وقد سُكِرَ . وقال أبو زيْد : الماءُ السّاكِرُ : الساكن الذي لا يَجْري وقد سَكَرَ سُكورا وهو مجاز . وسُكِرَ البحرُ : ركد قاله ابن الأعرابيّ وهو مجاز . وسُكَيْرُ العباس كزُبَيْرٍ : قريةٌ على شاطئ الخابورِ وله يومٌ ذَكَره البلاذُري . ويقال سَكَرَ البابَ وسَكَّرَهٌ إذا سدَّه تشْبيهاً بسدِّ النَّهر وهي لغة مَشْهورةٌ جاءَ ذِكُرها في بعض كُتُب الأفعالِ قال شيخنا : وهي فاشيةٌ في بوادِي إفْريقيَّةَ ولعلَّهُمْ أخذوها من تَسْكيرِ الأنهارِ . وزاد هنا صاحبُ اللسَانِ وغيره : السُّكُرْكةُ وهي : خَمْرُ الحبشَةَ قال أبو عُبيدٍ : هي من الذُّرَة . وقال الأزهريّ : ليست بعربيّة وقيده شَمِرٌ بضم فسُكونٍ والراءُ مضمومةٌ وغيره بضم السين والكافِ وسكون الرّاء ويُعَرّب السُّقُرْقع وسيأتي للمصنف في الكاف وتُذكر هناك إن شاء الله تعالى
وأسْكُوران : من قُرى أصْفَهان منها محمد بن الحسنِ بن محمد بن إبراهيم الأسْكُوراني توفي سنة 493 . وأسْكَرُ العدوِية : قرْيَةٌ من الصَّعيد وبها وُلدَ سيدُنا مُوسى عليه السلام كما في الرَّوض وقد تقدمت الإشارة إليه . والسُّكَّرِيّة : قريةٌ من أعمالِ المُنُوفية . وبنو سُكَيْر : قَوم
والسَّكْرانُ : لقبُ محمد بن عبد الله ابن القاسمِ بن محمد بن الحُسَيْن بن الحَسَنِ الأفْطس الحَسَني لكثرة صلاته بالليل . وعقبُه بمصْرَ وحلبَ
وهو أيضاً : لقبُ الشَّريفِ أبي بكْرِ ابن عبد الرّحمنِ بن محمد بن عليّ الحُسَيْني باعلوي أخي عُمرَ المِحْضار ووالدِ الشَّريف عبد الله العَيْدرُوس توفي سنة 831 . وبنو سَكْرَةَ بفتح فسكون : قومٌ من الهاشمييِّن قاله الأميرُ . والسَّكرانُ بن عمرو بنُ عبد شَمْسِ ابن عَبْدودٍّ أخو سَهْلِ بن عَمْرٍو العامِرِيّ من مُهاجرة الحبشةِ . وأبو الحسَن عليُّ بنُ عبد العزيزِ الخَطيب عماد الدين السُّكَّريّ حدَّثَ توفي بمصر سنة 713
السُّكْرُكَةُ بالضّمِّ أَهمَلَه الجوهري والصّاغانيُ وظاهِر سِياقِه أَنّه مِثْلُ نُمرقَةٍ وضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بضَمِّ السينِ والكافِ وسُكُونِ الرّاءِ وهو شَرابُ الذُّرَةِ يُسكِرُ وهو خَمْرُ الحَبَشَةِ وذكره أَيضًا أَبو عُبَيدٍ في كِتابِه وهي لَفْظَةٌ حَبَشِيَّة وقد عُربتَ وقيل : السُّقُرقعُ كما مَرّ في حرفِ العَيْنِ وفي الحَدِيثِ : أَنَّه سُئلَ عن الغُبَيراءِ فقالَ : لا خَيرَ فيها وَنَهي عَنْها قال مالِكٌ : فسَألْتُ زَيْدَ بنَ أسْلَمَ : ما الغُبيراءُ ؟ فقال : هي السكُركَةُ
اليَسْر بالفتح ويُحرَّك : اللِّينُ والانْقِيادُ يكون ذلك للإنسان والفرَس قد يَسَرَ يَيْسِر من حدِّ ضَرَبَ . وياسَرَهُ : لايَنَه أنشد ثعلب :
قومٌ إذا شُومِسوا جَدَّ الشِّماسُ بهمْ ... ذاتَ العِنادِ وإنْ ياسَرْتَهم يَسَروا وفي الحديث : " مَن أطاعَ الإمامَ وياسَرَ الشَّريك " أي ساهَلَه . واليَسَرُ محرّكةً : السَّهْلُ اللَّيِّنُ الانقيادِ يُوصَفُ به الإنسانُ والفرَس قال :
إنّي على تَحَفُّظي ونَزْري ... أَعْسَرُ إنْ مارَسْتَني بعُسْرِ
" ويَسَرٌ لمن أرادَ يُسْري والجمع اليَسَرات وفي قَصيدِ كَعْبٍ :
" تَخْدِي على يَسَرَات وهي لاهِيَةٌ اليَسَرات : قوائمُ الناقةِ وقال الجَوْهَرِيّ : اليَسَرات : القوائمُ الخِفاف ويقال : إنّ قوائمَ هذا الفرَسِ لَيَسَراتٌ خِفافٌ إذا كُنّ طَوْعَه كالياسِر واليَسَر . والمُوَفَّق اليَسَريّ من حَنابلةِ الشام ذكره الذهبي فقال : مُوَفَّق الدِّين اليَسَريُّ شيخٌ حنبليٌّ رأيته يَبْحَث . انتهى . ولعلّه منسوب إلى جَدٍّ له اسمه يَسَرٌ أو غير ذلك . يقال : وَلَدَتْه وَلَدَاً يَسَرَاً أي في سهولة كقولكَ : سُرُحاً . وقد أَيْسَرَت المرأةُ وَيَسَرتْ . الأخير عن ابن القَطّاع وضبطه بالتشديد والموجود في النسخ بالتخفيف . وفي الأساس : ويقال في الدعاءِ الحنبليّ : أَيْسَرَتْ وأَذْكَرتْ أي يُسِّرَت عليها الوِلادةُ . قال ابنُ سِيدَه : وزعم اللِّحْيانيّ أنّ العرب تقول في الدعاء : وأَذْكَرَت : أَتَتْ بذَكَرٍ . وقد تقدّم في مَوْضِعه . ويَسَّرَ الرجلُ تَيْسِيراً : سَهُلَت وِلادةُ إبلِه وغنَمِه لم يَعْطَبْ منها شيءٌ عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد :
بِتْنا إليه يَتعاوى نَقَدُهْ ... مُيَسِّرَ الشاءِ كثيراً عَدَدُهْ يَسَرَّت الغنَمُ : كَثُرَت وكَثُرَ لبَنُها أو نَسْلُها وفي بعضِ الأصول المصحّحة : ونَسْلُها . وهو من السُّهولة . قال أبو أُسَيْدة الدُّبَيْريّ :
إنَّ لنا شَيْخَيْنِ لا يَنْفَعانِنا ... غَنِيَّيْنِ لا يُجدي علينا غِناهُما
هما سَيِّدانا يَزْعُمانِ وإنّما ... يًسودانِنا أنْ يَسَّرَتْ غَنَماهُما أي ليس فيهما من السِّيادة إلاّ كونُهما قد يَسَّرَت غَنماهُما والسُّؤْدُد يوجِب البَذْلَ والعَطاءَ والحراسةَ والحماية وحُسنَ التدبيرِ والحِلْم . وليس عندهما من ذلك شيءٌ . ويقال أيضاً : يَسَّرَت الغنَمُ إذا وَلَدَت وتهَيَّأَتْ للوِلادة . واليُسْر بالضمّ واليُسُرُ بضمّتَيْن واليَسار كَسَحَابٍ واليَسَارَةُ كَكَرَامة والمَيْسرَةُ مثَلَّثة السِّين : السُّهولة والغِنى والسَّعَة قال سيبويه : ليست المَيْسَرةُ على الفِعل ولكنها كالمَسْربة والمَشْرَبة في أنّهما ليستا على الفِعل . قال الجَوْهَرِيّ : وقرأ بعضُهم : " فنَظِرَةٌ إلى مَيْسُرِهِ " بالإضافة . قال الأخفش : وهو غير جائز لأنّه ليس في الكلام مَفْعُل بغير الهاءِ وأما مَكْرُم ومَعْوُن فهما جَمْع مَكْرُمَة ومَعُونَة . وأَيْسَرَ الرجلُ إيساراً ويُسْراً عن كُراع واللّحيانيّ : صار ذا غِنىً فهو مُوسِرٌ قال : والصحيح أنّ اليُسْر الاسمُ والإيسارَ المصدر ج مَياسيرُ عن سيبويه . قال أبو الحسن : وإنما ذَكَرْنا مثل هذا الجمعَ لأنّ حكمَ مثلِ هذا أن يُجمَع بالواو والنون في المذكّر وبالألف والتاءِ في المؤنَّث . أو اليُسْر : ضِدُّ العُسْر وكذلك اليُسُر مثل عُسْر وعُسُرٍ وفي الحديث : " إنّ هذا الدِّينَ يُسْرٌ " أي سَهْلٌ سَمْحٌ قليلُ التشديد . وَتَيَسَّرَ لفلان الخروجُ واسْتَيْسَرَ له بمعنىً أي تهيَّأَ . وقال ابنُ سِيدَه : تيَسَّرَ الشيءُ واسْتَيْسَرَ : تسَهَّلَ ويقال : أخذ ما تيَسَّرَ وما اسْتَيْسَرَ وهو ضدُّ ما تعَسَّرَ والْتَوى . وفي حديث الزكاة : " ويجعلُ معها شاتَيْن إن اسْتَيْسَرَتا له أو عشرينَ دِرْهِماً " أي تيَسَّرَ وسَهُلَ وهو استفعلَ من اليُسْر . و قَوْلُهُ تَعالى : " فما اسْتَيْسَرَ من الهَدْي " قيل : ما تيَسَّرَ من الإبلِ والبقرِ والشاءِ وقيل : من بعيرٍ أو بقرةٍ أو شاة . ويَسَّرَهُ هو : سَهَّلَه وحكى سيبويه : ويسَّرَه ووَسَّع عليه وسَهَّلَ والتيسير يكون في الخير والشرِّ ومن الأوّل قَوْلُهُ تَعالى : " فسَنُيَسِّرُه لليُسْرى " ومن الثاني قَوْلُهُ تَعالى : " فسَنُيَسِّرُه للعُسْرى " وأنشد سيبويه :
أقامَ وأقوى ذاتَ يومٍ و خَيْبَةٌ ... لأوّلِ مَن يلقى وشَرٌّ مُيَسَّرُوالمَيْسور : ضدُّ المَعْسور وهو ما يُسِّر . قال ابنُ سِيدَه : هذا قول أهلِ اللُّغَة . أو هو مصدرٌ على مَفْعُول وهو قول سيبويه قال أبو الحَسَن : هذا هو الصحيح لأنّه لا فِعلَ له إلاّ مَزيداً لم يقولوا يَسَرْتُه في هذا المعنى والمصادر التي على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به لأنّ فَعَلَ و فَعِلَ وفَعُلَ إنّما مصادرُها المطَّرِدَة بالزِّيادة مَفْعَل كالمَضْرَب وما زادَ على هذا فعلى لفظِ المُفَعَّل كالمُسَرَّح من قوله :
" أَلَمْ تَعْلَمْ مُسَرَّحِيَ القَوافي وإنّما يجيءُ المفعول في المصدر على توَهُّم الفِعل الثلاثيّ وإن لم يُلفَظ به كالمَجلود من تَجَلَّد وله نظائرُ ذُكِرت في مواضِعها . واليَسير كأَمير : القليلُ واليسير : الهَيِّن . يقال : شيءٌ يَسيرٌ أي هَيِّنٌ أو قليل . اليسير : فرَسُ أبي النَّضير العَبْشَمِيّ نقله الصَّاغانِيّ . اليَسير : القامِر كاليَسور كصَبورٍ هكذا في سائر النسخ . والمَنقول عن ابْن الأَعْرابِيّ : الياسِرُ له قِدْحٌ وهو اليَسَرُ واليَسُور وأنشد :
بما قَطّعْنَ من قُرْبى قَريبٍ ... وما أَتْلَفْنَ من يَسَرٍ يَسورِ فليُنظَرْ هذا مع عبارة المصنّف . وأبو اليَسير محمد بن عَبْد الله بن عُلاَثَة أبو اليَسير عُلْوانُ بنُ حُسَيْن محدِّثان الأخير شيخٌ لابن شاهين ذكرهما الذهبيّ . وأبو جعفرٍ وهو محمد بنُ يَسير البصريّ شاعرٌ وهو القائل يَرْثِي نَفْسَه :
كأنّه قد قِيلَ في مَجْلِسٍ ... قد كنتُ آتيهِ وأخْشاهُ
صارَ اليَسيريّ إلى رَبّه ... يَرْحَمُنا اللهُ وإيّاهُوكذا أخوه عليّ شاعرٌ أيضاً ذكرهما الذهبيّ وولدُه عَبْد الله بن محمد بن يَسير شاعرٌ أيضاً ذكره الأمير . يُسَيْر كزُبَيْر : صَحابيّ روى عنه حُمَيْد بن عبد الرحمن قاله الحافظ . يُسَيْر بن عَمْرُوٍ مُخَضرم قاله الحافظ . ويقال فيه أُسَيْر بالألف . قلتُ : وفي الصحابة يُسَيْر بن عَمْرُو الأنصاريّ الذي قيل فيه إنّه بالألف و يُسَيْر بن عَمْرُو الكِنديّ الذي تُوفِّي رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم وله عَشْرُ سنواتٍ وقال ابنُ مَعين : أبو الخِيار الذي يروي عن ابن مسعود اسمه يُسَيْر بن عَمْرُو أدركَ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم وعاش إلى زمنِ الحَجّاج . وقال ابن المَدينيّ : أهلُ البَصرة يَروون عنه عن عمر قصته ويُسمُّونه أُسَيْر بن جابر وأهل الكوفة يقولون يُسَيْر بن عمرو بن جابر روى عنه زُرارة بن أَوْفَى وابنُ سيرين وجماعةٌ . قال ابن فهد : والظاهر أنّه يُسَيْر بن عمرو بن جابر . يُسَيْر بنُ عُمَيْلةَ وابن أخيه يُسَيْر بن الرَّبيع بن عُمَيْلة شيخَ لشُعْبة يُسَيْر والدُ أبي الصَّبَّاح سُلَيْمان الكوفيّ التابعيّ وهو غير أبي الصباح الأَيْليّ فإنّه من أتباع التابعين واليُسَيْر بن موسى عن عيسى بن يونس ذكره الأميرُ هكذا أو هو بالفتح قاله الذهبيّ . وفاتَه : يَسير بن حَكيمٍ أورده الأمير . واختُلف في يُسَيْر بن العَنْبَس الصحابيّ فقيل : هكذا وقيل : بالموحّدة والشين معجمةً كأمير . واليَسْرُ بالفتح : الفَتْل إلى أَسْفَل وهو أن تمُدَّ يَمينَك نحوَ جسَدِك وهو خِلاف الشَّزْر وهو الفَتْل إلى فوق في حديث عليّ : " اطْعَنوا اليَسْرَ " : هو الطَّعْن حَذْوَ وَجْهِك . والشَّزْرُ : ما كان عن يمينِك وشِمالك قاله الأَصْمَعِيّ . واليَسَار كَسَحَاب ويُكسَرُ أو هو أي الكَسْر أفصحُ عند ابن دُرَيْد والفتح أفصحُ عند ابن السِّكِّيت وتُشَدَّدُ الأُولى فيقال يَسَّار ككَتّان لغة فيه نقله الصَّاغانِيّ : نَقيضُ اليمين ووهمَ الجَوْهَرِيّ فَمَنَع الكسرَ قال ابن دُرَيْد : ليس من كلامهم كلمةٌ أوّلها ياءٌ مكسورة إلاّ يِسَارٌ قال : وإنّما أرادوا إلحاقَها ببناءِ الشِّمال . نقله الصَّاغانِيّ . قلتُ : وإنما رفض ذلك استثقالاً للكسرة في الياءِ ولا نَظيرَ لها في الكلام غير يِوام مصدر ياوَمَه مُياوَمَة ويِواماً حكاه ابنُ سِيدَه ونفاه غيرُه وزادوا يِعاراً جمع يعْر لما يُصْطاد به السَّبُع من جَفْرٍ ونحوِه قاله شيخُنا . قلتُ : وفي البصائر للمصنّف : وليس في الكلام له نظيرٌ سِوى هِلالَ بن يِسافٍ على أنّ الفتح لغة فيها . وإذا عرفتَ أن الجَوْهَرِيّ لم يلتزمْ إلاّ ذِكرَ ما صحّ عنده وهذا لم يَصحَّ عنده سماعاً عن الثقة أو أنه جَعَلَه مُخرَجاً على مُشاكَلَة الشِّمال وإلحاقاً ببنائه كما قال الصَّاغانِيّ لم يلزَمه التَّوْهيم كما هو ظاهر فتَأَمَّل . ج يُسُرٌ بضمَّتَيْن عن اللّحيانيّ ويُسْرٌ بالضمّ عن أبي حنيفة . واليُسْرى كبُشرى واليَسْرَة بالفتح والمَيْسَرَةُ خلاف اليُمْنى واليَمْنَةِ والمَيْمَنَة والياسِر : خِلاف اليامِن . عن أبي حنيفة : يَسَرَني فلانٌ يَيْسِرُني يَسْرَاً : جاءَ عن يَساري وفي بعض النسخ : على يَساري . وقال سيبويه : يَسَرَ يَيْسِرُ : أخذ بهم ذاتَ اليَسار . و أَعْسَرُ يَسَرٌ : يعمل بيدَيْه جميعاً . وفي الحديث : " كان عمر رضي الله عنه أَعْسَرَ أَيْسَر " قال أبو عُبَيْد : هكذا رُوي في الحديث وأمّا كلام العرب فالصّوابُ أَعْسَرُ يَسَرٌ والأُنثى عَسْرَاءُ يَسْرَاءُ . وقد تقدّم في عسر والاختلاف فيه . والمَيْسِرُ كمَجلِس : اللَّعِبُ بالقِداح وقد يَسَرَ يَيْسِرُ يَسْرَاً إذا جاءَ بقِدحِه للقِمار أو هو الجَزور التي كانوا يَتَقَامَرون عليها . كانوا إذا أرادوا أن يَيْسروا اشتروا جَزوراً نَسيئَةً ونَحروه وقَسَموه ثمانيةً وعشرين قِسماً كما قاله الأَصْمَعِيّ وهو الأكثر أو عَشَرَةَ أَقْسَام كما قاله أبو عمرو فإذا خَرَجَ واحدٌ واحدٌ باسم رجلٍ رجلٍ ظهرَ فَوْزُ مَن خَرَجَ لهم ذواتُ الأَنْصباءِ وغُرْمُ من خَرَجَ له الغُفْلُ . وإنّما سُمِّيَ الجَزورُ مَيْسِراً لأنّه يُجَزَّأُ أجزاءً فكأنّه مَوْضِع التجزئة قاله الأَزْهَرِيّ وعبد الحيّ الإشْبيليّ في كتابه الواعي . وكلّ شيءٍ جَزَّأْتَه فقديَسَرْتَه . و يَسَرْتُ الناقةَ : جَزَّأْت لَحْمَها و يَسَرَ القومُ الجَزورَ أي اجْتَزَروها واقتَسموا أجزاءَها . قال سُحَيْم بن وَثيل اليَرْبوعيّ : سَرْتَه . و يَسَرْتُ الناقةَ : جَزَّأْت لَحْمَها و يَسَرَ القومُ الجَزورَ أي اجْتَزَروها واقتَسموا أجزاءَها . قال سُحَيْم بن وَثيل اليَرْبوعيّ :
أقولُ لهم بالشِّعْبِ إذْ يَيْسرونَني ... ألم تعلموا أنِّي ابنُ فارِسِ زَهْدَمِ كان وَقَعَ عليه سِباءٌ فضُرِبَ عليه بالسِّهام وقوله : يَيْسرونَني هو من المَيْسِر أي يُجَزّئونَني ويَقْتَسِمونني . وقال لبيد :
واعْفُفْ عن الجاراتِ وأمْ ... نَحْهُنَّ مَيْسِرَكَ السَّمينا فجعلَ الجَزورَ نَفْسَه مَيْسِراً . أو المَيْسر : النَّرْد نقله الصَّاغانِيّ وروي عن عليّ رضي الله عنه أنه قال : الشِّطْرَنْجُ مَيْسِرُ العَجَمِ . شَبَّه اللَّعبَ به بالمَيْسِر وهو القداح أو كلّ شيءٍ فيه قِمارٍ فهو من المَيْسِر حتى لعب الصبيان بالجَوْز قاله مُجاهد في تفسير قَوْلُهُ تَعالى : " يَسْأَلونَكَ عن الخمرِ والمَيْسِر " وقال الجَوْهَرِيّ : المَيسِر : قِمارُ العربِ بالأزْلام . مَيْسَرُ بفتح السِّين : ع بالشام قال امرؤ القيس :
وما جَبُنَتْ خَيْلِي ولكنْ تَذَكَّرَتْ ... مَرابِطَها من بَرْبَعيصَ و مَيْسَرا المَيْسَر : نَبتٌ رِبْعِيٌّ يُغرَسُ غَرْسَاً وفيه قَصَفٌ . واليَسَرُ محرّكةً : المُيَسَّرُ المُعَدُّ وقيل : كلّ مُعَدٍّ يَسَرٌ . اليَسَرُ أيضاً : القومُ المُجتَمِعونَ على المَيْسِر وهم المُتقامِرون والجمع أَيْسَارٌ قال طَرَفَة :
وهمُ أَيْسَارُ لُقمانَ إذا ... أَغْلَت الشَّتْوَةُ أَبْدَاءَ الجُرُزْ اليَسَر : الضَّريب . اليَسَرَة بهاءٍ : أسرارُ الكَفِّ إذا كانت غيرَ مُلصَقةٍ وهي تُستَحَبّ قاله الجَوْهَرِيّ وقيل : هي ما بين أساريرِ الوجهِ والراحةِ . وقال الأَزْهَرِيّ : واليَسَرَةُ تكون في اليُمنى واليُسْرى وهو خَطٌّ يكون في الرّاحةِ كأنّها الصّليب . وقال الليث : اليَسَرَة : فُرْجَةُ ما بين الأَسِرَّة من أَسْرَار الرّاحةِ يُتَيَمَّنُ بها . وهي من علامات السَّخاء . عن أبي عمرو : اليَسَرَة : سِمَةٌ في الفَخذَيْن وجمعُ الكلِّ أَيْسَارٌ ومنه قَوْلُ ابنِ مُقبِل :
" قَطَعْتُ إذا لم يَسْتَطِعْ قَسْوَةَ السُّرىولا السَّيْرَ راعي الثَّلَّةِ المُتَصَبِّحُ
على ذاتِ أَيْسَارٍ كأنَّ ضُلوعَها ... وأحناءَها العليا السَّقيفُ المُشَبَّحُ يعني الوَشمَ في الفخذين . ويقال : أراد قوائمَ لَيِّنَةً . وَيَسَرةُ محرّكةً : ابنُ صَفْوَانَ بن جميل اللَّخْميّ مُحدِّث وهو من شيوخ البُخاريّ يروي عن إسماعيل بن عَيّاش وحفيدُه يَسَرَةُ بن صَفْوَان بن يَسَرَة بنِ صَفْوَان روى عن أبيه وعنه عَبْد الله بن أحمد بن زَبْر وهو شديدُ الشَّبَهِ ببُسْرَةَ بنتِ صَفْوَان . وقد ذُكِرت في مَوْضِعها . والياسِرُ : الجازِرُ لأنّه يُجَزِّئُ لَحْمَ الجَزور وهذا الأصلُ في الياسِر ومنه قولُ الأعشى :
" والجاعِلو القُوتِ على الياسِرِ ثم يقال للضارِبين بالقِداح والمُتقامِرين على الجَزور : ياسِرون لأنّهم جازِرون إذ كانوا سَبباً لذلك . الياسِرُ : الذي يَلي قِسمةَ جَزور المَيْسِرِ ج أَيْسَارٌ وقد تيَاسَروا قال أبو عُبَيْد : وقد سمعتُهم يَضعونَ الياسِرَ مَوْضِعَ اليَسَرَ واليَسَرَ مَوْضِع الياسِر . قال أبو عمر الجَرْميّ : يقال أيضاً : اتَّسَروا يَتَّسِرون اتِّساراً على افْتَعَلوا قال : قومٌ يقولون : يَأْتَسِرون ائْتِساراً بالهمز وهم مُؤْتَسِرون كما قالوا في اتَّعَد . واليُسْرُ بالضمّ : ع . وياسِرُ بن سُوَيْد الجُهَنيّ حديثُه عند أولاده أخرجه ابنُ مَنْدَه ياسِرُ بن عامرٍ العَنْسيّ والد عمّار قَدِمَ من اليمن فحالفَ أبا حُذَيْفة بن المُغيرة المَخزوميّ . فزوَّجه بأَمَةٍ له اسمُها سُمَيَّة أمّ عَمَّار وكانوا يُعَذَّبون في اللهُ تعالى صحابِيّان . ياسِرٌ : جبلٌ تحت هكذا في سائر النسخ وصوابُه على ما في التّكملة : بجَنْب ياسِرَة . ويقال له : ياسِرُ الرَّمْلِ وفيه يقول السَّرِيُّ بنُ حاتِم :لقد كنتُ أَهْوَى ياسِرَ الرّملِ مَرَّةً ... فقد كان حُبِّي ياسِرَ الرَّملِ يَذْهَبُوياسِرَةُ : اسمٌ لماءَةٍ من مياه بني أبي بكر بن كِلاب أيضاً وهي عادِيّةٌ وكلاهما من مَنازل أبي بكر بن كلاب قال ابن دُرَيْد : ياسرُ يُنْعِمَ : مَلِكٌ من ملوك تُبَّع من ملوك حِمْيَر . وذو الحاجَتَيْن لقبُ محمد بن إبراهيم بن ياسر وهو أول من بايَعَ عَبْد الله السَّفَّاح العباسيّ فحكَّمَه كلَّ يوم في حاجتَيْن فلُقِّب به . والياسِرِيّة : ة ببغداد على ضفّة نَهْرِ عيسى بينها وبين بغداد مِيلان وعليها قنطرةٌ مَليحة وفيها بساتينُ وبينها وبين المُحوَّل مِيلٌ واحد نُسِبتْ إلى رجل اسمُه ياسر خَرَجَ منها جماعةٌ زُهَّاد ووُعَّاظ ومُحدِّثون . أبو منصور نَصْرُ بن الحكم بن زياد الياسريّ حدَّث عن هُشَيْم وَخَلَف بن خليفة وعنه أحمدُ بن عليّ الأبّار والحسن بن علويه القَطّان ؛ وهو من هذه القرية . أبو عمروٍ عثمان بن مُقبِل بن القاسم الياسريّ الواعظ روى عن شُهْدةَ وابنِ الخَشَّاب ومات سنة 616 ، المُحَدِّثان وأخوه محمد بن مُقبِل سمعَ من القَزّاز . وعبدُ المُحسن بن محمد بن مُقبِلٍ الياسريّ كان واعظاً . ويَسارٌ الرّاعي غلامُ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم كان يَرْعَى إبلَه وهو قَتيلُ العُرَنِيِّين وقصتُه في كتبِ السِّيَر . يَسار بن عَبْدٍ أبو عَزّة الهُذَليّ روى عنه أبو المُلَيْح وهو بَصْريُّ أو هو يَسارُ بن عمروٍ ذُكِر القَولانِ في اسم أبي عزّة المذكور . يَسار بنُ سَبُع أبو الغادِيَة الجُهَنيّ وقيل المُزَنيّ بايعَ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلَّم . وهو في تاريخ دمشق ؛ يَسارُ بن سُوَيْد الجُهَنيّ والد مُسْلم بن يَسار نَزَلَ البَصرة وله في المَسْح على الخُفَّيْن . أو هو يَسارُ بن عَبْد الله الذي روى عن النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم بموضوعات . يَسارُ بنُ بِلالٍ أبو لَيْلَى الأوسيّ يَسارُ بنُ أُزَيْهِرٍ الجُهَنيّ روت عنه بِنتُه عَمْرَةُ . يَسارٌ الرّاعي الحَبَشيّ أَسْلَمَ يومَ خَيْبَرَ وكان راعياً وقاتَل حتى قُتِل . وهو غَيْر الذي تقدّم . يَسارٌ الخُفَافُ توفِّي في حياة النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم ذُكِر في حديثٍ ساقِطِ الإسْناد : صَحابيُّون . وقد فاتَه من الصَّحابةِ مَن اسمُه يَسارٌ جُملةٌ فمنهم : يَسارٌ من بني الأطولِ أخو سعد ويَسارٌ مولى بُرَيْدة له ذِكرٌ وشِعرٌ ؛ ويَسارُ بن رَوْحٍ صحابيّ نزلَ بحمص رآه مُسْلم بن زياد شَيْخُ بَقِيّة وكَنَاه أبا الخير ويَسارٌ جَدُّ سَليط بن عَبْد الله الأنصاريّ له في مُسنَد الطَّيالسيّ ويَسارٌ أبو بزّة مولى بني مَخْزُوم ويَسارٌ مولى سُلَيْم بن عمر استُشهد بأُحُد ويَسارٌ مولى فَضالة بن هلال شَهِدَ حَجَّةَ الوداع ويَسارٌ أبو فُكَيْهة مولى صَفْوَان بن أُميّة ويَسارٌ جدّ محمد بن إسحاق صاحب السِّيرَة مسحَ النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم رَأْسَه ويَسارٌ مولى عَمْرِو بن عُمَيْر الثَّقَفيّ ويَسارٌ مولى المُغيرَة بن شُعبَة ؛ ويَسارٌ أبو هِنْد حَجَمَ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم ويَسارٌ مولى ابن التَّيَّهان استُشهِدَ بأُحُد ويَسارُ بن نُمَيْر مولى بني عَمْرِو بن عَوْف ذكره ابن الفَرَضيّ والصحيحُ مولى عمر فهؤلاء كلّهم من الصحابة . يَسارٌ اسمُ أبي الحسَن البصريّ مولى زَيْد بن ثابت الأنصاريّ ووالداه الحسن وسعيدٌ تابِعيّان يَسارٌ مولى مَيْمُونة أمّ المؤمنين والدُ عَطاءٍ وأخوَيْه سُلَيْمان وعبدِ الملك ذكره ابن فهد في معجم الصحابة . أما عَطاءُ بن يَسار فكُنْيَتُه أبو محمد يروي عن أبي سعيد وأبي هُرَيْرة وقَدم مصر وُلد سنة 19 وتوفي سنة 103 ودُفِن بالإسكَنْدَريّة وأخوه سُلَيْمان كُنيتُه أبو أيُّوب وقيل أبو عبد الرحمن يروي عن ابن عباس وأبي هُرَيْرة وعنه الزُّهريّ وُلِد سنة 34 وتوفِّي سنة 110 وأخوهم الثالث عبدُ الملك يروي عن أبي هُرَيْرة وعنه بُكَيْر بن الأَشَجّ مات سنة 110 ولهم أخٌ رابعٌ اسمه عَبْد الله تَرَكَه المصنِّف تَقصيراً وقد ذَكَرَه ابنُ حِبّان في ثِقاتِ التّابعين . يَسارٌ والدُ سعيدٍ أبي الحُبَاب وسعيد هذا أخو أبي مُزَرِّد مولى شُقْران مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم وقد قيل إنه مولى الحسين بن عليّ واسم أبي مُزَرِّد عبد الرحمن بن يَسار وأبو الحُباب كُنيتُه سعيدُ بن يَسار يروي عن أبيهُرَيْرة وعنه المَقْبُريّ وسهلُ ابن أبي صالحٍ مات بالمدينة سنة 117 . ذكره ابن حِبّان في الثِّقات . وبقيَ عليه : سعيدُ بن عَبْد الله بن يَسار أخو أيُّوب وسُليمان يروي عن ابن عمر عِداده في أهل المدينة وأبو عثمان مُسلِمُ بن يَسارٍ الطُّنْبُذِيّ بضمّ الطاءِ وسكون النون وضمّ الموحّدة والذال معجمة روى عن أبي هُرَيْرة وعنه بكر بن عمر وأخرج حديثَه البخاريّ في الأدب المُفرَد وكذا أبو داوود وابنُ ماجه في سُنَنِهِما . وقال ابنُ حِبّان : وهو رَضيعُ عبدِ الملِك بن مَرْوَان وعِدادُه في أَهْلِ مصر يروي عنه أَهْلُها . مُسلِم بن يَسار البَصريّ أبو عَبْد الله مولىً لبني أميّة عِدادُه في أهلِ البَصرة وكان من عُبَّادِها وزُهَّادِها وأدرك جماعةً من الصحابة روى عنه محمد بن سيرين ؛ ويَسارُ بنُ أبي مَرْيَمَ هذا لم أجده في كتب الرِّجال ومُقتضى السِّياق يقتضي أنّه مُسلِم بن يَسار بن أبي مَرْيَم ثمّ رَأَيْتُ الذّهبيّ قال في المُشتبه بعد ذِكرِ الطُّنْبُذيّ والبَصريّ ما نصُّه : ومُسلِم بن يَسار وهو ابن أبي مَرْيَم . انتهى . وإيّاه تَبِعَ المصنِّف . ولهم مُسْلم بن يَسارٍ آخَرُ هو الجُهَنيّ فلعلّه عنى به هنا وهو من رجال أبي داوود والتِّرمِذيّ ولكنه لا يُعرف بابنِ أبي مَرْيَم قال الحافظ : في آخر تَهْذِيب التَّهذيب : ابن أبي مَرْيَم بَصريٌّ وشاميٌّ ومِصريٌّ فالبَصريُّ بُرَيْد بالمُوَحّدة والشاميّ يَزيد بالزّاي والحِمصيُّ أبو بكر بن عَبْد الله بن أبي مَرْيَم والمِصريّ سعيدُ بنُ الحكَم بن أبي مَرْيَم . فتأَمَّلْ . وآخَرون كَيَسَارٍ أبي نُجيح الثَّقَفيّ من رجالِ مُسْلم وهو والد عَبْد الله ويَسارِ بن عبد الرحمن أبي الوليد ويَسارٍ المُعَلم المَرْوَزيّ وغير هؤلاء ممّن اسمُه أو اسمُ أبيه أو جدّه كذلك . ويَسارٌ راعٍ لزُهَيْر بن أبي سُلْمى الشاعر له ذِكر في شِعره . يَسارٌ فرَسُ ذي الغُصَّهِ حُصَيْن بن يَزيد نقله الصَّاغانِيّ يَسارٌ : جبلٌ باليمن نقله الصَّاغانِيّ وقيل : اسمُ مَوْضِع وبه فُسِّر قَوْلُ السُّلَيْك : ُرَيْرة وعنه المَقْبُريّ وسهلُ ابن أبي صالحٍ مات بالمدينة سنة 117 . ذكره ابن حِبّان في الثِّقات . وبقيَ عليه : سعيدُ بن عَبْد الله بن يَسار أخو أيُّوب وسُليمان يروي عن ابن عمر عِداده في أهل المدينة وأبو عثمان مُسلِمُ بن يَسارٍ الطُّنْبُذِيّ بضمّ الطاءِ وسكون النون وضمّ الموحّدة والذال معجمة روى عن أبي هُرَيْرة وعنه بكر بن عمر وأخرج حديثَه البخاريّ في الأدب المُفرَد وكذا أبو داوود وابنُ ماجه في سُنَنِهِما . وقال ابنُ حِبّان : وهو رَضيعُ عبدِ الملِك بن مَرْوَان وعِدادُه في أَهْلِ مصر يروي عنه أَهْلُها . مُسلِم بن يَسار البَصريّ أبو عَبْد الله مولىً لبني أميّة عِدادُه في أهلِ البَصرة وكان من عُبَّادِها وزُهَّادِها وأدرك جماعةً من الصحابة روى عنه محمد بن سيرين ؛ ويَسارُ بنُ أبي مَرْيَمَ هذا لم أجده في كتب الرِّجال ومُقتضى السِّياق يقتضي أنّه مُسلِم بن يَسار بن أبي مَرْيَم ثمّ رَأَيْتُ الذّهبيّ قال في المُشتبه بعد ذِكرِ الطُّنْبُذيّ والبَصريّ ما نصُّه : ومُسلِم بن يَسار وهو ابن أبي مَرْيَم . انتهى . وإيّاه تَبِعَ المصنِّف . ولهم مُسْلم بن يَسارٍ آخَرُ هو الجُهَنيّ فلعلّه عنى به هنا وهو من رجال أبي داوود والتِّرمِذيّ ولكنه لا يُعرف بابنِ أبي مَرْيَم قال الحافظ : في آخر تَهْذِيب التَّهذيب : ابن أبي مَرْيَم بَصريٌّ وشاميٌّ ومِصريٌّ فالبَصريُّ بُرَيْد بالمُوَحّدة والشاميّ يَزيد بالزّاي والحِمصيُّ أبو بكر بن عَبْد الله بن أبي مَرْيَم والمِصريّ سعيدُ بنُ الحكَم بن أبي مَرْيَم . فتأَمَّلْ . وآخَرون كَيَسَارٍ أبي نُجيح الثَّقَفيّ من رجالِ مُسْلم وهو والد عَبْد الله ويَسارِ بن عبد الرحمن أبي الوليد ويَسارٍ المُعَلم المَرْوَزيّ وغير هؤلاء ممّن اسمُه أو اسمُ أبيه أو جدّه كذلك . ويَسارٌ راعٍ لزُهَيْر بن أبي سُلْمى الشاعر له ذِكر في شِعره . يَسارٌ فرَسُ ذي الغُصَّهِ حُصَيْن بن يَزيد نقله الصَّاغانِيّ يَسارٌ : جبلٌ باليمن نقله الصَّاغانِيّ وقيل : اسمُ مَوْضِع وبه فُسِّر قَوْلُ السُّلَيْك :دِماء ثلاثةٍ أَرْدَتْ قَناتي ... وخاذِف طَعْنَة بقَفا يَسارِ يقال : دابّةٌ حَسَنُ التَّيْسور والتَّيْسير وفي بعضِ الأصول : حَسَنَةُ التَّيْسور وفي بعضها : التَّيَسّر أي حَسَنُ نَقْلِ اليَسَراتِ أي القوائم . ويقال أيضاً : فرَسٌ حَسَنُ التَّيْسور أي حسنُ السِّمَن اسم كالتَّعْضُوض وقال المَرّار يصف فرساً :
قدْ بَلَوْناه على عِلاَّتِه ... وعلى التَّيْسورِ منه والضُّمُرْ ومَيْسَرٌ كَمَقْعَد : ع بالشام وهو الذي تقدّم ذِكرُه وذكرنا هناك قولَ امرئ القَيس . وياسُورينُ : ع فوقَ المَوْصِل على سبعةِ فراسخَ منها بين جزيرةِ ابن عمر وبين بَلَطَ يقال له البلدُ نقله ياقوت هنا وقال في الموحَّدة إنّه ياسُورِين . والتَّياسُر : التَّساهُل ومنه الحديث : " تَيَاسَروا في الصَّداق " أي تَساهَلوا فيه ولا تُغالوا . التَّياسُر : ضدُّ التَّيامُن . والتَّياسُر : الأخذُ في جهةِ اليَسار كالمُياسَرَة يقال : ياسِرْ بأصحابَك أي خُذْ بهم يَساراً . وَتَيَاسَرْ يا رجُل : لغةٌ في ياسِرْ وبعضُهم يُنكِرُه قاله الجَوْهَرِيّ . وياسَرَه أي الشَّريك : ساهَلَه ولايَنَه . وَتَيَسَّرَ الشيءُ واسْتَيْسَرَ : تَسَهَّل وهو ضِدّ ما تعَسَّر والْتَوى . عن أبي زيد : تَيَسَّر النَّهارُ تَيَسُّراً إذا بَرَدَ ويقال : اسْتَيْسَرَ له الأمرُ وَتَيَسَّرَ له إذا تهيَّأَ له ومنه الحديث : " قد تَيَسَّرا للقِتال " أي تهَيَّآ له واستَعَدَّا . والمُيَسَّرُ كمُعَظَّم الزُّماوَرْد وهو الذي فارسِيَّتُه نُوالَهْ وبمصر : لُقمة القاضي وقد تقدّم في حرف الدال . والأَيْسَرُ : مُحدِّث وهو عليّ بن محمد القَطّان المَدينيّ روى عن أبي عَبْد الله بن مَنْدَه الأصبَهانيّ وعنه الحُسين الخَلاَّل ومات سنة 465 . وفاتَه : عبد الرحمن بن أحمد بن الأَيْسَر المَدينيّ روى عن الطَّبَرانيّ ؛ وأبو البَركات عَبْد الله بن أحمد بن المُفضّل بن محمد بن الأَيْسَر روى عنه ابن طَبَرْزَد وابنُه سعيدٌ سَمِعَ منه أبو المَحاسِن القُرشيّ ذكرَهم ابنُ نُقْطَه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : تَيَسَّرَت البلادُ إذا أَخْصَبَتْ وهو مَجاز وقد جاء ذِكرُه في الحديث : " كيفَ تَرَكْتَ البلاد ؟ فقال : تيَسَّرَت " . وفي حديث آخَر : " فكلٌّ مُيَسَّرٌ لما خُلِقَ له " أي مُهيَّأٌ مَصْرُوفٌ مُسَهَّلٌ . وفي آخر : " وقد يُسِّرَ له طَهْوُرٌ " أي هُيِّئَ ووُضِعَ . واليَسَرات قوائمُ الناقةِ . وقال أبو الدُّقَيْش : يَسَرَ فلانٌ فَرَسَه فهو مَيْسُورٌ : مَصْنُوعٌ سَمينٌ . ويَسَّرَه : صَنَعَه . والمَياسِر : النُّوقُ التي تَلِدُ سُرُحاً . ورجلٌ مُيَسِّرٌ كمُحدِّث : كثيرُ نَسْلِ الغنَم وهو خِلاف المُجَنِّب . ويَسَّرَت تَيْسِيراً : كثُر لبَنُها . و أَيْسَرُ : لقبُ أبي لَيْلَى الصحابيّ والِد عبد الرحمن بن أبي ليلى . ويقال : أَنْظِرْني حتى يَسارِ مبنياً على الكسر لأنّه مَعْدُولٌ عن المَصدَر وهو المَيْسَرَة قال الشاعر :
فقلتُ امْكُثي حتى يَسارِ لعلَّنا ... نَحُجُّ معاً قالتْ أعامٌ وقابِلُهْ ويقال : أَيْسِرْ أخاكَ أي نَفِّس عليه في الطَّلَب . وقال الفَرّاء في قَوْلُهُ تَعالى : " فسنُيَسِّرُه لليُسْرَى " أي سنُهيِّئُه للعَوْد إلى العمل الصالح . وياسَرَ بالقوم : أَخَذَ بهم يَسْرَةً وَيَسَرَ بهم : أَخَذَ بهم ذاتَ اليَسار قاله سيبويه . وعثمان بن شعبان الياسريّ من ولَدِ عمّارِ بن ياسِر مِصريّ يُعرَف بالقُرَظيّ روى عنه أبو محمد بن النَّحَّاس وهو أخو الفقيه محمد بن شعبان المالكيّ . ويقال في المضارع يِيسِرُ بكسر الياءِ كيِيجَل وهي لغةُ بني أسد . واليُسْر بالضمّ : عُودٌ يُطلِق البَولَ وقد جاءَ ذِكرُه في حديث الشَّعبيّ . وقال الأَزْهَرِيّ : هو عُودُ أُسْرٍ لا يُسْر وقد ذُكِر في مَوْضِعه . ويُسُرُ بضمّتَيْن وقال الجَوْهَرِيّ : اليُسُرُ دَحْلٌ لبني يَرْبُوع قال طَرَفَة :
أرَّقَ العَينَ خَيالٌ لم يَقِرّْ ... طافَ والرَّكْبُ بصَحراءِ يُسُرْوقال الجَوْهَرِيّ : إنّه بالدَّهْناء . قلتُ : وهو نَقْبٌ تحت الأرض يكون فيه ماءٌ وقد جاءَ في شِعر جَريرٍ أيضاً . ومَياسِرُ : مَوْضِع قال ابن حَبيب : بين الرَّحْبَة والسُّقْيا من بلاد عُذْرَة قريبٌ من وادي القُرى قال كُثَيّر :
إلى ظُعُنٍ بالنَّعْفِ نَعْفِ مَياسِرٍ ... حَدَتْها تَوالِيها ومارَتْ صُدورُها ويُسْرُ بن الحارث بن عُبادة العَبْسيّ بالضمّ فَردٌ في الصحابة . ويُسْرُ بن أنس في حدود الثلاثمائة . ويُسْرُ بن إبراهيم أندلُسيّ مات سنة 302 ، ويُسْرٌ خادمُ ابن الرَّشيد العَبّاسيّ وفيه يقول الشاعر :
ولو شِئتَ تَيَسَّرْتَ ... كما سُمِّيتَ يا يُسْرُ ويُسْرٌ الخادم : مَوْلَى المُقتَدِر روى عن عليّ بن عبد الحميد العقائري ذكره ابنُ عساكر . واليَسارى : مَوْضِعٌ عن ابنُ سِيدَه وأنشد :
درى باليَسارى جنَّةً عَبْقَرِيَّةً ... مُسطَّعَةَ الأعناقِ بُلْقَ القَوادِمِ وَنَهْر الأَيْسَر : كُورةٌ بين الأهوازِ والبَصرة . ونهر يَسارٍ : منسوبٌ إلى يَسار بن مُسلِم بن عمروٍ الباهليّ أخي قُتَيْبةَ عن ابن الكَلبيّ وذكرَه أيضاً ابنُ قُتَيْبة في كتاب المَعارف . ويَسارُ الكَواعِب : عَبْدٌ كان يتَعَرَّض لبناتِ مولاه فَجَبَبْنَ مَذاكيرَه قال الفرزدق يخاطب جَريراً :
وإنّي لأخشى إنْ خَطَبْتَ إليهمُ ... عليك الذي لاقى يَسارُ الكَواعِبِ وأبو اليَسَر محرّكةً : كَعْبُ بن عمروٍ من الصحابة . وفِراسُ بن يَسَرٍ حديثُه عند مُكرم بن مُحرِزٍ . ويقال : أَسَروه وَيَسَروا ماله . وهو مَجاز . وكذا قولهم : تَياسَرَت الأهواءُ عليه . ويَسَّرَه لكذا : هَيَّأَه . كذا في الأساس . والأَيْسَر : مَوْضِع قال ذو الرُّمَّة :
آرِيُّها والمُنْتَأَى المُدَعْثَرُ ... بحَيثُ ناصى الأَجْرَعَيْن الأَيْسَرُ وبالتصغير : يُسَيْرة صحابيّة لها حديثٌ في التسبيح والعَقْد بالأنامل . و يُسَيْرة بنتُ عُسَيْرة في نسَبِ أبي مسعود البَدْريّ . وبنو مَيْسَرة بطنٌ من العرب منازلُهم ممّا يلي دِمْياط . ومِيسار كمِحْراب : مدينة . قاله العمرانيّ وهي غير المِيشار بالمعجمة . تذنيب : اختُلِف في قَوْلِ امرئ القَيس الذي رواه الأَصْمَعِيّ وأنشده :
فَأَتَتْهُ الوَحشُ وارِدَةً ... فَتَمَتَّى النَّزْعَ في يَسَرِهْ وفسّره فقال : أرادَ : حِيالَ وَجْهِه وقيل : تحرَّفَ لها بالنَّزْعِ وقيل : إنّه حرّك السينَ ضَرورةً ؛ وقيل : إنّه أراد اليَسار فحذف الألف وقيل : إنّه جَمْعُ يَسارٍ ويُروى : يُسُرِه بضمّتين ويُروى : يُسَرِه بضمّ ففتح جمع اليُسْرى . وَتَمَتَّى : تَمَطَّى