نَعَشَه اللهُ كمَنَعَه : رَفَعَهُ فانْتَعَشَ : ارْتَفَع كَأَنْعَشَه عن الكِسَائِيِّ وكَذلِكَ قالَ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ : أَنْعَشَنِي مِنْه بسَيْبٍ مُفْعَمٍ . ونَعَّشَه تَنْعِيشاً عن أَبِي عَمْروٍ وأَنْكَرَ ابنُ السِّكِّيتِ : وأَنْعَشَه وقَالَ : هُوَ مِنْ كَلامِ العامَّةِ وتَبِعَه الجَوْهَرِيُّ فقالَ : ولا يُقَالُ : أَنْعَشَه اللهُ والصَّحِيحُ ثُبُوتُه كَمَا نَقَلَه الجَمَاعَةُ عَنِ الكِسَائِيِّ . ومِنَ المَجَازِ : نَعَشَ فُلاناً يَنْعَشُه نَعْشاً إِذا جَبَرَه بَعْدَ فَقْرٍ وتَدَارَكَه مِنْ هَلَكَةٍ وقالَ شَمِرٌ : أَي رَفَعَهُ بَعْدَ عَثْرَةٍ . ونَعَشَ المَيِّتَ نَعْشاً : ذَكَرَه ذِكْراً حَسَناً وقالَ شَمِرٌ : إِذا مَاتَ الرَّجُلُ فهُمْ يَنْعَشُونَه أَي يَذْكُرُونَه ويَرْفَعُون ذِكْرَه وهُوَ مَجَازٌ . ونَعَشَ طَرْفَه : رَفَعَه وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ لِذِي الرُّمَّةِ :
لا يَنْعَشُ الطَّرْفَ إِلاّ ما تَخَوَّنَه ... دَاعٍ يُنَادِيهِ باسْمِ الماءِ مَبْغُومُ وقالَ شَمِرٌ : النَّعْشُ : البَقَاءُ والارْتِفَاعُ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : النَّعْشُ : شِبْهُ مَحَفَّةٍ كانَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا المَلِكُ إِذا مَرضَ ولَيْسَ بنَعْشِ المَيتِ وأَنْشَدَ للنّابِغَةِ الذُّبْيَانِيِّ :
" أَلَمْ تَرَ خَيْرَ النّاسِ أَصْبَحَ نَعْشُهعَلَى فِتْيَةٍ قد جَاوَزَ الحَيَّ سائِرَاَ
ونَحْنُ لضدَيْهِ نَسْأَلُ اللهَ خُلْدَه ... يُرَدُّ لَنا مَلْكاً ولِلأَرْضِ عَامِرَا
قال : فهذا يَدُلُّ عَلَى أَنّه لَيْس بِمَيْتٍ . وقِيلَ : هذا هُوَ الأَصْلُ ثمّ كَثُرَ في كَلامِهِم حَتّى سُمِّيَ سَرِيرُ المَيِّتِ نَعْشاً وإِنَّمَا سُمِّيَ لارْتِفَاعِهِ فإِذا لَمْ يَكُنْ عَلَيْه مَيتٌ مَحْمُولٌ فهُوَ سَرِيرٌ ذَكَرَهُ ابنُ الأَثِيرِ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : النَّعْشُ : خَشَبَةٌ على قَدْر قامَتَيْنِ فِي رَأْسِهَا خِرْقَةٌ تُسَمَّى حَرَجاً تُصَادُ بِهَا الرِّئالُ بالكَسْرِ جَمْعُ رَأْلٍ وهُوَ وَلَدُ النَّعامِ . وسُئِلَ أَبُو العَبّاس أَحْمَدُ بنُ يَحْيَى عن قَوْلِ عَنْتَرَةَ :
يَتْبَعْنَ قُلَّةَ رَأْسِه وكَأَنّه ... حَرَجٌ عَلَى نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيِّمِ فحَكَى عن ابنِ الأَعْرَابشيّ أَنّه قالَ : النَّعامُ مَنْخُوبُ الجَوْفِ لا عَقْلَ لَهُ وقال أَبو العَبّاس : إِنَّمَا وَصَفَ الرِّئالَ أَنَّهَا تَتْبَعُ النَّعامَةَ فتَطْمَحُ بأَبْصَارِهَا قُلَّة رَأْسِهَا وكَأَنّ قُلَّةَ رَأْسِهَا مَيِّتٌ على سَرِيرٍ . قالَ : والرِّواية مُخَيِّمِ بكَسْرِ الياءِ ورواهُ الباهِلِيُّ : وكَأَنَّه . زَوْجٌ عَلَى نَعْشٍ لهُنَّ مُخَيَّمِ بفَتْح الياء قالَ : وهذِه نَعامٌ يُتْبَعْنَ والمُخَيَّم : الَّذِي جُعِلَ بمنْزِلَةِ الخَيْمَةِ والزَّوْجُ : النَّمَطُ وقُلَّة رَأْسِه : أَعْلاَهُ قالَ الأَزْهَرِيُّ : ومَنْ رَوَاهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ فالحَرَجُ : المَشْبَكُ الَّذِي يُطْبَقُ على المَرْأَةِ إِذا وُضِعَت عَلَى سَرِيرِ المَوْتَى وتُسَمِّيه الناسُ النَّعْشَ وإِنّمَا النَّعْشُ السَّرِيرُ نفْسُه . وبَنَاتُ نَعْشٍ الكُبْرَى : سَبْعَةُ كَوَاكِبَ : أَرْبَعَةٌ مِنْهَا نَعْشٌ لأَنَّهَا مُرَبَّعَة وثَلاثٌ بَنَات نَعْشٍ وكَذلِكَ بَنَاتُ نَعْشٍ الصُّغْرَى قِيلَ : شُّبِّهَت بحَمَلَةِ النَّعْشِ في تَرْبِيعِهِا قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ تَنْصَرِفُ نَكِرَةً لا مَعْرَفَةً نَقَلَه أَبو عُمَرَ الزّاهِدُ في فائِتِ الجَمْهَرَةِ عَنِ الفَرّاءِ وقَالَ الجَوْهَرِيُّ : اتَّفَقَ سِيبَوَيْهِ والفَرّاءُ عَلَى تَرْكِ صَرْفِ نَعْش لِلمَعْرِفَةِ والتَأْنِيثِ الواحِدُ ابنُ نَعْشٍ لأَنّ الكَوْكَبَ مُذكَّر فيذكِّرُونَه عَلَى تَذْكِيرِه وإِذا قالُوا : ثَلاثٌ أَوْ أَرْبعٌ ذَهَبُوا إِلَى البَنَاتِ قالَه اللَّيْثُ ولِهذا جاءَ في الشِّعْرِ بنُو نَعْشٍ أَنْشَد سِيبَوَيْهِ لِلنّابِغَةِ الجَعْدِي وقالَ الجَوْهَرِيّ : أَنشد أَبو عُبَيْدَةَ :
تَمَزَّزْتُهَا والدِّيكُ يَدْعُو صَبَاحَهُ ... إِذا ما بَنُو نَعْشٍ دَنَوْا فَتَصَوَّبُوا وقالَ الأَزْهَرِيّ : ولِلشّاعِرِ إِنْ اضْطُرّ أَنْ يَقُولَ : بَنُو نَعْشٍ كَمَا قالَ الشّاعِرُ وأَنْشَدَ بَيْتَ النّابِغَةِ ووَجْهُ الكلامِ بَناتُ نَعْشٍ كما قالُوا : بَنَاتُ عُرْسٍ . وانْتَعَشَ العاثِرُ إِذا انْتَهَضَ مِنْ عَثْرَتِهِ كَذا في الصّحاحِ وكَذَا الطّائِرُ إِذا انْتَهَضَ يُقَال لهُ : قد انْتَعَشَ وقال رُؤْبَةُ :
كَمْ مِن خَلِيلٍ وأَخٍ مَنْهُوشِ ... مُنْتَعِشٍ بسَيْبِكمْ مَنْعُوشِ ونَعَّشَه تَنْعِيشاً : قالَ لَهُ : أَنْعَشَكَ اللهُ وفي الصّحاح : نَعَّشَك اللهُ وأَنْشَد لرُؤْبَةَ :
وإِنْ هَوَى العاثِرُ قُلْنَا دَعْدَعَا ... لَهُ وعَالَيْنَا بتَنْعِيشٍ لَعَاوممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الانْتِعَاشُ : رَفْعُ الرّأْسِ ومِنْهُ قولُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه : انْتَعِشْ نَعَشَكَ اللهُ : أَي ارْتَفِع رَفَعَك الله أَو جَبَرَك وأَبْقَاكَ وكَذَا قَوْلُهُم : تَعِسَ فلا انْتَعَشَ وشِيكَ فلا انْتَقَشَ وهو دُعَاءٌ عَلَيْه أَيْ لا ارْتَفَع . وانْتَعَشَ الرَّجُلُ إِذا حَصَلَ له التَّدَارُكُ من الوَرطَةِ . وأَنْعَشَه : سَدَّ فَقْرَه قال رُؤْبَةُ : أَنْعَشَنِي منهُ بسَيْبٍ مُقْعَثِ . والمَنْعُوشُ : المَحْمُولُ على النَّعْشِ . والنَّوَاعِشُ : جَمعُ بَنَاتِ نَعْش كما يُجْمَع سامُّ أَبْرَصَ على الأَبَارِصِ كَمَا قالَ الشّاعِرُ . وفي حَدِيثِ جابِرٍ فانْطَلَقْنَا نَنْعَشُه أَيْ نُنْهِضُه ونُقَوِّي جَأْشَه . ونَعَشْتُ الشَّجَرَةَ إِذَا كانَتْ مائِلَةً فأَقَمْتَهَا . والرَّبِيعُ يَنْعَشُ النّاسَ أَي يُعِيشُهم ويُخْصِبُهُم وهو مَجَازٌ قال النّابِغَةُ :
وأَنْتَ رَبِيعٌ يَنْعَشُ النّاسَ سَيْبُه ... وسَيْفٌ أُعِيرَتْه المَنِيَّةُ قاطِعُ ويُقَالُ : هُوَ أَخْفَى مِنْ نُعَيْشٍ في بَنَاتِ نَعْشٍ وهُوَ السُّهَا أَوْسَطُ البَنَاتِ وهُوَ مَجَازٌ
العَشَّةُ النَّخْلَةُ إِذا قَلَّ سَعَفُهَا ودَقَّ أَسْفَلُهَا وصَغُر رَأْسُهَا . وقد عَشَّتْ وعَشَّشَتْ إِذا كانَتْ كَذلِكَ . وقِيلَ لِرَجُلٍ : مَا فَعَلَ نَخْلُ بَنِي فلانٍ ؟ فَقَال : عَشَّشَ أَعْلاَهُ وصَنْبَرَ أَسْفَلُه . والاسْمُ العَشَشُ . والعَشَّةُ : الشَّجَرَةُ اللَّئيمَةُ المَنْبِتِ الدَّقِيقَةُ القُضْبَانِ قال جَرِيرٌ :
فَمَا شَجَرَاتُ عِيصِكَ في قُرَيْشٍ ... بِعَشّاتِ الفُرُوعِ ولا ضَوَاحِي والعَشَّةُ : المَرْأَةُ الطَّوِيلَةُ القَلِيلَةُ اللَّحْمِ وكَذلِكَ الرَّجُل وأَطْلَقَ بَعْضُهُم العَشَّةَ مِنَ النِّساءِ فقال ؛ هِيَ القَلِيلَةُ اللَّحْمِ أُو الدَّقِيقَةُ عِظَامِ اليَدِ والرَّجْلِ وقِيلَ : عِظَامُ الذِّراعَيْنِ والسّاقَيْنِ وكذلِكَ الرَّجُل قال :
لَعَمْرُكَ ما لَيْلَى بَوَرْهَاءَ عِنْفِصٍ ... ولا عَشَّةٍ خَلْخَالُهَا يَتَقَعْقَعُ وهُوَ عَشٌّ : مَهْزُولٌ ضَئِيلُ الخَلْقِ أَنشد ابنُ الأَعْرَابِيّ :
تَضْحَكُ مِنِّي أَنْ رَأَتْنِي عَشَّا ... لَبِسْتُ عَصْرَيْ عُصُرِ فامْتَشَّا وعَشَّ بَدَنُه أَي الإِنْسَانِ عَشَاشَةً بالفَتْحِ وعُشُوشَةً بالضّمّ وعَشَشاً بالتَّحْرِيك : نَحِلَ وضَمُرَ . والعَشُّ بالفَتْحِ : الفَحْلُ يُبْصِرُ ضَبْعَةَ النّاقَةِ ولا يَظْلِمُها عن أَبِي عَمْروٍ وأَنْشد :
عَشٍّ بِريحِ البَوْلِ غَيْرِ ظَلَّامْ ... برِزٍّ رَقْطَاءَ كَثِيرِ التَّنْآمْ
والعَشُّ : الطَّلَبُ لُغَةٌ في السِّين . والعَشُّ : الجَمْعُ والكَسْبُ . والعَشُّ : الضَّرْبُ يُقَال : عَشَّهُ بالقَضِيبِ عَشّاً إِذا ضَرَبَهُ به ضَرَباتٍ . والعَشُّ : تَرْقِيعُ القَمِيصِ وقَدْ عَشَّهُ فانْعَشّ . والعَشُّ : إِقْلالُ العَطَاءِ يقال : عَشَّ المَعْرُوفَ يَعُشُّهُ عَشّاً إِذا قَلَّلَه قالَ رُؤْبَةُ : حَجّاجُ ما سَجْلُكَ بالمَعْشُوشِ . والعَشُّ أَيْضاً : العَطَاءُ القَلِيلُ يُقَال : سَقَى سَجْلاً عَشّاً أَي قَلِيلاً نَزْراً وقال : يُسْقَيْنَ لا عَشّاً ولا مُصَرَّدَا . والعَشُّ : لُزُومُ الطّائرِ عُشَّهُ . وهُوَ بالضَّمِّ : مَوْضِعُ الطّائِرِ الَّذِي يَجْمَعُهُ من دُقاقِ الحَطَبِ وغَيْرِها في أَفْنَانِ الشَّجَرِ فيَبيضُ فِيه فإِذا كانَ في جَبَلٍ أَوْ جِدَارٍ أَوْ نَحْوِهِمَا فهو وَكْرٌ ووَكْنٌ وإِذا كانَ في الأَرْضِ فهُوَ أُفْحُوصٌ وأُدْحِىُّ كَذَا في الصّحاح ويُفْتَحُ . وفي التَّهْذِيب : العُشُّ لِلْغُرَابِ وغَيْرِه على الشَّجَرِ إِذا كَثُفَ وضَخُمَ . وفي المَثَلِ في خُطْبَةِ الحَجّاج : ليسَ هذا بعُشِّكِ فادْرُجِى أَرادَ بعُشِّ الطّائِرِ أَي لَيْسَ لَكِ فيهِ حَقُّ فامْضِي يُضْرَبُ لمَنْ يَرْفَعُ نَفْسَه فَوْقَ قَدْرِه ولِمَنْ يَتَعَرَّضُ إِلَى شَئٍ لَيْسَ منه وللمُطْمَئنِّ في غَيْرِ وَقْتِه فيُؤْمَرُ بالجِدِّ والحَرَكة وفي الأَسَاس : يُضْرَبُ لِمَنْ يَنْزِلُ مَنْزِلاً لا َيصْلُحُ له . وعُشُّ بنُ لَبِيدِ بنِ عَدّاء بنِ لبِيدِ بنِ عَبْدِ اللهِ بن رِزَاح بنِ رَبِيعَةَ بنِ حَرَامِ بنِ ضِنَّةَ بنِ عَبْدِ بن كَبِيرِ بن عُذْرَةَ بن سَعْدِ هُذَيْمٍ شاعِرٌ . وسَعْدُ بنُ قُضَاعِيٍّ مِنْ وَلَدِه أَبو العَبّاسِ العُشِّيّ الشاعِرُ . وذُو العُشِّ : ع ببلادِ بَنِي مُرَّةَ . وأَعْشَاشٌ كَأَنَّهُ جَمْعُ عُشٍّ : ع بِبلادِ بَنِي سَعْدٍ هكذا في النُّسَخِ وقالَ ياقُوت : هو مَوْضِعٌ في بِلادِ بَنِي تَمِيمٍ لبَنِي يَرْبُوع بنِ حَنْظَلَةَ قالَ الفَرَزْدَق :
عَزَفْتَ بأَعْشاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ ... وأَنْكَرَتَ مِنْ حَدْرَاءَ ما كُنْتَ تَعْرِفُ
" ولَجَّ بكَ الهِجْرَانُ حَتَّى كَأَنّمَاتَرَى المَوْتَ في البَيْتِ الَّذِي كُنْتَ تَأْلَفُ وقالَ ابنُ بَعْجَاءَ الضَّبِّيُّ :
أَيا أَبْرَقَىْ أَعْشَاشَ لا زَالَ مُدْجِنٌ ... يَجُودُكُمَا حَتّى يُرَوَّى ثَرَاكُمَا
أَرانِيَ رَبِّيِّ حِينَ تَحْضُرُ مِيتَتِي ... وفي عِيشَةِ الدُّنْيَا كما قَدْ أَرَاكُمَاوقيلَ : هُوَ مَوْضِعٌ بالبَادِيَة قُرْبَ طَمِيَّةَ مقابِلٌ لها بالقُرْبِ من مَكَّةَ شَرَّفَها اللهُ تَعَالَى قال الصّاغَانِيّ : وقَدْ وَرَدْتُه . قُلْتُ : ورُوِىَ قَوْلُ الفَرَزْدَقِ بإِعْشَاشٍ بالكَسْرِ أَي عَرَفْتَ بكُرْهٍ يَقُول : عَزَفْتَ بكُرْهِكَ عمّن كُنتَ تُحِبُّ وقِيلَ : الإِعْشَاشُ : الكِبَرُ أَي عَزَفْتَ بكِبَرِكَ عَمَّنُ تُحِبّ . وهذه عن الصّاغَانِيّ . ومن أَمثالِهِمْ : تَلَمَّسْ أَعْشَاشَكَ أَيْ تَلَمَّس العِلَلَ والتَّجَنَّيَ في أَهْلِكَ وذَوِيكَ وهو قَرِيبٌ من قَوْلِهِمِ : لَيْسَ بِعُشِّكِ فادْرُجِى . والعَشْعَشُ بالفَتْحِ كما ضَبَطَه الصّاغَانِيّ ويُضَمُّ كَمَا ضَبَطَهُ الجَوْهَرِيُّ وحَكَاه عن ابن الأَعْرَابِيّ كالعَصْعَصِ والعُصْعُصِ قالَ : هُوَ العُشُّ المُتَرَاكِبُ بَعْضُه فِي بَعْضٍ أَيْ عَلَى بَعْضٍ . والمَعَشُّ : المَطْلَبُ قالَهُ الخَلِيلُ وقَالَ ابنُ سِيدَه نَقْلاً عن غَيْرِ الخَلِيلِ : هُوَ المَعَسُّ بالسِّين وقد تَقَدَّم . وبِهَاءٍ : الأَرْضُ الغَلِيظَةُ كالعَشَّةِ عن الأَزْهَرِيّ . وقال أَبو زَيْدٍ : جَاءَ بهِ أَيْ بالمالِ من عِشِّهِ وبِشِّهِ وعِسِّهِ وبِسِّهِ أَيْ مِنْ حَيْثُ شَاءَ لُغَةٌ فِي السِّينِ المُهْمَلَةِ وقَدْ تَقَدَّم . وأَعَشَّ الرَّجُلُ : وَقَعَ في أَرْضٍ عَشَّةٍ أَيْ غَلِيظَةٍ قالَهُ أَبُو خَيْرَةَ . وأَعَشَّ فُلاناً عَنْ حاجَتِه : صَدَّهُ ومَنَعَهُ عن ابنِ دُرَيْدٍ وقِيلَ : أَعْجَلَه كأَحَشَّه وكَذَا أَعَشَّ به . وأَعَّش الظَّبْيَ مِنْ كِنَاسِه : أَزْعَجَهُ عن ابنِ عَبّادٍ . وأَعَشَّ القَوْمَ : نَزَلَ مَنْزِلاً قَدْ نَزَلُوهُ مِنْ قَبْلِهِ على كُرْهٍ فآذاهُمْ حَتَّى تَحَوَّلُوا من أَجْلِهِ وأَذِيَّتِه قالَ الفَرَزْدَقُ يَصِفُ قَطَاةً :
وصادِقَة ما خَبَّرَتْ قَدْ بَعَثْتُها ... طرُوقاً وباقِي اللَّيْلِ في الأَرْضِ مُسْدِفُ
وَلَوْ تثرِكَتْ نامَتْ ولكِنْ أَعَشَّهَا ... أَذَىً مِن قِلاص كالحَنِيِّ المُعَطَّفِ كَذَا رواهُ اللَّيْثُ بالعَيْن واسْتَدْرَكَ عَلَيْه تَوْبَةُ وأَبُو الهَيْثَمِ وقالاَ : هُوَ بالغَيْنِ المُعْجَمَة . وأَعَشَّ اللهُ تَعَالَى بَدَنَه : أَنْحَلَهُ : دُعَاءٌ عَلَيْه . وعَشَّشَ الطّائِرُ تَعْشِيشاً : اتَّخَذَ عُشّاً كاعْتَشَّ اعْتِشَاشاً قالَ أَبو مُحَمّدٍ الفَقْعَسِيّ يَصِفُ ناقَةً : بِحَيْث يَعْتَشُّ الغُرَابُ البَائِضُ . وعَشَّشَ الكَلأُ والأَرْضُ : يَبْسَا ويُقَالُ : كَلَأُ عَشٌّ وأَرْضٌ عَشَّةٌ . وعَشَّشَ الخُبْزُ يَبِسَ وتَكَرَّجَ فهُوَ مُعَشِّشٌّ وفي الحَدِيثِ الَّذِي أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وغَيْرُه في قِصَّةِ أُمِّ زَرْعٍ : ولا تَمْلأُ بَيْتَنَا تَعْشِيشاً أَيْ لا تَخُونُ في طَعَامِنَا فتَخْبَأ مِنْهُ في كُلِّ زَاوِيَةٍ شَيْئاً فيَصْيرُ كمُعَشَّشِ الطُّيورِ . إِذا عَشَّشَتْ في مَوَاضِعَ شَتَّى وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
وفي الأَشَاءِ النّابِتِ الأَصَاغِرِ ... مُعَشَّشُ الدُّخَّلِ والتَّمَامِرِ وقِيلَ : أَرادَتْ : لا تَمْلأُ بَيْتَنَا بالمَزَابِلِ كأَنَّهُ عُشُّ طائِرٍ وهذِهِ رَوَاهَا ابنُ الأَنْبَارِيّ عن ابنِ أَرِيسٍ عَنْ أَبِيهِ ويُرْوَى بالغَيْنِ المُعْجَمَة . واعْتَشُّوا : امْتَارُوا مِيرَةً قَلِيلَةً لَيْسَتْ بالكَثِيرَةِ روَاه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . وانْعَشَّ القَمِيصُ : تَرَقّعَ وهُوَ مُطَاوِعُ عَشَشْتُه كَمَا تَقَدَّم . قال الصّاغَانِيّ : والتَّرْكِيبُ يَدُلُّ على قِلَّةِ ودِقَّةٍ ثمّ تَرْجِعُ إِلَيْهِ فُرُوعُه بقِيَاسٍ صَحِيحٍ وقَدْ شَذَّ مِنْ هذا التَّرْكِيبِ : أَعْشَشَتُ القَوْمَ . ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : يُجْمَع عُشُّ الطّائِرِ على أَعْشَاشٍ وعِشَاشٍ وعُشُوشٍ وعِشَشَة قَال رُؤْبَةُ - في العُشُوش - :
لَوْلا حُبَاشَاتٍ من التَّحْبِيشِ ... لِصِبْيَةٍ كأَفْرُخِ العُشُوشِوالعَشَّةُ من الأَشْجَارِ : المُفْتَرِقَةُ من الأَغْصَانِ التي لا تُوَارِى ما وَرَاءهَا والجَمْعُ عِشَاشٌ . وأَرْضٌ عَشَّةٌ : قَلِيلَةُ الشَّجَرِ في جَلَدٍ عَزَازٍ ولَيْسَتْ بجَبَلٍ ولا رَمْلٍ وهي ليِّنَة في ذلِك . ونَاقَةٌ عَشَّةٌ بَيِّنَةُ العَشَشِ والعَشَاشَةِ والعُشُوشَةِ وفَرَسٌ عَشُّ القَوَائِمِ : دَقِيقٌ . وأَعَشَّ بالقَوْمِ وعَشَّ بِهم الأَخِيرَةُ عن اللَّيْثِ : نَزَلَ بِهِمْ عَلَى كُرْهٍ . والإِعْشَاشُ : الكِبَرُ . وجَاؤُا مُعَاشِّينَ الصُّبْحَ أَيْ مُبَادِرِينَ . وأَعَشَّنِي الأَمْرُ : أَعْجَل فيهِ . وبَعِيرٌ عَشُوشٌ : ضَعِيفٌ من الضِّرَابِ أَو السَّيْرِ . وأَعْشَاشٌ وأَنْصَابٌ : ماءَان لبَنِي يَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَةَ وذاتُ العُشِّ : مَوْضِعٌ بَيْنَ صَنْعَاءَ ومَكَّةَ عَلَى النَّجْدِ دُونَ طَرِيقِ تِهَامَةَ بَيْنَ قُبُورِ الشُّهَدَاءِ رَحِمَهُم اللهُ تَعَالَى وبَيْنَ كُتْنَةَ